زيادة الإنتاج بالتكنولوجيا

سرد: دوان رانغ تشيوان تسجيل: لي قوه ون

يبلغ عدد سكان محافظة تونغوي، الواقعة في وسط مقاطعة قانسو، أكثر من أربعمائة وخمسين ألف نسمة، من بينهم أربعمائة ألف فلاح. متوسط نصيب الفرد من الأرض الزراعية في تونغوي 7ر5 مو (الهكتار يساوي 15 مو)، ومع ذلك ظلت المحافظة تعاني من نقص في الحبوب الغذائية في السنوات الماضية. هذه حالة غير معقولة بالمقارنة مع مناطق جنوبي وشرقي الصين، مثل جيانغشي التي تعتبر مقاطعة كبيرة في إنتاج الحبوب ومعدل نصيب الفرد من الأراضي الزراعية لها لا يزيد عن مو واحد. ولكن إذا قمت بجولة بين جبال تونغوي يمكن أن تعرف صعوباتها.

تقع تونغوي في منخفض بمنطقة جبلية في هضبة اللوس (التراب الأصفر)، المتوسط السنوي لكمية المطر فيها 380 مليمترا، بينما تتجاوز كمية التبخر السنوي 1500 مليمتر. تعاني المحافظة من فقر شديد في المياه، ولهذا فإن 97% من أرضها قاحلة ويمكن ري 3% فقط منها. الأخاديد المتقاطعة الجافة وقلة الغطاء النباتي على الجبال خير دليل على عطش هذه الأرض.

بعد تخرجي في المعهد الزراعي بمحافظة لينتاو في مقاطعة قانسو في يوليو سنة 1983، التحقت بمحطة التكنولوجيا الزراعية بمحافظة تونغوي، في وقت كانت الصين تطبق فيه نظام مسؤولية المقاولة العائلية المرتبطة بالإنتاج في الريف. رغم أن مقاولة الفلاحين للحقول زادت حماستهم لزراعة الحبوب، فإن إنتاج المو من القمح في العروة الواحدة لم يصل إلى مائة كيلوغرام في هذه المحافظة، فكان أبناؤها لا يجدون غذاء كافيا وينتظرون العون من الحكومة إذا حدث الضغط.

في الفترة من أغسطس سنة 1990 إلى نوفمبر سنة 1998، شغلت منصب نائب رئيس ناحية جيتشوان ثم نائب رئيس بلدة بينغشينغ، حيث كنت مشرفا على تعميم التقنيات الزراعية. أدركت أن سبب قلة إنتاج القمح هو عدم القيام بإصلاح تقني جوهري، مما أدى إلى هجرة الشباب من أبناء المحافظة إلى جنوبي الصين سعيا وراء الرزق. كانت محافظة تونغوي، وهي من المحافظات الفقيرة على مستوى الدولة، تعيش على تصدير الأيدي العاملة.

حكومة تونغوي، المحافظة التي تفتقر إلى الأساس الصناعي وتعاني من الطقس الجاف على مدار السنة، شرعت تبحث عن سبيل لزيادة الإنتاج الزراعي باستخدام التكنولوجيا. في سنة 1998، عُينت رئيسا لمركز التكنولوجيا الزراعية بمحافظة تونغوي، فحرصت على إدخال أصناف ممتازة من الحبوب وتعميم تكنولوجيا رش السماد المناسب للأرض الجافة، لكن النتائج لم تكن ملموسة.

درس المتخصصون في معهد التكنولوجيا الزراعية بمقاطعة قانسو وفي محافظة يويتشونغ من سنة 2003 إلى سنة 2004 خصائص محاصيل مقاطعة قانسو، وابتكروا تقنية زراعية جديدة تم تعميمها في محافظة تونغوي في سنة 2005، ابتداء بزراعة الذرة تجريبيا.

من خلال الزراعة التجريبية للذرة بهذه التقنية، تم رصد أربع فوائد لها: أولا، الاحتفاظ بالمياه في التربة باستخدام أغشية بلاستيكية. ثانيا، رفع درجة حرارة التربة من خلال زراعة البذور في الأتلام المقاومة الصقيع. ثالثا، جمع مياه المطر. رابعا، مقاومة الأعشاب الضارة والآفات الحشرية. وقد حققت حقول الذرة التي زرعت بهذه التقنية حصادا وافرا.

بعد نجاح تجربة زراعة الذرة بالتقنية الجديدة، تم تعميمها بين كبار المزارعين في سنة 2006، وأقيمت منطقة زراعية نموذجية مساحتها 3ر17 ألف مو، بلغ متوسط إنتاج كل مو فيها ستمائة كيلوغرام من الذرة. ساعدت المنطقة النموذجية في نشر معلومات التقنية الجديدة بين الفلاحين وساهمت في تطوير هذه التقنية الزراعية.

استفادة من كثرة الأمطار نسبيا في فصل الخريف تبخر، فقمنا بتغطية التربة في هذا الفصل حتى فصل الشتاء لتجنب بخر الماء في فصل الشتاء الجاف. حقق هذا الأسلوب نتائج طيبة وفعالة في مكافحة الجفاف وزيادة الإنتاج.

قام المتخصصون في الزراعة بتجارب عديدة ونجحوا في استخدام هذه التقنية لزراعة الثوم والطماطم وغيرهما من المحاصيل، مستخدمين الأغشية البلاستيكية السوداء المناسبة لزيادة درجة حرارة التربة ومن ثم إعاقة نمو الأعشاب الضارة.

في السنوات التالية، شجعت المحافظة على استخدام هذه التكنولوجيا، فزادت مساحة الحقول التي تستخدمها من 145 ألف مو في سنة 2007 إلى 560 ألف مو في سنة 2009، ثم مليون مو في سنة 2011. من خلال نشر التكنولوجيا الزراعية الحديثة والمناسبة وزراعة الذرة العالية الإنتاج والجودة، استطاعت محافظة تونغوي تعديل هيكل محاصيلها الزراعية.

حصلت محافظة تونغوي على لقب "المحافظة المتفوقة في إنتاج الحبوب على مستوى الدولة" في سنة 2011.

تبلغ مساحة حقول الذرة في محافظة تونغوي مليون مو، والطماطم 400 ألف مو، والقمح 300 ألف مو، والفواكه والخضراوات والمحاصيل الزيتية غير الحبوب والذرة 300 ألف مو باستخدام هذه التقنية. دفعت وفرة الحبوب تطور قطاع تربية الماشية في المحافظة.

أدى تطور قطاع تربية الماشية، الذي تحقق بفضل وفرة الحبوب، إلى إثراء الفلاحين المحليين. في سنة 2006، توقف المزارع وانغ قاي شنغ، وكان عمره إحدى وأربعين سنة، عن العمل خارج موطنه في قرية شياوتشوانغ ببلدة تشانغخه، وبدأ يزرع الذرة مع زوجته في حقل مساحته 35 مو. الآن يزرع الذرة في مساحة 55 مو ويربي 30 رأس بقر. يصنع السيد وانغ علف ماشيته من أعواد الذرة التي يشتريها في قريته، ويستخدم روث ماشيته كسماد عضوي للذرة.

يبلغ العائد السنوي لأسرة وانغ من زراعة الذرة ألف يوان (الدولار الأمريكي يساوي 3ر6 يوانات) لكل مو، كما يربح من كل عجل بعد تربية تسعة أو عشرة أشهر 1500 يوان. يعتزم السيد وانغ زيادة حجم نشاطه الاقتصادي في الزراعة وتربية الماشية خلال السنتين القادمتين. انخرط وانغ قاي شنغ في الزراعة وتربية الماشية، وأسس نموذجا لتحقيق الثراء في قريته.