تشانغتشوتان
تجربة رائدة للتكامل الاقتصادي الإقليمي

وو مينغ، واحد من أصحاب الشركات في حديقة مشروعات الدارسين المبعوثين العائدين في تشانغشا.قال السيد وو: "اتصل بي صديق من الولايات المتحدة الأمريكية، وسألني مستغربا: بصورة عامة هناك رقم كودي واحد لكل مدينة صينية، فلماذا تظهر ثلاثة أسماء للمدن عندما أتصل بمكتبك؟ فهل فتحت شركات في ثلاث مدن مختلفة؟أوضحت له أن تجمع مدن تشانغتشوتان هو تجمع المدن الوحيد الذي لديه رقم كودي موحد للهاتف، وهذا من ثمار التكامل الاقتصادي لمدن تشانغتشوتان، حيث تقع شركتي في مدينة تشانغشا".

إدارة موحدة وتكامل اقتصادي

يضم تجمع تشانغتشوتان مدن يوييانغ وتشانغده ويييانغ ولودي وهنغيانغ، وتشانغشا وتشوتشو وشيانغتان، باعتبار الثلاث مدن الأخيرة مركزا للتجمع، تقطع السيارة المسافة بينه ومدنه الخمس الأخرى في أقل من ساعة ونصف. تخضع قطاعات المواصلات والطاقة والمعلومات والبيئة فيه لإدارة موحدة، بما يحقق الاستفادة المتبادلة في مجالات الصناعات والتنمية المشتركة.

المسافة بين تشانغشا وتشوتشو وشيانغتان أربعون كيلومترا، والمسافة بين تشوتشو وشيانغتان عشرون كيلومترا. ومع توسع المدن، باتت المدن الثلاث أكثر قربا، فالمسافة التي تفصل بين المناطق العمرانية في تشانغشا وتشوتشو وشيانغتان عشرون كيلومترا، وبين تشوتشو وشيانغتان عشرة كيلومترات فقط. ومع المزيد من التنمية الحضرية سوف تكون منه المدن متجاورة.

حاليا، يجري العمل في مشروع السكة الحديد بين تشانغشا وتشوتشو وشيانغتان على قدم وساق، ومن المتوقع أن يتم إنجازه في نهاية عام 2015. قال وو مينغ: "بعد إنجاز السكة الحديد بين المدن، ستسغرق المسافة من تشانغشا إلى تشوتشو وشيانغتان أقل من نصف ساعة بالقطار، بما يعني أنني أستطيع القيام بأعمالي التجارية في تشوتشو وشيانغتان، وكأن لي شركة في كل واحدة منها."

سيصبح تجمع تشانغتشوتان، بهياكله الصناعية المتنوعة، قوة اقتصادية عظيمة، وسيرفع مكانة مقاطعة هونان في منظومة الاقتصاد الصيني. ومن المتوقع أن تصعد المؤشرات الاقتصادية لمدينتي ووهان وتشنغدو من حيث حجم الصناعات والفائدة الاقتصادية وغيرهما إلى المرتبة العاشرة في الصين. 

يسهم تجمعتشانغتشوتان في تحقيق توزيع الأراضي بشكل موحد، وتقسيم العمل والتعاون فيه، وتعزيز التنمية الاقتصادية الشاملة. وقد حدد تشن تشونغ خه، عضو المجلس الوطني لنواب الشعب وعمدة مدينة ييانغ، مكانة ييانغ في تجمع تشانغتشوتان بشكل واضح، قائلا: "علينا أن نتعاون مع تشانغتشوتان، ونقدم خدمة لها ونحقق التناغم معها ونقبل دورها الرائد، وأن نلعب دورا مساعدا، ونستفيد أفضل استفادة من الظروف المواتية، ونتجنب الظروف غير المواتية."

وقال شيوي شيانغ بينغ، نائب رئيس لجنة العمل ونائب مدير لجنة إدارة منطقة تشانغتشوتان التجريبية في مقاطعة هونان، إن كسر الحاجز الإداري، وتحقيق التكامل الاقتصادي الإقليمي اتجاه لا بد منه. في عام 2005، أدرج تجمع تشانغتشوتان في "الخطة الخمسية الحادية عشرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية" للدولة؛ وفي عام 2006، أدرج تجمع تشانغتشوتان في قائمة أهم تجمعات المدن لدفع تنمية منطقة وسط الصين؛ وفي عام 2007، تم المصادقة على أن تكون تشانغتشوتان منطقة تجريبية للإصلاح المتناسق الشامل لبناء مجتمع موفر للموارد وصديق للبيئة؛ وفي عام 2008، وافقت لجنة الدولة للتنمية والإصلاح على تأسيس قاعدة صناعية شاملة وطنية للتكنولوجيا الفائقة بتشانغتشوتان. وفي عام 2013، أدرج تجمع تشانغتشوتان في خطة منطقة نهر اليانغتسي الاقتصادية، وأصبح قطبا هاما لتنمية وسط الصين.

الأوساط والمؤسسات المالية تدعم تجمع تشانغتشوتان. قال وانغ شيويه دونغ، عضو المجلس الوطني لنواب الشعب ورئيس فرع البنك الوطني للتنمية الوطنية في مقاطعة هونان: "سيركز فرع البنك الوطني للتنمية الوطنية على دعم تطور تجمع تشانغتشوتان، مثل دفع بناء شبكة المواصلات الشاملة بين تجمعات المدن وغيرها من المنشآت الأساسية، من أجل كسر عنق الزجاجة لتداول عوامل الإنتاج ودفع تطور تجمع تشانغتشوتان بشكل عميق وإبراز مكانة هونان المحورية في تنمية الاقتصاد."

مسيرة طويلة

قال وو مينغ: "فكرة تحقيق تكامل تشانغتشوتان لها تاريخ طويل، عندما وافقت الحكومة المركزية على تأسيس المناطق الاقتصادية الخاصة، مثل شنتشن. في ديسمبر عام 1982، طرح نائب في المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني بمقاطعة هونان فكرة تكامل تشانغتشوتان، وقد سبقت فكرة تطوير بودونغ بشانغهاي بثماني سنوات." هذا النائب هو تشانغ بينغ مدير مركز دراسات المجتمع الموفر للموارد والصديق للبيئة بمقاطعة هونان.

في ذلك الوقت، كانت مرتبة تشانغشا بعد الثلاثين من حيث القوة الاقتصادية الشاملة على المستوى الوطني، بينما كان إجمالي قيمة الإنتاج الصناعي والزراعي وعدد السكان الإجمالي للمدن الثلاث في المرتبة التاسعة، والقيمة الإجمالية للإنتاج الصناعي لأحياء المدينة في المرتبة الحادية عشرة بين مدن الصين. وفي الوقت نفسه، كانت المدن الثلاث تواجه كثيرا من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية المتشابهة، مثل نقص الطاقة، وتلوث مياه نهر شيانغجيانغ، ومشكلة ترتيب النظام الحضري والمشروعات الكبرى، واندماج الصناعات القائمة والإصلاح التقني، والتعاون الاقتصادي والتكنولوجي الخارجي وغيرها، مما فرض الحاجة إلى تخطيط موحد لحل هذه المشكلات.

   بيد أن فكرة تكامل تشانغتشوتان لم تحظ بالتوافق العام لفترة طويلة. وفي يونيو عام 2002، أصدرت حكومة مقاطعة هونان وثيقة ((التخطيط الصناعي لتكامل تشانغتشوتان))، التي طالبت المدن الثلاث  بـ"توحيد السياسات وتجنب المنافسة الشرسة وتشكيل بيئة جيدة لتكامل الصناعات".

في أكتوبر عام 2005، وافقت حكومة مقاطعة هونان على خطة تجمع تشانغتشوتان رسميا، ثم أعلنت لجنة مقاطعة هونان للتنمية والإصلاح محتويات الخطة رسميا، فكانت أول خطة لتجمع إقليمي للمدن في المناطق الداخلية الصينية. منذ عام 2006، نفذت حكومة مقاطعة هونان أربع سياسات تدريجية هي التخطيط الموحد والسياسة المالية الموحدة، والمعيار الموحد لتقييم منجزات حماية البيئة، والفريق الموحد لتنفيذ القانون لحماية البيئة.

برغم عدم توازن التقسيمات الإدارية والمناطق الاقتصادية، تبذل حكومة مقاطعة هونان جهودها لدفع التكامل الاقتصادي من خلال مشروعات محددة. وعلى سبيل المثال، قامت في عام 2011، ثماني مدن بالتخلص معا من القيود الإدارية، من أجل "معالجة قضية البيئة المشتركة"،    وأعلنت بدء إجراء المعالجة الشاملة لمشكلة تلوث المعادن الثقيلة في وادي نهر شيانغجيانغ.

في أكتوبر عام 2012، أُعلن ((برنامج تنفيذي لدفع التحضر الجديد في مقاطعة هونان (2012-2020)))، الذي حدد المخططات الحضرية الجديدة في المستقبل. وأشار البرنامج إلى بناء نظام التحول الحضري الجديد باعتبار تجمع تشانغتشوتان مركزا له. بحلول عام 2015، سيبلغ معدل الحضر في تجمع تشانغتشوتان سبعين في المائة، ليصبح تجمع تشانغتشوتان "مدينة فائقة"، تدفع عملية التحول الحضري في كل المقاطعة.

قال تشانغ بينغ: "طريق تكامل تشانغتشوتان ليس سهلا. يلعب تجمع تشانغتشوتان دورا رائدا في دفع التنمية الاقتصادية بالمقاطعة. ويقدم تكامل تشانغتشوتان إسهاما كبيرا فيه. مقاطعة هونان تفتقر إلى وجود مدينة كبرى، وهدف تكامل تشانغتشوتان هو الحل لهذه المشكلة".

مجتمع موفر للموارد وصديق للبيئة

في عام 2007، أدرج تجمع تشانغتشوتان في منطقة الإصلاح المتناسق التجريبية الشاملة لبناء مجتمع موفر للموارد وصديق للبيئة. بعد عام من الممارسة، قررت لجنة الحزب في مقاطعة هونان في يناير عام 2009، إلغاء مكتب تكامل تشانغتشوتان الاقتصادي، وأسست مكتب لجنة التنسيق لمنطقة الإصلاح المتناسق التجريبية الشاملة لبناء مجتمع موفر للموارد وصديق للبيئة في تشانغتشوتان، مما شق طريق بناء تكامل تشانغتشوتان عن طريق مجتمع موفر للموارد وصديق للبيئة.

بناء مجتمع موفر للموارد وصديق للبيئة شرط ضروري لتخطيط التنمية المتناغمة بين الإنسان والطبيعة وإجراء هام لدفع التنمية المستدامة. هدفه بصورة عامة هو تحويل نمط التنمية الاقتصادية ونمط حياة الناس. تحويل نمط التنمية الاقتصادية من شأنه أن يغير النمط الانتشاري التقليدي في التنمية ويعزز تحسين جودة التنمية وفائدتها ومستواها. تحويل نمط حياة الناس، يدعو إلى نمط حياة واستهلاك أخضر ومنخفض الكربون. وقد طالب المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني بتحقيق تقدم ملموس في بناء مجتمع موفر للموارد وصديق للبيئة بحلول عام 2020.

يتبنى تجمع تشانغتشوتان آلية تقوم على أن "تضع المقاطعة خطة بناء مجتمع موفر للموارد وصديق للبيئة، وتلعب المدن دورا رئيسيا في بنائه، ويعتمد على السوق"، وقد تم وضع تشريع إقليمي وأعلنت معايير لبناء مجتمع موفر للموارد وصديق للبيئة، الأمر الذي يفتح طريقا مبتكرا لتنظيم وتنسيق وإدارة بناء مجتمع موفر للموارد وصديق للبيئة.

في إطار مفهوم التنمية الموفر للموارد والصديق للبيئة، حققت مقاطعة هونان خلال السنوات الست الماضية، ثمانية أنواع من النظم المبتكرة و106 إصلاحات مبتكرة، وأغلقت وأوقفت وحولت أكثر من 1300 شركة، وجمدت المئات من مشروعات التنمية التي لا تتفق مع الشروط والمتطلبات. في نهاية عام 2013، صرح تشي فو لين، رئيس المعهد الصيني للتنمية والإصلاح (في مقاطعة هاينان) وسكرتير فرقة خبراء تقييم وتلخيص نتائج المنطقة التجريبية الوطنية للإصلاح الشامل، أن هذه الجهود "تتفق مع إرادة الناس وتتقدم إلى الأمام".

مع تقدم بناء المجتمع الموفر للموارد والصديق للبيئة، أصبحت الصناعات الموفرة للموارد والصديقة للبيئة نقطة الارتكاز الاستراتيجية لكسب جولة جديدة من فرص النمو الصناعي في مقاطعة هونان. خلال السنوات الأخيرة، دخلت صناعة المواد الجديدة وصناعة الطاقة الجديدة وصناعة توفير الطاقة وحماية البيئة وغيرها من الصناعات الموفرة للموارد والصديقة للبيئة، إلى منطقة تشانغتشوتان التجريبية، ويسهم رفع مستوى الصناعة في تشكيل أساليب الإنتاج الخضراء الدورية والمنخفضة الكربون لمقاطعة هونان.

في الرابع عشر من يناير عام 2014، أقامت لجنة الإدارة والبناء لمنطقة الإصلاح المتناسق التجريبية الشاملة لبناء مجتمع موفر للموارد وصديق للبيئة في تشانغتشوتان بمقاطعة هونان، ولجنة مقاطعة هونان للتنمية والإصلاح، بالتعاون مع الصندوق العالمي للحياة البرية، ندوة مشروع بعنوان "الحضارة الإيكولوجية وإعادة صياغة نمط النمو"، وأطلقت مشروعا تجريبيا في ليويانغ برعاية شركة كوكا كولا والصندوق العالمي للحياة البرية لحماية الموارد المائية العالمية تحت عنوان "اليانغتسي- إقليم جميل".

يستفيد بناء مجتمع موفر للموارد وصديق للبيئة في مقاطعة هونان من المشاركة الإيجابية الفعالة للمواطنين. خلال السنوات الست الماضية، اتخذت مقاطعة هونان من النشاطات التجريبية لبناء مجتمع موفر للموارد وصديق للبيئة نقطة انطلاق، وتعاونت مع الهيئات الحكومية والجامعات والشركات والمدن والأحياء والأسر والقرى وتعاونيات المزارعين والمتاجر ومناطق الجذب السياحي، من أجل جعل الشعب جزءاً أساسيا في هذه العملية، وكتابة فصل جديد من "مشاركة كل فرد واستفادة كل مواطن".

قال شيوي شيانغ بينغ: "كل فرد يشارك في بناء المجتمع الموفر للموارد والصديق للبيئة، وكل فرد يتحمل مسؤولية وواجب تعزيز بنائه. يجب تنفيذ مفهوم المجتمع الموفر للموارد والصديق للبيئة في كل من حلقتي الإنتاج والحياة في المجتمع. وعبر هذا المفهوم، يتعزز البناء بشكل عميق، ومن خلاله يتم إرشاد كل مجالات المجتمع."