إن المتتبع لسياسة الصين الشعبية ونظامها، يلاحظ مدى التقدم الكبير الذي قطعته في مجالات كثيرة منها ماهو سياسي واقتصادي واجتماعي وتشريعي وقضائي، وهي تطورات استطاعت ان تواكبها بنظامها الديمقراطي الذي يمارسه الشعب عبر الركيزة الاشتراكية ذات الخصائص الصينية.

تواصل الصين بثبات وبتأني مسيرتها الديمقراطية من خلال مجالس الشعب الذي تقوده طبقة عاملة ويقوم علي أساس التحالف بين العمال والفلاحين، ويلاحظ المتتبع للشأن السياسي الصيني أن هناك شفافية كاملة في تعاطي الحكومة الصينية مع كل القضايا حيث يتم طرحها أمام الشعب لإبداء الرأي فيه عن طريق ممثليه، ويأتي تنظيم كل من الدورة السنوية للمجلسالوطني ال12 لنواب الشعب، ودورة اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني هذه السنة عبر وجود قيادة جديدة في البلد طرحت رؤية متكاملة للنهضة بالأمة الصينية، وذلك ما تجلى من خلال تقديم رئيس مجلس الدولة الصيني لى كه تشيانغ تقرير عمل الحكومة أمام 3000 من نواب الشعب المشاركين في الدورة السنوية للمجلسالوطني ال12 لنواب الشعبحيث يتضح من الخطاب أن هناك خطة شاملة للاصلاح ونموا اقتصاديا كبيرا يرتكز على التنمية المتوازنة والصديقة للبيئة ، وزيادة معتبرة في ميزانية الدفاع، وهي الخطوات التي ستوسع الصين من خلالها تأثيرها في الاقتصاد والسياسة والثقافة، من خلال إصلاح يركز على المجالات التي يطالببها الشعب، بالإضافة إلى تحدي أبرز المشاكل التي تقيد التنمية الاقتصاديةوالاجتماعية، والروابط التي تحظى بإجماع واسع من قبل مختلف أوساط المجتمع.

إن ما شهدته الدورة السنوية للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، وهي أعلى هيئة تشريعية في الصين، من تقديم الحكومة الصينية لبرنامجها أمام نواب الشعب و بحضور الرئيس الصيني شي جين بينغ وغيره من القادة الصينيين إضافة إلى نحو 3000 نائب بالمجلس الوطني لنواب الشعب لهو دليل على أن الصين تتبع نموذجا ديمقراطيا شفافا وفريدا يرجع القرار فيه للشعب.