لهذه الأسباب اخترت التبت!

 ين خه

بعد تخرجي في الجامعة وحصولي على شهادة الماجستير في عام 2010، حصلت على وظيفة في أحد البنوك بالعاصمة بكين. كان عملي مستقرا،  وراتبي كبيرا ومكانتي مرموقة ومحل إعجاب أهلي وأصدقائي، ومع ذلك لم أحب عملي، ببساطة لأنني شعرت بأنني سأفقد بوصلة حياتي وساشع زهرة شبابي في أعمال روتينية متكررة. كنت أتطلع إلى أفق أوسع وسماء أعلى وأرغب في "حياة حقيقية ذات معنى أكبر".
لهذا، ذهبت إلى منطقة التبت الذاتية الحكم الواقعة في جنوب غربي الصين، على طرف خريطة البلاد الآخر من مسقط رأسي في مدينة شنيانغ في شمال شرقي الصين. عندما تعطرت قدماي بتراب أرض التبت، أبهرني مشهد السماء الزرقاء الصافية، والجبال الثلجية الشامخة، وقصر بوتالا العظيم، وشارع باكوه المزدهر، وحديقة لوبولينكا الجميلة. ومع ذلك، شعرت بأنني لن أبقى لمدة طويلة في مكان ليس فيها مطاعم الوجبات السريعة الغربية ولا المقاهي أو حتى إمكانية التسوق عبر الإنترنت. وكنت كلما أرى صور أهلي وأصدقائي على الإنترنت، يشتد شوقي وحنيني إليهم. لكن في النهاية، استجبت لدعاء قلبي وثابرت على العمل الشاق في التبت.

في ذلك الوقت، كان عدد شركات التبت المسجلة في البورصة قليلا جدا، وكان الأكفاء المتخصصون في مجال الاقتصاد لهم قيمة عالية. قمت بأنواع مختلفة من الأعمال، سواء في صياغة الوثائق، أو التعريف بمعلومات سوق الرأسمال، أو تقديم التدريبات للمستثمرين. وبالإضافة إلى هذه الأعمال، ذهبت إلى قرية تقع على ارتفاع 4500 متر من سطح البحر، لا كهرباء فيها ولا اتصالات ولا مياه حنفية أو طريق سريع. كنت أتحدث مع أهل القرية للتعرف على حياتهم اليومية، وأعلم أطفال القرية اللغة الصينية الفصحى (بوتونغهوا) ، كما شاركت أهل القرية في الأعمال البدنية مثل نقل المياه وجمع الحطب ولملمة الروث. في تلك القرية الصغيرة، لم يكن ثمة مجال لتصفح الإنترنت، ولهذا كنت أسجل قصص القرية وذكرياتي وأفكاري بالقلم. لم أكن أشاهد التلفازيون، فكانت السماء بنجومها شاشتي في الليل الصامت.

يتميز سكان التبت من قومية التبت بطيبة القلب ونقاء السريرة، وقد كنت سعيدا وراضيا عن اختياري بالذهاب إلى التبت والبقاء هناك. الشباب هم ثروة المجتمع، وينبغي أن يمضوا زهرة حياتهم في ما ينفع وأن يتحرروا من أصفاد الحياة المادية ويحصلوا على مزيد من تجارب الحياة.

* ين خه، موظف في مصلحة تنظيم الأوراق المالية لمنطقة التبت، والتابعة للجنة تنظيم الأوراق المالية الصينية.