ملف العدد < الرئيسية

في سبيل رفع مستوى معيشة أبناء المناطق الريفية

: مشاركة
2019-02-26 13:21:00 الصين اليوم:Source شياو ون:Author

في عام 2018، دخلت ((الخطة الإستراتيجية لإنهاض المناطق الريفية 2018- 2022)) (يشار إليها فيما بعد بـ((الخطة)) )، إلى حيز التنفيذ، وهي أول خطة من نوعها في الصين. تحث الخطة على تلبية متطلبات أبناء الريف وتقديم ضمانات تحسين حياتهم من خلال زيادة بناء المنشآت التحتية وتعزيز التوظيف ورفع مستوى الخدمات العامة في المناطق الريفية.

قرية قولا على درب الثراء

تعمل الحكومة الصينية على زيادة الاستثمار في بناء المنشآت التحتية في المناطق الريفية، مما يوفر مرافق البنية التحتية هناك ويضيق الفجوة بين الحضر والريف، ويجذب بعض الشركات للاستثمار في المناطق الريفية، وحققت بعض النجاحات في هذه الجوانب. لكن تنمية المناطق الريفية مازالت تواجه مشكلات وبحاجة إلى زيادة الاستثمار بشكل مطرد من أجل تحسين أحوال النقل والأعمال اللوجستية ومرافق المياه والطاقة وتكنولوجيا المعلومات في هذه المناطق.

قولا واحدة من قريتين فقيرتين في حي قوانشانهو بمدينة قوييانغ في مقاطعة قويتشو. كان أبناء قولا يعيشون على الزراعة بنمطها التقليدي لسد احتياجاتهم من الغذاء والكساء. في سنة ألفين وأربعة عشر، شرعت الحكومة المحلية في تعديل هيكل الزراعة. فأخذ المحليون يزرعون الخضراوات وأشجار الفاكهة، والتي صارت مصدرا رئيسيا للدخل هناك. برغم ذلك، وبسبب نقص السوق المنتظمة وأجهزة التخزين، واجهت الزراعة في قولا قيودا كثيرة.

إنهاض قرية قولا يتطلب بناء مرافق البنية الأساسية. في سنة سبعة عشر وألفين، أنشأت لجنة إدارة القرية غرفة للتخزين البارد مساحتها نحو 260 مترا مربعا، ومقسمة إلى سبعة أجزاء بدرجات حرارة مختلفة، وبسعة تخزين أكثر من عشرة آلاف كيلوغرام من المنتجات الزراعية. وبذلك، صار من الممكن تخزين المنتجات الزراعية والحفاظ عليها طازجة ولم يعد أبناء القرية يقلقون في سبيل البحث عن السوق المناسبة، في حين تم بناء دفيئات في مساحة نحو ألف وستمائة متر مربع، يزرع فيها أهل القرية الملفوف الصيني والكرفس والجزر هناك.

بالإضافة إلى ذلك، قامت الحكومة في عام 2018 بتطوير الطريق العام بقرية قولا، فأصبح عرضه 5ر6 أمتار، بعد أن كان 5ر4 أمتار. وتم بناء طريق طوله ثلاثة كيلومترات يربط بين بيوت القرية وطريق طوله 2ر3 كيلومترات مناسب للآلات الزراعية والعربات. كما تم تركيب 182 مصباح إضاءة في الشوراع وحفر خندق بطول 2ر2 كيلومتر للسيطرة على الفيضان.

بفضل زيادة مرافق البنية التحتية، تتحسن الأوضاع في قرية قولا يوما بعد يوم. حاليا يزرع أبناء المائتين وخمسين أسرة في قرية قولا أكثر من ستة عشر ألف شجرة كرز وكمثرى والفراولة في بستان توسعت مساحته من 400 مو (الهكتار يساوي 15 مو) إلى 800 مو.

قالت دو جيا مي، أمينة لجنة الحزب الشيوعي الصيني بقرية قولا: "زرعنا أشجار الكرز في بستان تبلغ مساحته مائتي مو في عام 2017. وقد زار هذا البستان نحو خمسمائة زائر من القرى والمدن المجاورة، هذا يزيد ثقتنا لتعزيز التطور في المستقبل."

في نفس الوقت، ابتكرت لجنة إدارة قرية قولا نمطا جديدا للتعاون يتمثل في "الشركة+ الجمعية التعاونية+ الأسرة" لإدخال الشركات إلى هنا للعمل. يمكن لأبناء القرية أن يشاركوا في العمل من خلال تحويل حقولهم إلى الأسهم. هكذا، يمكن للأسرة أن تحقق دخلا ستمائة يوان شهريا على الأقل لكل مو واحد من الأرض. فضلا عن ذلك، تعطي الشركات التي تدخل إلى القرية السكان المحليين الأولوية في التوظيف بها، وتدفع لكل واحد منهم مائة يوان يوميا. بفضل هذه الأعمال، تدخل قرية قولا إلى مسار تنمية جديد.

دالي: رفع قدرة التوظف بشكل كامل

الأكفاء هو مفتاح إنهاض الريف، فمن المهم بناء صفوف قوية للأكفاء الممتازين في الريف.

في عام 2018، اتخذت حكومة ولاية دالي الذاتية الحكم لقومية باي في مقاطعة يوننان، خمسة إجراءات لتأهيل أبناء الريف حسب متطلبات السوق، وذلك من أجل رفع قدرة العمل لأبناء الأقليات القومية في المناطق الريفية. فقامت حكومة دالي بدمج موارد التدريب على جميع المستويات والإدارات لتنظيم أنواع عديدة من التدريبات، ومنها الفصل التدريبي لقدرة العمل لأبناء الأقليات القومية لتخفيف حدة الفقر، وللتكوين المهني الفلاحي، ولتربية الشبان الجدد في المناطق الريفية، ولإعداد قدرة العمل للمرأة المعيلة ولتربية قدرة العمل للمعاقين. تعمل كل هذه الفصول لتحسين المهارات المهنية للعاملين من الأقليات القومية.

ونظرا لعدم وجود وقت تدريب مكثف في الريف، تنظم الحكومة حلقات تدريبية بأشكال مرنة، حيث تشجع معلِّمين من المدرسة التدريبية لزيارة النواحي والمحافظات والقرى لإعطاء الدروس للسكان هناك. هكذا، يمكن للمحليين أن يقوموا بأعمالهم وأن يدرسوا المعلومات في نفس الوقت.

حاليا، تعمل حكومة دالي على توسيع نقاط التدريب من خلال جمع وتنسيق الموارد التدريبية، وتوزيع المشروعات المختلفة وذلك من أجل جمع كل الأشخاص الذين يرغبون في تلقي التدريب وإتاحة فرص واحدة على الأقل لكل واحد منهم. بفضل هذه الأعمال، ترتفع قدرة العمل للفقراء من الأقليات القومية وقدرتهم التنافسية.

لتحقيق مزيد من التطور في ولاية دالي، تعمل الحكومة على تنظيم التدريبات وفقا للأحوال الواقعية. على سبيل المثال، فإنه على خلفية اللوائح المعنية لحماية بحر أرهاي ونتيجة تصحيح نظام السوق السياحية هناك، تنظم الحكومة حلقة تدريبية لطهي الأطعمة الصينية للعاطلين المؤقتين الذين كانوا يعملون في المطاعم والفنادق المحلية؛ ووفقا لخصائص الصناعة في المناطق الفقيرة والعدد الكبير من ربات البيوت من النساء المحليات، أطلقت الحكومة مشروعات تدريبية لمهارة التطريز اليدوي لمائة وتسعين سيدة من الأقليات القومية، وتخصص إعانة مالية بقيمة ثلاثمائة ألف يوان لدعم العمالة وجذب مزيد من الطلبات التجارية لتعزيز علامة "تايي للتطريز" التجارية، مما يحقق تخفيف الفقر من خلال تنفيذ سلسلة من الأعمال المتمثلة في "المساعدة+ التدريب"، "المنتجات+ التسويق" و"الخصائص+ الإنتاج وفقا لمتطلبات الزبائن".

فضلا عن ذلك، تعمل دالي على تنظيم سلسلة من الخدمات ومنها التدريب المهني+ تقديم الوظائف+ تقديم خدمات إرشاد الأعمال في المدرسة التدريبية ومساعدة المحليين على البحث عن العمل بعد تلقي التدريب. في عام 2017، وصل عدد الأشخاص الذين تلقوا التدريب إلى 226ر29 ألف شخص وبلغت نسبة التوظيف 96%.

تحسين الخدمات العامة في المناطق الريفية

لم يكن أبناء الريف يتمتعون بالضمان الاجتماعي أو التأمين الطبي، كما هو الحال في المدن. بفضل تنفيذ الحكومة الصينية إستراتيجية إنهاض المناطق الريفية وزيادة الاستثمار المستمرة في المناطق الريفية، فإن الموارد المقدَمة للتعليم والصحة والضمان الاجتماعي والمعاشات التقاعدية تشهد تطورا وزيادة مما يضيق الفجوة بين المدن والأرياف. وهذا هدف هام لتلك الإستراتيجية أيضا.

منذ عام 2018، تقوم حكومة بلدة هونغفانتشي بمقاطعة شاندونغ، بإجراء مسح للسكان الفقراء المسجّلين لمعرفة حالتهم الصحية ورغبتهم في العمل وقدراتهم الخاصة. وفقا لهذه المعلومات، أنشأت الدوائر الحكومية وظائف معينة، مثل وظيفة التنظيف في المكاتب والقرى، ووظيفة الصيانة في قطاع الطاقة الكهروضوئية، ووظيفة تقديم الأعمال المساعدة في قضية تخفيف الفقر. بهذه الوظائف، يمكن لهؤلاء العاملين الحصول على راتب شهري (120 يوانا). بفضل هذه الأعمال، نجحت الحكومة المحلية في استكشاف طريق جديد لتخفيف حدة الفقر، ورفع معدل التوظيف للمحليين وتوسيع قنوات العمل لهم وزيادة شعورهم بالرضا والإنجاز والسعادة، فضلا عن تحسين الخدمات العامة في المناطق الريفية.

في حي ليوبي بمدينة ليوتشو في منطقة قوانغشي الذاتية الحكم لقومية تشوانغ، تسعى الحكومة جاهدة لتحسين الخدمات العامة وتدمج الموارد المتناثرة لبناء مركز خدمة في كل قرية وتقديم مجموعة كاملة من الخدمات العامة في ريادة الأعمال، الضمان الاجتماعي، الصحة والثقافة والرياضة. هكذا، يمكن للمحليين أن يتمتعوا بالخدمات العامة الجيدة وأن يعيشوا في المناطق الريفية.

لتحسين الخدمات العامة في الأرياف بهذا الحي، خصصت الحكومة سبعمائة ألف يوان لتعيين موظف متفرغ لكل مركز بالقرية وشراء معدات مكتبية مثل الحواسب وآلة الطبع وخزانة الملفات له. فضلا عن ذلك، من أجل ضمان تشغيل المركز، يخصص حي ليوبي للقرى الريفية ثلاثة آلاف يوان من النفقات الإدارية كل سنة. بفضل هذه الأعمال، يتمتع السكان المحليون بالخدمات المختلفة في مجالات البحث عن الوظيفة، التأمين الاجتماعي والتعليم والصحة، الثقافة والرياضة والمساعدة القانونية.

تعمل إدارة حي ليوبي على رفع معدل التوظيف وريادة الأعمال للسكان المحليين أيضا، فطلبت من 163 شركة توفير 2821 وظيفة، وتقدمت بطلب للحصول على قرض 43ر8 ملايين يوان لتسعين فلاحا لبدء مشروعات خاصة بهم، ومنحت تأمين الشيخوخة لثلاثة عشر ألف مسن محلي ووفرت التأمين الطبي لستين ألف محلي، وخصصت 149ر1 مليون يوان كضمان للحد الأدنى للمعيشة، و436 ألف يوان كمعونة تعليم لأبناء الأسر الفقيرة في الحي، فضلا عن تحسين المعدات والأجهزة الأساسية للمستشفى المحلي.

إن إنهاض المناطق الريفية يرتبط بإنهاض الوطن، يؤثر في تطور الصين إلى حد كبير. لذلك، ينبغي لنا رفع مستوى معيشة أبناء تلك المناطق، وتعزيز شعورهم بالكسب والسعادة والأمن، وذلك من أجل تعزيز تطور الزراعة وإثراء الفلاحين وتحقيق الرخاء المشترك في نهاية المطاف.

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4