كربون أقل في نانتشانغ

تانغ شو بياو / ليو يوي منيغ / كانغ نينغ

تحديات ثلاثة تواجها مدينة نانتشانغ، حاضرة مقاطعة جيانغشي في شرقي الصين. هذه التحديات هي الطاقة وحماية البيئة والتنمية الثانية. وقد قال ليو هوا، كبير المهندسين في لجنة التنمية والإصلاح بمدينة نانتشانغ: "علينا أن نبحث عن نمط جديد للتنمية للتغلب على تلك التحديات.".

في العاشر من أغسطس سنة 2010،  قررت لجنة الدولة للتنمية والإصلاح الصينية اتخاذ إجراءات تجريبية لتقليل الانبعاثات الكربونية في خمس مقاطعات وثماني مدن، منها نانتشانغ. دعت اللجنة إلى دراسة ووضع خطة تنمية منخفضة الكربون، وسرعة بناء نظام صناعي يتسم بانخفاض الانبعاثات الكربونية، والسعي إلى نمط المعيشة والاستهلاك الأخضر والمنخفض الكربون، وتقديم مساهمات لمواجهة تغير المناخ.

بعد سنتين من الأعمال التجريبية لتقليل الانبعاثات الكربونية في نانتشانغ، قام ليو هوا بمراجعة كاملة لوضع تنمية نانتشنغ كمدينة منخفضة الكربون.

التحديات الثلاثة

في ظل نمط التنمية الجديد الذي تنتهجه الصين، انضمت نانتشانغ إلى ركب الأعمال التجريبية لتقليل الانبعاثات الكربونية.

تحقق نانتشانغ، منذ سنة 2010، إنجازات كبيرة في مجال التصنيع والتحول الحضري. ولكن برغم أن المعدل السنوي لنمو اقتصادها الكلي بلغ 14%، لا تزال نانتشانغ من المدن الأقل تطورا اقتصاديا في الصين. قال ليو هوا إن الحكومة الصينية اختارت نانتشانغ  كمدينة تجريبية لتقليل الانبعاثات الكربونية في إطار جهودها لتعديل نمط التنمية للمدن الأقل تطورا لتواكب سرعة تنميتها العالية. وأوضح السيد ليو أن نانتشانغ تواجه تحديات كثيرة في مجال التنمية وتحتاج إلى البحث عن نمط جديد للتنمية للتغلب على تلك التحديات.

الطاقة هي التحدي الأول. برغم أن نانتشانغ لم تواجه من قبل نقصاً في الطاقة ولم تضطر إلى "تقنين" استخدام الطاقة، غير أن احتياطي الفحم والبترول فيها ليس كثيرا. ومع زيادة سرعة التنمية سيصبح نقص الطاقة مشكلة تزداد يوماً بعد يوم.

 حماية البيئة هي التحدي الثاني. فنسبة الغطاء الأخضر لمدينة نانتشانغ 42% من مساحتها، كما أن المسطحات المائية تبلغ ثلث مساحة المدينة، التي تصل إلى 7402 كيلومتر مربع، وتبلغ نسبة جودة هواء نانتشانغ أكثر من 90%. الحافظ على هذه البيئة الممتازة أثناء التطوير الصناعي بسرعة عالية، تحد لا يمكن أن يتجاهله أي فرد من أبناء نانتشانغ.

التنمية الثانية هي التحدي الثالث، نانتشانغ تنتهج منذ فترة طويلة سياسة "الانفتاح الكبير"، وسوف تواصل المدينة انفتاحها، مع استكمال السياسات التي تواكب التغيرات العالمية، حتى تنال احترام العالم، برغم اقتصادها الأقل نموا. وقد حققت إنجازا كبيرا في التنمية، ولكن ناتجها المحلي ما زال أقل مما لمعظم المدن الصينية الأخرى، ولا يمكنها أن تلحق بها إلا بتحويل نمط التنمية وتحقيق نقلة فيها. 

الهدف الأعلى

كمية انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لكل وحدة من الناتج المحلي الإجمالي في نانتشانغ أقل من المعدل الوطني، وبرغم ذلك لا تتوانى نانتشانغ في جهودها لخفض الانبعاثات. قال ليو هوا إن الحكومة الصينية أعلنت أمام العالم في نوفمبر عام 2009، أن تقلل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لكل وحدة من الناتج المحلي الإجمالي الصيني 40% إلى 45% بحلول سنة 2020، مقارنة بعام 2005، أما نانتشانغ فحددت النسبة بين 45% و48%.

لتحقيق هذا الهدف العظيم، تركز نانتشانغ في تنميتها على دعم تطوير الصناعة الخضراء المنخفضة الكربون، من حيث تنسيق الهيكل الصناعي وتشديد الشروط الصناعية، وزيادة الدعم والمساندة لصناعات الطاقة الجديدة والإضاءة الخضراء، والأدوية الأحيائية، والمواد الجديدة، والطيران، والخدمات الحديثة، بالتوازي مع كبح الصناعات الكثيفة التلويث والشديدة الاستهلاك للطاقة.

قال ليو هوا :"درست حكومة نانتشانغ إمكانية تحقيق هذا الهدف، وتأكدت أن تقليل الانبعاثات الكرونية لن يعرقل أو يبطئ سرعة تطور نانتشانغ الحالية." 

ثمار ملموسة

تضع نانتشانغ أعمال تقليل الانبعاثات الكربونية في موضع "مرئي وملموس"، مراعية في ذلك رأي ومشاعر أهل المدينة في الأعمال التجريبية لتقليل الانبعاثات.

خلال الفترة القليلة الماضية، بلغ عدد المركبات الحكومية والسيارات العامة التي تعمل بالطاقة الجديدة، خمسمائة مركبة، وسيتضاعف العدد في نهاية السنة الجارية. وتم تعميم استخدام الإضاءة LED خلال السنتين الماضيتين، في أنحاء المدينة، بما في ذلك الطريق الرئيسي لمطار نانتشانغ، والطرق السريعة بالمدينة. حاليا، يبلغ عدد مصابيح الإضاءة الخضراء على طرق نانتشانغ، أكثر من ألف مصباح.

تسعى المدينة أيضا إلى تعميم البنايات المنخفضة الانبعاثات الكربونية، ومنها بنايات في حي هونغخهتان تتجاوز مواصفاتها القياسية المعيار الوطني، مما جعل نانتشانغ تحصل على لقب "مدينة بنايات موارد الطاقة المتجددة" على المستوى الوطني.

تبذل نانتشانغ جهودا كبيرة لدعم بناء مشروع "بلدة الغابات ومدينة الحدائق"، فتم تشجير الطرق الرئيسية وضفاف الأنهار والقنوات ومركز المدينة والقرى التابعة لها بكميات كبيرة من الأشجار، لكي تصبح مدينة غابية على  المستوى الوطني.

قال ليو هوا: "أعمال تقليل الانبعاثات ضرورة لتحقيق فوائد ملموسة للناس. بهذه الطريقة، ننال دعم وتأييد المواطنين من أعماق قلوبهم."  

على الطريق الدولي

تهتم نانتشانغ بالتعاون الدولي في تطوير أعمالها لتقليل الانبعاثات الكربونية، حيث ترتبط بعلاقات وثيقة مع بعض المنظمات الدولية، مثل الصندوق العالمي للطبيعة و"مجموعة المناخ"، وتتبادل الخبرات مع الدول الأخرى، بما فيها النمسا وبريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية.

تبادلات نانتشانغ مع النمسا أقوى منها مع الدول الأخرى في هذا الصدد. في سنة 2010، وقعت حكومة نانتشانغ مع وزارة تكنولوجيا المواصلات النمساوية "مذكرة تفاهم للتعاون في التنمية المنخفضة الكربون"، بهدف إقامة تعاون كامل وشامل ومستدام بينهما. تقوم المدينة حاليا بإعداد "خطة التنمية المنخفضة الكربون لنانتشانغ" بالتعاون مع النمسا، وبعض المشروعات في طور التنفيذ. وبالتالي، ستتعاون نانتشانغ تعاونا عميقا مع المدن الأخرى داخل الصين وخارجها في تنمية منخفضة الكربون.

كان "المؤتمر العالمي للبيئة الايكولوجية القليلة الكربون" بطاقة المرور الدولية لنانتشانغ. يقام هذا المؤتمر كل سنتين في مدينة نانتشانغ بالتعاون بين ثماني وزارات صينية وحكومة مقاطعة جيانغشي.

بعد مضي سنتين على بدء نانتشانغ في تنفيذ الأعمال التجريبية لتقليل الانبعاثات الكروبونية، ما زالت أعمال كثيرة في بداية الطريق ومازال المجال واسعا لتقليل الانبعاثات، وترحب نانتشانغ بالتعاون الشامل مع مختلف الأطراف من داخل البلاد وخارجها لتقطف معها ثمارا أكثر في تقليل الانبعاثات الكربونية.