العلاقات
الصينية اليمنية تنطلق إلى آفاق جديدة
على عاطف القائم بالأعمال
لسفارة الجمهورية اليمنية ببكين

العلاقات
بين اليمن وجمهورية الصين الشعبية علاقات قديمة ضاربة جذورها
في أعماق التاريخ ومثال ذلك عندما أرسل الإمبراطور تشو دي
البحار المسلم تشنغ خه على رأس أسطول تجاري ضخم لتعزيز العلاقات
التجارية والدبلوماسية بين الصين وقارتي آسيا وأفريقيا حيث
زار ميناء عدن عام 1416 وقام الحكام اليمنيون بالرد على
هذه الزيارة بإرسال بعثة إلى البلاط الصيني مع خطاب وهدايا
ثمينة إلى إمبراطور الصين. وزارت الصين أربع بعثات يمنية
خلال حكم أسرة مينغ إضافة إلى طريق الحرير البحري الذي ربط
الموانئ الصينية بالموانئ اليمنية.
وجاءت
العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والتجارية اليمنية – الصينية
الحديثة امتدادا للعلاقات التاريخية القديمة بين اليمن وجمهورية
الصين الشعبية.
وفي
سبتمبر 1956 أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين اليمن وجمهورية
الصين الشعبية أي منذ 46 عاما.
العلاقات
الاقتصادية والتجارية
بهدف
تنشيط أوجه التعاون الاقتصادي والتجاري بين اليمن وجمهورية
الصين الشعبية عمل البلدان عام 1987 على إنشاء اللجنة الوزارية
المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري والفني، وعقدت اللجنة
المشتركة منذ هذا التاريخ خمس دورات متتالية وكان آخرها
في بكين خلال الفترة من 25-27 أغسطس 2001 والتي شكلت دفعة
قوية نحو مزيد من تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين.
الاستثمارات
والمشاريع المشتركة
توجد
في اليمن العديد من الشركات الصينية التي لها نشاطات استثمارية
ونشاطات تجارية واقتصادية منها:
الشركة
الصينية للطرق والجسور التي تعمل في اليمن منذ أكثر من 40
عاما والشركة الصينية للمنتجات المائية وشركة سيتشوان للطرق
والجسور وشركة ويننان المعمارية، والشركة الشرقية للجيولوجيا
وشركة البترول الوطنية الصينية وشركة با شيان للمقاولات
(قطاع خاص) وشركة هواواي للاتصالات، وشركة صينوبك للنفط،،
كما توجد 22 سفينة صيد أسماك لشركتين صينيتين للاصطياد في
المياه الإقليمية اليمنية.
وفي
عام 1996 وقعت الشركات الصينية 12 عقد مقاولات قيمتها 47
مليون دولار أمريكي كما تم توقيع 21 عقدا عام 1997 قيمتها
40 مليون دولار.
وخلال
زيارة فخامة الأخ على عبد الله صالح رئيس الجمهورية اليمنية
للصين في 14 فبراير 1998 تم الاتفاق مع الجانب الصيني على
إقامة عدد من المشاريع الاستثمارية وعلى تطوير مصنع باجل
للإسمنت.
ووفقا
للقوانين واللوائح المنظمة لعملية الاستثمار في الجمهورية
اليمنية تعمل الحكومة اليمنية على تقديم المزيد من التسهيلات
للاستثمارات العربية والأجنبية في مجال المشاريع الصناعية
والإسكان والتخطيط الحضري والخدمات والزراعة والأسماك والصحة
والسياحة وترحب الحكومة اليمنية بالشركات الصينية للاستثمارات
في مختلف قطاعات الاقتصاد اليمني وفي مجال التنمية وعلى
وجه الخصوص في مجال الاستكشافات النفطية وتسويق الغاز اليمني
في السوق الصيني والأسواق الدولية، وكذلك الترحيب بالشركات
الصينية للاستثمار في المنطقة الحرة بعدن والتي تتوفر فيها
فرص استثمارية واعدة كونها تتمتع بموقع استراتيجي متميز.
تتوزع
المشاريع الاستثمارية في اليمن على عدة قطاعات فعلي سبيل
المثال في عام 2000 تم التوزيع النسبي للمشاريع الاستثمارية
المرخصة على النحو التالي: قطاع الصناعة 34%، قطاع السياحة
18%، وقطاع الخدمات 24%، والقطاع الزراعي 19%، أما القطاع
السمكي 5%.
التبادل
التجاري
بلغ
حجم التبادل التجاري بين الجمهورية اليمنية وجمهورية الصين
الشعبية خلال العام 1990م 70 مليون دولار أمريكي وفي عام
1992 سجل الميزان التجاري رقما جديدا بين البلدين حيث بلغ
140 مليون دولار، واستوردت الصين من اليمين بمبلغ 70 مليون
دولار أمريكي: كما بلغ حجم التبادل التجاري بين اليمن والصين
خلال 1995م 17ر234 مليون دولار أمريكي منها 98ر84 مليون
دولار أمريكي صادرات صينية و79ر293 مليون دولار أمريكي صادرات
يمنية وبفائض تجاري لصالح اليمن مقداره 21ر64 مليون دولار
أمريكي.
إلا
أن هذه الأرقام قفزت إلى الأمام ففي عام 2000 بلغ
حجم التبادل التجاري بين البلدين 76ر911 مليون دولار أمريكي
منها 25ر176 مليون دولار أمريكي تمثل قيمة صادرات الصين
لبلادنا و51ر735 مليون دولار أمريكي قيمة واردات الصين من
النفط اليمني. وفي عام 2001 بلغ حجم التبادل التجاري بين
اليمن والصين 06ر661 مليون دولار أمريكي منها 69ر209 مليون
دولار قيمة الصادرات إلى اليمن من الصين و36ر451 مليون دولار
قيمة الواردات الصينية من اليمن.
وخلال
الستة الأشهر الأولى من هذا العام حتى نهاية يونيو الماضي
بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 12ر268 مليون دولار
أمريكي منها 18ر119 مليون دولار أمريكي قيمة صادرات الصين
لبلادنا و94ر166 مليون دولار أمريكي قيمة واردات الصين من
اليمين.
لقد
غدت العلاقات اليمنية الصينية تصبو نحو آفاق المستقبل المشرق
والمسارات التي تحقق طموح البلدين والشعبية الصديقين.