مدينة جينغتشو الواقعة في المجرى الأوسط لنهر اليانغتسي داخل سهل جيانغهان بمقاطعة هوبي، هي مهد ثقافة مملكة تشو في عصر الممالك المتحاربة (475ق.م – 221ق.م). كانت ساحة التنافس للقوات المتحاربة في فترة الممالك الثلاث (220م-280م). مدينة ثقافية مشهورة لها تاريخ عريق ومركز لتوزيع البضائع تمتد المواصلات منها إلى كل الجهات. يسمونها جينغتشو لأنها تحتضن جبل جينغشان. مساحتها 14 ألف كيلومتر مربع، وطول شاطئ نهر اليانغتسي في داخلها 483 كيلومترا، وعدد سكانها 3ر6 مليون نسمة.العوائد الاقتصادية.

المدينة القديمة

جينغتشو مدينة لها تاريخ عريق. في عام 411 ق.م أقامت فيها مملكة تشو عاصمتها، وانتقل عرشها إلى 20 ملكا، وولدت فيها ثقافة مملكة تشو التي كانت نموذجا للحضارة القديمة في مجرى نهر اليانغتسي. يعتبر ابنها، تشيوي يوان، من أشهر أربع شخصيات ثقافية في العالم.العوائد الاقتصادية.

هذا التاريخ الطويل والثقافة العريقة للمدينة تركا لها كنوزا وافرة من الآثار والمواقع التاريخية المشهورة، إضافة إلى مناظرها الجميلة، مما جعلها مدينة سياحية مشهورة في جنوب الصين.العوائد الاقتصادية.

جينغتشو القديمة واحدة من الدفعة الأولى للأربع وعشرين مدينة ثقافية مشهورة في الصين. وهي من المدن القديمة النادرة التي مازالت في حالة جيدة، ويوجد بها خمس مدن أثرية لمملكة تشو، وأكثر من 800 مقبرة قديمة كبيرة، وبنايات قديمة ترجع لفترة أسرة تانغ مثل معبد شيوانمياو الطاوي ومعبد كاييوان الطاوي ومعبد تايهوي الطاوي الخ، كما أن بها معبد تشانغهوا البوذي المبني في أسرة يوان، وباغودة وانشو المبنية في أسرة مينغ، وبها متحف جينغتشو الذي يحتوي أكثر من 100 ألف تحفة تاريخية ثمينة مثل ممياوات أسرة هان الغربية وحرير فترة الممالك الثلاث وسيف قوجيان لملك يوي الخ، والمناظر الطبيعية مثل منطقة هونغهو وكهف شينشن وغيرها، وهذا جعلها مقصدا سياحيا ذا طابع خاص على الخط السياحي للمضايق الثلاثة بنهر اليانغتسي والخط السياحي للممالك الثلاث القديمة.العوائد الاقتصادية.

وجه جديد

مدينة جينغتشو عامرة بالمنتجات، وقد حددتها الدولة قاعدة للزراعة التجارية الشاملة وقاعدة للكيماويات الدقيقة ومدينة تجريبية للإصلاح المتكامل الشامل، وقد تشكل فيها نظام صناعي بشكل أولي قوامه صناعة الغزل والنسيج والصناعة الخفيفة والكيماويات والماكينات والأغذية والأجهزة الكهربائية المنزلية.العوائد الاقتصادية.

خلال السنوات الأخيرة تزداد القوة الحقيقية الشاملة لاقتصاد مدينة جينغتشو بوضوح، ففي عام 2002 بلغ إجمالي الناتج المحلي السنوي لها 36 مليار يوان (الدولار الأمريكي يساوي 8,28 يوان)، ويزداد معدل النمو السنوي لإجمالي قيمة الإنتاج الصناعي بين 15% و19%، ويتجه التوزيع الهيكلي بين الصناعة الأولى والثانية والثالثة إلى المعقولية، وتنشط تجارتها الخارجية، وقد حققت منها دخلا بالعملة الصعبة في عام 2002 تجاوز 100 مليون دولار أمريكي، وأسست 411 شركة بالاستثمار الصيني الأجنبي المشترك والتعاوني وبالاستثمار الأجنبي الخالص.العوائد الاقتصادية.

عملية التحول الحضري التي يدفعها التطور الاقتصادي تغير ملامح المدينة يوما بعد يوم. وقد افتتح مؤخرا جسر نهر اليانغتسي جينغتشو الكبير على الطريق العام بطول أكثر من أربعة كيلومترات، ويسميه أبناء المدينة جسر الإثراء في سهل هانجيانغ وسهل بحيرة دونغتينغ، وبني ميدان لونغدا وحديقة المدينة القديمة والمركز الأوليمبي الرياضي ومسرح كايله الكبير الخ من البنايات الرمزية، وطريق جينغشا الكبير ومنطقة جيانغنان الجديدة ورواق الرسوم على ضفتي النهر الخ، وهكذا تتحسن وظائف المدينة، وتتقدم إلى هدفها لتصبح مدينة حدائقية مائية بيئية، وخلال الأسبوع السياحي الذهبي في عطلة أول مايو عام 2002 جذب المهرجان الدولي لقوارب التنين أكثر من 400 ألف سائح صيني وأجنبي، وهذا يجعل اقتصادها السياحي الذي يعتمد على ثقافة مملكة تشو وثقافة الممالك الثلاث والثقافة البيئية يزدهر أكثر.العوائد الاقتصادية.

تطور الشركات

اعتمادا على تفوقها في مجال الموارد الطبيعية الوافرة تنتهج جينغتشو طريق التصنيع الزراعي الذي يتسم بخصائص سهل جيانغهان، فأسست مجموعة من الشركات التي تتجاوز قيمة الإنتاج السنوي لها 100 مليون يوان أبرزها شركة (مجموعة) تيانفا المحدودة للصناعة والتجارة، وتدفع إصلاح الشركات المملوكة للدولة بقوة جبارة  من خلال تطوير الشركات الرئيسية لتكون مجموعات، والشركات المتوسطة والصغيرة لتكون شركات يديرها الأفراد. ومن أهم النماذج لهذا العمل شركة آودا المحدودة للغزل والنسيج في مدينة جينغتشو (مصنع جينغشا للغزل القطني سابقا) التي انبعثت من جديد بفضل تطوير الشركات المتوسطة والصغيرة لتكون شركات يديرها الأفراد.العوائد الاقتصادية.

تأسست شركة (مجموعة) تيانفا المحدودة للصناعة والتجارة في عام 1998 لتكون مجموعة حديثة تشمل منتجاتها النفط الجاهز وغاز النفط المسال وتصنيع المنتجات الزراعية والجانبية الدقيقة والورق والكيماويات الخ من الصناعات المتعددة، وتتبعها  شركة تيانفا المساهمة المحدودة المسجلة في البورصة وشركة تيانيي المساهمة المحدودة للعلوم والتكنولوجيا المسجلة في البورصة وشركة تيانرونغ المساهمة المحدودة  للزراعة الحديثة وشركة شوايلون المساهمة المحدودة  للورق وشركة هوهلي 28 المساهمة المحدودة  للكيماويات اليومية، ويبلغ إجمالي قيمة ممتلكاتها أكثر من 700 مليون يوان، وأدرجتها مصلحة الدولة للإحصائيات ضمن أقوى خمسمائة شركة ومجموعة كبيرة في الصين في عام 2001.العوائد الاقتصادية.

أسست شركة تيانفا أكثر من 100 محطة بنزين حديثة كبيرة في أكثر من عشر مقاطعات مثل مقاطعة هونان وآنهوي وجيانغسو الخ، وثلاثة مستودعات للنفط بقدرة عشرة آلاف طن في مدينة ييتشانغ وووهان ونانتشانغ، ومجموعة ناقلات لغاز النفط المسال باستثمار مشترك مع طرف نرويجي، وهي أكبر مجموعة لنقل غاز النفط المسال في نهر اليانغتسي في الصين حاليا، وستصبح ثالث أكبر شركة تعمل في مجال النفط الجاهز بعد المؤسسة الوطنية الصينية للنفط والغاز الطبيعي والمؤسسة الوطنية الصينية للصناعة البتر وكيماوية.العوائد الاقتصادية.

تعمل شركة تيانيي في صناعة الشلجم الحقلي رئيسيا، ولها ثلاثة مصانع حديثة لتصنيع زيت الطعام تبلغ كمية تصنيع بذور الشلجم الحقلي سنويا لكل منها 200 ألف طن، وحدد المركز الصيني لتطوير الأغذية الخضراء زيت الطعام من إنتاج تيانيي من الأغذية الخضراء. تحظى منتجاتها بإقبال المستهلكين، بالإضافة إلى ذلك تتوسع أعمالها إلى مجال الأدوية الأحيائية، وتقوم حاليا بإنشاء منطقة حديقة التكنولوجيا العالية والجديدة للأدوية الأحيائية في مقاطعة هوبي، وتجري بحوث وتطوير منتجات الأدوية رئيسيا لتصبح منطلقا جديدا للنمو الاقتصادي.العوائد الاقتصادية.

تعمل شركة تيانرونغ في مجال تصنيع المنتجات الزراعية والجانبية رئيسيا، وأسست مصنعا للعلف الحيواني العالي البروتين ينتج سنويا80 ألف طن، ومضربا للأرز الممتاز المنقى ينتج سنويا100 ألف طن، ومصنعا للدقيق الخاص للطعام ينتج سنويا 100 ألف طن باستخدام تقنيات إنتاجية متقدمة مستوردة من هولندا واليابان وإيطاليا، وقد حصلت سلسلة منتجات تيانفا وتيانرونغ من الأرز والدقيق على شهادة الأغذية الخضراء للدولة. العوائد الاقتصادية.

تنتج شركة شوايلون 300 ألف طن من الورق سنويا، وحصل إنتاجها من ورق الكرافت بدرجة B على الجائزة الثانية لنتائج العلوم والتكنولوجيا الصينية، كما حصل إنتاجها من ورق الكرافت الرقيق على الجائزة الذهبية في الدورة الأولى لمعرض الكيماويات الخفيفة الصيني، وتبيع شركة هوهلي 28 سلسلة من منتجات بوهأر من الكيماويات اليومية في مقاطعة هوبي وبكين وهونان وقوانغدونغ الخ من أكثر من 20 مقاطعة وبلدية بصورة رائجة، وأسست معهدا لبحوث الكيماويات اليومية ذات العلوم والتكنولوجيا العالية مع جامعة تشينغهوا وغيرها بصورة مشتركة لبحث وتطوير المنتجات الجديدة ذات المستوى الدولي المتقدم.العوائد الاقتصادية.

في مارس عام 1999 عندما شغل خه مينغ تساي منصب رئيس مجلس الإدارة والمدير العام لشركة آودا المحدودة للغزل والنسيج في مدينة جينغتشو كان مصنع جينغشا للغزل القطني يخسر، وبلغ إجمالي خسائره 120 مليون يوان، ونسبة الديون 113% من الأصول، وكان شركة بدون اعتمادات أو مواد خام ومنتجات، وكان لا بد أن يقترض خه مينغ تساي اعتمادات قيمتها 5ر1 مليون يوان، ويستلف 500 طن من القطن و200 طن من الألياف الكيماوية من أصدقاء الشركة  في الأوساط التجارية.العوائد الاقتصادية.

قرر خه مينغ تساي تأسيس مكتب لتنمية المنتجات الجديدة أولا، وطلب منه تطوير منتج جديد له سوق وقد نجح في ذلك خلال ثلاثة أيام، وذهب خه مينغ تساي إلى مدينة قوانغتشو وشنتشن ليروج بنفسه هذا المنتج الجديد الذي أثبتت الاختبارات أن جودته تتجاوز المقاييس التي حددتها الدولة لنفس نوع من المنتجات، وبعد ذلك طور هذا المكتب أكثر من عشرة منتجات جديدة عالية الجودة، وفي الوقت نفسه تعهد خه مينغ تساي للمستهلكين بأنه لن يسمح للمنتجات غير المطابقة للمواصفات القياسية أن تخرج من المصنع. بعد شهرين من توليه منصب رئيس مجلس الإدارة والمدير العام حققت الشركة ربحا قدره  280 ألف يوان.العوائد الاقتصادية.

فكر خه مينغ تساي في التطور الطويل المدى للشركة، مدركا أن الإصلاح هو القوة التي تدفع الشركة إلى التقدم المتواصل فأسس مكتبا خاصا للإصلاح، وقرر تغيير نظام الشركة إلى شركة يديرها الأفراد وتبسيط الأجهزة الإدارية وتقليل عدد الكوادر والنفقات وإجراء الإصلاح التكنولوجي وتوظيف العمال بصورة معقولة وإعادة توزيع العمالة الفائضة، وبعد ثلاث سنوات من التجربة حقق هدفه بنجاح، وأصبحت الشركة نموذجا للنجاح، وارتفع دخل العمال، وأعيد توظيف العمالة الفائضة بصور جيدة، وخلال أربع سنوات انتقلت الشركة من الخسارة إلى التخلص من الفقر إلى تحقيق قفزة في الأرباح، وفي عام 2002 بلغ إجمالي قيمة إنتاجها الصناعي السنوي  5ر266 مليون يوان، وقيمة المبيعات السنوية  266 مليون يوان، واحتلت المركز الأول بين الشركات في نفس المجال في مدينة جينغتشو من حيث العوائد الاقتصادية. العوائد الاقتصادية.

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

Return to top