صناديق البضاعة التشاركية تقود التسوق الأخضر


في السنوات الأخيرة، أصبح التسوق الإلكتروني وسيلة الشراء الرئيسية لعدد متزايد من الصينيين، إذ يمكنهم الحصول على ما يشاءون من البضائع من أنحاء العالم وهم جالسون في بيوتهم. وقد تحول يوم 11/11 من يوم عادي إلى مهرجان للتسوق في الصين، لا يقل حجم الشراء خلاله عما في يوم الجمعة السوداء في الولايات المتحدة الأمريكية.

مجموعة كبيرة من المشترين الذين يبرمون صفقات تسوقهم في يوم 11/11 ينتظرون بضائعهم بفارغ الصبر. السيدة هوانغ، من مدينة هانغتشو بمقاطعة تشجيانغ، استعدت لوصول بضاعتها بعدد من المقصات ذات الأحجام المختلفة لفتح صناديق البضاعة، ولكن عندما وصل موظف شركة خدمات البريد السريع إلى بيتها، لم تر السيدة هوانغ صناديق البضاعة المألوفة، وإنما صناديق بلاستيكية صفراء فتحها الموظف بسهولة وأخرج منها البضاعة، قبل أن يطويها مرة أخرى. أوضح الموظف أن هذه الصناديق منتج جديد لهذه السنة لنقل البضاعة، وهي صناديق تشاركية تعفي المشترين من عناء معالجة صناديق البضاعة الورقية العادية.

عضو جديد في أسرة الاقتصاد التشاركي

مع الاهتمام المتزايد بالاقتصاد التشاركي وتأثيره القوي في حياة الناس، في السنوات الأخيرة، تبزغ أشياء جديدة تقدم تسهيلات كبيرة لحياة الناس وتلقى تقديرا عاليا، ومنها الدراجة التشاركية والسيارة التشاركية والمظلة التشاركية. وتعد صناديق البضاعة التشاركية عضوا جديدا في أسرة الاقتصاد التشاركي. توضع بضائع مختلفة للزبائن في نفس الصناديق البلاستيكية، وبعد أن يسلّم موظف شركة خدمات البريد السريع البضائع إلى الزبائن يطوي الصناديق لاستخدامها مرة أخرى. تتميز هذه الصناديق بأنها مصنوعة من المواد الجديدة والخفيفة والصديقة للبيئة والقوية ومتكررة الاستخدام. يمكن تقسيم الصناديق المتداولة في السوق إلى نوعين، هما الصناديق ذات الحجم القياسي والصناديق القابلة للطي. ثمة رقم مسلسل خاص لكل بضاعة يلصق على جانبي الصندوق.

شركة سونينغ هي أول شركة طرحت فكرة استخدام صناديق البضاعة التشاركية. في حملة للترويج التجاري في إبريل عام 2017، استخدمت عشرة آلاف صندوق بضاعة تشاركي. وفي حملتها التالية للترويج التجاري في أغسطس، زاد عدد الصناديق من هذا النوع إلى خمسين ألفا، استخدمت في بكين وشانغهاي وقوانغتشو ونانجينغ وشنتشن وهانغتشو وووهان. وفقا لبيانات شركة سونينغ، بحلول أكتوبر عام 2017، حلت صناديق البضاعة التشاركية، محل الصناديق المصنوعة من الورق المقوى، التي كانت الشركة تستخدم كميات كبيرة منها بلغ عددها 5ر6 ملايين صندوق. قبل مهرجان 11/11 للتسوق عام 2017، طرحت سونينغ "خطة صندوق البضاعة التشاركي" مرة أخرى، ودعت إلى زيادة استخدامها، فرحبت شركات كثيرة بالمشاركة في هذه الخطة. في فترة مهرجان 11/11 للتسوق عام 2017، وصل عدد صناديق البضاعة التشاركية إلى نحو مائتي ألف صندوق، استخدمت في ثلاث عشرة مدينة صينية. حاليا، تُشحن داخل هذا النوع من الصناديق التشاركية المنتجات الإلكترونية والبضائع الاستهلاكية السريعة والبضائع القابلة للكسر.

تجربة جديدة للتسوق الأخضر

السيد شن، الذي يعيش في مدينة تشنغتشو بمقاطعة خنان في وسط الصين، من عشاق التسوق الإلكتروني. كلما تأتيه بضاعة، يمزق الصناديق الورقية بعد أن يأخذ بضاعته، فتراكم حوله عدد كبير من الصناديق الممزقة المستعملة، لا مكان لها في بيته ولا يعرف كيف يعالجها، كما أن التخلص منها في كل مرة يعد إسرافا وتبديدا.

السيد شن واحد من آلاف المستهلكين الصينيين الذين لا يعرفون كيفية معالجة صناديق البضاعة المستعملة. شهدت خدمات البريد السريع في الصين تطورا مطردا في السنوات الماضية، إذ بلغ عدد البضائع التي تم تداولها بالبريد السريع 3ر31 مليار قطعة عام 2016، وبلغ وزن صناديق البضاعة الورقية 46 مليون طن، ما يعادل 72 مليون شجرة. ونسبة كبيرة، بلغت 6ر55%، من المستهلكين يتركون صناديق البضاعة بعد أخذ بضاعتهم. ونسبة إعادة تدوير الصناديق الورقية والبلاستيك أقل من 10% ونسبة إعادة تدوير ورق التغليف تقل عن 20%. كثير من صناديق البضاعة مصيرها إلى صناديق المخلفات.

لتحسين وضع إعادة تدوير صناديق البضاعة المستخدمة في الشحن بالبريد السريع، أطلقت المصلحة الوطنية للبريد "مشروع دفع تنفيذ أعمال التغليف الأخضر في خدمات البريد السريع" في أغسطس عام 2016، بهدف تحقيق التغليف الأخضر للبضائع ورفع نسبة إعادة تدوير صناديق البضاعة وخفض حجم الصناديق الورقية وتخفيف تلوث البيئة. من أجل دفع خطة التغليف الأخضر، أدرجت شركة سونينغ في بكين نسبة إعادة تدوير صناديق البضائع ضمن معايير تقييم أداء موظفيها. فضلا عن ذلك، قدمت الشركة مكافأة للمستهلك الذي يعيد صناديق البضاعة إلى موظف الشحن.

بالإضافة إلى سونينغ، بدأت شركات التسويق الأخرى تهتم بالتسوق الأخضر. في نوفمبر عام 2017، بدأت شركة جينغدونغ استخدام الأكياس القابلة لإعادة التدوير. يقوم موظف الشحن بإخراج البضاعة من الكيس وتسليمها للعميل ويعود بالكيس لاستخدامه مرة أخرى. كما فتحت شركة تساينياو للخدمات اللوجستية التابعة لمجموعة علي بابا خدمة إعادة تدوير صناديق البضاعة في بكين وشانغهاي وقوانغتشو، وفي بعض الجامعات. يمكن للزبائن أن يتركوا الصناديق في مكانها بعد أن يأخذوا بضاعتهم.

فكرة جديدة للتسوق الآمن

كانت صناديق البضاعة التشاركية نقطة متألقة في مهرجان 11/11 للتسوق في عام 2017، جذبت اهتمام كثير من المستهلكين بسبب تميزها، مع أن بعضهم ساوره القلق بشأن مسائل أخرى، وفي مقدمتها تكلفة الصناديق وسلامة البضاعة.

تكلفة الصندوق الورقي العادي بضعة يوانات، بينما تصل تكلفة صندوق البضاعة التشاركي إلى خمسة وعشرين يوانا (الدولار الأمريكي يساوي 6ر6 يوانات). وبرغم ارتفاع سعر الورق في الفترة الأخيرة، مازال سعر الصندوق الورقي أقل من سعر الصندوق البلاستيكي التشاركي. إذا اشترى المستهلك البضاعة بسعر رخيص، فهل يرغب في استخدام صناديق البضاعة التشاركية؟ علاوة عن ذلك، وزن الصندوق الورقي أقل من الصندوق التشاركي، فمن يدفع تكلفة نقل الوزن الزائد؟

بالنسبة لسلامة البضاعة وأمان معلومات العميل، فإن البضاعة، وخاصة البضائع القابلةى للكسر التي تشحن في الصناديق الورقية تغلف بأكثر من طبقة من الورق البلاستيكي السميك أحيانا، من أجل الحفاظ على شكلها الكامل، وسلامة البضاعة الغالية مثل الهواتف النقالة وأجهزة الكمبيوتر، وأيضا من أجل الحفاظ على أمن المعلومات الشخصية للعميل. فكيف يمكن لشركة خدمات البريد السريع أن تحافظ على أمن معلومات العميل وسلامة بضاعته أثناء النقل في حالة استخدام صناديق البضاعة التشاركية؟

فضلا عن ذلك، يهتم المستهلكون بأمور، مثل نظافة صناديق البضاعة وعملية استخدامها. أجاب أحد الموظفين من شركة سونينغ حول هذه الأسئلة، فقال إن صندوق البضاعة التشاركي، برغم ارتفاع سعره قليلا، يمكن استخدامه أكثر من مرة. فإذا كان سعر الصندوق التشاركي الواحد خمسة وعشرين يوانا ويمكن استخدامه ألف مرة، فإن تكلفته الفعلية لكل مرة 025ر0 يوان، وهي تكلفة أقل كثيرا من تكلفة الصندوق الورقي. كما أن الصندوق التشاركي يمكن أغلاقه بإحكام دون الحاجة إلى الشريط اللاصق. مواد الصناديق التشاركية مقاومة للماء وأفضل من صناديق البضاعة الورقية العادية. تقوم شركة سونينغ بابتكار صناديق بضاعة تشاركية بأحجام وأشكال مختلفة للحفاظ على أمن معلومات البائع والمشتري.

مع تطور الاقتصاد التشاركي، بزغت صناديق البضاعة التشاركية في عام 2017، مع اهتمام مزيد من المستهلكين بحماية البيئة أثناء عملية التسوق. وبالجهود المشتركة من الحكومة والشركات والمستهلكين، ستقود صناديق البضاعة التشاركية اتجاه التسوق الأخضر الجديد.