نظام المسؤولين عن تلوث الأنهار يأتي بماء صاف


ذهبنا من مدينة نانتشانغ إلى محافظة جينغآن بمدينة ييتشون، المحاطة بنهر مياهه صافية نقية. كان الهدف من زيارتنا هو الوقوف على طرق معالجة التلوث والسيطرة عليه في المحافظة.

نظام المسؤولين عن تلوث الأنهار

في يناير عام 2015، أُدْرِجَت محافظة جينغآن في الدفعة الأولى للمحافظات التجريبية لابتكار النظم والآليات في إدارة وحماية الأنهار والبحيرات على المستوى الوطني، على أن تستمر فترة التجربة ثلاث سنوات.

نهر بيلياو، الذي يجاور حاضرة محافظة جينغآن يدخل ضمن هذا العمل التجريبي. ونحن نتجول في قارب بهذا النهر، رأينا مياهه صافية نقية، ونفرا من الناس يصطادون الأسماك ويغسلون الخضراوات. كان بجانبنا، على متن القارب، وانغ تشي مينغ رئيس قرية خبي ومفتش النهر في بلدة شوانغشي لمحافظة جينغآن، يغني وينظف مياه النهر مما علق بها من شوائب. قال السيد وانغ: "كان لون ماء النهر أحمر، وتطفو على سطحه كثير من القمامة البيضاء عندما يأتي الفيضان. حاليا، يكون لون ماء النهر أصفر خفيفا عندما يأتي الفيضان الكبير، ولم تعد القمامة البيضاء تظهر."

بعد إدراجها في الدفعة الأولى للمحافظات التجريبية لابتكار النظم والآليات في إدارة وحماية الأنهار والبحيرات على المستوى الوطني، صاغت محافظة جينغآن خطة تنفيذية بسرعة، وبعد الموافقة عليها في السابع عشر من أغسطس عام 2015، انعقد اجتماع التعبئة لتشغيل نظام المسؤولين عن تلوث الأنهار في المحافظة على مختلف المستويات، وبدأ تشغيل نظام المسؤولين عن تلوث الأنهار. قال تسنغ جيان بينغ، نائب رئيس محافظة جينغآن والمسؤول عن تلوث الأنهار على مستوى المحافظة: "في محافظتنا 63 نهرا يبلغ طول كل منها أكثر من كيلومترين. في السابق، كان سبب التلوث هو قيام المصانع والأفراد بصرف الملوثات في الأنهار." وأضاف: "إدارة الأنهار تتعلق بعناصر مختلفة على ضفافها، الأهم أن نظام المسؤولين عن تلوث الأنهار يحدد مسؤولية الحكومة والحزب الشيوعي الصيني ككيان رئيسي لإدارة وحماية الأنهار. من أجل معالجة تلوث النهر الأم، ننفذ ثلاثة مشروعات. أولا، نمنع دخول الماء الملوث إلى الأنهار، من خلال نظام لمعالجة مياه الصرف الصحي، وتطوير الزراعة العضوية، وتعميم استخدام المبيدات البيولوجية والأسمدة البيولوجية، وبجانب ذلك، محافظتنا محافظة نموذجية للصناعة المنخفض الكربون والصناعة الخضراء؛ ثانيا، تنقية الهواء من الغبار، لم نقم بزيادة حجم استخراج الفحم والمعادن في العامين الأخيرين، بل وأغلقنا أربعة مناجم سببت تآكل التربة؛ ثالثا، نقوم بتصنيف القمامة ونستخدمها بعد إعادة تدويرها."

وقال وانغ شي تشين، مدير مكتب لجنة إدارة وحماية الأنهار والبحيرات، مدير مصلحة شؤون المياه بمحافظة جينغآن، إن أول ندوة لنظام المسؤولين عن تلوث الأنهار في الصين، عقدت في جينغآن يومي 24 و25 أكتوبر عام 2016، وكان ذلك تقديرا لنظام المسؤولين عن تلوث الأنهار في جينغآن. وقد زار محافظتنا أكثر من 200 وفد من أنحاء الصين لدراسة هذا النظام. وأضاف: "لسنا أول محافظة تقوم بهذا النظام، لكننا حصلنا على تقدير من وزارة الري، بفضل الاستفادة من التخطيط الجيد العالي المستوى وتطبيق الإجراءات الفعالة وتحقيق نتائج طيبة وإبداع نمط قابل للتكرار. محافظتنا تختلف عن المناطق المتطورة، بيئتنا لم تتعرض لتخريب كبير، فنهتم بحمايتها ونقيم آلية الحماية طويلة الأجل."

منافسة لشغل عمل منظف النهر

على لوحة الإعلانات في محطة مراقبة الأنهار والبحيرات في بلدة شوانغشي، بجانب معلومات المسؤولين عن تلوث الأنهار، نرى معلومات حول الشروط التي يجب توفرها في من يريد شغل هذه الوظيفة، والمزايا التي يحصل عليها. يتمتع من يقوم بهذا العمل من جماهير الشعب بعدد من المزايا، ومنها ركوب الحافلات العامة ومشاهدة الأفلام والفحص البدني مجانا. قال وانغ شي تشين: "تشجيع جماهير الشعب على طلب هذه الوظيفة هو ارتقاء بنظام المسؤولين عن تلوث الأنهار. اعتبارا من يونيو عام 2017، أصبح من يقوم بهذا العمل مسؤولا عن جزء النهر أمام بيته، بينما تقوم الحكومة المحلية بإرشاده ودعمه في مجال السياسات، لكن لا توظفه. هناك كثير من الناس متحمسون للقيام بهذا العمل، ويتسابقون للحصول عليه حتى وإن كان جزء النهر الذي يتولون مسؤوليته طوله كيلو متر واحد في قريتهم."

مع تحسن جودة المياه، يزداد تدفق السياح إلى محافظة جينغآن، فقد بلغ عدد زوارها في عام 2016 ثمانية ملايين فرد/ مرة، وبلغ في النصف الأول من عام 2017 أكثر من خمسة ملايين فرد/ مرة. تجلب صناعة السياحة فوائد حقيقية للمحليين، لذلك يرغبون في المشاركة في إدارة وحماية الأنهار والبحيرات. قال وانغ تشي مينغ: " في البداية، عندما توليت منصب المسؤول عن تلوث الأنهار كانت القمامة تغطي سطح الأنهار وتتراكم على ضفافها. فقمت مع بعض الموظفين بتوعية أبناء القرية لأحثهم على المساعدة في تنظيف القمامة. كانوا غير متحمسين لهذا العمل لأسباب مختلفة، لكنهم الآن يبادرون إلى مساعدتنا ويتقدمون لطلب القيام بهذا العمل."

المعونة المالية الشهرية لمنظف النهر بضع مئات اليوانات (الدولار الأمريكي يساوي 5ر6 يوانات) فقط، ومسؤوليته هي تنظيف بضع كيلومترات من الأنهار مرتين على الأقل كل يوم. ولأن هذا العمل ليس سهلا، كان عدد قليل من الناس يتقدمون للقيام به في الماضي. حاليا، المنافسة شديدة بينهم للفوز بهذا العمل. قال وانغ شي تشين: " من جانب، أصبح عمل التنظيف أخف مما كان في السابق بفضل ارتفاع جودة المياه مع تنفيذ النظام؛ ومن جانب آخر، ارتفع وعي المواطنين بفضل أعمال الدعاية الحكومية."

العلوم والتكنولوجيا لحماية نظافة النهر

عندما يقوم وانغ تشي مينغ بجولات تفقدية في الأنهار، يصور حالتها في أحيان كثيرة بهاتفه النقال، ثم يرسل الصور إلى مجموعة دردشة لإدارة وحماية الأنهار والبحيرات في المحافظة ببرنامج التواصل الجماعي "ييشين"، حيث أن كل المسؤولين عن تلوث الأنهار أعضاء في هذه المجموعة. وإذا وجد مشكلة تلوث، يرسل الصور إلى المسؤولين على مختلف المستويات للتعامل معها.

قال وانغ تشي مينغ: "أمر على الأنهار في الساعة السابعة صباحا، وفي الساعة الثامنة أبدأ عملي في القرية، وبعد انتهاء عملي في الساعة السادسة مساء، أمر على الأنهار مرة أخرى. إذا وجدت مشكلة، أتصل أولا بالمنظفين لحلها. إن مجموعة الدردشة لبرنامج ييشين تلعب دورا هاما. المسؤولون عن تلوث الأنهار على مختلف المستويات يرسلون المعلومات في الوقت الحقيقي إلى مجموعة الدردشة، ليتعرف الأعضاء على حالة الأنهار في كل وقت."

بلدة شوانغشي لديها أجهزة مراقبة في تسع مناطق رئيسية، على سطح الأنهار والبحيرات والقنوات والمناطق الريفية، وتقوم بمراقبة الأنهار والوقاية من الفيضانات بكاميرات الفيديو. هكذا، يمكن للمسؤول عن تلوث الأنهار على مستوى البلدة معرفة حالة الأنهار مباشرة.

قال وانغ شي تشين: "بدأ خبراء البنك الدولي مشروعا لبناء مركز مراقبة وسيطرة للبيئة المائية في محافظتنا، باستثمار حوالي 50 مليون يوان، وقد أعجبهم نظام المسؤولين عن تلوث الأنهار كثيرا. ولا شك أن المشروع سوف يرتقي بمستوى مراقبة الأنهار كثيرا في المستقبل."

قال تسنغ جيان بينغ: "إنشاء مركز المراقبة والسيطرة للبيئة المائية يقدم دعما قويا لترقية نظام المسؤولين عن تلوث الأنهار. ستتم مراقبة الأنهار عبر وسائل التكنولوجيا العالية بدلا من التقارير الشفوية. وسوف تظهر نتائج تغيرات جودة المياه وحالة الضفاف وكمية المياه والبيئة المائية كاملا عن طريق التكنولوجيا العالية على نحو شامل."

حاليا، تصل نوعية المياه في محافظة جينغآن إلى مستوى الدرجة الثانية، أي أنها صالحة للشرب بعد المعالجة التقليدية، ولا يمكن أن تنخفض إلى الدرجة الثالثة إلا عند حدوث الفيضانات، وهي مناسبة للأسماك العادية والسباحة في الحالة الأخيرة.

من أجل تحسين البيئة المائية، تتعاون محافظة جينغآن مع مؤسسة استثمار الري لمقاطعة جيانغشي، وتخطط لاستثمار عشرة مليارات يوان لتحسين الحماية البيئية والإدارة الشاملة لحوض نهر بيلياو. ستصبح المياه في جينغآن أكثر نقاء، وستكون جينغآن أكثر جمالا في المستقبل.