فاينانشال تايمز البريطانية : التحضر الصيني يدفع تحقيق "الحلم الصيني"

توقعت صحيفة فايناتشال تايمز البريطانية أن تتخذ الدورة الأولى للمجلس الوطني الثاني عشر لنواب الشعب إجراءات ضرورية لتعميق الاصلاحات الاقتصادية لتحقيق التنمية الاقتصادية الصينية المستدامة.

 

وأشارت الصحيفة في تقرير نشر بموقعها على شبكة الإنترنت في 8 من مارس الجاري إلي أن الوقت لا يزال مبكّرا لتقدير إتجاه الاصلاحات الكبيرة التي يقررها القادة الصينيون الجدد، لكن التحضر يعد جزء مهماً من الاصلاحات الاقتصادية الجديدة وعاملاً هاماً لتحقيق الحلم الصيني.

 

وترى الصحيفة أنه مع تحويل 300 مليون نسمة من سكان الأرياف إلى سكان مدن في السنوات الـ20 المقبلة، فإن التحضر سيوفر للمستثمرين كثيرا من الفرص. وعند التفكير والبحث عن الفرص الاستثمارية في الصين، يجب علينا إدراك أن الاقتصاد الصيني يشبه سفينة ركاب تواصل إبحارها في المحيطات، ولا يمكن لها أن تغير خط سيرها في وقت قصير، الأمر الذي يعني أن يكون لكل مخطط رؤية بعيدة المدى. وقالت الصحيفة إنه بناء على التحضر الذي يعد قوة دافعة هامة للنمو الاقتصادي، فستكون في الصين العديد من الفرص الاستثمارية. ولكن نظام تسجيل الإقامة يعيق تنمية التحضر في الوقت الراهن في الصين. ويوجد في الصين قرابة 200 مليون نسمة من الأرياف يعيشون في المدن، لكنهم لا يتمتعون بالضمان الاجتماعي الأساسي الذي يقدم لسكان البلدات والمدن. ويساعد تحسين نظام الضمان الاجتماعي لجميع الناس في المدن والأرياف على الغاء نظام تسجيل الاقامة الصيني، الأمر الذي سيجعل القطاع الطبي يصبح مجالا يتمتع بقدرة أكثر جذبا للاستثمار.

 

وأشارت الصحيفة إلي أن قطاع العقارات ظل صناعة جذابة للمستثمرين في الصين. ونثق في أن الحكومة الصينية ستواصل تنفيذ إجراءات متنوعة لكبح المضاربة، وسيستفيد السكان اللذين يريدون شراء العقارات للسكن وتحسين الظروف السكنية من ذلك.

 

ونبهت الصحيفة إلي أنه من المهم إدراك أن الفرص الاستثمارية الرئيسية تجيء من العديد من المدن الصغيرة التي ستصبح مدنا كبيرة جديدة. ولمواجهة ضغوط البيئة وقضية التلوث، تحتاج كثير من المدن الجديدة إلى خطط جيدة. وتكنولوجيا نظيفة وصناعة موفرة للطاقة التي تعد قطاعا رئيسيا للتنمية الصينية يشكل قدرات جذابة للمستثمرين.

 

وباختصار، فإنه على الرغم من أن القادة الصينيين تواجههم تحديات مختلفة، لكن الاقتصاد الصيني سيواصل نموه. ولا نعرف تفاصيل الاصلاحات التي سيقررها القادة الصينيون، لكننا نستطيع التكهن بأن القادة سيحاولون تحقيق الحلم الصيني. ويعد التحضر جزءاً مهماً من مساعي تحقيق هذا الحلم.