بوتيان..
الثغر الواعد
ليو
هوان تشي
بوتيان
مدينة صغيرة تقع وسط سواحل فوجيان، غربي مضيق تايوان. وبوتيان
هي موطن المغتربين الصينيين، ومهد ثقافة ماتسون والمكان
الذي يحتضن معبد شاولين الجنوبي. والآن بها أكبر قاعدة
بآسيا لإنتاج الآلات الحاسبة الإلكترونية، كما أنها ميناء
عميقة المياه. زادت قيمة الناتج المحلي في هذه المدينة 6ر11%
عام 2002 وهي
بذلك
تحتل المرتبة الثانية على مستوى المقاطعة، وتحتل المرتبة
الأولى من حيث إجمالي قيمة الإنتاج الصناعي، ومتوسط دخل
الفرد بها على مستوى المقاطعة كلها. الأصالة
والمعاصرة.
بوتيان
المشهورة بأنها" موطن الفواكه" عالم زهور متفتحة
وعلى امتداد البلاجات الناعمة الرمال، تسطع الشمس الدافئة،
السماء زرقاء، مياه البحر صافية.. ترتفع البنايات الحديثة!
ا
الة
والمعاص
صناعة
ذات تفوق اقتصادي
الشوارع
الواسعة، البنايات المنتظمة التوزيع، الأحياء السكنية الهادئة،
المباني القديمة التي تطل على شارع المشاة..كل هذا
يبرز الدمج بين الأصالة والمعاصرة.الأصالة
والمعاص
تتوفر في بوتيان الموارد البحرية حيث
يتبعها أكثر من 150 جزيرة منها بينغ هاي، تشونغ من،
مي تشو، وثلاثة خلجان كبيرة ترسو فيها السفن منها: مي تشو،
بينغ هاي، شين هوا. طول ساحلها 6ر343 كيلومترا، أي 3ر10%
من مجموع سواحل المقاطعة كلها. الأصالة
والمعاص
يحتل خليج مي تشو الواقع بين ميناء
فوتشو وميناء شيامن موقعا استراتيجيا ينتشر حوله ميناء
شانغهاي، ميناء تشانجيانغ، ميناء مانيلا، ميناء طوكيو. ميناء
شيويوي ميناء عميقة المياه، وغير متجمدة وخالية من الطمي
الراسب على مدار السنة. عمق مياه الساحل أكثر من عشرة أمتار
30 كيلومترا، فيمكن بناء أكثر من 150 مرسى للسفن بحمولة
أكثر من عشرة آلاف طن. هذا الميناء يستوعب السفن بحمولة
مائة ألف طن، والسفن بحمولة مائتي ألف طن مع مد البحر. عندما
كان صون يات صن يتحدث عن بوتيان تنبأ بأنها ستصبح ميناء
كبيرا في الشرق. اليوم ميناء بوتيان واحد من أربعة
موانئ دولية للترانزيت بالصين، وتمتد الخطوط الملاحية من
ميناء بوتيان إلى 41 ميناء منتشرا في 26 دولة ومنطقة بالعالم.الأصالة
والمعاص
تشمل
صناعات بوتيان: الأحذية الجلدية، البيرة، الإنتاج الإلكتروني،
الملابس، الأطعمة، الماكينات. الأصالة
والمعاص
الجدير بالذكر أن شركة جياتونغ المحدودة
باستثمار أجنبي تتفوق على نظيراتها في الصين من حيث المبيعات؛
شركة شيويجيو( المجموعة) للبيرة في فوجيان، من أقوى
عشر شركات للبيرة في الصين. اليوم، يوجد في حديقة بوتيان
لصناعة التكنولوجيا العالية والحديثة 149 شركة من 13 دولة
ومنطقة في العالم، مما جعلها أكبر قاعدة بآسيا لإنتاج الآلات
الحاسبة الإلكترونية. شركة شينوي المحدودة بها تنتج 400
ألف وحدة من الآلات الحاسبة الإلكترونية بمختلف الأنواع
الحديثة يوميا لتصديرها إلى جنوب وغرب آسيا، والشرق الأوسط،
وأفريقيا، وروسيا، وهي تحتل ثلث إجمالي مبيعات الآلات الحاسبة
في الأسواق العالمية. الأصالة
والمعاص
الزراعة
من الصناعات الرئيسية التي تهتم بها بوتيان. الآن أقامت
خمس قواعد للمنتجات المائية، الفواكه، المواشي، فطر عيش
الغراب، الخضراوات.الأصالة
والمعاص
ثمار بيبا من الفواكه الرئيسية التي
تنتجها بوتيان، ففي العامين الماضيين تجاوز مردود ثمار بيبا
هناك ثلاثين ألف طن سنويا ، أي ما يعادل 40% من إجمالي إنتاج
الصين منها، وهكذا تربعت على عرش إنتاج بيبا في فوجيان خلال
العشر سنوات الماضية. سبقت بوتيان غيرها في تربية
أسماك الانكليس البحري، كما أقامت أكبر مركز على نطاق الصين
لتجارة زريعة الانكليس في شارع شينقان –
هانجيانغ.الأصالة
والمعاص
الحجر
الذي يغني
هناك
أغنية شائعة في شتي أنحاء الصين، تقول:" حكاية جميلة
تقول إن هناك حجرا جميلا يعزف..". الأسطورة
الخيالية الجميلة على الأحجار ظهرت إلى حيز الوجود منذ قديم
الزمان.الأصالة
والمعاص
في بوتيان بحيرة
" جيولي"( أسماك الشبوط التسعة)، أسطورة جميلة
تقول: في أسرة هان قبل أكثر من ألفي سنة، واصل تسعة أشقاء
تجربة وإنتاج أدوية الخلود حتى نجحوا فطارت بهم أسماك الشبوط
الذهبية في البحيرة إلى عالم الآلهة، ومن هنا أخذت البحيرة
اسمها "جيولي". حول البحيرة ترتفع القمم
الجبلية ذات الصخور الغريبة الأشكال. الأصالة
والمعاص
شارع
آرباو في بوتيان مشهور بالمأكولات الخفيفة، ولكل منها حكاية
جميلة..
المسافة
من داخل بوتيان نحو الجنوب حتى رصيف " ونجيا"
الذي يبعد 35 كيلومترا تقريبا عن بوتيان، ومنها إلى جزيرة
مي تشو- موطن ما تسو- تستغرق عشرين دقيقة بالسفينة. هذه
الجزيرة تغطي 14 كيلومترا مربعا تقريبا، وهي ثاني أكبر الجزر
الخاضعة لإدارة بوتيان، ولأن شكلها يشبه جبال آرمي المشهورة،
أخذت اسمها " مي تشو".الأصالة
والمعاص
في
ذكرى ميلاد ما تسون التي تصادف يوم 23 مارس ، وفي ذكرى يوم
ذهابها إلى السماء في 9اليوم التاسع من الشهر التاسع حسب
التقويم القمري الصيني، تقيم هذه الجزيرة احتفالات ضخمة
لتقديم القرابين. حيث يأتي كثير من معتنقي إلهة ما تسون
من شتى أنحاء العالم. ينتشر ما يزيد على 3000 معبد فرعي
لما تسون في أكثر من عشرين دولة ومنطقة في العالم كله. هكذا
حملت جزيرة مي تشون لقب" قبلة الشرق".الأصالة
والمعاص
إضافة
إلى المناظر الطبيعية الخلابة التي ذكرناها، يوجد في بوتيان
كثير من المواقع الأثرية منها: معبد شاولين الجنوبي في جبل
لينشان، ومعبد قوانغهوا المبني قبل ألف سنة وغيرهما.الأصالة
والمعاص
ينقسم
ووشو شاولين إلى طائفة معبد شاولين في جبل سونغشان في شمال
الصين؛ طائفة شاولين في معبد جبل لينشان في الجنوب. ووشو
شاولين الشمالي يتميز بحركات الأقدام، وووشو شاولين الجنوبي
يتفوق بحركات الملاكمة. في عام 1992، عقد معبد شاولين الجنوبي
مؤتمرا صحفيا بقاعة الشعب ببكين لتحديد موقع أطلال معبد
شاولين الجنوبي، وتجديد بنائه. وقد تم مشروع تجديد معبد
شاولين الجنوبي الذي دام أربع سنوات.الأصالة
والمعاص
حنين
عميق للموطن
بويتان
من أشهر مواطن المغتربين الصينيين. بدأ سكانها الهجرة منذ
أسرة سونغ.الأصالة
والمعاص
يبلغ عدد أبناء بوتيان المغتربين والأجانب
من أصل صيني 600 ألف فرد منتشرين في أكثر من 40 دولة
ومنطقة بالعالم كله، وأكثر من 90% منهم يقيمون في دول جنوب
شرقي آسيا.الأصالة
والمعاص
خلال
جولتنا في بوتيان، رأيت العديد من الفيلات التي تتناثر بين
القرى الريفية، حيث أخبرني المسؤول: ".. أصحاب معظمها
هم المغتربون الصينيون.".الأصالة
والمعاص
في منطقة جينجيانغ للصناعة الواقعة
في قلب بلدة جيانغ كو في بوتيان، تشمخ بناية فندق "يونيونشنغ"،
التي تتناسب بجدرانها البيضاء ونوافذها السماوية اللون وأسلوبها
المعماري الفريد مع السماء الزرقاء والسحاب الأبيض. صاحب
الفندق تشن تشنغ رون، من مواليد هذه البلدة، ويحمل
لقب" ملك تجارة السيارات" في سلطنة بروناي.الأصالة
والمعاص
قبل
خمسين سنة، خرج تشن وعمره ستة عشر عاما من بلدة جيانغ كو
إلى بروناي، حيث عمل تاجرا للسيارات ثم وكيلا لشركات السيارات
البريطانية واليابانية. الأصالة
والمعاص
الآن،
يدير تشن أكبر مجموعة لوكالات السيارات في بروناي، وتمتد
أعماله إلى مجالات العقارات؛ المتاجر؛ الفنادق مع انتشار
استثماراته في الصين؛ استراليا؛ سنغافورة؛ ماليزيا الخ.الأصالة
والمعاص
قال تشن بتأثر:".. مشاعري
مرتبطة بموطني –
بلدة
جيانغ كو- حتى في أحلامي ..".الأصالة
والمعاص
تبرع
تشن بأكثر من مليوني يوان للأعمال الخيرية في مجالات الإمداد
بالكهرباء، ومياه الشرب، والطرق، وبناية القاعة التذكارية
للمغتربين الصينيين. ولذلك حظي بلقب" مواطن بوتيان
الفخري".الأصالة
والمعاص
في بوتيان عدد كثير من البنايات التي
أنشئت بتبرعات من المغتربين الصينيين مثل المدارس
والمستشفيات والعيادات ومكاتب الإدارة والبحث العلمي والتكنولوجي
ودور المسنين، وبعضها تحمل أسماء المتبرعين. عاد المغتربون
من مواليد يوتيان باستثماراتهم ليساهموا مباشرة في بناء
موطنهم.الأصالة
والمعاصالأصالة
والمعاص
