ملف العدد < الرئيسية

تقاسم المستقبل المشرق مع العالم من خلال التمسك بالانفتاح على الخارج

: مشاركة
2019-11-29 09:18:00 الصين اليوم:Source تسو لي:Author

افتتحت الدورة الثانية للمعرض الصيني الدولي للاستيراد في شانغهاي في الخامس من نوفمبر 2019. إن إقامة هذا المعرض هي قرار رئيسي اتخذته الصين من أجل تعزيز جولة جديدة من الانفتاح الصيني على مستوى عال وهو مبادرة هامة لفتح أسواقها أمام العالم، وهو العمل الفعلي الذي تتبناه الصين من أجل بناء الاقتصاد العالمي المنفتح ودعم العولمة الاقتصادية. أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ في خطابه الرئيسي في افتتاح المعرض على الانفتاح والتعاون، مما يوضح للاقتصاد العالمي اتجاه النمو والتطور، حيث قال إن الصين ستواصل انفتاحها على الخارج وستقدم مزيدا من الفرص في الأسواق، والاستثمار والتنمية من أجل تحقيق التطور والنمو المشترك.

مواصلة دفع عجلة الانفتاح الصيني على الخارج على المستوى الأعلى

 على مدى أكثر من أربعين عاما منذ تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح، ظلت الصين تبادر وتسارع في عملية اندماجها في العولمة الاقتصادية، مع اتساع نطاق انفتاحها على العالم الخارجي. وقد أكد الرئيس شي جين بينغ مجددا، فيما يخص مواجهة التغيرات الملحوظة في البيئة الخارجية الراهنة للتنمية في الصين، على "أننا نقف على نقطة انطلاق تاريخية جديدة، وستفتح الصين أبوابها على الخارج بشكل أوسع"، وقال: "نحن نتمسك بالانفتاح كسياسة أساسية لنا ونلتزم بالانفتاح لدفع الإصلاح، التنمية، والابتكار سعيا لدفع عجلة الانفتاح الصيني على الخارج على المستوى الأعلى."

باعتباره مشروعا رمزيا هاما لجولة جديدة من الانفتاح الصيني على مستوى عال، يساعد معرض الصين الدولي للاستيراد على توسيع نطاق انفتاح الصين على الخارج، وتعزيز مجالات ومستويات افتتاحها، مما يحقق ابتكار نمط الانفتاح وتحسين التخطيط ورفع النوعية. ويمكننا أن نجد التغيرات العميقة التي تحدث في عملية انفتاح الصين على الخارج وتعاونها مع مختلف الدول الأخرى من خلال المعرض، ومنها الانتقال من الاهتمام بالاندماج في أعمال تقسيم العمل في الاقتصاد العالمي وشبكة التجارة إلى المساهمة في تقديم المشروعات الصينية وبناء المنصات الجديدة المتسمة بالانفتاح والتعاون، وأيضا التحول من التركيز على "التصنيع في الصين" إلى تنفيذ سياسة استيراد أكثر إيجابية وتعزيز التنمية المتوازنة للواردات والصادرات؛ والانتقال من التركيز على اجتذاب الاستثمار الأجنبي المباشر إلى الاهتمام باجتذاب الاستثمار الأجنبي المباشر وزيادة الواردات على حد سواء؛ والتحول من التركيز على فتح الأسواق الخارجية إلى الاهتمام باحتياجات الأسواق الخارجية واحتياجات الأسواق المحلية في نفس الوقت؛ والتحول من استيراد البضائع المختلفة إلى التنمية المنسقة بين استيراد البضائع وتجارة الخدمات؛ والانتقال من الاستيراد من الدول المتقدمة والدول المنتجة للمواد الخام إلى الاستيراد من الدول المتقدمة والنامية والدول الأقل نموا. إنها صورة جديدة بالنسبة للصين والعالم.

أشار الرئيس شي جين بينغ إلى أن الصين تنفتح على الخارج بكافة الاتجاهات والمجالات وتسارع إلى تشكيل نمط الانفتاح الجديد والشامل. ستواصل الصين توسيع انفتاح السوق، وتحسين إطار الانفتاح، وتحسين بيئة الأعمال، وتعميق التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف والبناء المشترك لـ"الحزام والطريق". يلعب معرض الصين الدولي للاستيراد دورا إيجابيا في تنفيذ هذه الإجراءات الهامة. باعتباره ضابط السرعة لتوسيع نطاق الاستيراد في الصين ومنصة التجارة الخارجية واجتذاب الاستثمار وتوجيه الاستثمار في الخارج، يساعد معرض الصين الدولي لشركات الاستيراد الأجنبية الممتازة على تقاسم الفرص السانحة في السوق الصينية الجيدة. فضلا عن ذلك، يقدم المعرض منبرا عمليا لدفع التنمية العالية الجودة لمبادرة "الحزام والطريق" حتى يسهل تحقيق التنمية لكافة الشعوب على طول الحزام والطريق.

استهلاك الصينيين يدفع تداول العناصر الدولية

أشار الرئيس شي جين بينغ في خطابه بمراسم افتتاح الدورة الثانية لمعرض الصين الدولي للاستيراد إلى أن عدد سكان الصين يبلغ نحو 4ر1 مليار نسمة ولديها أكبر عدد من مجموعة متوسطي الدخل في العالم. ستتمتع الصين بسوق ضخمة وإمكانيات هائلة ومستقبل مشرق للغاية. ومع دخول الاقتصاد الصيني إلى مرحلة جديدة من التنمية العالية الجودة، فقد أصبح الطلب والاستهلاك المحلي "محركا رئيسيا" لنمو الاقتصاد الصيني، وتزداد رغبة الشعب الصيني في الحياة الرغيدة. اليوم، وأصبحت الصين أكبر قاعدة إنتاج في العالم، وتتجه إلى أن تكون السوق الاستهلاكية الأكبر حجما وسرعة نمو في العالم. تتميز الصين بسمة مزدوجة كـ"المصنع العالمي" و"السوق العالمية". هذه التغيرات الجديدة تتطلب من الصين أن تكون أكثر استباقية في زيادة وارداتها، وأن تستخدم الموارد العالمية بشكل متكامل لارتقاء الصناعات المحلية ومستوى الاستهلاك، وأن تحقق التنمية العالية الجودة والحياة الرغيدة في إطار التعاون والانفتاح.

يعتبر معرض الصين الدولي للاستيراد عملا هاما لتوزيع الموارد العالمية بصورة محسنة. في الوقت الحاضر والمستقبل، تهدف الصين توسيع نطاق الاستيراد لتلبية الاحتياجات المتزايدة لسوق الاستهلاك المحلية من خلال استخدام الموارد العالمية الممتازة. قال الرئيس شي جين بينغ في خطابه: "ستعمل الصين على تحقيق التنمية المتسقة بين الاستيراد والتصدير، وبين التجارة السلعية والخدمية، وبين التجارة الثنائية والاستثمار المتبادل وبين التجارة والصناعة، بما يسهل التدفق الحر والمنتظم للعناصر الاقتصادية الدولية والمحلية والتوزيع الفعال للموارد والتلاحم العميق للأسواق."

 باعتبار المعرض منصة استيراد منفتحة على العالم كله، يشمل المعرض كلا من التجارة في السلع والتجارة في الخدمات؛ ويغطي جميع أنواع الضروريات اليومية، وأيضًا عددًا كبيرًا من المنتجات الصناعية الممتازة التي تدفع تحول وارتقاء الصناعة الصينية. وعليه، يمكن تحقيق بناء الربط الواضح بين "جانب الطلب" في السوق المحلية و"جانب العرض" في السوق الخارجية، أي يمكن للشركات الأجنبية ذات البضائع الأجنبية العالية الجودة أن تجد الفرص الجديدة في الصين وفي نفس الوقت، يمكن للمستهلكين الصينيين تلبية احتياجاتهم الكثيرة والمتنوعة.

دفع بناء الاقتصاد العالمي المنفتح

حاليا، يشهد نمط الاقتصاد العالمي تغيرات عميقة حيث يواجه الأحادية والحمائية والتيار المناهض للعولمة الاقتصادية، وتتعرض تعددية الأطراف ونظام التجارة الحرة لصدمات، فضلا عن زيادة عناصر عدم اليقين وعدم الاستقرار والمخاطر والتحديات. أكد الرئيس شي جين بينغ على "أنه لا يمكن لأي دولة بمفردها حل المعضلات التي تواجه الاقتصاد العالمي"، "ويجب علينا تبني رؤى وإجراءات أكثر انفتاحا والعمل معا على تكبير الكعكة في السوق العالمية، وتثبيت آلية للتقاسم العالمي، وتنويع الوسائل للتعاون العالمي، بما يعزز القوة الدافعة للعولمة الاقتصادية ويخفف القوة المانعة لها."

يمثل معرض الصين الدولي للاستيراد منبرا تعاونيا شاملا مفتوحا من أجل تعزيز التنمية المشتركة بين الدول من خلال توسيع نطاق انفتاح السوق الصينية على الخارج في العصر الجديد. في هذا الإطار، تنشئ الصين الممر الأخضر بين السلع والخدمات الجيدة النوعية الخارجية والسوق الصينية الواسعة. على هذا الأساس، تعمل الصين على زيادة الواردات بصورة مباشرة، مما يزيد الطلب وحجم التجارة على المستوى العالمي ويضخ طاقة جديدة لنمو الاقتصاد العالمي. إن هذا الموقف وتلك الإجراءات التي تسعى إلى تحقيق التنمية المشتركة، تعكس مسؤولية الصين لمواجهة التغيرات العالمية ويرمز إلى تحول هويتها من "مساهمة" و"مشاركة" إلى "بنّْاءة" و"رائدة" في مسار تطور الاقتصاد العالمي المنفتح.

وعلى مدى السنوات الخمس عشرة المقبلة، سيتجاوز حجم واردات الصين من السلع الأجنبية ثلاثين تريليون دولار أمريكي (الدولار الأمريكي يساوي 7 يوانات حاليا) ومن الخدمات عشرة تريليونات دولار أمريكي، مما سيوفر للدول الأخرى طلبا كبيرا ومستقرا ومستداما على الواردات. وبالنسبة لشركاء الصين، فإن ذلك لا يحقق لها إيرادات تجارية كبيرة وتنمية طويلة الأجل للصناعات المعنية فحسب، وإنما أيضا سيجلب لها فرص العمل التي تزداد باستمرار، والتحسين الملموس لمستوى معيشة شعوب تلك الدول. يمكن للدول المتقدمة أن تجد السوق الواسعة بفضل طلب الصين الضخم على المنتجات والخدمات من قطاع التصنيع والخدمات المتقدمة. في نفس الوقت، يمكن للدول النامية أن تجد الفرص التجارية الجديدة في الصين أيضا لتلبية الطلبات المتعددة في الصين، بدلا من الاعتماد على تصدير المنتجات المعدنية والطاقة والأغذية فقط. ويمكن للدول الأقل نموا أن تشارك وتندمج في سلسلة القيمة العالمية من أجل رفع قدرتها على التنمية من خلال زيادة حجم صادراتها، مما سيدفع تحقيق الأهداف في جدول الأعمال الدولي للتنمية المستدامة.

ويمثل معرض الصين الدولي للاستيراد محاولة هامة من جانب الصين من أجل تحقيق التعاون المنفتح والمفيد لجميع الدول. ومن حيث المصدر، ما تقدمه الصين هو مشروع صيني؛ ومن حيث النتائج، هو منتج عام تخدم مصالح الأطراف المعنية. لذا، نتطلع أن يستفيد العالم من هذا المنتج العام الذي طرحته الصين، وأن يسهم إسهاما جديدا ويحقق المزيد في بناء الاقتصاد العالمي المنفتح ورابطة المصير المشترك للبشرية.

--

تسو لي، رئيس مركز دراسة إستراتيجية الانفتاح بمدرسة الحزب الشيوعي الصيني بشانغهاي.

 

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4