محتويات العدد 12 ديسمبر (كانون الأول)‏2004‏‏
م
عاصمة السيراميك تعيد اكتشاف المجد
تشاوتشو.. مدينة الخزف
أبناء تشاوتشو يشقون طريقا جديدا
ثقافة تشاوتشو

أبناء تشاوتشو يشقون طريقا جديدا

تشانغ هونغ

راو تسونغ يي، خبير الدراسات الصينية لي جيا تشنغ (إلى اليمين) في افتتاح دار جينشانتشونغرن لرعاية المسنين بشانغهاي التي تبرع ببنائها

كانت تشاوتشو من نقاط البداية لطريق الحرير البحري، الذي كان يبدأ من تشاوتشو وقوانغتشو ويانغتشو وونتشو وتشيوانتشو الخ من الموانئ التجارية في ساحل جنوب شرقي الصين قديما، وينتهي في دول مختلفة بآسيا وإفريقيا وأوربا. ترك أبناؤها آثار أقدامهم في المناطق المختلفة لجنوب شرقي آسيا منذ فترة أسرة سونغ (960-1279م)، وهي موطن مشهور للمغتربين من أبناء مقاطعة قوانغدونغ، ويبلغ عدد أبنائها الذين يقيمون خارج الصين والموطنين في هونغ كونغ وماكاو وتايوان من أصل تشاوتشو أكثر من 35 مليون فرد، ينتشرون في أكثر من أربعين دولة ومنطقة في العالم، أي حوالي ثلث إجمالي عدد الصينيين في مناطق العالم المختلفة. كل عائلة بها لها أقارب خارج الصين، ويتكلم أبناؤها لغة خاصة بهم هي لغة تشاوتشو، ويوجد من يتكلم هذه اللغة في مناطق مختلفة من العالم.هتم العالم بهم أكثر لأن لديهم

أبناؤنا في الخارج

يانغ شي مينغ، نائب مدير مصلحة الشئون الخارجية وشئون المغتربين بمدينة تشاوتشو، عندما قابل تاجرا هنديا أخذ يتحدث معه بلغة تشاوتشو بطلاقة في حفل أقامته السفارة الصينية في تايلاند للاحتفال بالعيد الوطني، وكان هو سكرتيرا ثانيا فيها. عرف أن هذا التاجر الهندي مهاجر من الجيل الثالث من الهند إلى تايلاند، ومعظم الذين يزاولون التجارة معه من أبناء تشاوتشو، ولذلك تعلم لغة تشاوتشو.هتم العالم بهم أكثر لأن لديهم

تشاوتشو بعيدة عن المناطق الداخلية، ومحاطة بالجبال من ثلاثة جوانب، ويحدها البحر من الجانب الرابع. قديما كان سكانها كثيرين وأرضها الزراعية ضيقة، فعاش الناس فقراء. اضطرت مجموعات من تجار هذه المنطقة للانتقال إلى جنوب شرقي آسيا بعد تطبيق أسرة مينغ (1368-1644م) سياسة حظر التجارة البحرية مع الدول الأجنبية، وأصبحوا أقدم المهاجرين من أصل تشاوتشو.هتم العالم بهم أكثر لأن لديهم

أبناء تشاوتشو الذين يقيمون بجوار البحر لهم طبيعة البحر من صلابة وقدرة على تحدي المخاطر. ركبوا البحر إلى خارج الصين بدون مال، كان كل منهم يحمل قطعة قماش عرضها نصف متر، وطولها متران، وهي أداة خاصة يستخدمها أبناء تشاوتشو للاستحمام وستر الجسم وصر الأشياء الخ، ومعها حفنة من تراب بلده أو أرضه الزراعية مخبأة في صدره. عملوا عتالين في البداية، ثم شقوا الطريق إلى الثراء.هتم العالم بهم أكثر لأن لديهم

يؤثر أبناء تشاوتشو في العالم بالإنجازات الاقتصادية التي يحققونها رئيسيا، وفي قائمة الأثرياء الصينيين الذين تتجاوز ثروة كل منهم 100 مليون دولار أمريكي للعدد السادس من عام 1995  لمجلة <<الرأسمالي>> بهونغ كونغ أبناء تشاوتشو هم الأقوى من حيث القدرة الاقتصادية.هتم العالم بهم أكثر لأن لديهم

أبناء تشاوتشو بارعون في التجارة، وهم يحتلون قمة الأوساط المالية التايلاندية، ويستثمرون في المجالات المختلفة، ومن أكبر 25 شركة في تايلاند أكثر من 20 شركة الصينيون والأجانب من أصل صيني يحتلون مكانة رئيسية فيها، ومعظم الذين يديرونها من أبناء تشاوتشو.هتم العالم بهم أكثر لأن لديهم

تجمع ثقافة تشاوتشو بين مزايا ثقافة قومية هان والثقافات الأجنبية الدخيلة، وينجح أبناؤها في الخارج لأنهم يقدسون الأفكار الكونفوشية في العمل بالتجارة جيلا بعد جيل. بعد أسرتي مينغ وتشينغ (1644-1912م) أتاح قطاع التجارة المتطور فيها فرصة ليزاول المثقفون التجارة من أجل الثراء، وأمكنهم أن يسعوا للوظائف الحكومية بعد أن أصبحوا أثرياء بفضل نظام الحصول على المناصب الحكومية بالتبرع بالمال. في ممارستهم التجارة يلتزم أبناء تشاوتشو بالعدل والحق، وقد شاع فيها عمل المثقفين بالتجارة، وهي ظاهرة مستمرة إلى الآن.هتم العالم بهم أكثر لأن لديهم

الثقة أولا

تجار تشاوتشو لهم وجودهم في الأوساط الصناعية والتجارية الصينية حتى الآن، ويزاولون التجارة بشكل متزايد. منذ بداية حياتهم خارج الوطن تمسك أبناء تشاوتشو بتقاليدهم الأصيلة وعاشوا حياة شاقة متحدين كفرد واحد ولذلك حافظوا على اللغة والعادات والتقاليد الأصيلة لبلدهم.هتم العالم بهم أكثر لأن لديهم

يقول عالم شرقيات فرنسي إن نجاح أبناء تشاوتشو يعتمد على العلاقات والثقة، فالتجار من تشاوتشو يهتمون بالعلاقات والثقة أكثر من الصينيين الآخرين خارج الوطن والعلاقات والثقة بينهم تجعلهم في غنى عن أي بنك. يرى راو تسونغ يي، خبير الدراسات الصينية العالمي المشهور، والذي ترجع أصوله إلى تشاوتشو أن تجار تشاوتشو يعتمدون على الثقة أكثر، وقد توارثوها عن أجدادهم، ويستخدمونها في التجارة، وقد باتت خلقا حميدا لهم ومفتاح نجاحهم.هتم العالم بهم أكثر لأن لديهم

جمعيات أبناء تشاوتشو هي الأفضل من بين الجمعيات الصينية خارج الصين، ومنها جمعية تشاوتشو في تايلاند، وهي بناية مشيدة على طراز قصر من خمسة طوابق بها ساحة لوقوف السيارات ومسرح كبير وقاعة اجتماعات وضيافة، تعتبر بيتا لأربعة ملايين من أبناء تشاوتشو يقيمون في تايلاند. تنقسم جمعيات تشاوتشو إلى أنواع مختلفة حسب المناطق المختلفة وقرابة الدم واسم الأسرة وقطاعات التجارة المختلفة والأديان المختلفة.هتم العالم بهم أكثر لأن لديهم

بلدي في خاطري

يهتم أبناء تشاوتشو بأبناء عشائرهم وبلدهم، ويقيمون قاعات للسلف، ويقدمون القرابين للسلف، ويصلحون الحواجز والسدود، ويبنون الطرق، ويؤسسون مشروعات الرعاية الاجتماعية في بلدهم بعد أن يصبحوا أثرياء. يظهرون مزاياهم للتفوق على النفعية من أجل بلدهم برغم أنهم ينافسون في السوق، ومنهم لي جيا تشنغ، الثري الأول في آسيا.هتم العالم بهم أكثر لأن لديهم

ولد لي جيا تشنغ في شارع ضيق بتشاوتشو، وبدأ العمل في التجارة ببيع الزهور البلاستيكية. الآن لديه اتحاد مالي كبير له عدد غير قليل من الشركات، وأصبح هذا الاتحاد المالي الكبير من الأعمدة الرئيسية لاقتصاد هونغ كونغ. تبلغ استثمارات السيد لي في بر الصين الرئيسي أكثر من 60 مليارات يوان، وأصبحت مساعدة بلده، بل بر الصين الرئيسي كله، على تطوير التعليم جزءا هاما من حياته. المدارس التي تبنى بتبرعات المغتربين هي الأكبر حجما من بين البنايات في ريف تشاوتشو، ومنها جامعة شانتو التي تبرع بها السيد لي. وبالإضافة إلى ذلك استثمر السيد لي في بناء مستشفيين بتشاوتشو، وخلال السنوات الأخيرة تبرع بالمال لبناء 70 مدرسة ابتدائية في بلده.هتم العالم بهم أكثر لأن لديهم

خلال العشرين عاما الأخيرة تبرع أبناء تشاوتشو في خارج الصين وهونغ كونغ ومكاو وتايوان بحوالي 500 مليون يوان لبناء وإصلاح أكثر من 600 مدرسة، وغيروا ملامح التعليم في تشاوتشو. المغتربون من أصل تشاوتشو في فرنسا والولايات المتحدة وكندا يحظون بتقدير حكومات هذه الدول، وقدر بعض كبار مسئوليها الإنجازات الصناعية والتجارية التي حققوها قائلا إنهم ساهموا في التنوع الثقافي للدول التي يقيمون فيها لأنهم يحافظون على تقاليدهم. وقد بعث الرئيس الفرنسي جاك شيراك برسالة إلى اجتماع تعزيز الأخوة عام 2003 لـTeochew International Convention  قال فيها إنهم مجموعة من الناس يفخرون بالتقاليد الثقافية الصينية، وقد أقامت مجموعتهم علاقات بين آسيا والغرب.هتم العالم بهم أكثر لأن لديهم

لا ينسى أبناء تشاوتشو التقاليد الثقافية لبلدهم، وينقلونها إلى كل مكان يذهبون إليه. قام راو تسونغ يي، وهو من مواطني هونغ كونغ من أصل تشاوتشو، عالم مشهور في الدراسات الصينية بدراسات أكاديمية لمدة أكثر من ستين عاما، وقد حقق إنجازات رائعة في علم التاريخ والاقتصاد والآثار والأدب الكلاسيكي وفن الخط والرسم. بالإضافة إلى ذلك أبدع علم تشاوتشو في شيخوخته، وجعل ثقافة تشاوتشو نظاما أكاديميا هاما.هتم العالم بهم أكثر لأن لديهم

يرفع أبناء تشاوتشو في مناطق العالم المختلفة شهرتها بجهودهم المشتركة، ويجعلون ثقافة تشاوتشو تنمو وترسخ في أنحاء العالم. يهتم العالم بهم أكثر لأن لديهم قوة اقتصادية وحيوية قوية، ويحافظون على التقاليد الثقافية لبلدهم بثبات، وأصبحت الإنجازات التي يحققونها خارج الصين نافذة يعرف منها الأجانب الصين المعاصرة. هتم العالم بهم أكثر لأن لديهم

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.