ملف العدد < الرئيسية

تبادل خبرات الحوكمة لدفع التنمية العالمية

: مشاركة
2019-07-01 13:37:00 الصين اليوم:Source لوان جيان تشانغ:Author

من أجل معرفة الصين، يجب عليك أن تعرف تطور الحزب الشيوعي الصيني الذي قاد الشعب الصيني لتحقيق الاستقلال الوطني وتحرير الشعب، وانتهج بناء الصين الاشتراكية على خلفية من الفقر والتأخر، وأطلق مسيرة الإصلاح والانفتاح الجديدة في البلادأأطيسبيسبيسبسيبسي. بفضل هذا الحزب، حققت الصين إنجازات واحدة تلو الأخرى. على سبيل المثال، في العقود الأربعة الماضية، تخلص 740 مليون صيني من الفقر وانخفضت نسبة حالات الفقر من 5ر97% في عام 1978 إلى 1ر3% في نهاية عام 2017، مما يمثل معجزة في تاريخ البشرية. في نفس الوقت، تحولت الصين إلى ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

دائرة الاتصالات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، هي الجهاز المسؤول عن الاتصالات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، وتعد قناة هامة لزيادة معرفة العالم بالحزب الشيوعي الصيني، حيث يقيم الحزب الشيوعي الصيني علاقات تبادلات دائمة مع أكثر من أربعمائة حزب سياسي في ما يزيد عن مائة وستين دولة في العالم ومنها الأحزاب الشيوعية والأحزاب اليسارية وأحزاب يمين الوسط في تلك الدول.

المغزى العالمي لأفكار شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية

المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني، الذي عقد في أكتوبر عام 2017، حدد المكانة الإرشادية لأفكار شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد. وقد أشار الرئيس الصيني شي جين بينغ في التقرير المقدم إلى المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني إلى "أن الاشتراكية ذات الخصائص الصينية دخلت إلى العصر الجديد، ويعتبر ذلك معلما تاريخيا جديدا لتطور بلادنا."

إن دخول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية إلى العصر الجديد يشير إلى  أن الأمة الصينية التي عانت الكثير من المحن الطويلة الأمد منذ العصر الحديث، قد  نجحت في تخطي كل تلك الأزمات وتمكنت من تحقيق طفرة عظيمة من النهوض ثم الرخاء وصولا إلى حيازة القوة، واستقبلت آفاقا مشرقة لتحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية؛ ويعني ذلك أن الاشتراكية العلمية أظهرت حيويتها ونشاطها الجبارين بالصين في القرن الحادي والعشرين، حيث ترفرف الراية العظيمة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية عالية في العالم؛ ويشير ذلك أيضا إلى أن طريق ونظرية ونظام وثقافة الاشتراكية ذات الخصائص الصينية تتطور بدون توقف وبلا انقطاع، إذ أنها وسعت سبل توجه الدول النامية تجاه التحديث والتطوير، وأتاحت اختيارا جديدا لتلك الدول والأمم التي لا تأمل في تسريع تنميتها فحسب، وإنما أيضا ترغب في الحفاظ على استقلاليتها، كما قدمت الحكمة والحلول الصينية في سبيل تسوية مشكلات البشرية.

هذا هو المغزى العالمي لأفكار شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد. أولا، أن دخول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية إلى العصر الجديد له أهمية بالغة للحركات الاشتراكية العالمية. الحيوية الجبارة التي أظهرتها الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، هي حيوية الاشتراكية العلمية، لذا، يمكننا أن نرفع راية الاشتراكية العلمية العظيمة عاليا في العالم؛ ثانيا، أن أفكار شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد ذات أهمية بالغة للدول التي تسعى لدفع التنمية وتعزيزها وترغب أيضا في صيانة استقلاليتها؛ لأن الصين تقدم لها اختيارا جديدا لتحقيق التحديث. لا نبالغ إذا قلنا إن معظم الدول التي حققت التحديثات تتمسك بنمط التنمية الغربية حتى الآن. في هذا السياق، يقدم نجاح الصين نمطا ونموذجا جديدا لتلك الدول. ثالثا، أن أفكار شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد ذات أهمية بالغة لكل البشرية وتقدم مشروع الصين وتقاسم ذكائها في حل المشاكل التي تواجهها البشرية عموما.

عقدت في مدينة هانغتشو بمقاطعة تشجيانغ في الثاني والعشرين من نوفمبر 2018، الدورة الثانية لمؤتمر الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب الدول العربية بمشاركة حوالي مائتي ممثل من بينهم قادة ستين من الأحزاب السياسية الكبيرة في سبع عشرة دولة عربية. خلال هذه الجلسة، أثار الكثير من المصطلحات والعبارات ذات الخصائص الصينية اهتماما كبيرا بين الممثلين العرب ومنها مبادرة "الحزام والطريق"، سياسة الإصلاح والانفتاح، وقد تبادل الأحزاب التجارب بينها.

السيد أحمد مجدلاني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وأمين عام جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، تحدث عن دور الأحزاب السياسية ومسؤوليتها في المشاركة في بناء "الحزام والطريق"، قائلا إن الأحزاب السياسية تلعب دورا هاما في تنفيذ المبادرة في جميع المراحل، وهي تمثل قطاعات هامة لشعوبها. لذلك، يتعين على هذه الأحزاب أن تنقل هذه المبادرة لجماهيرها وتساعدهم في فهم أهميتها وفوائدها الكبيرة والربح المشترك لشعوب العالم.

فضلا عن ذلك، يرى السيد مجدلاني أن أهم أمر في كل برامج التنمية هو ما ينعكس على المواطن بالفائدة، وقال: "شعور المواطن العادي هو المعيار الحقيقي لتقييم هذا البرنامج أو ذاك". وأضاف أن الأحزاب السياسية عليها أن تتعلم من الدروس والتجربة الصينية، وأهم درس هو السير بشجاعة وجرأة وإصرار في طريق الإصلاح والانفتاح والتنمية.

السيد فرج محمد أحمد أطميزة، الأمين العام للحزب الشيوعي الأردني، يرى أن سياسة الإصلاح والانفتاح الصينية حققت تطورا كبيرا وتمثل دروسا تدرّس الآن وتجربة رائدة وخير دليل على نجاح الصين في الأربعين سنة الماضية. وأوضح أن الصين قد أصبحت من أقوى اقتصادات العالم؛ وكل هذا بفعل انتهاجها لسياسة الإصلاح والانفتاح.

 جاذبية أفكار حوكمة الصين وممارساتها للعالم

من الملاحظ، أن الأحزاب السياسية الأجنبية تهتم بثلاث قضايا أساسية وهي مساعدة من يعانون من الفقر بالبرامج الدقيقة الهادفة، وبناء الحزب ومكافحة الفساد. وهذا يعكس المشكلات المشتركة التي تواجهها كثير من الدول في مسيرة تنميتها. تعتبر قضية مساعدة الفقراء بالبرامج الدقيقة الهادفة الأهم من بين تلك الموضوعات الثلاثة. طرح الرئيس شي جين بينغ فكرة " مساعدة من يعانون من الفقر بالبرامج الدقيقة الهادفة" لأول مرة في نوفمبر عام 2013، ثم أصدرت الحكومة الصينية سلسلة من السياسات والإجراءات المعنية لتنفيذ البرامج، فحققت إنجازات ملموسة ورفعت سرعة أعمال المساعدة. انخفض عدد الفقراء الصينيين في المناطق الريفية من 49ر82 مليون فرد إلى 46ر30 مليون فرد في الفترة ما بين عام 2014 إلى عام 2017 بمتوسط 13 مليون فرد سنويا، ويبلغ معدل انخفاض عدد الفقراء الصينيين 8ر15% سنويا.

في يوليو عام 2018، شهدت مدينة دار السلام، العاصمة التجارية لتنزانيا، افتتاح جلسات الحوار الرفيع المستوى بين الحزب الشيوعي الصيني والأحزاب الأفريقية لمناقشة كيفية استكشاف مسيرة التنمية المناسبة وفقا لأحوال الدول الواقعية. ركز المشاركون في مناقشاتهم على موضوع قضية مساعدة الفقراء، وعبروا عن الاهتمام الكبير بأسلوب وخبرة الصين في هذا المجال، إذ أنها تعطي الأمل في مواجهة هذه المشكلة الواقعية لكثير من الدول الأفريقية.

عند وصول وفود الأحزاب السياسية الأجنبية إلى الصين، نقدم ونشرح لهم أولا سياسة الصين وممارساتها في مساعدة من يعانون من الفقر، ثم ندعوهم لزيارة المناطق المعنية لزيادة معرفتهم حول ممارسات وتجارب الصين، وليشهدوا الإنجازات المحققة على أرض الواقع. على سبيل المثال، أقامت دائرة الاتصالات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وجامعة رنمين الصينية الدورة الرابعة والعشرين لمنتدى وانشو بموضوع "مساعدة من يعانون من الفقر والتعاون بين الصين وأفريقيا" بمشاركة أكثر من ستين سياسيا من اثنتي عشرة دولة أفريقية. وقد قام الضيوف بزيارة إلى محافظتي تشنغدينغ وشينغتانغ في مقاطعة خبي بعد انتهاء المنتدى. قال أحد الضيوف الأفارقة: "يبدو أن الحكومة الصينية تقدم مشروعا معنيا خاصا لكل فقير لمساعدته." يرى بعض الضيوف أن مساعدة الفقراء من خلال إجراء التجارة الإلكترونية فكرة جيدة لأنها لا تحتاج إلى استثمار مالي كبير. وأوضح المشاركون أنهم سيدرسون هذه الفكرة وينقلونها إلى بلدانهم وسيسعون إلى تعزيز التبادلات مع الصين في مجال الزراعة وإعداد الأكفاء.

في نفس الوقت، نغير طريقة مساعدة البلدان الأقل نموا. كنا نقدم لها الدعم المادي، أما الآن فنتشاطر معها الخبرات والأفكار. وعلى جانب آخر، تثير ممارسات الصين وإنجازاتها في بناء الحزب ومكافحة الفساد اهتماما بالغا بين الأحزاب السياسية الأجنبية، الأمر الذي يعكس ظهور مشكلات مختلفة للأحزاب السياسية الأجنبية في التنمية الذاتية وبنائها.  أظهر الحزب الشيوعي الصيني حيويته الجبارة من خلال إدارة الحزب بانضباط صارم، وهو ما أثار اهتماما كبيرا بين الأحزاب السياسية الأجنبية.

هلنغوي بوهل مخيز، عضوة اللجنة التنفيذية الوطنية، منسقة المؤتمر الوطني الأفريقي بمقاطعة كيب الشرقية وعضوة المؤتمر الوطني بجنوب أفريقيا، قالت إنها متأثرة ومبهورة بإنجازات الصين في مكافحة الفساد وتريد أن تدرس تلك التجربة وتتعلمها من الصين. ترى السيدة أن الحزب الشيوعي الصيني قد نجح وتميز في إنشاء المدارس الحزبية، التي تلعب دورا كبيرا في تعزيز الوعي بالانضباط ورفع قدرة البناء للحزب الحاكم. وقالت إن مكافحة الفساد مهمة جدا لدفع مسيرة إكمال الأهداف التنموية للدولة. لذا، تأمل السيدة هلنغوي بوهل مغايز تعزيز التعاون بين الصين وجنوب أفريقيا في هذا المجال. أضافت: "نريد أن نتعلم من الحزب الشيوعي الصيني طريقة توحيد الشعب وتعزيز العلاقة بين الحزب والجماهير. الخبرة الهامة التي نسعى لتعلمها من الحزب الشيوعي الصيني في مساعدة الفقراء هي إنفاق المال على الأشد احتياجا إليه من الفقراء. لا يمكن لأي شخص اختلاس الأموال العامة لأي سبب ويجب فرض عقاب صارم على الموظفين الفاسدين."

مع تطور الصين على المسرح الدولي، يريد عدد متزايد من الدول تعزيز التعاون والتبادل معها لدراسة خبراتها وتقاسم فرص التنمية معها. وفي نفس الوقت، عبر بعض الدول عن شكها في إستراتيجية الصين. لذا، يجب على حزبنا تعزيز الاتصالات لشرح تلك الشكوك.

أكد الرئيس شي جين بينغ في مراسم افتتاح الحوار الرفيع المستوى بين الحزب الشيوعي الصيني والأحزاب السياسية العالمية على "أن الحزب الشيوعي الصيني حزب سياسي يسعى وراء إسعاد الشعب الصيني، ويكافح أيضا من أجل قضية تقدم البشرية. علينا أن ننجز الأعمال الخاصة بنا، وذلك بحد ذاته مساهمة في بناء رابطة المصير المشترك للبشرية. وعلاوة على ذلك، يجب علينا أن ندفع تنمية الصين لتوفير مزيد من الفرص للعالم. لن "نستورد" نمط تنمية الدول الأجنبية ولن "نصدر" نمط الصين إلى الدول الأخرى ولن نطلب من أي دولة تقليد نمط الصين."

 

--

لوان جيان تشانغ، مدير مكتب الدراسات في دائرة الاتصالات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني.

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4