كلنا شرق < الرئيسية

السفير عاصم حنفي: "الحزام والطريق" نظرة مستقبلية، والعلاقات المصرية- الصينية تشهد طفرة كبيرة

: مشاركة
2023-09-20 13:41:00 الصين اليوم:Source فريدة تشانغ منغ فان:Author

((الصين اليوم)): في البداية نشكركم سعادة السفير على قبول الحوار مع مجلة ((الصين اليوم)). نحتفل هذا العام بالذكرى السنوية العاشرة لمبادرة "الحزام والطريق". خلال السنوات العشر منذ طرح المبادرة، تشهد علاقات الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر تطورا كبيرا، وحقق التعاون العملي نتائج مثمرة. فكيف ترون تطور العلاقات الودية بين الصين ومصر؟

السفير: أقدم كل التهاني للصين حكومة وشعبا وكافة أصدقائها من دول العالم بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لإطلاق مبادرة "الحزام والطريق"، التي أطلقها الرئيس شي جين بينغ في عام 2013. إنها مناسبة كبيرة لأنها مبادرة ضخمة ضمت 150 دولة تقريبا، وقامت على غرار إحياء طريق الحرير القديم وطريق الحرير البحري، وبالتالي فهي نظرة مستقبلية لما يمكن أن يقدمه القرن الحادي والعشرون لتنمية الصين وتنمية الدول المختلفة. وكانت مصر ضمن الدول التي بادرت وشاركت منذ البداية فيها بقوة، وهناك العديد من المشروعات الكبرى التي قامت في مصر في إطار هذه المبادرة الكبيرة. إن علاقات البلدين قديمة قدم التاريخ، فمصر والصين بلدان لهما حضارات عريقة، واستمرت هذه العلاقات على مدار الزمن وتطورت منذ قيام العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1956، وتعاظمت العلاقات وتعددت المسارات الاقتصادية والسياسية والثقافية والتكنولوجية أيضا حتى توجت بالشراكة الإستراتيجية الشاملة في عام 2014، وهي الآن تشهد طفرة كبيرة في كافة المجالات بفضل القيادة الحكيمة للرئيسين، فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي وفخامة الرئيس شي جين بينغ، ونحن هنا لنبني على تلك الأرضية الصلبة لإطلاق العلاقات لمستوى أكبر في المستقبل القريب.

((الصين اليوم)): تشارك الشركات الصينية في بناء المشروعات بمصر، وتحظى بالاهتمام والرعاية من الحكومة المصرية التي توفر العديد من السياسات التفضيلية للشركات الصينية. ما هي رسالتكم لتشجيع المزيد من الشركات الصينية على الاستثمار والبناء في مصر؟

السفير: هناك الكثير من الشركات والمؤسسات الصينية التي تعمل في مصر حاليا، وهو شيء يسعدنا بالتأكيد في مصر. هناك المنطقة الاقتصادية لقناة السويس أو "تيدا" كما يطلقون عليها، وهي منطقة كبيرة بها العديد من المشروعات التنموية الكبيرة، هناك مشروع بناء العاصمة الجديدة، وحي المال والأعمال في العاصمة الجديدة في ضواحي القاهرة. هناك أيضا بعض الإنشاءات الكبيرة في مدينة العلمين على ساحل البحر المتوسط، وهناك القطار الكهربائي الخفيف الذي يربط بين القاهرة وضواحيها، هناك أيضا مشروعات للتحول الأخضر والطاقة المتجددة في إطار التحول إلى تنمية نظيفة وتنمية مستدامة، وهذا على سبيل الذكر وليس الحصر. هناك العديد من المشروعات والشركات الصينية في مصر وتلقى كل الترحيب من الشعب المصري المحب للشعب الصيني والمحب للشراكة مع الصينيين. مصر موقعها إستراتيجي، فهي تقع في وسط العالم، أسواق مصر قريبة جدا من أسواق أفريقيا وأسواق الدول العربية ودول أوروبا وبالتالي هناك ميزة كبيرة لأي مستثمر صيني أو شركة صينية، ليس فقط للاستفادة من السوق المصرية الكبيرة، ولكن أيضا كمعبر أو انطلاقة نحو الأسواق القريبة منها في المناطق التي ذكرتها. هناك حوار وتفاعل مستمر بين الحكومة المصرية والحكومة الصينية والهيئات المعنية في الصين من أجل إيجاد أفضل سياسات وأفضل إجراءات اقتصادية وتحفيزية لهذه الشركات لكي تنمو وتزدهر أعمالها في مصر.

((الصين اليوم)): مصر أول دولة عربية وأفريقية وإسلامية اعترفت بجمهورية الصين الشعبية وأقامت العلاقات الدبلوماسية معها، ويسجل التاريخ مشاعر الصداقة الودية بين البلدين. نرجو أن تحدثنا عن تجاربكم ومشاعركم الشخصية تجاه هذه العلاقات الودية منذ توليت مهامكم كسفير مصر لدى الصين.

السفير: أنا أشعر بالفخر لأنني أمثل بلادي في الصين. منذ أن تسلمت عملي في أوائل أكتوبر العام الماضي، لم أشعر أنني في غربة ولكن شعرت أنني وسط أصدقاء. لقد لقيت كل الترحيب من ممثلي الحكومة الصينية ومن كافة أفراد الشعب الصيني الذين تعاملت معهم، وهذا شيء يعطيني طاقة إيجابية كبيرة ومحفز لي ولكافة أعضاء السفارة والبعثة الدبلوماسية لعمل المزيد نحو النهوض برسالتنا في تنمية العلاقات وأواصر الصداقة بين مصر والصين. مصر تحتفظ بمكانة كبيرة لدى الصين، باعتبارها أول دولة عربية وأفريقية أقامت علاقات واعترفت بجمهورية الصين الشعبية في عام 1956، وهذا المبنى الذي نجلس فيه الآن هو شاهد حي وكبير على هذه العلاقات لأننا فيه منذ ذلك الحين وسط أصدقائنا في الصين، وهو شاهد على متانة هذه العلاقات التي تعددت وتنوعت، مما يعطي ثراء لكافة التعاملات بين البلدين. وبالتالي هذا يساعدني كثيرا لأننا نستند إلى قواسم مشتركة لفهم بعضنا البعض لما لنا من استيعاب للتاريخ وتجارب التاريخ القديم، لكننا ننظر للمستقبل معا ونشارك بعضنا البعض المحن والتحديات وأيضا الإنجازات، وبالتالي فكافة المراحل التي مررنا بها كنا فيها شركاء وأصدقاء، وهذا ما يعطيني شعورا بالطمأنينة لمستقبل هذه العلاقات، وأيضا مسؤولية لكي نعمل المزيد في مجال التطوير والنهوض بها إلى مستويات أعلى في المستقبل القريب.

((الصين اليوم)): مع التطور السريع لصناعة السياحة الثقافية، يختار مزيد من السياح الصينيين السفر إلى مصر. ما هي الأماكن التي ترشحها لهم وبماذا توصيهم؟

السفير: أنا أشعر بالسعادة عندما أجد السياح الصينيين يتوافدون على مصر، أشعر بسعادة كبيرة عندما يأتون ويعودون من مصر بذكريات جميلة. ليس فقط لأن ذلك يشجع السياحة فهو شيء طيب ومطلوب، لكن أيضا لأنهم عندما يأتون بهذه الذكريات فهذا يساهم في تكوين فكرة أكبر لدى الشعب الصيني عن مصر كحضارة ومجتمع وأيضا كمصر المعاصرة والحديثة، فكما يقولون: "ليس من سمع كمن رأى." ونحن من جانبنا نرى أن هناك إقبالا كبيرا على المناطق الأثرية في القاهرة وفي الأقصر وأسوان، وأرشح لهم أيضا المتحف المصري القديم، والذي تجرى الآن الاستعدادات لنقله لمتحف كبير يضم أكبر مقتنيات الآثار المصرية في العالم، أرشح لهم المتحف القومي للحضارة، الذي افتتح مؤخرا، وأيضا في الشتاء، هناك مزارات سياحية جميلة على البحر الأحمر في شرم الشيخ والغردقة، حيث يمكنهم أن يستمتعوا بأجواء دافئة في فصل الشتاء. وسيجدون كل الترحيب من الشعب المصري. وبطبيعة الحال، هناك الكثير من رحلات الطيران المباشر الآن التي تربط بين الصين ومصر ونرى أن ذلك يشجع على تبادل السياح وتبادل الزيارات بين البلدين.

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

互联网新闻信息服务许可证10120240024 | 京ICP备10041721号-4