تشنغ بينغ: قصتي مع التعاونيات الريفية

لي قوه ون

يضم تجمع بوهانشيانغ الريفي 43 قرية في بلدتي بوتشو وهانيانغ بمدينة يونغجي، مقاطعة شانشي، ويبلغ عدد أفراده 3800، ويقع مقره الرئيسي في قرية تشايتسي في بلدة بوتشو. يتكون هذا التجمع من عدد من التعاونيات الريفية.

قبل 14 عاما، كانت تشنغ بينغ معلمة في مدرسة ابتدائية تابعة لإدارة قرية تشايتسي في بلدة بوتشو. بالتعاون مع القرويين، سجلت تشنغ بينغ 22 جمعية تعاونية متخصصة في قرية تشايتسي لخدمة الفلاحين المحليين.

التعاونيات منظمات جماهيرية شائعة في المناطق الريفية الصينية. في أوائل سنة 1998، فتحت تشنغ بينغ "مركز تشايتسي للتكنولوجيا"؛ أول متجر للمنتجات الزراعية في قرية تشايتسي. تطور هذا المتجر الصغير إلى سلسلة متاجر للمنتجات الزراعية. قالت تشنغ بينغ: "في البداية، لاحظت أن الفلاحين يشترون الأسمدة والمبيدات الزراعية على غير هدى، فلا يعرفون بالضبط الأنواع التي يحتاجون إليها ولا كمياتها. ولمعالجة هذه المشكلة دعوت بعض خبراء الزراعة لتقديم التدريب التقني للفلاحين. في ديسمبر عام 1998، دعوت أساتذة من جامعة الشمال الغربي للزراعة ومعهد يونتشنغ للزراعة لإلقاء محاضرات على الفلاحين. خططنا لحضور ثمانين فلاحا، ولكننا فوجئنا بحضور أكثر من أربعمائة قروي. زادت حماستي لتنظيم مزيد من المحاضرات في القرية، حتى تحولت إلى مدرسة تقنية رسمية للفلاحين حاليا."

في سنة 2001، نظمت السيدة تشنغ فرقة لرقصة يانغقه من بعض نساء القرية. ترقص الفرقة في مدخل القرية كل يوم. بعد شهر واحد من تأسيسها، اشترك 70% من نسوة القرية في الفرقة. في سنة 2004، أنشأت السيدة تشنغ جمعية هونغنيانغتسي التعاونية للحرف اليدوية، مثل الورق المقصوص والتطريز.

قالت تشنغ بينغ: "من خلال هذه الجمعيات التعاونية، يقدم اتحاد النساء والإدارة الزراعية وإدارة الشؤون الثقافية لمدينة يونغجي دعما ماليا وسياسيا وفنيا لتنمية المجتمع الريفي."

في سنة 2003، بدأ بعض رجال القرية الانضمام إلى فرقة السيدة تشنغ، للمشاركة في النشاطات الثقافية والترفيهية من جهة، وتبادل الخبرات والتعاون في مجال زراعة أشجار الفواكه والغابات من جهة أخرى. في سنة 2005، تم إنشاء الجمعية التعاونية للزراعة العضوية ومشروع "مزرعة الشباب" في القرية.

قالت تشنغ بينغ: "في يونيو 2004، سجلنا "جمعية الفلاحين لبلدة بوتشو" في إدارة الشؤون المدنية لمدينة يونغجي. وفي أكتوبر 2006، أصدرت الصين "قانون الجمعيات التعاونية المتخصصة للفلاحين"، وتغير اسم الجمعية إلى "جمعية منتجات الفواكه لبلدة بوتشو"، ثم سجلنا عددا كبيرا من الجمعيات التعاونية المتخصصة حسب "قانون الجمعيات التعاونية المتخصصة للفلاحين". يمكن القول، إن منظمتنا قد تحولت من منظمة للنشاطات الثقافية إلى جمعية للفلاحين شاملة ومتعددة الخدمات، بما فيها التعاون الاقتصادي والخدمات العامة."

في ديسمبر 2008، وضعت تشنغ بينغ مع القرويين خطة تنمية مدتها عشر سنوات تتضمن: دعم تنمية المجتمع الريفي، الارتقاء بالنشاطات النسائية من مستوى الترفيه الصحي إلى النشاطات الثقافية التي تركز على تعليم الأسرة، إقامة مركز للخدمات الصحية للمسنين.

أشارت تشنغ بينغ إلى أن كثيرا من مسؤولي الجمعيات التعاونية من أنحاء البلاد جاءوا في السنوات الأخيرة إلى قرية تشايتسي لتبادل الآراء والإطلاع على تجربتها. لم يكن بعضهم يفهم السبب في كثرة المشروعات العامة لجمعية السيدة تشنغ، اعتقادا منهم بأن الخدمات العامة ليست مسؤولية الجمعيات التعاونية. قالت السيدة تشنغ: "أعتقد أنهم يهتمون بدور المال في المناطق الريفية بشكل مفرط. حسب تجاربنا خلال عشرة أعوام، فإن مجرد التعاون الاقتصادي الداخلية المعقدة التي شكلت في المناطق الريفية الصينية منذ سنوات، ربما يتأثر بالعلاقات مما يقيد أفق واستقرار التنمية." وقالت إنها وضعت خطة للتنمية الشاملة مع القرويين تقوم على الجمع بين الخدمات العامة والتعاون الاقتصادي، وتحفيز ودمج موارد المناطق الريفية الداخلية لتحقيق التنمية المستدامة في الجمعيات التعاونية. كما أن مشروعات الخدمات العامة تعزز مفهوم الخدمة عند المسنين والنساء والأطفال في المجتمع، وتطبيق هذا المفهوم عمليا يساعد في الإنتاج وفي تنمية المجتمع.

قالت تشنغ بينغ: "تحطط في السنة الجارية تصنيف مشروعات المجتمع الريفي إلى ثلاثة أنواع هي: مشروعات الخدمات العامة، مشروعات التعاون الاقتصادي القليلة الربح، ومشروعات التعاون الاقتصادي المربحة. وينبغي على الأخيرة، مثل المتاجر المسلسلة للسلع الزراعية وجمعيات الزراعة العضوية ومراكز النقل البري، ينبغي أن تقدم للتجمع الريفي 30% من الأرباح لتغطية نفقاته اليومية."

عمر الفرد من مسؤولي التعاونيات الريفية حاليا خمسون سنة تقريبا، وبعد إتمام خطة التنمية لعشرة أعوام، سيكون الشباب العمود الفقري لتنمية هذه الجمعيات في السنوات المقبلة. في سنة 2005، بدأت تشنغ بينغ في توظيف خمسين خريجا من الجامعات والمعاهد الزراعية كموظفي التعاونية.

بعد سنوات عديدة من الجهود، ترى تشنغ أن الأعمال الريفية لا بد أن تركز على خدمة الفلاحين من أجل تحفيز مبادراتهم. ومن الأفضل أن يوضع الإنسان، وليس المال، في المقام الأول.