بالتنمية العلمية بايسه تحتضن المستقبل

شيوي ينغ

في شهر نوفمبر عام 2002، فتحت بايسه صفحة جديدة في سجل تنميتها، عندما تم تغيير وضعها الإداري من محافظة إلى مدينة. منذ ذاك، شرعت مدينة بايسه، الواقعة في مقاطعة قوانغشي،  تسير على طريق التنمية العلمية السريعة، فأقرت الصين كلها بنهضتها الساحرة المتناغمة والصديقة للبيئة.

حققت بايسه خلال السنوات العشر الماضية تقدما ملحوظا في مسيرة تنميتها الاقتصادية والاجتماعية، فتحولت من مدينة زراعية إلى قاعدة صناعية ناشئة بالاعتماد على مواردها الطبيعية الغنية، التي تشمل الماء والفحم والألومنيوم وغير ذلك من المعادن. ومع تغير الواقع الاقتصادي والاجتماعي، تحرص المدينة دائما على تعديل استراتيجيات وأهداف تنميتها.

إن الحقائق والأرقام هي أصدق تعبير عن الإنجازات، التي تفخر بها حكومة بايسه تفخر بها وتعزز طموحها للمستقبل. خلال السنوات العشر الماضية، بلغ معدل النمو السنوي للناتج المحلي الإجمالي للمدينة 9ر13%. وفي عام 2011، بلغ الناتج المحلي الإجمالي للمدينة 41ر66 مليار يوان (الدولار الأمريكي يساوي 3ر6 يوانات)، أي يساوي 8ر3 مرات لما كان عام 2002؛ وارتفع إجمال إنتاج المؤسسات الصناعية من 725ر6 مليارات يوان عام 2002 إلى 48ر69 مليار يوان عام 2011، أي أنه يساوي 3ر10 مرات كما كان لعام 2002؛ ووصل الدخل المالي المحلي في عام 2011 إلى 407ر8 مليارات يوان، أي يساوي خمس مرات لما كان في عام 2002؛ كما وصل الاستثمار في الأصول الثابتة إلى 198ر76 يوان ، بزيادة بلغت 1ر12 مرة لما كان عام 2002.

مناخ بايسه شبه استوائي، ولهذا فإنها غنية بالفواكه شبه الاستوائية والخضراوات، ولديها ثروة حيوانية كبيرة، ومنتجات مائية مميزة. وهي أكبر مدينة إنتاجا للتبغ والشاي في مقاطعة قوانغشى، وتحمل لقب "موطن المانغو".

 

مدينة أكثر جمالا

تثابر بايسه منذ عام 2002 على بناء بنيتها التحتية بجد واجتهاد. بفضل ذلك، تحسنت الظروف السكنية والمعيشية والمواصلات فيها تحسنا ملحوظا. في عام 2011، حصلت بايسه على لقب "المدينة الحدائقية على المستوى الوطني". أنشأت بايسه أول طريق سريع ومطار مدني فيها. وقد تم حتى الآن إنشاء ثلاثة طرق سريعة تربط بين محافظات تانباي وبايلوه وبايلونغ التابعة لها، ويجري العمل في بناء خمسة طرق سريعة أخرى، وتم تشغيل خطوط جوية تربط بين بايسه وكل من قوانغتشو وتشونغتشينغ وقويلين وكونمينغ.

ساهمت الإنجازات التي تحققت في مجال البنية التحتية في خلق بيئة أفضل للتواصل والتعاون مع منظمي المعارض في الصين وخارجها. وقد استضافت بايسه حتى الآن خمس دورات لمعرض الصين- آسيان للزراعة الحديثة، مما عزز التعاون بين بايسه والمدن الأخرى في آسيا في مجال الزراعة، ورفع قدرتها على الانفتاح على الخارج.

قوة التنمية الكامنة

أطلقت بايسه خلال السنوات العشر الماضية أكثر من ألف وخمسمائة مشروع،  قيمة كل منها أكثر من عشرة ملايين يوان، وتبلغ قيمتها الإستثمارية الإجمالية أكثر من 193 مليار يوان. نغطي هذه المشاريع مجالات مختلفة مثل إنتاج الألمنيوم، والطاقة الجديدة، والأدوية الحيوية، والتجارة والخدمات اللوجستية والسياحة وغيرها، فحققت المدينة تنمية سريعة غير مسبوقة، من حيث حجم  الاستثمار أو عدد المشاريع أو سرعة الإنجاز.

إضافة إلى ذلك، حقق القطاع غير الحكومي في بايسه نموا سريعا، فقد ارتفع عدد الشركات الخاصة من 726 شركة عام 2002، إلى 6877 شركة عام 2011، أي ازداد 5ر9 أضعاف تقريبا.وحققت بايسه إنجازات ملحوظة مجال السياحة، بوصفها "مدينة صينية سياحية ممتازة"، فيها حديقة جيولوجية على المستوى الوطني وثمانية مناظر سياحية على درجة AAAA الوطنية.

 

خدمات اجتماعية أفضل

تطبق بايسه حزمة من الإجراءات التي تضمن التوزيع العادل للخدمات الاجتماعية بين مناطقها الحضرية والريفية. وتبذل حكومة بايسه جهودا كبيرة لتحقيق تقدم ملحوظ في مكافحة الفقر، ومعالجة قضية التلوث البيئي، وإعالة المسنين في الحضر والريف، وتعميم التأمين الصحي الأساسي لسكان الحضر والريف. وقد استثمرت المدينة في كثير من مشاريع الإسكان الحضرية والريفية، وأتاحت لسكان المناطق الحضرية والريفية ذوي الدخل المنخفض الفرصة للتقدم بطلبات للحصول على وحدات سكنية منخفضة الإيجار. أما في مجال مكافحة الفقر في المناطق الريفية، فقد تحسنت البنية التحتية في مناطق عديدة بها، وتم استكشاف مصادر جديدة لزيادة الدخل. بفضل هذه الجهود، انخفض عدد السكان الذي يعيشون تحت خط الفقر بكمية كبيرة بلغت 849 ألف شخص خلال العشر سنوات الماضية ، وتخلص عدد كبير فعلا من الناس من الفقر. بالإضافة إلى ذلك، توفر المدينة التعليم الإلزامي المجاني لتسع سنوات لجميع الأطفال. وقد أدرجت سبعة مناظر سياحية فيها ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي على المستوى الوطني.

استقرار اجتماعي

بايسه هي أول مدينة في مقاطعة قوانغشي أنشات مراكز مساعدة في القرى لتوفير الخدمات وحل مشاكل الفلاحين، والاستماع لآراء الشعب مباشرة. وهي أيضا أول مدينة أنشأت مراكز الاستشارة القانونية لتقديم المساعدات القانونية لأهل الحضر والريف. في عام 2011، احتلت بايسه المرتبة الرابعة في قوانغشي من حيث الأمن العام والاستقرار الاجتماعي. وقد دُعي قادتها، لاحقا، لتقديم محاضرات وإلقاء كلمات حول تجربة المدينة في مجال الإدارة الاجتماعية.

حققت بايسه منذ بداية القرن الجديد،  تقدما جديدا في جميع المجالات. وتسير المدينة بخطى ثابتة نحو تحقيق أهدافها المتمثلة في مضاعفة الناتج المحلي الإجمالي، والإيرادات المالية، والاستثمار في الأصول الثابتة، ومبيعات التجزئة للسلع الاستهلاكية، وحجم الواردات والصادرات، والدخل من السياحة في عام 2015، مقارنة مع ما كان عليه في عام 2010. كما تعتزم بايسه زيادة إنتاجها الصناعي عام 2015 بضعفين، ورفع المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية الرئيسية لتكون على المستوى المتوسط بين مناطق الصين الغربية الأخرى.