ملف العدد < الرئيسية

حياة أفضل لسكان تشونغلي

: مشاركة
2019-12-31 16:49:00 الصين اليوم:Source ما لي وتسوه لين:Author

يشهد حي تشونغلي، التابعة لمدينة تشانغجياكو بمقاطعة خبي، تنمية سريعة مستفيدا من مشروعات الاستثمار والبناء المتعلقة بدورة بكين للألعاب الأولمبية الشتوية 2022 والسياسات الحكومية بشأن مساعدة الفقراء ودعم المؤسسات. قال وانغ سي تشو نائب أمين لجنة الحزب الشيوعي الصيني في حي تشونغلي: "كان بإمكان تشونغلي تحقيق تنميته بدون أولمبياد بكين الشتوية 2020، لكنه بالطبع لم يكن ليتطور وينمو بمثل هذه السرعة."

تسريع التنمية الاقتصادية من خلال بناء الطرق

انتقل منغ قوه فنغ من بكين إلى تشونغلي مع زوجته قبل خمس سنوات، ويعمل حاليا في منتجع فولونغ للتزلج. يعتقد منغ أن أولمبياد بكين الشتوية تلعب دورا بارزا في تنمية تشونغلي، خاصة في تطوير المواصلات. قال: "عندما انتقلتُ إلى تشونغلي، لم يكن هناك شبكة طرق سريعة متطورة آنذاك، لذا، كان اجتياز الطرق الجبلية يستغرق مني خمس ساعات. الآن، يمكنني توفير نصف الوقت لذلك."

بدأت الحكومة المحلية بناء شبكة الطرق بعد أن تم تحديد تشونغلي ضمن الأماكن المستضيفة للأولمبياد الشتوية 2022. وقد تم تطوير الطرق الترابية في تشونغلي إلى طرق أسمنتية منظمة. حاليا، يجري بناء الطريق الدائري السابع في بكين، بعد الانتهاء من البناء، ستستغرق المسافة بين بكين وتشونغلي أقل من ثلاث ساعات، بل وسوف تستغرق أقل من ساعة من بكين إلى تشونغلي بعد تشغيل خط السكك الحديدية بين بكين وتشانغجياكو وسكك تشونغلي الحديدية.

بفضل تحسين البنية التحتية، تم ربط مواصلات تشونغلي بشبكة الطرق الخارجية. ينتمي حي تشونغلي إلى الدائرة الاقتصادية حول العاصمة، كما أنه من الأماكن المناسبة لرياضة التزلج على الجليد، لذا، يجذب الكثير من هواة التزلج. كما يعمل حي تشونغلي على تطوير حجم صناعة التزلج وجودتها باستمرار من أجل جذب المزيد من الزوار الذين يقضون العطلات هنا ويشترون المنازل فيها، مما يعزز توظيف السكان المحليين.

وفقا لإحصاءات من حكومة حي تشونغلي، فإن إيرادات تشونغلي المالية تزداد بحوالي 200 مليون يوان (الدولار الأمريكي يساوي 7 يوانات حاليا) سنويا، منذ نجاح بكين في استضافة الألعاب الأولمبياد الشتوية، إذ ارتفعت من 440 مليون يوان إلى 015ر1 مليار يوان بين عام 2015 و2018، كما تجاوزت إيرادات الموازنة العامة لها 500 مليون يوان. سوف يواصل تشونغلي تحسين الهيكل الاقتصادي بشكل أسرع، بالاستفادة من مشروعات وأعمال البناء الخاصة بالأولمبياد الشتوية.

تغيرات في بيئة المعيشة

تعتبر الأولمبياد الشتوية عنصرا هاما لتطور تشونغلي، لكن تنمية صناعة التزلج ليست هي الأسلوب الوحيد للقضاء على الفقر في تشونغلي. منذ عام 2017، قام تشونغلي بتطوير 57 قرية وفقا لأهداف "الحفاظ على القرى القديمة واستخدام المعايير الدولية وتنمية الصناعات الحديثة وعرض العناصر الصينية"، ووفقا للحاجة إلى تنمية الأرياف والمدن الحديثة.

تقع قرية شانغوبو على بعد عشرة كيلومترات من شمال شرق مقر حكومة حي تشونغلي. في السنوات الماضية وبسبب الفقر، غادر معظم الشباب القرية موطنهم لممارسة أعمال مؤقتة. يبلغ عدد سكان قرية شانغوبو 306 أشخاص، لكن عدد السكان الدائمين 119 شخصا فقط. في السنتين الماضيتين، ساعدت مجموعة فولونغ قرية شانغوبو في البناء وتحويلها إلى قرية حديثة جديدة.

قاو جيون شنغ، أحد سكان قرية شانغوبو، فتح محل بقالة في مايو 2019، ودائما ما يقود دراجته الثلاثية لشراء البضائع من المحافظة المجاورة صباحا، قال: "عمري ستون سنة. كنت أعمل في مهن مؤقتة خارج القرية، عندما كنت صغيرا. الآن، أملك منزلا جديدا في القرية، وأصبحت حياتي أفضل تدريجيا، لذا، فتحت هذه البقالة مع زوجتي." تقع بقالة قاو جيون شنغ في مركز القرية. يفضل كثير من القرويين شراء البضائع منها، لذا يحصل قاو جيون شنغ من البقالة على دخل أكثر مما كان يحصل عليه في الماضي من ممارسة الأعمال المؤقتة. لم يعد قاو جيون شنغ يحتاج إلى مغادرة القرية سعيا وراء لقمة العيش، وزوجته شي شيو تشين سعيدة للغاية بذلك.

في مارس عام 2019، انتقل قاو جيون شنغ مع أسرته إلى منزل جديد مزوَد بأجهزة حديثة. قالت زوجته شي شيو تشين: "عادت ابنتي الثانية وابنها إلى المنزل من المحافظة المجاورة صباح اليوم. في الماضي، لم يكن ممكنا أن يقيما في منزلنا، لأن المنزل القديم كان صغيرا وباردا للغاية في الشتاء. أما الآن، فالمنزل الجديد مزود بالتدفئة. بالنسبة لابنتي وحفيدي، لا يوجد فرق بين العيش في منزلي والعيش في المحافظة."

انتقلت شي شيو تشين إلى قرية شانغوبو في عام 1981 للزواج من قاو جيون شنغ. قالت: "عندما تزوجت في القرية، عشت في كهف في جبل. كنت أعاني من الجوع دائما، لأن التربة كانت سيئة للغاية ولا تصلح لإنتاج محاصيل كافية. كنا فقراء جدا آنذاك." بعد ذلك، بنى قاو جيون شنغ وشي شيو تشين بيتا من الآجر والطوب اللَّبِن وانتقلا إليه، وكرسا كل جهودهما في الزراعة والقيام بالأعمال المؤقتة لدعم ابنتيهما في الدراسة. لكن لم تتغير حياتهما كثيرا، وبقيا يعانيان من الفقر والعوز. قال الزوجان المسنان بامتنان: "لو لم تنفذ الحكومة سياسة القضاء على الفقر وتقيم الأولمبياد الشتوية في تشونغلي، لم نكن نحلم أو نتوقع أن نعيش يوما في منزل جميل ومناسب كهذا وكسب المال وتحقيق الأرباح ونحن على عتبة باب البيت."

قال وانغ يونغ فنغ، مدير قسم العمليات التجارية لمجموعة فولونغ: "يتكون المنزل الجديد في القرية من صالة وغرف وشبكة المياه والصرف والحمام، كما نزودها بموزّع الحرارة وسخان المياه الكهربائي وغيرها من الأجهزة الحديثة، مما جعلها تتمتع بجميع ميزات المنازل في المدينة. من خلال مساعدتنا، نأمل أن تتمتع القرى في شانغوبو بحياة سعيدة مثل سكان المدن الأخرى."

سوف ينتقل القروي هو قوي بينغ، البالغ من العمر ستين سنة، إلى منزله الجديد قريبا. وفقا لسياسة الحكومة بشأن دعم قرية شانغوبو، يمكن للقروي الانتقال إلى المنزل الجديد مجانا، ويدفع نصف فاتورة الكهرباء فقط.

تغيرات في نمط تنمية شانغوبو

بالإضافة إلى تحسين البيئة المعيشية للقرى، تطبق الحكومة المحلية العديد من الإجراءات الأخرى للقضاء على الفقر، مثلا، كل كادر على مستوى المحافظة مسؤول عن خمس عائلات فقيرة لمساعدتها على تحليل أسباب الفقر، وتحدد الحكومة الفقراء، الذين لا يملكون أموالا كافية لبدء الأعمال، لتحصل على القروض. بالنسبة لمن يستطيع العمل ولكن لا يجد وظيفة، تساعدهم الحكومة في توظيفه؛ وتحث الفقراء، الذين لديهم القليل من التعليم وفرص العمل، على المشاركة في الأعمال الأساسية المحلية مثل حماية الغابات ومنع الحرائق وتنظيف القرية؛ وبالنسبة للأسر الفقيرة التي فقدت معيلها، تطبق الحكومة سياسة تأمين الحد الأدنى للمعيشة. أما بالنسبة للسكان الفقراء الذين يعانون من المرض، فتعمل الحكومة على تعزيز نظام التأمين الصحي من أجل القضاء على الفقر المدقع. قال وانغ شي تشو: "ميزتنا هي تجميع الموارد لمعالجة المشكلات الرئيسية. لدينا هدف مشترك، ونعمل على تحقيقه."

تُعد قرية شانغوبو مثالا حيا، يجسد جهود حكومة تشونغلي في معالجة المشكلات الرئيسية من خلال حشد الموارد المحلية. مثلا، تحث الحكومة المؤسسات على المشاركة في مشروعات التخفيف من حدة الفقر المستهدف من أجل حل مشكلة نقص الأموال، مما يسهم في تحقيق القضاء على الفقر من خلال التعاون والتنسيق بين الحكومة والسوق والمجتمع.

قالت قوه مي هونغ، نائبة رئيس شؤون العمليات التجارية لمجموعة فولونغ: "شهدت شانغوبو تحسين البيئة المعيشية، لكن يجب على الحكومة تنمية الصناعات القوية لتحقيق نهضة القرية وحل مشكلة الدخل، مما يشجع الشباب على العودة إلى القرية."

في الوقت الراهن، تواجه شانغوبو مشكلة كيفية مساعدة القرى على كسب دخل ثابت وكيفية تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة على أساس تحسين البيئة المعيشية.  قالت قوه مي هونغ: "تعتبر تشانغجياكو نقطة البداية لطريق هالقان- خوري، المعروف بطريق الحرير الشمالي. تشونغلي مكان تجاري هام منذ العصر القديم. لذا، ينبغي لنا تنمية الاقتصاد الحديث في تشونغلي وتنمية الاقتصاد في الأرياف بالاستفادة من هذه الثقافة التجارية." توظيف الثقافة التقليدية هو أفضل طريق لتطوير القرية مثل شانغوبو. قالت قوه مي هونغ: "قمنا بإعادة بناء معامل جبن فول الصويا والزيوت والمساحيق وغيرها، لتشجيع القرى على القيام بالأعمال اليدوية التقليدية، هكذا، نحمي الحرف اليدوية التقليدية ونضيف لها قيمة اقتصادية جديدة، مما ساعد المزارعين على العثور على أعمال ومهن جديدة وزيادة دخولهم وتطوير الاقتصاد الريفي."

يحقق حي تشونغلي الفوز المشترك بفضل دعم الحكومة المحلية والثقة المتبادلة بين الحكومة والمؤسسات. أشارت قوه مي هونغ إلى أن مجموعة فولونغ ستعمل على توظيف مزايا المجموعة في جذب العملاء والإدارة لتحويل مهارات المزارعين إلى قوى منتجة في المستقبل، وتغير شانغوبو لتصبح قرية للتراث الشعبي تشمل السياحة والفنادق والمناظر الجميلة والمطاعم المميزة، وترتبط بمنتجع التزلج لتوفير أماكن ترفيهية لزوار تشونغلي.

--

ما لي، صحفي في مجلة ((الصين اليوم)).

تسوه لين، صحفية في مجلة ((تقرير الصين)).

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4