تعليق: لا داعي للقلق بسبب الإنفاق الدفاعي للصين

بكين 5 مارس 2014/أعلنت السلطات الصينية اليوم (الأربعاء) عن أسرع معدل نمو سنوي في ميزانية الدفاع منذ 3 أعوام.

ووفقا لتقارير الميزانية المقدمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني للمراجعة سيشهد الإنفاق العسكري للصين نموا بنسبة 12.2% ليصل إلى 808.2 مليار يوان (حوالي 132 مليار دولار أمريكي) خلال عام 2014.وهذا المعدل سيثير غضب الغرب بلا شك.

وخلال الأعوام الأخيرة جذبت القوة العسكرية المتزايدة للصين اهتمام العالم حيث زعم البعض أن التنامي الملحوظ في قوة الصين سيدفعها للسعي إلى "الهيمنة" وهو ما قد يقوض الاستقرار في آسيا.إلا أن منتقدي السياسات الدفاعية للصين ينظرون للبلد الخطأ في بحثهم عن مصدر انعدام الاستقرار في المنطقة.

وعلى الرغم من نمو ميزانية الدفاع في الصين بمعدل ثابت خلال الأعوام الأربعة الماضية فإن خبراء عسكريين صرحوا بأن الإنفاق العسكري للصين لا زال بعيدا عن المستوى الذي يجب أن يكون عليه في ظل مواجهة الصين لتحديات أمنية متزايدة وخطيرة.

وقال تشن تشو الباحث في أكاديمية العلوم العسكرية وعضو المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني إن الصين حاليا تواجه ضغوطا استراتيجية متزايدة حيث أصبحت منطقة آسيا - المحيط الهادئ مركزا عالميا من الناحية الاقتصادية والجيوسياسية في ظل قيام بعض الدول الكبرى "بتسريع التعديلات الاستراتيجية وتعزيز التحالفات العسكرية".

وفي ظل تزايد التوتر في الأمن البحري والنزاعات على الأراضي والتهديدات الإرهابية يعد حجم الإنفاق العسكري الصيني معتدلا ويتماشى مع الظروف الاقتصادية والأمنية للصين.

إضافة إلى ذلك لا زال حجم الإنفاق العسكري الصيني صغيرا إذا ما قورن بالقوى العالمية من حيث نسبته في اجمالي الناتج المحلي وللفرد.

واظهر تقرير للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن أن الولايات المتحدة لا زالت أكبر دولة من حيث الإنفاق العسكري عالميا خلال عام 2013 بميزانية وصلت إلى 600.4 مليار دولار أمريكي في العام الماضي. وهذا الرقم يبلغ خمسة أضعاف حجم الإنفاق العسكري الصيني لنفس العام.

في الوقت نفسه بلغ حجم الإنفاق العسكري من اجمالي الناتج المحلي للصين أقل من 1.5% في العام الماضي وهو ما يقل عن المتوسط العالمي الذي يبلغ 3%.

وفيما يتعلق بالإنفاق للفرد يساوي الإنفاق العسكري للصين أقل من 5% من الإنفاق العسكري للولايات المتحدة. وحتى اليابان يمكن أن تتجاوز الصين بسهولة في تلك النقطة.

وعلى الرغم من أن الصين تبلغ مساحة أراضيها 26 ضعف مساحة أراضي اليابان وتعدادها السكاني 9 أضعاف التعداد السكاني لليابان، فإن الإنفاق للفرد في الدفاع الوطني يمثل فقط 20% من مثيله في اليابان.

وفي الواقع إذا نظرنا بجدية لسبب التوتر في آسيا لا بد أن يكون التركيز على طوكيو حيث قام رئيس وزرائها القومى المتشدد بتحويل حكومته إلى حكومة مثيرة للمتاعب في المنطقة.

وقالت فو ينغ المتحدثة باسم الدورة الثانية للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني للصحفيين أمس الثلاثاء إن القوة العسكرية للصين يجب أن ينظر إليها في إطار اتجاهاتها السياسية وليس كمحض أرقام.

وأكدت الصين مرارا على مر الأعوام أنها تمضي على مسار التنمية السلمية وأن سياساتها الدفاعية ذات طبيعة دفاعية تماما.ولا توحي زيادة الإنفاق العسكري بأي تغير هنا.والصين لاعب مسؤول في حفظ السلام والأمن في المنطقة، لكن كما قالت فو امس "لا يمكن الحفاظ على السلام بالقوة فقط".

ولن يكون أمرا جيدا للسلام والاستقرار العالميين أن تكون دولة بحجم الصين عاجزة عن حماية نفسها وهذا هو المنطق المتضمن في نمو الإنفاق العسكري للصين.