تعليق: إطلاق المسبار القمري يعزز "الحلم الصيني"

بكين 2 ديسمبر 2013/ أطلقت الصين للمرة الأولى في تاريخها عربة قمرية على متن المسبار القمري (تشانغ آه -3) اليوم (الإثنين) ما يجعل الأحلام الصينية للوصول إلى القمر قريبة المنال.

وفي حالة نجاح المسبار (تشانغ آه-3) في الهبوط السلس على القمر كما هو مقرر له في منتصف ديسمبر، فستصبح الصين ثالث دولة بعد الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق تنفذ تلك العملية.

ومهمة استكشاف الفضاء عملية محفوفة بالمخاطر. فقد نجحت فقط 51 في المائة من المحاولات الـ 129 للمسبار القمري التي اطلقها الإنسان.

وعملية الإطلاق الناجحة هي الخطوة الاولى في مهمة تشانغ آه-3. وخلال الاشهر المقبلة سيتعين على المسبار القمري الصمود أمام اختبارات عديدة للهبوط السلس والانفصال عن العربة القمرية من سفينة الهبوط والنجاة على سطح القمر والتحكم عن بعد.

ومن مهام العربة إجراء مسح للهيكل الجيولوجي للقمر والاجسام على سطحه في حين يتم البحث عن وجود موارد طبيعية.

وإطلاق "تشانغ آه-3" هو المرحلة الثانية من البرنامج القمري الصيني الذي بدأ في 2004 ويشمل الدوران في المدار والهبوط والعودة إلى الارض. وتأتي بعد نجاح بعثات "تشانغ آه-1" و"تشانغ آه-2" في 2007 و2010.

وبعد الدوران في المدار لمدة 494 يوما والاصطدام المتعمد بسطح القمر بعث "تشانغ آه-1" بنحو 1.37 تيرابيت من البيانات لانتاج أول صورة صينية كاملة للقمر.

وأثبت تشانغ آه-2 الذي اطلق في أول أكتوبر 2010 بعض الامور التكنولوجية الهامة لتشانغ آه-3 واستكشف منطقة الهبوط.

وسيتجه تشانغ آه-2 إلى الفضاء العميق ومن المتوقع أن يسافر حتى 300 مليون كيلومتر من الارض وهي اطول رحلة تجريها مركبة فضائية صينية.

وتتطلع الصين إلى تحقيق ثالث خطوة في برنامجها القمري في 2017، إذ تطمح إلى هبوط المسبار على سطح القمر واطلاق عربة قمرية واعادة المسبار إلى الارض.

وبرغم من التقدم السريع للمهمة القمرية خلال العقد الماضي، إلا أن الصين لا تزال وافدا جديدا على هذا المجال حيث حققت القوى الفضائية الاخرى عمليات هبوط على القمر منذ قرابة نصف قرن.

وهبط مسبار الاتحاد السوفيتي السابق لاول مرة على القمر في 1966 في حين ارسلت الولايات المتحدة أول إنسان إلى القمر في 1969.

ولن تتوقف عمليات استكشاف الفضاء الصينية على القمر بيد أن الهدف هو الفضاء العميق.

وللمسبار القمري، وهو نقطة البداية في استكشاف الفضاء العميق، اهمية كبيرة لانه يمكن ان يوفر موارد استراتيجية ويجري اختبارات على طاقة الفراغ والجاذبية والمجال المغناطيسي المنخفض ويراقب ويرصد التغييرات البيئية على الارض...وهذه هي مهام "تشانغ آه-3."

واستكشاف الصين للفضاء لا يهدف إلى المنافسة. فهي دولة منفتحة على البرنامج القمري ومستعدة للتعاون مع الدول الاخرى. وتأمل الصين في استكشاف الفضاء واستخدامه للحصول على مزيد من الموارد لتعزيز التنمية الإنسانية.

بيد أن التكنولوجيا الاساسية لا يمكن شرائها. ويجب على الصين أن تعتمد على نفسها لبناء دولة مبتكرة.

ولحسن الحظ، فإن اكثر من 80 في المائة من التكنولوجيا والمنتجات المستخدمة في "تشانغ آه-3" تم تطويرها حديثا.

 

وسيسهم تشانغ آه-3، بهذه المعدات المتقدمة والقدرات المحسنة، في تعرف الإنسان بشكل أكبر عن القمر.

وكان الوصول إلى القمر امنية لدى الامة الصينية منذ العصور القديمة.

ولهذا فإن مهمة المسبار القمري تحمل في طياتها احلام الامة الصينية وشعبها في استكشاف الفضاء.

ولن يخدم التطلع العميق هذا، الذي يتبع الاستخدام السلمي للفضاء لتحقيق المنافع للبشرية، الصين فقط ولكن سيسهم في استكشاف الفضاء للجنس البشري.

ويعد الحلم الصيني، وهو مصدر فخر وطني وتطلع لمزيد من التنمية، جزءا من حلم صين قوية وسيساعد بالتأكيد في تحقيق الحلم الصيني لتجديد شباب الأمة.

 

/مصدر: شينخوا/