الصين تولي اهتماماً كبيراً لحماية البيئة

3 ديسمبر 2014 / شبكة الصين / افتتح مؤتمر الأمم المتحدة حول التغير المناخي في الأول من ديسمبر الجاري بالعاصمة البيروفية ليما، ومنذ انطلاق المؤتمر السابق في العام الماضي بالعاصمة البولندية وارسو، واصلت الصين إتخاذ سلسلة من الإجراءات المتعلقة بترشيد استخدام الطاقة وتخفيض الانبعاثات، خاصة خلال الشهر الماضي.

وقال رئيس الوفد الصيني المشارك في مؤتمر ليما ونائب مدير اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح في الصين شيه تشن هوا إن الإجراءات التي تتخذها الصين حالياً تسهم في مكافحة تلوث الهواء، مضيفاً أن قضية البيئة خاصة تلوث الهواء لها صلة مباشرة بنمط التنمية وهيكل مصادر الطاقة وأسلوب الحياة.

وأشار شيه إلى أن التدابير التي تنفذها الصين لمواجهة التغير المناخي تؤدي دوراً كبيراً أيضاً في مكافحة تلوث الهواء، وتشمل ترشيد استخدام الطاقة وتحسين كفاءة استخدامها وتطوير الطاقات المتجددة وزيادة بالوعات الكربون في الغابات.

وقال شيه إن الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الواقع يسهم في تخفيض ثاني أكسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين والكربون الأسود أو السخام والجسيمات الدقيقة بقياس 10 ميكرونات والجسيمات الدقيقة بقياس 2.5 ميكرون وغيرها من المواد الملوثة للهواء.

وأبدت الحكومة الصينية عزمها الصارم على مواجهة التغير المناخي ومكافحة التلوث البيئي عبر سلسلة من الإجراءات المتعلقة بترشيد استخدام الطاقة وتخفيض الانبعاثات منذ الشهر الماضي، حيث أصدرت الصين والولايات المتحدة في اليوم الـ12 من نوفمبر الماضي إعلاناً مشتركاً بخصوص التغير المناخي، وأعلن كلا البلدين أهدافهما لما بعد 2020 في مواجهة التغير المناخي، وفي الوقت نفسه، وافق الجانبان على تعزيز التعاون في المشاريع المتعلقة بحماية البيئة والطاقة النظيفة وغيرهما.

وأصدر المكتب العام لمجلس الدولة الصيني "خطة العمل حول استراتيجية تنمية الطاقة " للفترة ما بين عامي 2014- 2020 في اليوم الـ19 من نوفمبر الماضي، حيث شدد على أهمية الاستراتيجية الخضراء ومنخفضة الكربون، ودعا إلى تعزيز تحسين هيكل مصادر الطاقة، موضحاً أن تطوير الطاقة النظيفة ومنخفضة الكربون هو الاتجاه الرئيسي لتحسين هيكل مصادر الطاقة من أجل تحقيق الأهداف المتمثلة في بلوغ نسبة الوقود غير الأحفوري في استهلاك الطاقة الأولية 15% بحلول عام 2020، بينما تتجاوز نسبة الغاز الطبيعي فيه 10% فضلا عن التحكم في نسبة استهلاك الفحم دون 62%.

وعقدت اللجنة الدائمة لمجلس الدولة اجتماعا تنفيذيا برئاسة لي كه تشيانغ رئيس المجلس في اليوم الـ26 من نوفمبر الماضي، وتبنى الاجتماع مسودة تعديل قانون مكافحة تلوث الهواء والسيطرة عليه، وشدد مشروع تعديل القانون على معالجة مصادر التلوث ومشاركة الجمهور العامة والحد من انبعاثات المواد الملوثة، كما يضم بنوداً تتعلق بإجراءات منسقة لمكافحة الملوثات المتعددة الناجمة عن حرق الفحم والصناعات والسيارات والغبار وإطلاق إجراءات منسقة للتحركات المحلية في المناطق الرئيسية فضلا عن تحديد عقوبات الانتهاكات مثل انبعاثات الملوثات دون الحصول على الإذن والافراط في إطلاق الانبعاثات وتزوير بيانات المراقبة.

ورفعت الصين منذ اليوم الـ29 من نوفمبر الماضي ضريبة الاستهلاك للنفط المكرر وغيره من بعض السلع من أجل الحد من تلوث الهواء وتخفيض انبعاثات الملوثات وتشجيع الاستهلاك المُرشَد ودفع توفير المواد النفطية فضلا عن تعزيز تنمية صناعة الطاقات الجديدة وتسريع الإصلاح في إنتاج الطاقة وأنماط الاستهلاك.

وقال شيه تشن هوا إن الجو النظيف الذي شهدته بكين خلال اجتماعات أبيك يدل على أن إجراءات الصين لمكافحة تلوث الهواء فعالة جدا، ولكن مازال يحتاج إلى تعزيز قوة تنفيذها.

وبالتزامن مع إجراءات الحد من التلوث وتخفيض الانبعاثات، نشأت وصعدت الصناعة الخضراء ومنخفضة الكربون، وقدمت الدعمين المالي والتكنولوجي القويين لتهيئة جو جميل في الصين.

ومن جانبه، قال نائب مدير المركز الصيني للتبادلات الاقتصادية الدولية تشن شين لي في منتدى شرق آسيا الثاني للإدارة البيئية والتعاون الصناعي إن الإدارة البيئية قد تصبح صناعة جديدة تجذب استثمارات وتقدم مساعدات لمكافحة التلوث والتنمية الاقتصادية.

وقال كبير المهندسين السابق بوزارة حماية البيئة الصينية يانغ تشاو في إن الحكومة الصينية ستواصل زيادة التمويل لحماية البيئة وتعزيز الدعم السياسي لتطوير صناعة حماية البيئة خلال الخطة الوطنية الخمسية الثالثة عشرة، متوقعاً ظهور سوق كبيرة خاصة بحماية البيئة بعد بضع سنوات في الصين، يبلغ حجمها 10 تريليونات يوان صيني.

وأكد شيه تشن هوا أن أهداف الحكومة الحالية تتمثل في التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة والمتوازنة والمنسجمة مع البيئة، أي التصدي للتغير المناخي والحفاظ على التنمية الاقتصادية في الوقت نفسه، وقال إن جوهر الأمر هو تحقيق التنمية المستدامة عبر التنمية الخضراء ومنخفضة الكربون.

وأضاف شيه أن الحكومة تتخذ حالياً عدداً من الإجراءات الأساسية لمواجهة التغير المناخي، وتوقع تحسناً كبيراً في أوضاع تلوث الهواء في الصين بحلول عام 2030.