خه ليه هوي: يتخذ أفريقيا موطنا له

                لو رو تساي

في شهر مايو عام 2000، عندما كان في الرابعة والعشرين من عمره، سافر خه ليه هوي بمفرده إلى أفريقيا لشق طريقه في تأسيس مشروعه، حتى ترك آثار قدميه في معظم دول القارة. وخلال هذه الرحلة الطويلة، تطور حلمه من "كسب المال" إلى "التنمية المشتركة مع أفريقيا". السيد خه يشغل حاليا منصب رئيس مجلس إدارة مؤسسة داتشيلو.

حقق خه ليه هوي، باعتباره واحدا من أصحاب الشركات الأهلية الصينية، شهرة واسعة، في أفريقيا، فأقام علاقات صداقة مع كثير من الزعماء الأفارقة وحصل على العديد من الألقاب والأوسمة. في شهر يناير عام 2004، منحته حكومة نيجيريا لقب "شيخ القبيلة" الشرفي، تقديرا لمساهمته في تعزيز التبادلات الاقتصادية والتجارية بين نيجيريا والصين، وفي عام 2009، أدرجته جمعية صداقة الشعب الصيني مع البلدان الأجنبية ضمن قائمة "أكثر عشرة صينيين تأثيرا في أفريقيا"، وأدرجت شركته ضمن قائمة "أكثر عشر شركات صينية تأثيرا في أفريقيا" في العام التالي.

 غانا هي أول دولة أفريقية حل بها خه ليه هوي، حيث عمل بائع ملابس متجولا. حاليا، تقوم شركته بأعمال في أكثر من عشرين دولة في غربي وجنوب شرقي أفريقيا، وتوسعت أعماله التجارية الدولية إلى مجالات متعددة تشمل استخراج المعادن والسياحة والإعلام الثقافي، إضافة إلى مجال المستلزمات اليومية التقليدي، ويستعد لدخول قطاع المال والطيران في المستقبل.

قال خه ليه هوي: "كان حلمي وهدفي في البداية هو كسب المال في هذه البلاد لتحسين ظروفي المعيشية. الآن، أملي هو أن تكون شركتي مؤسسة جديرة بالاحترام في أفريقيا، وخلق قيمة لهذه الأرض، وأن تأتي بفكر وروح للمحليين."

يبلغ عدد الشركات الصينية العاملة في أفريقيا  أكثر من ألفي شركة، تسعون في المائة منها شركات غير حكومية. يرى خه ليه هوي أن أكبر تحد تواجهه الشركات الصينية في أفريقيا هو الافتقار إلى القدرة على الحوا رالعابر للثقافات ومفاهيم الإدارة العالمية، خاصة مهارة اللغة التي تعد نقطة ضعف كبيرة للشركات الصينية. قال: "نستطيع أن نبدع وأن نحسن المنتجات، ولكن الضعف في استخدام اللغة يؤثر بالسلب كثيرا في تطور الشركة في أفريقيا." لم يكن خه ليه هوي يعرف من اللغة الإنجليزية إلا بعض الكلمات، ولكنه حاليا يتحدث مع المحليين بطلاقة. أما شركته، فقد حققت توطين الإدارة، فبعد أن كان كل الإداريين في شركته صينيين، توظف الشركة حاليا إداريين محليين. أكبر ميزة لهذا النمط هي تجاوز الحواجز بين الثقافتين الصينية والأفريقية.

يطالب خه ليه هوي بأن تنفذ الصين القوة الإيجابية التي تحتاجها قارة أفريقيا، وأن تهتم باحتياجات أفريقيا بالتوازي مع تحقيق الحلم الصيني. أما بالنسبة للشركات الصينية في أفريقيا، فعليها أن تتخذ من أفريقيا وطنا لها وأن تنمو معها جنبا إلى جنب.

في عام 2008، أسس خه ليه هوي "منتدى داتشيلو لكبار المسؤولين للاستثمار في أفريقيا"، وقد عقدت حتى الآن أربع دورات لهذه القمة جذبت كل منها كثيرا من القادة ورجال الأعمال من الدول الأفريقية والصين. أصبح هذا المنتدى أكبر حدث اقتصادي وتجاري غير حكومي بين الصين وأفريقيا. وقد أنشأ خه ليه هوي "المركز الأفريقي" في شانغهاي الذي يتكون من خمسة أجنحة، هي: مركز طلب التأشيرات الأفريقية، ومركز تعزيز التجارة والاستثمارات الأفريقية، ومركز الفنون والثقافة الأفريقية، ومعرض أفريقيا. جذب هذا المركز أكثر من ثلاثين دولة أفريقية لإنشاء مكاتب فيه، وأصبح منصة كبيرة للحوارات والتبادلات الصينية والأفريقية.