أنطون وزوجته: من أجل أطفال جينغبوه

لي يانغ

كانت زوجة أنطون لوتيغ تعمل محامية في واحدة من شركات تكنولوجيا المعلومات المتعددة الجنسيات. في عام 2005، استقالت وعملت متطوعة في الصندوق العالمي للطبيعة (WWF). وفي السنوات الثماني السابقة، كرست جهودها لأعمال الدعاية والنشر للمنظمات الخيرية مثل الصندوق العالمي للطبيعة ولجنة حماية الثروة الطبيعة الأمريكية (NRDC) ، لتكون جسرا بين الخبراء في مجال حماية البيئة وبين وسائل الإعلام والجماهير.

في عام 2009، ذهب أنطون وزوجته إلى إحدى قرى قومية جينغبوه الواقعة على الحدود بين الصين وميانمار فأعجبتهم المناظر الطبيعية الجميلة هناك كثيرا. كما شارك الزوجان في الرقص الجماعي في عيد موناو لأبناء جينغبوه وجذبتهما العادات والثقافة الخاصة لهذه الأقلية القومية.

قال أنطون مازحا: "نحن من أبناء قومية جينغبوه وقد ولدنا في هولندا مصادفة". يتحدث أنطون لغة تسايوا (لغة قومية جينغبوه). حصل أنطون على شهادة الدكتوراه في اللغة الصينية في جامعة ليدن في هولندا، وزار ولاية دهونغ الذاتية الحكم لقومية داي وقومية جينغبوه في مقاطعة يوننان لإجراء دراسات حول اللغة والثقافة، وهو أول من سجل لغة تسايوا لقومية جينغبوه بشكل شامل ومنظم. ألف أنطون كتاب: "قواعد لغة تسايوا ومفرداتها" الذي يقع في أكثر من ألف وسبعمائة صفحة.

أتم أنطون دراسته في ولاية دهونغ ولكنه يعتز بالمكان الذي قضى فيه أكثر من 20 عاما، ويصعب عليه أن يتركه. قال: "أفكر دائما في خدمة بلدي الثاني وأبناء قومية جينغبوه ." في يونيو عام 2012، استقر أنطون وزوجنه في ولاية دهونغ. وفي البداية، كان يخطط الزوجان تعليم الأطفال الكتابة والرسم بأنفسهما ، ولكنهما الآن يشاركهما بعض أصدقاءهما في هذا العمل.

كانت ولاية دهونغ من أخطر المناطق التي تعاني أضرار المخدرات ومرض نقص المناعة. مع أن الأطفال هناك يعيشون بين مناظر طبيعية بالغة الجمال ويتمتعون بموهبة عالية في اللغة والفن، إلا أنهم كانوا يتخبطون في المشاكل الاجتماعية. لم يكن الفقر السبب الرئيسي لتوقف الأطفال عن الدراسة، فأسس أنطون وزوجته منظمة خيرية باسم "جذور اللبخ".

تنظم "جذور اللبخ" دروسا في التصوير والرسم والإبداع لأطفال قومية جينغبوه، وتربط تعليم ثقافة القومية بالتعليم اللغوي والفني، لتساعد الأطفال في التعرف على قوميتهم وأنفسهم، وتوسيع أفقهم، كما تشجعهم على بناء ثقتهم بأنفسهم والتعبير عن أنفسهم بالفن، حتى يسعوا لتحقيق أحلامهم بشجاعة.

من أجل "جذور اللبخ"، استقال أنطون وزوجته من عملهما في بكين. يعمل الزوجان ليلا ونهارا لجمع تبرعات للمنظمة ويسيران بخطى ثابتة على طريق تحقيق حلمهما.