حماية البيئة أولوية وطنية

 

أشار بيان الدورة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الثامنة عشرة للحزب الشيوعي الصيني إلى أن المطلوب وجوب بناء نظام حضاري إيكولوجي شامل ونظامي وحماية البيئة بهذا النظام ووضع خط أحمر بشأن حماية البيئة الإيكولوجية لحماية البيئة وإصلاح النظم الإدارية المتعلقة بحماية البيئة، مما يرمز إلى أن الحضارة الإيكولوجية تحتل مكانا هاما في الخريطة الصينية لتعميق الإصلاح على نحو شامل في المستقبل.

تحسين البيئة يعتمد على النظام والقانون

جاء ذكر بناء النظام الحضاري الإيكولوجي ثلاث مرات على الأقل في بيان هذه الدورة، الذي أكد بوضوح وجوب وضع خط أحمر لحماية البيئة. قال رئيس معهد البحوث البيئية والحضرية التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، بان جيا هوا: "بناء النظام الحضاري الإيكولوجي له معنى هام.، الصين تواجه مشكلتي نقص الموارد والتلوث البيئي الشديد نسبيا، مما يؤثر على حياتنا وتطور وطننا تأثيرا كبيرا."

في ظل بروز المشكلة البيئية في الصين، اتخذت الحكومة الصينية إجراءات عديدة، لكن نتائجها ليست مرضية. قال نائب رئيس معهد بحوث الموارد والسياسات البيئة في مركز بحوث التنمية لمجلس الدولة الصيني، لي تسوه جيون: "السبب الرئيسي لهذه الحالة هو أن النظام البيئي ليس شاملا، وأن الصين لم تنشئ نظام التعويض البيئي ونظام تعويض استخدام الموارد اللذين يساعدان على تنشيط مبادرات الجماهير في حماية البيئة وزراعة الأشجار."

وقالت أمينة لجنة الحزب الشيوعي الصيني في جامعة جنوب غربي الصين، هوانغ رونغ شنغ: "من الضروري أن يشمل النظام الحضاري الإيكولوجي نظام الفحص والتقييم ونظام الإدارة الأساسية ونظام تعويض استخدام الموارد ونظام التعويض البيئي وآلية التسويق ونظام التحقيق في المسؤولية."

جدير بالذكر أن تشريع قانون للبيئة مدرج في جدول أعمال الحزب، وتم تقديم مشروع تعديلات قانون حماية البيئة إلى اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب لمناقشته.

طريق معالجة التلوث مازال طويلا

الضباب الدخاني الذي اجتاح مناطق صينية كثيرة، دليل على خطورة مشكلة التلوث في الصين.

والحقيقة أن الصين تبذل جهودا كبيرة في مجالات توفير الطاقة وخفض الانبعاث والتخلص من قدرات الإنتاج المتخلفة وتطوير الطاقات الجديدة. وقد أعلنت اللجنة الوطنية الصينية للتنمية والإصلاح أن الصين خفضت ثاني أكسيد الكربون الذي بكمية 5ر1 مليار طن في الفترة ما بين 2006 و2010، وأربعمائة مليون طن في الفترة ما بين 2011 و2012. مجمل سعة مولدات الطاقة النووية للصين أكبر من أي دولة أخرى، وحققت الصين إنجازات ملموسة في مجالات طاقة الرياح والطاقة الضوئية وطاقة الكتلة الحيوية.

أصدرت الصين عشرة إجراءات لمعالجة التلوث في سنة 2013، وخصصت خمسة مليارات يوان (الدولار الأمريكي يساوي 1ر6 يوانات) لمعالجة التلوث، وفتحت سوق تجارة الكربون.

وقد خلت قائمة منظمة الصليب الأخضر الدولية لأسوأ عشرة أماكن تلوثا في العالم من الصين هذا العام، علما بأنها تضمنت مكانين في الصين العام الماضي. هذا دليل على أن جهود الصين مثمرة.

وقد أعلن مدير دائرة التخطيط والشؤون المالية لوزارة حماية البيئة الصينية تشاو هوا لين أن الصين ستعمل في السنوات الخمس المقبلة، على تعميق الوقاية من التلوث الجوي ومعالجته، الذي يتركز على الوقاية من الجسيمات الدقيقة ومعالجتها، وضمان سلامة مياه الشرب وتعزيز الوقاية من تلوث المياه الجوفية ومعالجته وتحسين البيئة ودفع الوقاية من التلوث الترابي ومعالجته في المناطق الريفية.

مفتاح معالجة التلوث

معالجة مشاكل البيئة تتطلب من الصين تعديل نمط تنميتها، يجب التخلص من القدرة الإنتاجية المتخلفة أولا، فمن بين كل 39 صناعة صينية، 21 صناعة تواجه مشكلة فائض الإنتاج.

يسعى القادة الصينيون الجدد إلى تحويل نمط التنمية وتعديل الهيكل الاقتصادي، ويتخذون تدفع استراتيجية توفير الطاقة وخفض الانبعاث تعديل الصناعات. مؤخرا، خفضت حكومات بكين وشانغهاي وقوانغدونغ معدل نموها الاقتصادي المستهدف من أجل تعديل نمط الإنتاج وإعادة الهيكلة، وستخفض حكومات تيانجين ومقاطعات شانشي ومنغوليا الداخلية وشاندونغ قدرة إنتاج الحديد والأسمنت وفحم الكوك لتسريع معالجة التلوث الجوي.

ومن ناحية أخرى، تسعى الحكومة الصينية إلى دفع الإصلاح تحويل النمط الاقتصادي من خلال الإبداع التكنولوجي. كما أشارت الدورة الكاملة الثالثة إلى أنه على الصين تسريع تعديل نمط التنمية الاقتصادية ودفع تطوير الاقتصاد على نحو أكثر فعالية وعدالة واستقرارا.

الآن، دخلت العلوم والتكنولوجيا الصينية مرحلة تطورية. في سنة 2012، تجاوز حجم الاستثمار في البحوث والاكتشاف في الصين تريليون يوان، 74% منه جاء من الشركات. وبلغ عدد العاملين الصينيين في البحوث والتنمية 2ر3 ملايين فرد في سنة 2012، وهو الأكبر في العالم. مع زيادة قدرة الإبداع التكنولوجي، ارتفعت نسبة مساهمة التقدم التكنولوجي للنمو الاقتصادي من 39% سنة 2001 إلى 7ر51% حاليا، مما يدل على أهمية العلوم والتكنولوجيا للتنمية الاجتماعية والاقتصادية.

هناك ثقة كبيرة في أن الصين ستحقق التعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة مع تقدم السياسات الصينية وبدعم من الاستثمارات الحكومية ومساعدة التطور التكنولوجي.