مقالة خاصة: الصين تكشف عن معالم سياستها الاقتصادية للفترة القادمة خلال منتدى دافوس

دافوس، سويسرا، 24 يناير 2018 (شينخوا) عرض ليو خه، المسئول الصيني البارز، اليوم (الأربعاء) التخطيط عالي المستوى لسياسة الصين الاقتصادية للسنوات القليلة المقبلة، وذلك خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.

وقال ليو، عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ومدير المكتب العام للمجموعة القيادية المركزية للشئون المالية والاقتصادية، "باختصار، هذه السياسة تتمحور حول ضرورة أساسية ومهمة رئيسية وثلاث معارك صعبة."

وتعهد ليو أيضا بان الصين ستنفتح بشكل أوسع على العالم.

ضرورة أساسية

خلال خطابه في المنتدى الاقتصادي العالمي، شدد ليو على ضرورة تحول الاقتصاد الصيني من مرحلة النمو السريع إلى مرحلة التنمية عالية الجودة.

وقال ان مثل هذا التحول يأتي في سياق صياغة الصين لسياسات الاقتصاد الكلي والسياسات الهيكلية والاصلاحية والاجتماعية في السنوات المقبلة.

وقال "معدل دخل الفرد في الصين يرتفع من مستوى 8 آلاف دولار حاليا إلى 10 الاف وأكثر. في هذه المرحلة من التنمية، تحتاج الصين إلى المزيد من التأكيد على التحسن الهيكلي بدلا من التوسع الكمي."

وفي الوقت الذي تشهد فيه الصين المزيد من الانفتاح على العالم الخارجي، فإن هذا التحول إلى نمط جديد من التنمية سيخلق فرصا ضخمة للعديد من الصناعات الجديدة.

وقال المسئول البارز "هذا يعني فرص أعمال ليس فقط في الصين ولكن أيضا في أنحاء العالم."

وأشار أيضا إلى بعض الفوائد الملموسة الموجودة بالفعل. حتى الآن، يتوسع الطلب الداخلي بشكل ثابت، كما يسهم الاستهلاك بنحو 58.8% بالمئة من النمو الاقتصادي، بارتفاع نحو 4% مقارنة بالمستوى الذي كان عليه منذ 5 سنوات.

كما ارتفعت القيمة المضافة في قطاع الخدمات بواقع 60% من اجمالي الناتج المحلي، بزيادة بمقدار 5% مقارنة بما كانت عليه منذ 5 سنوات.

المهمة الرئيسية

وقال ليو إن التناقض الأساسي في التنمية الاقتصادية الصينة هو العجز الهيكلي الناتج عن فشل جانب العرض في التطور مع الطلب.

يحتاج هذا الجانب في السياسة الاقتصادية إلى الإصلاح بشكل ضروري.

وأكد ان الأولوية في الوقت الحالي هي خفض القدرات الانتاجية عند الضرورة وتقليل المخزون في قطاع الإسكان وتقليل نسبة الرافعة المالية الكلية وخفض التكلفة في كل القطاعات وتقوية الروابط الضعيفة في الاقتصاد التي تتراوح من الخدمات العامة إلى البنية التحتية والمؤسسات.

وقال ليو "مع هذه الاجراءات، نأمل في ان نجعل جانب العرض أكثر تكيفا وابتكارا. وتحقق بعض التقدم المبدئي."

ومنذ 2016، خفضت الصين أكثر من 115 مليون طن من انتاج الصلب، وتخلصت من 140 مليون طن من الصلب غير القياسي. كما خفضت أكثر من 500 مليون طن من الفحم.

وقال ليو انه على الرغم من ان هذه الإجراءات أدت إلى ارتفاع الأسعار في بعض القطاعات، فإن نمو الانتاجية الكلية لعوامل الانتاج توقف عن الانخفاض وبدء في الزيادة عام 2016.

واضاف "التأثير الإيجابي لاصلاحنا الهيكلي لجانب العرض بدأ العالم يشعر به. في الحقيقة، يجب ان نمضي قدما في هذا الإصلاح ونرى النتائج."

المعارك الصعبة

وبحسب ما ذكره ليو، فإن الصين عليها ان تحارب في ثلاث معارك صعبة خلال السنوات القليلة المقبلة؛ وهي منع المخاطر وتقليل الفقر والسيطرة على التلوث.

وقال "بالنسبة للصين، فان بناء مجتمع مزدهر باعتدال في كافة الجوانب يحتاج إلى الفوز في هذه المعارك."

أولا، رغم ان النظام المالي الصيني جيد بشكل اساسي ويتسم بمعدلات ادخار عالية، الا ان الصين لا تزال في حاجة للمضي قدما في منع المخاطر المالية الكبرى وتسويتها.

وحدد بقوله "النظام البنكي الموازي والدين الخفي للحكومات المحلية مشكلات خطيرة علينا التعامل معها."

ومنذ الربع الرابع من 2017، شهدت الصين انخفاضا في نسبة الرافعة المالية وهو ما قال عنه ليو انه بادرة جيدة.

ثانيا، الصين مستمرة في رفع المزيد من المواطنين من تحت خط الفقر من خلال جهود أكثر دقة واستهدافا.

وقال "علينا ان نضع هدفا أساسيا للقضاء على الفقر في غضون 3 سنوات."

ففي عام 2018 فقط، ستخرج الصين 10 ملايين شخص من دائرة الفقر المدقع، بما في ذلك نقل 2.8 مليون شخص من مناطق تعاني من ظروف معيشة قاسية.

وقال ليو إن المعركة الثالثة هي مكافحة التلوث باستمرار "التنمية الخضراء ومنخفضة الكربون أكثر ما يتمناه الشعب الصيني بالاختلاف مع نمط التنمية التقليدي."

وأوضح ان الصين ستفي بتعهداتها بشأن مكافحة التغير المناخي والالتزام باتفاق باريس للمناخ.

الإصلاح والانفتاح

يوافق هذا العام الذكرى الـ 40 لحملة الإصلاح والانفتاح في الصين، التي تعد السبب وراء النمو القوي للصين خلال العقود الأربعة الماضية.

وقال ليو إن على الصين تعزيز الاصلاح والانفتاح بوتيرة أسرع.

وأوضح ان الصين ستتكامل بشكل أكبر مع قواعد التجارة العالمية وستيسر عملية الدخول لاسواقها، مضيفا ان الصين ستنفتح في قطاع الخدمات، القطاع المالي على وجه الخصوص، وستخلق بيئة استثمار أكثر جاذبية.

وأضاف ان السوق الداخلية الواسعة للصين، التي تمتاز بعدد سكان 400 مليون نسمة من الطبقة الوسطى سريعة النمو، وهي الأكبر في العالم، ستساهم بشكل كبير في التنمية العالمية.

وحذر المسئول الصيني أيضا من المشاكل المتأصلة في الاقتصاد العالمي التي لم تحل حتى الآن، داعيا إلى بذل جهود منسقة.

وقال ليو "تأتي المخاطر في شكل ديون مرتفعة وفقاعات أصول وكذا الحمائية وتصاعد المناطق الساخنة اقليميا ودوليا."