ملف العدد < الرئيسية

بناء مجتمع المصير المشترك مع دول الجوار

: مشاركة
2018-12-28 17:05:00 الصين اليوم:Source لين مين وانغ:Author

في عام 2018، حققت دبلوماسية حسن الجوار الصينية اختراقات كثيرة. وعلى وجه الخصوص، تحسنت علاقات الصين مع قوتين رئيسيتين مجاورتين هما الهند واليابان. فبالنسبة للعلاقات بين الصين والهند، شهدت تحسنا بعد قضية المواجهة بين قوات البلدين في منطقة دونغلان (دوكلام) الحدودية في عام 2017، بينما تعافت العلاقات بين الصين واليابان تدريجيا من آثار وتداعيات النزاع حول جزر دياويوي الذي وقع في بحر الصين الشرقي في عام 2012. في اختراق آخر، قام كيم جونغ أون، رئيس حزب العمال الكوري، رئيس لجنة شؤون الدولة لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية بزيارة الصين ثلاث مرات خلال ثلاثة أشهر. تجدر الإشارة إلى أنه بعد النجاح في تخفيف توتر العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية والوضع في شبه الجزيرة الكورية عقب اجتماع كيم جونغ أون مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في سنغافورة، بدأت دول شمال شرقي آسيا اتجاها جديدا لتحويل تركيزها تدريجيا إلى التعاون الاقتصادي.

وفي الوقت نفسه، بذلت الصين أيضا جهودا نشيطة للتوسط في القضايا الساخنة وتعزيز التعاون الإقليمي مع جيرانها، وتلعب دورا رائدا في التعاون الإقليمي وصون السلام والتنمية الإقليمية.

سعي الصين إلى تحسين البيئة الإستراتيجية المحيطة بها

بعد الخطوات التي اتخذتها الصين لتحسين علاقاتها مع الهند واليابان في عام 2017، تم تحقيق اختراقات أكبر في ذلك عام 2018.

أولا، شهدت العلاقات تحسنا بعد قضية المواجهة بين قوات البلدين في منطقة دونغلان الحدودية. على هامش قمة منظمة شانغهاي للتعاون في أستانا في يونيو 2017، اقترح رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي عقد اجتماع غير رسمي مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، فقدم شي جين بينغ، بعد المواجهة في دونغلانغ، ردا إيجابيا على اقتراح السيد مودي خلال اجتماع قمة بريكس في شيامن في سبتمبر 2017. وبعد الاجتماع في شيامن، بذل الجانبان جهودا كبيرة في التحضير للاجتماع غير الرسمي، إذ تبادل ممثلو البلدين ووزيرا خارجية البلدين النقاشات والزيارات بشأن مسألة الحدود، في فترة قصيرة من الزمن، وتم حل مشكلة زيارة الحجاج البوذيين الهنود إلى "الجبال المقدسة والبحيرات" في التبت، ومشكلة الأنهار العابرة للحدود. وقد بدا الكثير من المؤشرات لتحسن العلاقات بين البلدين، لا سيما في يوم اختتام "الدورتين" (دورة المجلس الوطنس لنواب الشعب ودورة المجلس الوطنس للمؤتمر الاستشاري السياسي) في الصين في عام 2018، أجرى السيد مودي اتصالا هاتفيا مع الرئيس شي. كل هذه الأمور مهدت الطريق لعقد الاجتماع غير الرسمي.

في 27 و28 إبريل 2018، اجتمع زعيما الصين والهند في بحيرة دونغهو في مدينة ووهان. لم يكن الاجتماع يهدف لتحقيق نتائج، وإنما للتفاهم المتبادل. في أجواء ودية، قام الزعيمان بتبادل عميق للآراء حول سبل التعاون الشامل والطويل الأجل والعلاقات الثنائية، بالإضافة إلى أفق التنمية الوطنية الخاصة بهما والسياسات المحلية والخارجية. توصل الزعيمان إلى توافق واسع وحققا بالفعل "تحسن" العلاقات بين البلدين. وقد واصل زعيما البلدين الاجتماع وإجراء الاتصالات الإستراتيجية في قمة منظمة شنغهاي للتعاون في تشينغداو في يونيو 2018، وقمة بريكس في جوهانسبرغ في يوليو 2018 وقمة العشرين في الأرجنتين في نوفمبر 2018.

ثانيا، هناك تحسن كبير في العلاقات الصينية- اليابانية، حيث قام رئيس وزراء اليابان شينزو آبي بزيارة إلى الصين. في عام 2017، أبدت اليابان إشارات إيجابية بشأن سياستها تجاه الصين، مثل المشاركة في منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي. بالمقابل، استجابت الصين بشكل إيجابي ومشجع تجاه تصرف اليابان. في الفترة من الخامس إلى الثامن من مايو 2018، قام رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ بزيارة رسمية لليابان وحضر الاجتماع السابع لزعماء الصين واليابان وجمهورية كوريا، بعد فجوة وفتور داما ثماني سنوات، وقد أدت إلى تحسن العلاقات الثنائية بعد أزمة قضية "شراء جزر دياويوي" التي نشبت في عام 2012. بالإضافة إلى ذلك، اتفق الجانبان أيضا على إقامة جمعية "الحزام والطريق" بين حكومتي وشعبي البلدين لتعزيز التعاون بين البلدين في المزيد من المشروعات الاقتصادية والصناعية في بلدان ثالثة. وفي مجال الأمن، اتفق الجانبان أيضا على إطلاق "آلية الاتصال البحري والجوي".

وفي الفترة من 25 إلى 27 أكتوبر2018، قام رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي بزيارة رسمية إلى الصين، وهي أول زيارة لرئيس وزراء اليابان بعد مرور سبع سنوات على زيارة سابقة، والتي بشرت بمرحلة جديدة من "التعاون المنسق" في العلاقات بين الصين واليابان. ساعدت هذه الزيارة أيضا في تعزيز التعاون بين البلدين في مجالي العملات والتمويل، واستكشاف أسواق طرف ثالث، وتم توقيع اتفاقية ثنائية لتبادل العملات تسمح للجانبين بتبادل 200 مليار يوان (الدولار الأمريكي يساوي 9ر6 يوانات)، فضلا عن التوصل إلى توافق واسع بشأن الجهود المشتركة الرامية إلى بناء "الحزام والطريق".

باختصار، في ظل استمرار ترامب في تقويض القواعد الدولية القائمة، خاصة السياسات الاقتصادية والتجارية التي ينتهجها الرئيس الأمريكي، فإن تحسين العلاقات بين الصين والقوى المجاورة لها، من شأنه أن يساعد على تنمية المنطقة المحيطة بالصين، بل ويضفي أهمية إستراتيجية على الصعيد الدولي.

 الصين قوة دافعة للتنمية السلمية في محيطها

في عام 2018، عملت الصين بنشاط على تهدئة القضايا الساخنة في المنطقة المحيطة بها، وتحرص الصين على بذل كل مساعيها الحميدة للتوسط في الخلافات بين البلدان المجاورة.

أول وأبرز جهد ودور للصين يتمثل في دورها الحيوي البناء في قضية شبه الجزيرة الكورية. لقد شهد الوضع في شبه الجزيرة الكورية في عام 2018 انفراجا وتطورا دراماتيكيا. في الفترة من 25 إلى 28 مارس 2018، قام كيم جونغ أون، رئيس حزب العمال الكوري، رئيس لجنة شؤون الدولة لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية بأول زيارة غير رسمية إلى الصين، ثم زار الصين مرتين في الثلاثة أشهر اللاحقة. وفي الثاني عشر من يونيو 2018، اجتمع كيم جونغ أون مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في سنغافورة، وتعهد ترامب حينها بتوفير الأمن لجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية، في حين أكد كيم من جديد التزامه "بإخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية تماما". ويجب التنويه أيضا إلى أن رئيس جمهورية كوريا مون جاي إن التقى مع كيم جونغ أون ثلاث مرات في 2018. وفي اجتماع بيونغ يانغ الذي عقد في سبتمبر 2018، أصدر الجانبان رسميا ((إعلان بيونغيانغ المشترك الصادر في سبتمبر)). وفيما يتعلق بالتغيرات المفاجئة حيال الوضع في شمال شرقي آسيا، فقد لعبت الصين دورا نشيطا في دعم تحسين العلاقات بين الشمال والجنوب، ودفع الحوار بين جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية والولايات المتحدة الأمريكية، وتأييد الجهود التي تبذلها جميع الأطراف لنزع فتيل التوتر العسكري في شبه الجزيرة الكورية وتعزيز عملية نزع السلاح النووي فيها. وعلى الرغم من احتمال تغير الوضع في شبه الجزيرة الكورية، فإن الدور الإيجابي الذي تضطلع به الصين في هذه العملية قد تجلى بوضوح.

أما الجهد والدور الثاني الذي اضطلعت به الصين فهو تهدئة الوضع والنزاع في بحر الصين الجنوبي. في عام 2018، ضاعفت الولايات المتحدة الأمريكية من مشاركتها في تصعيد التوتر في بحر الصين الجنوبي، وزادت من وتيرة ما يسمى بـ"خطة الملاحة الحرة"، وكاد أن يحدث تصادم بين سفينتين من البلدين في الثلاثين من سبتمبر عام 2018. عملت الصين على تهدئة الوضع من خلال تسريع المشاورات مع الأطراف حسب "مدونة قواعد السلوك في بحر الصين الجنوبي". وفي الثاني من أغسطس 2018، قال وزير خارجية الصين وانغ يي، في اجتماع وزاري بين الصين ورابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) عقد في سنغافورة، إن الاتفاق بين الصين وآسيان على مشروع نص واحد للتفاوض بشأن "مدونة قواعد السلوك" في بحر الصين الجنوبي، يمثل تقدما كبيرا في العملية التشاورية. وفي الاجتماع المشترك بين الصين وآسيان في الرابع عشر من نوفمبر 2018، اتفق قادة آسيان والصين (ضمن آلية 10+1) على عقد الجولة الأولى من المشاورات بشأن مشروع نص "قواعد السلوك" خلال عام 2019. وكان رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ قد أعلن رسميا في الاجتماع عن رؤية إكمال "قواعد السلوك" في غضون ثلاث سنوات، وهو ما يعكس رغبة الصين الصادقة وعزمها وثقتها في العمل مع أعضاء آسيان من أجل صون السلام والاستقرار في بحر الصين الجنوبي. وفي الوقت نفسه، وفي الثاني والعشرين من أكتوبر 2018، أجرت الصين وآسيان "مناورات مشتركة في بحر الصين الجنوبي- 2018" في مدينة تشانجيانغ بمقاطعة قوانغدونغ، وهي أول مناورات بحرية مشتركة بين الصين ودول آسيان، وتعكس إرادة الصين وعزمها على العمل مع دول آسيان من أجل صون السلام والاستقرار الإقليميين وتعزيز الثقة المتبادلة في الأمن الإستراتيجي.  كما أن الصين تسعى إلى الاضطلاع بدور أكثر أهمية في العديد من القضايا الإقليمية الساخنة. فمثلا، عملت الصين على المشاركة بنشاط في حل أزمة الروهينغيا بين ميانمار وبنغلاديش، والوساطة النشطية في العلاقات بين أفغانستان وباكستان، وتعزيز امتداد الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان إلى أفغانستان، وتشجيع الأطراف الثلاثة على التعاون والمنفعة المتبادلة والترابط الإقليمي.

سعي الصين لتكون رائدا للتعاون الإقليمي

في ظل التغير الكبير في بيئة التعاون الاقتصادي والتجاري العالمي، تزيد الصين من دورها القيادي في التعاون الاقتصادي الإقليمي. الأول هو تعزيز تقدم التعاون الاقتصادي والتجاري في منطقة آسيا والمحيط الهادئ بشكل أكثر فعالية. إن استئناف قمة الصين واليابان وجمهورية كوريا بعد ثلاث سنوات من التوقف، يضيف قوة محركة لتنمية الاقتصاد والتجارة للدول الثلاث، وتدفع الصين تعزيز "اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة الإقليمية" التي تولت اليابان زمامها. وفي الرابع عشر من نوفمبر 2018، حضر رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ الاجتماع الثاني لقادة "اتفاق الشراكة الاقتصادية الشاملة الإقليمية" في سنغافورة، الذي شارك فيه قادة بلدان آسيان العشرة، وكذلك قادة جمهورية كوريا واليابان وأستراليا ونيوزيلندا والهند. واتفق القادة على إحراز تقدم كبير في المفاوضات وعلى الدخول في المرحلة النهائية من المفاوضات، وأشاروا إلى أن جميع البلدان في المنطقة قد أبدت رغبة قوية في التوصل إلى اتفاق يفيد جميع بلدان المنطقة ويحقق مكاسب متبادلة وفوزا مشتركا، وأن تحاول جاهدة إتمام المفاوضات في عام 2019.

وفي اجتماع قادة آسيان والصين (10+1) في سنغافورة في الرابع عشر من نوفمبر 2018، أعلن لي كه تشيانغ إكمال الصين وبلدان آسيان جميع الإجراءات المحلية لـ"النسخة المحسنة" لاتفاق التجارة الحرة. إن تنفيذ هذا الاتفاق بشكل كامل يزيد من تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين ودول آسيان، ويرسل إشارة إيجابية إلى المجتمع الدولي مفادها أن الصين وآسيان ملتزمتان بتعددية الأطراف والتجارة الحرة.

وفي الوقت نفسه، ومع تغير الوضع السياسي والأمني في شمال شرقي آسيا، فإن التعاون الاقتصادي في شمال شرقي آسيا يمر بمرحلة الربيع المزدهر. في يومي الحادي عشر والثاني عشر من سبتمبر 2018، وجِهت دعوة للرئيس شي جين بينغ لزيارة روسيا لحضور الدورة الرابعة للمنتدى الاقتصادي الشرقي، والذي يسهم في دفع التعاون بين شمال شرقي الصين والشرق الأقصى الروسي. ووقَّعت الصين وروسيا على خطة لتنمية الاستثمار الاقتصادي والتجاري في منطقة الشرق الأقصى للفترة 2018-2024، وعلى مذكرة تفاهم، بجانب مذكرة التفاهم لإنشاء لجنة تجارية في مناطق الشرق الأقصى ومنطقة بايكال وشمال شرقي الصين.

بطبيعة الحال، لا تزال الصين، على الصعيد العالمي، داعما ثابتا قويا للعولمة. وكل من كلمتي الرئيس شي جين بينغ في افتتاح معرض الصين الدولي للاستيراد في الخامس من نوفمبر 2018، وكلمته الرئيسية في مؤتمر قمة قادة الأعمال لمنتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) في السابع عشر من نوفمبر 2018 في موريسبي عاصمة بابوا غينيا الجديدة، برزت الصين كمؤيد قوي لنظام التجارة الحرة. وقد انعكست هذه الدعوة أيضا في مؤتمر قمة منظمة شانغهاي للتعاون في مدينة تشينغداو في يونيو 2018، وفي منتدى التعاون الصيني- الأفريقي في سبتمبر 2018. وفي الاجتماع العاشر لزعماء مجموعة بريكس في يوليو 2018، أرسل ((إعلان جوهانسبرغ لقادة بلدان مجموعة بريكس)) إشارة واضحة بالمحافظة على التعددية ومعارضة الحمائية، بإطلاق شراكة الثورة الصناعية الجديدة لدول مجموعة بريكس، من أجل تعميق التعاون في مجالات التجارة والاقتصاد والأمن السياسي والتبادل الإنساني.

إن التعاون في إطار مبادرة "الحزام والطريق" هو نقطة انطلاق هامة للصين لقيادة التعاون في المناطق المحيطة بها. في عام 2018، حققت الصين تقدما منظما وثابتا في إطار التعاون في بناء "الحزام والطريق" مع البلدان المجاورة، بإنجاز عدد من المشروعات الكبرى. على سبيل المثال، في الثلاثين من أغسطس 2018، أقيمت مراسم افتتاح وتشغيل جسر الصداقة الصينية- المالديفية، بمساعدة الصين، وكان ذلك إنجازا هاما لبناء "الحزام والطريق". ويوجد حاليا اثنان وعشرون مشروعا تعاونيا في إطار الممر الاقتصادي الصيني- الباكستاني، منها تسعة مشروعات قد أنجزت بالفعل وثلاثة عشر مشروعا قيد الإنشاء. وفي الفترة من التاسع عشر إلى الرابع والعشرين من يونيو 2018، تكللت الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس الوزراء النيبالي شارما أولي إلى الصين بالنجاح، إذ توصل الطرفان إلى تعزيز تعاونهما في إطار مبادرة "الحزام والطريق"، لتعزيز الربط بين الموانئ والطرق والسكك الحديدية والطيران والاتصالات وإقامة شبكات ترابطية ثلاثية الأبعاد عبر جبال الهيمالايا. والأهم من ذلك أنه تم توقيع اتفاق للنقل بين الصين ونيبال في كاتماندو في السابع من سبتمبر 2018، يسمح لنيبال باستخدام أربعة موانئ بحرية صينية وثلاثة موانئ جافة للتجارة مع بلدان أخرى.

وفي العديد من البلدان الهامة الواقعة على طول "الحزام والطريق"، حدث انتقال سلس في التغيرات الداخلية، ولم يكن لذلك تأثير كبير على بناء "الحزام والطريق". في يوليو 2018، أجريت في باكستان انتخابات الجمعية الوطنية، وأصبح عمران خان، رئيس حزب حركة العدالة رئيس الوزراء الجديد لباكستان. وفي الفترة من الثاني إلى الخامس من نوفمبر 2018، قام عمران خان بزيارة رسمية الأولى للصين، وألقى كلمة في معرض الصين الدولي للاستيراد، ووقع على ((بيان مشترك صادر عن الصين وباكستان بشأن تعزيز الشراكة الإستراتيجية في جميع الظروف وبناء مجتمع المصير المشترك الأوثق في العصر الجديد)). يمكن القول إن هذه الزيارة قد بددت أي شكوك في المجتمع الدولي بشأن العلاقة بين الصين وباكستان، وقد توصل الطرفان إلى توافق جديد في الآراء بشأن بناء الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان. وفي ماليزيا، كان وصول مهاتير محمد إلى السلطة قد أثار المخاوف بشأن مستقبل مشروع "الحزام والطريق". ولكن، كانت الزيارة الناجحة التي قام بها مهاتير محمد إلى الصين في أغسطس 2018 بمثابة انتقال سلس في بناء "الحزام والطريق".

باختصار، فإن دبلوماسية حسن الجوار الصينية في عام 2018، لم تؤد إلى تحسن كبير في علاقات الصين مع القوى الكبرى المجاورة فحسب، وإنما أيضا لعبت دورا أكثر أهمية في دفع الاستقرار الإقليمي والتنمية الاقتصادية الإقليمية.

وإذ نتطلع إلى عام 2019، هناك الكثير من الأسباب المؤكدة لأن تستمر دبلوماسية الجوار الصينية في السير على مسار بناء مجتمع المصير المشترك مع دول الجوار. وبالتوازي مع انعقاد الدورة الثانية لمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي في عام 2019، سوف تلعب الصين دورا متزايد الأهمية في تشكيل الاستقرار الإقليمي والتنمية الاقتصادية الإقليمية. وسيبقى الخلاف بين الصين وآسيان بشأن بحر الصين الجنوبي تحت السيطرة الفعالة. ومن المحتمل أن يخطو تعاون الصين مع اليابان والهند في إطار مبادرة "الحزام والطريق" خطوات هامة، في حين أن "إستراتيجية المحيط الهندي والمحيط الهادئ" التي تروج لها الولايات المتحدة الأمريكية بمثابة موجة قد تجذب اهتماما مؤقتا، ولكنها مثل الأمواج غير مستقرة، ولا بد لها من العودة إلى مرحلة السكون.

--

لين مين وانغ: باحث في معهد بحوث القضايا الدولية بجامعة فودان في شانغهاي.

 

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4