تشو جينغ تحقق حلهما بالزراعة الخضراء


عندما يأتي المساء، يظهر مشهد رائع في قاعدة التربية التابعة لمزرعة لونغشين للمنتجات العضوية في مدينة فوتشو بمقاطعة جيانغشي، حيث يرفرف دجاج يتجاوز عدده المليون بأجنحته صوب أشجار الصنوبر في المزرعة. هذا العدد الهائل من الدجاج يتجول تحت أشجار الصنوبر نهارا، ويتخذ منها مرقدا في الليل، ويشرب من ماء بئر عميقة، ويأكل الكلأ والأوراق الإبرية للصنوبر والحبوب العضوية.

تغطي أشجار الصنوبر 15 ألف مو (الهكتار يساوي 15 مو)، في هذه المزرعة التي تديرها شركة لونغشين المحدودة للتربية البيئية بمدينة ووتشو، والتي أسستها الفتاة تشو جينغ.


العودة إلى الوطن من أجل الزراعة الخضراء

تشو جينغ، المولودة في عام 1990، كانت تدرس في جامعة بكندا، قبل عودتها إلى موطنها في مدينة ووتشو بمقاطعة جيانغشي لتأسيس مشروع تربية "الدجاج تحت الأشجار".

عن سبب عودتها إلى موطنها لتأسيس المشروع، قالت تشو جينغ: "عندما كنت أكمل دراستي في خارج الصين، صادفت كثيرا من الأجانب لديهم فكرة مسبقة عن جودة المنتجات الزراعية الصينية وسلامتها. أردت أن أصحح فكرتهم المسبقة من خلال عملي الواقعي في مجال الزراعة الخضراء."

تحلم تشو جينغ بتصدير كثير من المنتجات الزراعية العضوية الصينية إلى الدول الغربية المتطورة. قالت: "عدت إلى بلادي لأكافح من أجل تحقيق الحلم في شبابي. بلادنا تدعو إلى مشاركة الجماهير في ريادة الأعمال، وإلى انخراط الملايين من الناس في الابتكار، فحصلت على مساعدة كبيرة من حكومة المدينة لتأسيس مشروعي، ومنها أجهزة الزراعة والتحريج."

والد تشو جينغ رجل أعمال في مدينة ووتشو، ويدير شركة لزراعة الأدوية العشبية الصينية التقليدية والأشجار المختلفة. قدم لابنته دعما كبيرا في قرارها لتأسيس المشروع، حيث أعطاها قاعدة أشجار الصنوبر البالغة مساحتها 15 ألف مو لتربية الدجاج. بفضل الجهود لسنوات، أصبحت تشو جينغ "ملكة تربية الدجاج".

علامة تجارية يثق بها المستهلك

في غابة أشجار الصنوبر، يعبق النسيم برائحة أوراق الصنوبر الإبرية، ولا توجد أي رائحة كريهة في الغابة التي يعيش فيها مليون من الدجاج المتناثر فوق الجبال ويعيش حرا طليقا في بار أوكسجين طبيعي بين الجبال الخضراء والأنهار النقية.

قالت تشو جينغ إن شركتها تتعاون مع كلية العلوم البيولوجية بجامعة تشونغشان، في استخدام تقنية تخمير الأحياء المجهرية، حيث يتم نشر سرير التخمير المكون من نشارة الخشب وقشر الأرز ومادة البروبيوتيك وغيرها في كل خن للدجاج. ومن خلال نبش الدجاج فيه بلا انقطاع، تقلب فضلات الدجاج إلى قاع ووسط سرير التخمير، وتُنجز عملية التخمير كاملة خلال ساعتين فقط، فلا تظهر رائحة كريهة في الخن، وتسود فيه رائحة المواد المخمرة.

بالإضافة إلى ذلك، تتعاون تشو جينغ مع جامعة تشينغهوا ببكين وجامعة هواتشونغ للزراعة في مدينة ووهان بمقاطعة هوبي، وغيرهما من الجامعات المشهورة في الصين لتطبيق نمط التربية المتمثل في "زراعة الكلأ بين الأشجار، وتربية الدجاج تحت الأشجار، وتخمير فضلات الدجاج لتسميد الأشجار"، وتربية الدجاج باستخدام علف قويمو رقم 1 والزوان المعمر والفواكه والخضراوات العضوية والأرز العضوي ومياه الآبار العميقة، لتربية الدجاج العضوي المأمون للمستهلكين بماركة "لونغشين".

قالت تشو جينغ، إن شركتها حصلت في يوليو عام 2015 على وثيقة التصديق لتسويق الدجاج الحي في شانغهاي، ووقعت اتفاقية بيع مليون من الدجاج بماركة لونغشين بالتعاون مع جمعية شانغهاي التعاونية الخاصة للطيور ومجموعة شانغهاي للخضراوات، في سبتمبر عام 2015. حاليا، يباع الدجاج بماركة لونغشين في أكثر من عشرين مقاطعة ومدينة صينية. وفي عام 2016، أتمت الشركة تربية ثلاثة ملايين من الدجاج، قيمتها مائة مليون يوان (الدولار الأمريكي يساوي 5ر6 يوانات)، وأصبحت الشركة مؤسسة رائدة في تصنيع الزراعة في مقاطعة جيانغشي، وفازت بالجائزة الذهبية للدورة السابعة عشرة لمعرض الصين للأطعمة الخضراء.


مساعدة الفقراء على التخلص من الفقر

من أجل توسيع نطاق تربية الدجاج وحث الفلاحين الفقراء على تحقيق الرخاء، وتلبية لدعوة لجنة الحزب بمدينة فوتشو وحكومة مدينة فوتشو إلى تنفيذ سياسية "مساعدة الفقراء بشكل دقيق وهادف"، تتعاون مزرعة لونغشين للمنتجات العضوية مع ناحية سونغهو بحي لينتشوان في المدينة في تنظيم الفلاحين لتربية الدجاج.

تزود شركة تشو جينغ الفلاحين بفراخ الدجاج والأعلاف والأدوية البيطرية، وترسل الفنيين المتخصصين إلى أسر الفلاحين لإرشادهم في تربية الدجاج، وتشتري الدجاج حسب حجم ووزن ومدة تربية الدجاج، وتدفع ثمنه للفلاحين بعد أسبوع واحد من شرائه. قالت تشو جينغ إن الفلاحين الفقراء الذين يربون عددا كبيرة من الدجاج يكسبون سنويا من ثلاثين إلى أربعين ألف يوان، ومعظمهم من الأفراد الذين لا يستطيعون العمل خارج الناحية. تربية الدجاج لا تحتاج إلى أعمال جسمانية شاقة، ولا تتطلب استثمارا ماليا كبيرا، ومع ذلك تحقق دخلا يصل إلى عشرات الآلاف من اليوانات سنويا.

قال وو ينغ تشيوان مسؤول من مصلحة الزراعة بمدينة فوتشو، إن البنية التحتية في الأرياف ضعيفة، فيصعب على الحكومة وحدها أن تغير وضع الأرياف الفقيرة. بفضل تخطيط الحكومة الشامل وربطه بمشروعات الزراعة العضوية، يتم استخدام الأموال المخصصة للزراعة ولمساعدة الفقراء ولمرافق النقل وغيرها لاستثمارها في مشروع مكافحة الفقر من خلال التنمية، فأنجزت مشروعات مساعدة الفقراء بشكل جيد.

في عام 2017، وسّعت شركة لونغشين عدد ونطاق مساعدة الفلاحين الفقراء، وقد وقعت اتفاقية مع 323 أسرة ريفية، وساعدت أكثر من 1100 شخص من الفقراء حتى أغسطس عام 2017.