ملف العدد < الرئيسية

المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني

صفحة جديدة لتحقيق الديمقراطية التشاورية

: مشاركة
2018-03-01 12:52:00 الصين اليوم:Source أويون ستشين وانغ يوي جا:Author

في عام 2012، طالب المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني بالعمل على "بناء وإكمال نظام الديمقراطية التشاورية الاشتراكية" وبالتوظيف الكامل لـ"دور المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني في دفع الديمقراطية التشاورية". ووضعت الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الثامنة عشرة للحزب الشيوعي الصيني "الديمقراطية التشاورية" ضمن مشروع تعميق الإصلاح على نحو شامل.

وبناء على ذلك، وضعت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني سلسلة من التخطيطات الإستراتيجية ومنحت المؤتمر الاستشاري السياسي مهاما أكبر، وأرشدت اتجاه أعماله لإنجاز مهامه، ما يرفد الإصلاح بمزيد من السمات العصرية الجديدة.

في الجلسة الختامية للدورة الأولى للمجلس الوطني الثاني عشر للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، قال يوي تشنغ شنغ، الرئيس المنتخب الجديد للمجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي: "علينا أن نضع الخطة وندفع أعمال الديمقراطية التشاورية للشعب الصيني في إطار التخطيط الشامل لبناء السياسة الديمقراطية الاشتراكية." كما طالب بـ"تعزيز فعالية التشاور بصورة فعالة" و"تنويع أشكال الديمقراطية التشاورية".

أصبحت كلمة "التشاور" كلمة ساخنة في كثير من الاجتماعات الهامة اللاحقة للمجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، يشير إليها أعضاء المجلس مرات عديدة لتحمل معاني جديدة متزايدة، والمقترحات والآراء والمفاهيم الجديدة حولها تعكس المتطلبات الداخلية للديمقراطية التشاورية للمجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي، والاتجاه الذي يسعى المجلس إلى تحقيقه.

مع نداء التقدم إلى الأمام، تبرز الصورة الجديدة لقضية مناقشة الشؤون السياسية في الصين والتشاور حولها.

تعزيز التصميم في المستوى العلوي وإكمال الضمان النظامي ووضع معيار آليات العمل

طالب المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني بـ"دفع تطور الديمقراطية التشاورية على نحو واسع ومتعدد المستويات ووضع نظام لها". وهذا يضيف عناصر عصرية وافرة ويقدم فرصا لممارسة المؤتمر الاستشاري السياسي للديمقراطية التشاورية، ويزيد إمكانية تطورها.

إن المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني معني بدفع بناء نظام التشاور السياسي والمراقبة الديمقراطية ومشاركة الشعب في الشؤون السياسية ومناقشتها، ورفع مستوى الديمقراطية التشاورية من حيث النظام والمعيار والمنهج. وهذا تحديدا ما طالب به يوي تشنغ شنغ، من أجل إرشاد اتجاه عمل المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني في تطبيق روح المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني.

الاهتمام بدفع الديمقراطية التشاورية في العقل والممارسة

في عام 2013، أصدر المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي، بموافقة اللجنة المركزية للحزب، وثيقة "وضع خطة التشاور السنوية للمجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني"، التي تعد أول خطة سنوية للتشاور السياسي في تاريخ جمهورية الصين الشعبية. في نفس الوقت، يعتبر وضع هذه الخطة في حد ذاته ممارسة عملية للتشاور، إذ يقوم أعضاء المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي بسماع الآراء وجمع المقترحات المفيدة، والتشاور حول هذه المقترحات قبل أن يتم وضع الخطة. يُرفع مشروع هذه الخطة إلى جلسة إحاطة من رئاسة المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني للنظر فيها، ثم إلى اجتماع اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب لتدقيقها والموافقة عليها. منذ عام 2014، يقوم المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي بتنسيق وترتيب الاجتماعات الاستشارية الهامة من خلال وضع خطة التشاور السنوية، الأمر الذي يجعل هذه الاجتماعات الاستشارية جزءا لا يتجزأ من أعمال اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني  ومجلس الدولة الصيني، ويعزز التخطيط والسلطة.

حول الخطة السنوية للتشاور، قال يانغ جيان، عضو المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي الوطني، إنها من أكبر الإبداعات النظامية التي أنجزها المجلس الوطني الثاني عشر للمؤتمر الاستشاري السياسي، وخطوة حاسمة لخلق وضع جديد، بحيث يتحقق الابتكار على أساس الأعمال السابقة، والتطوير على أساس الابتكار.

فضلا عن ذلك، ثمة ابتكار نظامي آخر، يحلو للناس الحديث عنه، هو "المشروع التجريبي حول إقامة ندوة تشاورية كل أسبوعين (المشروع التجريبي)" الذي أجازته الدورة السادسة لاجتماع اللجنة الدائمة للمجلس الوطني الثاني عشر للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني في الثامن عشر من سبتمبر عام.

بعد شهر واحد من ذلك، عُقِدت الدورة الأولى للندوة التشاورية لأول مرة، وحظيت بتغطية إعلامية واسعة، فأثارت اهتماما كبيرا لدى الرأي العام. يرمز انعقاد هذه الندوة إلى بزوغ طريقة جديدة رسميا لسماع آراء أعضاء المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي ومقترحاتهم في كافة المجالات  بصورة دورية منتظمة.

في الحقيقة، ترجع جذور الندوة التشاورية التي تعقد كل أسبوعين، إلى الندوة التي كانت تعقد كل أسبوعين في خمسينات القرن الماضي والتي توقفت لمدة نصف قرن. يلاحظ  كثيرون أن اسم الندوة هو "الندوة التشاورية"، ولم تعد "الندوة" فقط.

التغير في الاسم يعكس التغير في المعنى الداخلي. أشار وي تشي مينغ، نائب أمين المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، إلى أن هذا التغيير ليس في الاسم فحسب، وإنما أيضا يعكس متطلبات اللجنة المركزية للحزب في الديمقراطية التشاورية، لتصبح الندوة منصة تشاور هامة، يتم من خلالها تثبيت ثمار الإصلاح بشكل نظامي.

تعقد الندوة التشاورية كل أسبوعين، ويحضرها كل مرة نحو عشرين من أعضاء المجلس في شتى المجالات، مع الاهتمام الخاص بحضور أعضاء المجلس من غير أعضاء الحزب الشيوعي الصيني. بعد جمع المقترحات وصياغة تقرير حولها، يرفع المشاركون هذا التقرير إلى الأجهزة المختصة التي تعمل على صنع القرارات المعنية.

وجد المشاركون أن الندوة التشاورية التي تعقد كل أسبوعين تهتم غالبا بالقضايا الصغيرة. يدعو يوي تشنغ شنغ إلى اختيار الموضوعات الصغيرة المرتبطة بالقضايا العامة الهامة، وتركيز المناقشات حولها، وتحليلها وصولوا إلى استكشاف حلول لتلك القضايا.

في الثامن عشر من مايو عام 2017، تحول اسم "المشروع التجريبي حول إقامة الندوة التشاورية كل أسبوعين" إلى "قاعدة الأعمال حول إقامة الندوة التشاورية كل أسبوعين"، التي حصلت على الموافقة في الدورة التاسعة والخمسين لجلسة الإحاطة لرئاسة المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني. هذا يرمز إلى أن الندوة التشاورية التي تعقد كل أسبوعين حصلت على الضمان النظامي، ودخلت إلى مرحلة عمل جديدة وفقا لمعيار محدد.

إذا نشبه تعزيز بناء الديمقراطية التشاورية الاشتراكية بأساس وروح بناء العمارة، فإن البناء النظامي هو الأساس الحجري الراسخ للعمارة. في السنوات الخمس الماضية، ومن أجل تطبيق وتنفيذ المتطلبات التي طرحتها اللجنة المركزية للحزب، والتي تتمثل في مواصلة إكمال وتطوير النظام الاشتراكي ذي الخصائص الصينية ودفع تحديث منظومة حوكمة الدولة وقدرة الحوكمة، يقوم المجلس الوطني الثاني عشر للمؤتمر الاستشاري السياسي بتعزيز الابتكار النظامي ووضع أو تعديل نحو عشرين لها علاقة بالبناء النظامي؛ ومنها قاعدة أعمال إلقاء الكلمات في الاجتماع وقاعدة أعمال جلسة الإحاطة للرئاسة ونظام التواصل بين رئيس ونائب رئيس المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي والأعضاء من المجالات المختلفة، ونظام لجنة الخبراء، وقاعدة أعمال الندوة التشاورية التي تعقد كل أسبوعين، ومقترحات الأعمال في اجتماع مناقشة الموضوعات الخاصة. هكذا، تم تشكيل منظومة نظامية حول تنظيم الاجتماعات وإجراء الأعمال الروتينية وتحسين البناء الذاتي، ونواة هذه القواعد هي دستور المؤتمر الاستشاري السياسي. لذا، يشهد نظام الديمقراطية التشاورية تعزيزا، ويتحسن معيارها ومنهجها باستمرار. أصبحت الاجتماعات مناقشة الشؤون السياسية أكثر فعالية.

زيادة ألوان وكثافة التشاور وتوسيع محتوياته

شهر مارس بالنسبة لأهل بكين، يعني قدوم الربيع الجميل، وكثرة الناس في قاعة الشعب الكبرى و"ليانغهوي"، أي الدورتين (دورة المجلس الوطني لنواب الشعب ودورة المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني) اللتين تهتم بهما وسائل الإعلام الصينية والأجنبية.

في ربيع عام 2016، لاحظ كثير من الناس أن  "عناصر التشاور" في "ليانغهوي" في ذلك العام قد ازدادت.

في مساء الحادي عشر من مارس عام 2016، عقدت الدورة الرابعة للمجلس الوطني الثاني عشر للمؤتمر الاستشاري السياسي جلسات المجموعات، حيث ناقش أعضاء المجلس الوطني القضايا الساخنة، وقدموا مقترحات مفيدة حولها. وقد حضر الجلسات مائتان وعشرة ممثلين من أربعين وزارة لسماع المقترحات وتبادل الآراء حولها.

أثنى أعضاء المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي وممثلي الوزارات على هذا الابتكار، المتمثل في جلسات المجموعات التي تم تقسيمها وفقا لأعمال الأعضاء في المجالات المختلفة ومناقشتها ودعوة ممثلي الوزارات للحضور وتبادل الآراء حولها.

قال شاو هونغ، عضو المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي لسنوات عديدة، إن إعطاء الأعضاء حق اختيار الموضوعات وفقا لأعمالهم المختلفة يعكس الديمقراطية. دعوة مسؤولين من الوزارات إلى جلسات المجموعات تجعل التبادلات أكثر فعالية، مما يدفع الديمقراطية التشاورية.

ممارسة الديمقراطية التشاورية لا تقتصر على  فترة ليانغهوي

في عام 2014، في مؤتمر الاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة والستين لإنشاء المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، أشار الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني شي جين بينغ، إلى أهمية إقامة جلسات التشاور بطريقة أكثر مرونة واستدامة. هذا يتطلب أن تكون الاجتماعات التشاورية متنوعة ومنتظمة.

كان أول ما فكر فيه يوي تشنغ شنغ هو تغيير أحوال جلسات الاجتماع الحالية في المؤتمر الاستشاري السياسي، المتمثلة في "انعقاد جلسة المجلس الوطني سنويا، وانعقاد اجتماع اللجنة الدائمة للمجلس كل ثلاثة أشهر، وانعقاد اجتماع الرئاسة شهريا.". واقترح توسيع ألوان الديمقراطية التشاورية، وإكمال طرق التشاور، منها التشاور حول موضوعات محددة، والتشاور بين أطراف الشراكة والتوأمة، والتشاور بين شتى المجالات، والتشاور حول تنفيذ المشروعات المقترحة. فضلا عن ذلك، ينبغي ابتكار طريقة للأعمال الروتينية للمجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي وتوسيع قنوات مشاركة الجمهور في الشؤون السياسية، والعمل على بناء وضع تشاوري يتسم بالمستويات المتعددة والاتجاهات الكاملة.

منذ عام 2013، حققت اللجنة الدائمة للمجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي الوطني، اختراقا في أعراف جلساتها التشاورية حول الموضوعات المحددة بأن جعلت الجلسة مرتين كل سنة بدلا من مرة واحدة. ومنذ عام 2014، يعقد الاجتماع التشاوري لمناقشة الموضوعات الخاصة مرتين كل سنة، وليس مرة واحدة. ومنذ أكتوبر عام 2014، تعقد الندوة التشاورية عشرين مرة تقريبا كل سنة.

لقد ازدادت النشاطات التشاورية ومناقشة الشؤون السياسية ضعفا على الأقل، بالإضافة إلى الجلسات الكاملة. السيد شي جه، عضو المجلس الوطني المقيم في مقاطعة سيتشوان، تعود على السفر بين بكين وتشنغدو لحضور الاجتماعات. قال: "قد جمعت كومة من بطاقة صعود الطائرة..."

هذا يعكس التغيرات التي طرأت على الديمقراطية التشاورية، حيث ازداد عدد الاجتماعات وتوسعت القنوات وتعززت مشاركة الأعضاء في مناقشة الشؤون السياسية.

على سبيل المثال، تعقد الندوة التشاورية ثمانين مرة في كل دورة من دورات المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي، أي ست عشرة مرة سنويا. يدعى عشرون عضوا وأربعة مسؤولين من الأجهزة المعنية للحضور في كل ندوة. وفقا لهذا الحساب، يحضر ألف وستمائة عضو وثلاثمائة وعشرون مسؤولا من الأجهزة المعنية الندوات التشاورية لتبادل الآراء وتقديم المقترحات في كل دورة لمجلس المؤتمر الاستشاري السياسي. بهذه الطريقة، يمكن جمع المقترحات والشكاوى من الفلاحين والعمال وغيرهم بالوحدات القاعدية وطرحها في الاجتماعات بصورة فعالة.

في الخامس والعشرين من أغسطس عام 2013، عقد المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني الاجتماع الإضافي للجنة الدائمة لمناقشة الموضوعات الخاصة، رغم أن هذا الاجتماع عُقد مرتين في ذلك العام. كان الموضوع في هذا الاجتماع هو "تعميق تنفيذ روح الضوابط الثمانية (الضوابط الثمانية هي: تحسين أعمال التحقيق والبحث، تقليص عقد الاجتماعات، تقليل عدد الوثائق والتقارير الموجزة، معايرة أنشطة الزيارات الرسمية الخارجية، تحسين أعمال الحراسة، تحسين الأعمال الإعلامية حول أنشطة كبار قادة الحزب، السيطرة على النشر العلني لمؤلفاتهم أو كتيبات خطاباتهم، وممارسة التقشف والاقتصاد بصرامة) وتحسين الأجواء داخل الحزب وبين الجماهير وفي المجتمع. حضر وانغ تشي شان، عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب وأمين لجنة مراقبة الانضباط للجنة المركزية للحزب وقتذاك الندوة وأثنى عليها.

كانت هذه أول مرة يناقش فيها الأعضاء بناء أسلوب جيد للحزب والسياسة النزيهة، في اجتماع اللجنة الدائمة لمناقشة الموضوعات الخاصة، فنالت تقديرا عاليا من الأعضاء واهتماما واسعا من المجتمع. منذ هذا المؤتمر، أضافت اللجنة الدائمة للمجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي حلقة التبادل الجديدة إلى جدول الاجتماع، يمكن لأعضائها أن يتبادلوا الآراء مع اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني وقادة الدولة ومسؤولي الأجهزة المعنية. هكذا، يقوم المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني بتنويع أشكال الديمقراطية التشاورية وإثراء محتوياتها.

في السنوات الخمس الماضية، أجرى أعضاء المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي، مشاورات حول القضايا الهامة التي تتعلق بالإصلاح والتنمية والاستقرار على نحو شامل في الجلسات الكاملة. علاوة عن ذلك، قاموا بالمناقشة والتشاور حول الموضوعات التفصيلية في اجتماع اللجنة الدائمة لمناقشة الموضوعات الخاصة والاجتماع التشاوري للموضوعات الخاصة والندوة التشاورية التي تعقد كل أسبوعين. تتوسع الموضوعات إلى مجالات الاقتصاد والمجتمع والسياسة والثقافة والبيئة وبناء الحزب. مثلا، منذ عام 2014، وفي سبيل تقديم مساهمات في دفع إدارة الدولة وفقا للقانون على نحو شامل، طرحت كل ندوة تشاورية موضوعا واحدا أو أكثر حول التشريعات. لمناقشة المشكلات الرئيسية والنقائص البارزة في بناء مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل، طرحت اللجنة الدائمة لمناقشة الموضوعات الخاصة موضوعات متعلقة بالقضاء على الفقر في عامي 2016 و2017 للمناقشة.

بشكل عام، ثمة كثير من الاجتماعات التشاورية للمجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني. على الرغم من أن هذه الاجتماعات تختلف من حيث الحجم والمدة والمحتوى والوظيفة، يكمل بعضها بعضا، مما يدفع التنمية المشتركة للتشاور على نحو شامل حول الموضوعات الهامة والموضوعات الخاصة، مما يساعد على تطوير الديمقراطية بصورة واسعة ومنتظمة ومتعددة المستويات.

تعزيز التبادلات وتطوير الروح الديمقراطية ورفع فعالية مناقشة الشؤون السياسية

في مساء الثامن من مارس عام 2016، تناول اجتماع التشاور حول تنفيذ المشروعات  المقترحة، الذي عقده المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي، موضوعا ساخنا وهاما، ألا وهو "مساعدة العمال الذين فقدوا وظائفهم بسبب سياسية التخلص من الطاقة الإنتاجية الفائضة ودفع عجلة إصلاح جانب العرض في الصين".

قال ليو تشي بياو، عضو المجلس في الاجتماع: "أريد أن أقول ثلاث جمل. أولا، من الأفضل تقديم دعم مالي للشركات التي تقوم بإعادة التنظيم والاندماج والاستحواذ، وليس إلى الشركات التي تخسر؛ ثانيا، من الأفضل تقديم دعم مالي إلى المستهلكين والعملاء وليس إلى الشركات التي تعاني من الطاقة الإنتاجية المفرطة؛ ثالثا، من الأفضل توفير تدريبات للموظفين بدلا من تقديم الدعم المالي للشركات التي تعاني من الطاقة الانتاجية المفرطة.

في حين يرى فنغ فيّْ، نائب وزير الصناعة وتكنولوجيا المعلومات، ضرورة الجمع بين دور الحكومة وآليات السوق في أعمال تقليص الطاقة الفائضة وتجنب المخاطر الأخلاقية.

...

            التشاور والتبادل جديا

 في السنوات الأخير، كثيرا ما نجد في الاجتماعات المختلفة التي عقدها المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي مشاهد تتسم بالصراحة والعقلانية. هذا سبب نجاح هذه الاجتماعات في مناقشة الشؤون السياسية.

أشار بعض أعضاء المجلس إلى أن الاجتماعات في السابق لم تكن بها فرص لتبادل الآراء بين المسؤولين من الأجهزة المعنية باللجنة المركزية للحزب أو مجلس الدولة الصيني والأعضاء، رغم حضورهم تلك الاجتماعات.

من أجل تحقيق دعوة شي جين بينغ بأن "تناقش جماهير الشعب قضاياها بصورة جيدة  للسعي إلى أكبر قاسم مشترك لرغبات ومتطلبات المجتمع"، وفر المجلس الوطني الثاني عشر للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني سبلا لتحسين الأعمال واستكشافها.

أكد يوي تشنغ شنغ في اجتماع ليانغهوي عام 2014، على أهمية النقاش الحر وليس التشاحن، والتبادلات الصريحة وليس المجاملة، والنقد بصورة ثاقبة وليس متطرفة. ينبغي بناء أجواء متناغمة للأعضاء في التعبير عن آرائهم بكل صراحة ووفقا للقانون والأخلاق.

في الاجتماع، يمكن لأي مشارك مقاطعة كلام الآخر. أحيانا، يحدث جدال شديد بين الطرفين حول موضوع واحد. قال يانغ سونغ، عضو المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي، الذي حضر الندوة التشاورية مرتين: "أحيانا يقاطع يوي تشنغ شنغ كلام غيره للتعبير عن آرائه، أو يستفسر عن شيء ما أو ليناقشه معه."

جدير بالذكر أن الاجتماعات التشاورية تحقق إنجازات تدريجيا، مع تعمق مناقشة الموضوعات. تتبنى الأجهزة المعنية بعض المقترحات، مما يدفع عملية الإصلاح في هذا المجال. على سبيل المثال، في الثالث من إبريل عام 2014، رفع ياو مينغ في الدورة الثامنة للندوة الاستشارية، اقتراحا بإلغاء إجراءات الفحص والإقرار للسباقات الرياضية وتقديم خطة السباق إلى الأجهزة المعنية للتسجيل واتخاذ نظام القائمة السلبية، وهكذا يمكن لكيانات السوق الاستثمار في السباقات الرياضية بدون أي قيود، لتشجيع تطور سوق الرياضة البدنية ودفع تنمية الصناعة الرياضية وقضية ممارسة التدريبات الرياضية بين الجمهور. في الثاني من سبتمبر ذلك العام، أقر اجتماع اللجنة الدائمة لمجلس الدولة الصيني " تبسيط الإجراءات الإدارية وتخويل الصلاحيات للسلطات المحلية والجمع بين تنفيذ السلطة وتخويل الصلاحيات وإلغاء إجراءات الفحص والإقرار للسباقات الرياضية التجارية أو الجماهيرية" الأمر الذي يدفع تطور الإصلاح في مجال الرياضة البدنية.

ما هي ميزة المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني؟ هي البحث عن الحقيقة من الواقع والتعبير عن الآراء بصراحة. هذا يعكس مسؤولية أعضاء المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي في تحقيق الأهداف المشتركة.

المناقشة تسعى إلى التوافق، والتشاور يسعى إلى إنحاح الأعمال. اليوم، مع تعميق الإصلاح على نحو شامل وتعقد وتشابك المشكلات والتناقضات، يجب على أعضاء المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي أن يطوروا الروح الديمقراطية، وأن ينفذوا مفاهيم التشاور، وأن يعززوا فعالية مناقشة الشؤون السياسية، وأن يحققوا التوافق العام في المؤتمر الاستشاري السياسي. إن المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني منصة هامة وجهاز خاص لتحقيق الديمقراطية التشاورية. هذا ليس وصفا فارغا وإنما واقع ملموس.

    الصين منبع الديمقراطية التشاورية

 شهدت االديمقراطية التشاورية تطورا وازدهارا في المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، وأصبحت قوة هامة لدفع أعمال المجلس الوطني الثاني عشر للمؤتمر الاستشاري السياسي. بفضلها يتشكل نمط جديد للتشاور ومناقشة الشؤون السياسية. تعتبر الجلسة الكاملة للمجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي أساسا ويعد اجتماع اللجنة الدائمة لمناقشة الموضوعات الخاصة والاجتماع التشاوري لمناقشة الموضوعات الخاصة سندين قويين. بالإضافة إلى ذلك، تشكل الندوة التشاورية التي تعقد كل أسبوعين والاجتماع التشاوري مع الأجهزة المعنية واجتماع تقديم المقترحات، الوضع الطبيعي للمجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي.

في ظل الظروف الجديدة، سيتشكل الوضع الطبيعي الجديد وستنجز أعمال جديدة وستنطلق مسيرة جديدة. ستتطور الديمقراطية التشاورية للمجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني على أساس التقاليد الممتازة.

--

أويون ستشن، مديرة قسم الاتصالات بجريدة المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني.

وانغ يوي جا، صحفي بجريدة المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني.

 

 

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4