محتويات العدد 12 ديسمبر (كنون الأول) 2002
بيار أبو خاطر.. خالص الحب وعظيم التقدير

فريدة وانغ فو

بعد سنة، سنة كاملة من رحيل بيار أبو خاطر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة GLOPE EXPRESS SERVICES ، مازلت أسكب الدمع كلما تذكرته . مواساة لقلبي، سافرت إلى مدرسة لبنان للبنات في ناحية دينغ يوان تساي بمقاطعة شاندونغ التي تبعد 400 كم عن بكين. طلب مني تلاميذها أن أقدم نيابة عنهم  زهورا للجد بيار أبو خاطر، الذي تبرع هو وزوجته لبناء هذه المدرسة عام 1997.

مدرسة لبنان هي أجمل مدرسة في منطقتها؛ بمساحتها الواسعة وبحجرات الدرس المضاءة فيها. ويدرس فيها ستمائة تلميذة وتلميذ، يعيشون يوميا مع بيار أبو خاطر، مجسدا في صورته المعلقة ببهو المدرسة، وفي النصب التذكاري  بمدخل المدرسة الذي يستقبل التلاميذ يوميا، بالكلمات التالية:

الوجه الأمامي:

ذكرى إقامة المدرسة اللبنانية للبنات

عاشت الصداقة بين الصين ولبنان وارفة الظلال إلى الأبد!

حكومة ناحية دينغ يوان تشاي الشعبية

18/5/1997

الوجه الخلفي:

تم بناء المدرسة اللبنانية للبنات بتبرع  من رجل الأعمال اللبناني المشهور السيد بيار أبو خاطر وعقيلته الفاضلة بـ 55 ألف دولار أمريكي لإقامتها في 18 مايو 1997.

 بيار أبو خاطر من رجال الأعمال اللبنانيين المشاهير، طور أعماله داخل بلاده وخارجها، متحمس  للأعمال الخيرية. وقد أبدى حماسة واهتماما كبيرين  لمشروع  الأمل الصيني. بعد أن عرف  بيار أبو خاطر وعقيلته من السيدة فريدة وانغ فو، من مجلة "الصين اليوم" بوضع ناحية دينغ يوان تشاي البائس، قدما أولا ألفي دولار أمريكي لمساعدة 40 تلميذا فقيرا لمواصلة دراستهم في فبراير 1996؛ ثم تبرعا بـ55 ألف دولار أمريكي لبناء هذه المدرسة التي تبلغ مساحتها  18 ألف متر مربع، ومجمل مساحة البناء 1500 متر مربع، وتتسع لأكثر من 600 تلميذة وتلميذ.

إن العمل الذي قام به  السيد بيار أبو خاطر وعقيلته هو تجسيد عظيم لروحهما الإنسانية الشفافة، فهما من الرسل الأوفياء للصداقة الصينية اللبنانية. فقد أصبحت هذه المدرسة اللبنانية للبنات جسرا للصداقة الصينية اللبنانية. إننا نضع هذا النصب التذكاري هنا تعبيرا عن الامتنان  العظيم  من كافة أبناء الناحية ، والذكرى الأبدية للسيد بيار أبو خاطر.

حكومة ناحية دينغ يوان تشاي الشعبية

18/5/1997

نعم، لن ينساه الصينيون، لن تنساه أربعون فتاة فقيرة يعشن في أعماق الجبال في محافظة باوده بمقاطعة شانشي، يتابعن دراستهن بعد أن حصلن على مساعدة مالية من هذا الرجل اللبناني عام 1994.  أجل، فبفضله عدن إلى مدارسهن وتمكن من استئناف دراستهن.  لم يخطر على بال إحداهن أن يقوم رجل غريب من لبنان البعيد ويمد يد العون إليهن  في منطقة جبلية منفصلة عن العالم الخارجي تقريبا، لكن بيار أبو خاطر سرعان  ما خف لمساعدتهن  عن طريق مشروع الأمل الصيني فور أن علم بفقرهن .

ولن ينساه أيضا صندوق الشباب والأطفال الصيني المشرف على مشروع الأمل، لأن بيار أبو خاطر كان الشخص الوحيد من الشرق الأوسط الذي قدم تبرعات لهذا الصندوق لمساعدة التلاميذ الصينيين الفقراء0 وعند التبرع قال : "أرجو منكم ألا تنشروا اسمي، اذكروا لبنان فقط، فهذا التبرع من لبنان!"

ولن ينساه الباحثون والمترجمون الصينيون للأدب اللبناني، بفضل جائزة ترجمة الأدب اللبناني التي قدمها. وكانت الجائزة  دعوتهم إلى رحلة سياحية في لبنان باستضافة كاملة منه وعلى نفقته الخاصة .  فسافر بعضهم إلى لبنان لرؤية لبنان عن كثب، الأمر الذي عزز التعارف والتفاهم بين الشعبين الصيني واللبناني، وأثار موجة لترجمة الأدب اللبناني في الصين، وأصبح لبنان أكثر شهرة بين الصينيين!

ولن ينساه أيضا أربعون تلميذا فقيرا في محافظة قوانشيان، لأنهم حصلوا على مساعدة مالية من بيار أبو خاطر  في شتاء عام 1995، وفيما كان هؤلاء التلاميذ يستلمون المبلغ من مندوبة السيد بيار أبو خاطر، راحوا يتمتمون متأثرين : بيار أبو خاطر! لبنان!

ولن ينساه أبناء محافظة قوانشيان البالغ تعدادهم مليون نسمة، لأن بيار أبو خاطر قدم لأطفالهم هذه المدرسة الجميلة.

لن تنسى الصين  بيار أبو خاطر، ولن ينساه الصينيون! إنه رجل عظيم يحتضن المحتاجين بقلبه الكبير، رجل  العطاء بكل  معنى الكلمة ، ولبناني أصيل يحرص كل الحرص على رفع  اسم وطنه عاليا، إنه ابن لبنان العظيم وصديق الصين المخلص.

وقفت مرة أخرى أمام النصب التذكاري ودموعي لا تتوقف. بعد أن عدت إلى بكين، لا أعرف لماذا ضربت رقم هاتف بيار أبو خاطر المحمول في لبنان، كان المحمول مغلقا. أوه، لم يرحل عنا، ولم يرحل، إنه خرج من مكتبه فقط، إنه لا يزال بيننا. وسيعيش معنا على الدوام.

مرة بعد أخرى تتوارد إلى مخليتي مشاهد  أعماله الهادفة  إلى نشر اسم بلده .   أدركت أن الوفاء له لا يكون  بدموع الحزن نذرفها سخية،  فالحزن يكون على عزيز قد مضى، ولكن السيد بيار أبو خاطر لم يمض، ولن يبتعد عنا، إنه معنا صورة وروحا، يعيش في قلوبنا، في قلوب الصينيين، في قلب كل من يتطلع إلى المستقبل المشرق.

لك من الصين كلها أيها العزيز بيار أبو خاطر خالص الحب وعظيم التقدير !

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

كلنا شرق
العلاقات الصينية اليمينية.. تنطلق إلى آفاق جديدة
((تاريخ العلاقات الصينية العربية))

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.