وو شياو لين وحلم الحياة المطمئنة

جياو فنغ

قبيل عيد قوارب التنين، الذي يصادف اليوم الخامس من الشهر الخامس وفقا للتقويم القمري الصيني، كان الهدوء يسكن أرجاء محافظة لوشان الصغيرة. في شوارع وأزقة المحافظة، كان الناس يتجاذبون أطراف الحديث أمام بسطات بيع الخضراوات بينما كان أصحاب الدكاكين يقرأون الصحف أو يشاهدون التلفاز من خلف طاولات الحساب. كانت نسوة المحافظة مشغولات في إعداد "تسونغتسي"؛ طعام العيد الذي يكون على شكل مثلثات ملفوفة بورق القصب ومحشوة بالأرز اللزج. كان الأطفال يركضون ويمرحون في الشوارع يطاردون بعضهم بعضا. تلك كلها مشاهد عادية تراها في أي بلدة صينية، ولكن الشقوق والتصدعات في الجدران والبيوت المهدمة على جانبي الطريق، وصفوف الخيام في الميادين، تذكرك بالمأساة التي ألمت بهذه المحافظة عندما ضربها زلزال بقوة سبع درجات على مقياس رختر في شهر إبريل سنة 2013.

السيدة وو شياو لين صاحبة مطعم صغير لا تجاوز مساحته ثلاثين مترا مربعا في شارع دونغفنغ في لوشان. في المطعم ست طاولات طعام، وراءها مطبخ صغير، تجهز فيه السيدة وو وزوجها الشعرية. قالت السيدة وو: "افتتح هذا المطعم في العشرين من شهر مايو سنة 2013. دمر الزلزال مطعمي السابق في العشرين من إبريل، فانتقلنا إلى هنا. صاحب مكان المطعم الجديد صديق لنا، ولهذا استأجرته بسعر رخيص نسبيا."

وو شياو لين وزوجها ليسا من أهل محافظة لوشان الأصليين، فمسقط رأسهما هو محافظة ينغجينغ التي تبعد عن لوشان ستين كيلومترا. قالت السيدة وو: "كانت ظروف الحياة في مسقط رأسنا صعبة، ففكرنا في ممارسة عمل يحسن حياتنا وأتينا إلى لوشان. السيدة وو لديها ابنتان، وحدة تدرس في إحدى كليات معلمي رياض الأطفال، والأخرى مازالت في روضة الأطفال. دخل الأسرة ليس كبيرا ولكنهم كانوا راضين وقانعين بحياتهم.

زلزال العشرين من إبريل 2013 حطم هدوء حياة وو شياو لين. عن هذا الزلزال قالت وو شياو لين والرعب ما زال واضحا في عينيها: "في ذلك اليوم، سمعت شخصا في بيتي يصرخ "زلزال! زلزال!" فاندفعت إلى الخارج حاملة ابنتي الصغيرة، وعندما خرجت من البيت، رأيت أن البناية المقابلة لبيتي قد سقطت." بسبب الزلزال، فقدت وو شياو لين بيتها، لكنها قالت: "شعرت بأني محظوظة، إذ لم يصب أحد من أسرتي بجرح في الزلزال، وبعد الزلزال كانت مساعدات الحكومة تأتي في وقتها، وحصلنا على الخبز والماء والأدوية اللازمة."

ليس زلزال لوشان هو أول هزة أرضية تشهدها وو شياو لين، ففي الثاني عشر من مايو سنة 2008، عاشت مأساة كارثة زلزال ونتشوان. الذي وقع بعد يوم من وضعها لابنتها الصغيرة، ومن حسن حظها أن محافظة لوشان لم تتأثر كثيرا في ذلك الزلزال.

أرسلت وو شياو لين ابنتها الصغيرة إلى بلدتها لتعيش مع جدتها، وبدأت تشق طريقها مع زوجها من البداية. قالت: "لا بد أن نعود إلى الحياة العادية ونعمل ونكسب رزقنا." وعن حلمها قالت: "نحن من عامة الشعب ولا نحلم بتحقيق أمور عظيمة. كل ما نريده هو حياة مطمئنة مريحة مع أهلنا."