ã

من إيوو إلى الإسكندرية، ومن صنعاء إلى كانتون

الحلم خارج حدود الوطن

     تحقيق: قونغ شي شيانغ، حسين إسماعيل، فريدة وانغ فو

     عدسة: قونغ شي شيانغ، يوان شين تشونغ، وانغ هاو

     كثيرون هم الذين يحققون أحلامهم خارج أوطانهم. قديما جاء العرب، وغيرهم، إلى الصين فتاجروا وربحوا ونشروا ثقافتهم وعاداتهم، بل وعقيدتهم، ورحل الصينيون بحرا وبرا إلى بلاد العرب، وغيرها، فحققوا لأنفسهم وللأوطان التي اختاروها خيرا كثيرا وترك هؤلاء وأولئك تراثا ثريا تتغنى به الأجيال.

     الثورة التي شهدها العالم في وسائل المواصلات والاتصالات، وانتشار العولمة بكل أبعادها الاقتصادية والثقافية والمعرفية جعلت تحقيق الحلم خارج تخوم الوطن أيسر كثيرا من الأزمان الغابرة.

     تجول في نواكشوط أو دبي وتفحص الوجوه في شوارع القاهرة وميادين عمان لتدرك كيف أن الوجه الصيني لم يعد شيئا غريبا وأن أهل البلد لا يتفرسون في "السحنة الغريبة" كما كانوا قبل سنوات قليلة. وإن كنت من هواة تذوق الثقافات فاقصد إلى واحد من المطاعم الصينية هناك واستمتع بسلطانية "نودلز" أو طبق "جياوتسه".

     تعال إلى إيوو وسر بين شوارعها واقرأ اللافتات العربية للمتاجر والدكاكين والمطاعم والمقاهي، وتمشى قليلا في شارع تشوتشو بيلو ولسوف تذهل وأنت تسمع أم كلثوم ومن أمامك صالون مالك ومطعم سبأ وبيت الكرم والمدينة والأقصى. اذهب إلى كانتون (قوانغتشو) واسأل عن حارة اليمنيين وتوجه إلى أقرب مطعم عربي واطلب فلافل أو فتة بالكوارع وليكن الحلو "أم على" واحبس بشيشة "تفاح".

     المثير أنه في الوقت الذي تغلق فيه الدول التي كانت مقاصد تقليدية للهجرة أبوابها أمام القادمين من الخارج نجد أن الصين، وهي دولة لم تكن حتى وقت قريب تغري العربي بالذهاب إليها، تفتح أبوابها للعرب، ونلاحظ أن الدول العربية أصبحت هي الأخرى منجم الذهب لكثير من الصينيين. وبينما تضيق دول غربية، كانت معروفة بتسامحها مع الأجانب، الخناق على العرب والمسلمين؛ فهولندا تفرض على المسلم الراغب في الهجرة إليها أن يشاهد شريطا يشتمل على مشاهد شذوذ وفرنسا تمنع ارتداء الطالبات المسلمات الحجاب وبريطانيا وألمانيا تطردهن من مدارسها، الصين تقيم المساجد للمسلمين والعرب في أماكن لم يكن بها مسلم واحد في السابق، وتيسر لهم سبل ممارسة حياتهم وفق عاداتهم وترحب بهم للانخراط في مجتمعاتها مع الحفاظ على هويتهم.

     ولكن، هل يقضم الضيوف كعكة أهل الدار أم أنهم يضيفون إليها؟ هل يشكو المضيفون وهل يرضى الضيوف؟ هل تجارة الشنطة مقدمة لاستثمار كبير يفيد الجميع؟

      "الصين اليوم" تفتح في هذا العدد ملف حركة السفر والتجارة والاستثمار بين الصين والدول العربية، وهو ملف هائل لا نستطيع إلا أن نتعرض لجوانب قليلة منه.

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.