في
شنتشن لهم حكايات
لي
هوا



·كانت
تريد أن تلملم جناحيها المتعبين، ولكن عندما جلست في مطعم
والدها ورأت نظرات أبويها الراغبة في الزبائن من أجل لقمة
العيش شعرت بوخز في قلبها.
·جاء
إلى شنتشن حافي القدمين، الآن يرى كثيرا من الزوار
الصينيين والأجانب، اتسع افقه، وتعلم لياقة العلاقات الاجتماعية.
·قمر
السوداني يقول: " شنتشن بلدي الثاني، قضيت بها معظم
حياتي. رزقني الله بولدي في هذه المدينة التي أشاهدها
تتغير كل يوم."
العاملة
آن تسى
آن
تسى، ماذا كان حلمك عندما أصررت على مغادرة بلدك والذهاب
إلى مدينة شنتشن للعمل فيها؟"
أثار
سؤالي شجونها، وطفرت الدموع في عينيها، وبدأت تسرد أحداثا
مضت.. بعد حصولها على الشهادة الإعدادية قبل 17
سنة، جاءت آن تسى إلى شنتشن. عانت عذاب العمل في مصنع
يستخدم السلاسل الميكانيكية، بعد نصف سنة عادت من حيث
جاءت لا تملك من حطام الدنيا إلا اسمها. كانت تريد أن
تلملم جناحيها المتعبين، ولكن عندما كانت تجلس في المطعم
الصغير الذي يديره والدها وترى نظرات أبويها الراغبة في
وصول الزبائن من أجل كسب لقمة العيش شعرت بوخز في قلبها.
صممت أن تعود إلى شنتشن مرة أخرى. دس أبوها مبلغا من المال
في جيبها وهو يودعها وقال لها "لا ترجعي، لقد أعطيتك
رسوم الدراسة." لم تنطق البنت؛ التفتت برأسها وذرفت
دمعة.
اكتشفت
آن تسى أن الثقافة والعلم شئ مهم وقررت أن تغير
مصيرها بالمعلومات. تقدمت إلى معهد فوق متوسط ونجحت في
امتحان "الدراسة بدون معلم" ونالت شهادة المعهد.
تقول آن تسى: "أعتقد أن فائدة الاستثمار الذاتي خلال
سبع سنوات أعلى من فائدة أي أسهم في العالم."
في
عام 1991، طرقت آن تسى باب الأدب بيوميات>>محطة بريد الشباب—حقيقة
عاملة في شنتشن<< التي
تصور حياتها هي في العمل، ونشرتها على حلقات في صحيفة
محلية. أحدثت اليوميات صدى في قلوب كثيرين، وتلقت رسائل
كثيرة من القراء. بل إن محطة إذاعة شنتشن طلبت من آن تسي
أن تقدم برنامجا بعنوان "سماء آن تسى"، وأنشأت
بعض الصحف والمجلات ركنا جديدا بعنوان "صندوق بريد
آن تسى"...
آن
تسى الآن تمتلك بيتا وسيارة وشركة خاصة وأسرة سعيدة. تقول
لها ابنتها دائما: " أمي، أشعر بتعب في أداء الواجبات
المدرسية، ولكنني تعلمت الصبر منك."
لا
يحتمل كثير من العمال بشنتشن ضغوط الحياة الثقيلة، ويحتاجون
لمشاعر ناعمة من المجتمع. كانت آن تسى،عاملة ضعيفة، بذلت
جهودها لربط القلوب.
القادم
من جبل آوا – يان
تشنغ
يقال
إنك إذا سألت أي شخص في شوارع شنتشن: "من أين جئت؟"
تكون الإجابة بالتأكيد.. من أنحاء البلاد، ولكن كان من
الصعب أن نتخيل أن هذا الشاب، يان تشنغ، ابن قومية وا،
قادم من جبل آوا بمقاطعة يوننان.
على
درجات سلم في مينسو ونهواتسون (قرية ثقافة القوميات)،
التقيناه، شابا قويا يرتدي ملابس قومية، قال: "اسمي
يان تشنغ، مرحبا بدخول قلعة جبل آوا." كلماته بالصينية
الفصحى متقنة. خلال السبعينات شاعت العروض الفنية، من
رقص الصيد البري ورقص ترجيح الشعر لقومية وا في أنحاء.
قومية
وا من الأقليات الصينية، يبلغ عدد سكانها أكثر من 350
ألف نسمة، يقطنون في جنوب غربي مقاطعة يوننان حيث الجو
المعتدل، فلا الشتاء قارس ولا الصيف قائظ.
يان
تشنغ متحدث لبق، قال: "إن المسافة بين بيتي ومركز
المحافظة 80 كيلومتر. في الطريق الجبلي من الصعب أن تسير
سيارة، فالجرف شاق والهاوية بجانب العجلات سحيقة."
بعد قليل أشار إلى مكان آخر، وقال: "أخذت اثنين من
أشقائي إلى شنتشن أيضا، والآن هما في حديقة شيجيه تشيتشوانغ
(نافذة العالم)." قلعة جبل وا من المناظر الجميلة
في قرية ثقافة القوميات.
عندما
سألته ماذا تحب في شنتشن، قال: "كل شيء في هذه المدينة
حديث جدا من هواتشياوتشنغ (مدينة المغتربين) إلى السكة
الحديدية."
من
نوادر هذا الشاب أنه عندما جاء إلى شنتشن كان يسير حافي
القدمين، حيث لم يكن متعودا لبس الحذاء. الآن يرى
كثيرا من الزوار الصينيين والأجانب، اتسع افقه، وتعلم
لياقة العلاقات الاجتماعية. في السنة الماضية سافر يان
تشنغ إلى اليابان وسنغافورة ضمن وفد الغناء والرقص لقومية
وا. ورأى أن الثقافة القومية تلقى ترحيبا حارا من الأجانب.
وقد
اختير يان تشنغ ضمن قائمة "العشرة شباب الممتازين
في شنتشن". عن المستقبل قال: "عندما غادرت بلدي
قبل أربع سنوات، ودعني الأهل في معبر القرية. رغم أنني
مجرد عامل ليس لدي الكثير من المال، في المستقبل سأُعرّف
العالم بخلاصة ثقافة قومية وا."
جاء
الليل وهدأت قرية ثقافة القوميات، ولكن في ساحة العروض
التجريبية المكشوفة كان الشباب يقومون بالبروفات، إنهم
ممثلون في النهار، ومشاهدون في الليل لزملائهم.
يريدون
بطاقة الإقامة
آ
جيه، وهو شاب هندي اتخذ هذا الاسم الصيني، يمتلك مهارة
فريدة في صنع الخبز الهندي الخفيف. جاء إلى الصين مع عديد
من أبناء بلده، وعمل خبازا في أحد المتاجر، وبات الرغيف
الهندي الخفيف الذي يصنعه آ جيه أشهر طبق في المتجر. رغم
أنه مشغول، يشعر بثراء روحي. لم يتعلم هذا الهندي الكانتونيز
(لهجة قوانغدونغ) فحسب، بل بدأ يتعلم الغناء باللغة الصينية.
يعتقد أن التغييرات في شنتشن في هذه السنوات العشر قلبت
وجه الأرض. الناس في شنتشن سيماهم على وجوههم، يشعرونك
بالود، لذا يريد آ جيه ان يبقى هنا طويلا.
يوجد
في شنتشن كثير من الأجانب مثل آ جيه. أسس بعضهم مشروعات
منذ فترة طويلة. والآن أكثر الأجانب يأتون إلى شنتشن للاستثمار
والتنمية. تصبح شنتشن مدينة دولية يوما بعد يوم.
قمر
أو كا ما، كما ينطقونه بالصينية، شاب سوداني يقول: "
شنتشن بلدي الثاني، قضيت بها معظم حياتي. رزقني الله بولدي
في هذه المدينة التي أشاهدها تتغير كل يوم." الآن
كا ما صاحب شركة تجارية متعددة الجنسيات. أكبر أمنية له
أن يحصل على بطاقة الإقامة الصينية.
وفي
شنتشن أمريكي اسمه بوب كوتش BOB
KOCH
أستاذ
كبير في تصميم الرسوم المتحركة، ترك آثار أقدامه في كل
ركن بالعالم. عندما وصل إلى شنتشن، اهتم بهذه المدينة
كثيرا. ولكن يضطر، للأسف، أن يذهب إلى هونغ كونغ كل مرة
يقص فيها شعره، حيث لا يوجد حلاق يتكلم الإنجليزية في
شنتشن، والسيد كوتش لا يعرف من الصينية إلا "أهلا
وسهلا" و"كم الحساب" و"شكرا"
ولكن هذا لا يؤثر في حبه للصين.