الأوساط الإسلامية الصينية تحقق إنجازات جديدة في العصر الجديد


عُقد المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني في بكين عاصمة الصين خلال الفترة من الثامن عشر إلى الرابع والعشرين من أكتوبر عام 2017، وهو أهم مؤتمر في الحياة السياسية للصين كل خمس سنوات. وقد شرفت بحضور مراسم افتتاح ومراسم ختام هذا المؤتمر، باعتباري مندوبا من الأوساط الإسلامية الصينية. استمعت إلى التقرير الذي قدمه شي جين بينغ، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، إلى المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب. في هذا المؤتمر، الذي سادته أجواء حماسية، أعلن الأمين العام شي جين بينغ إلى الشعب الصيني من مختلف القوميات، دخول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية إلى العصر الجديد، وطرح الخطة العظيمة لتنمية الصين في المستقبل. في هذه اللحظة الهامة، احتفل المسلمون الصينيون من مختلف القوميات بهذا الاجتماع التاريخي الضخم وشاركوا فيه، سعيا منهم لتحقيق إنجازات جديدة لقضايا الدين الإسلامي في الصين وتقديم مساهمات جديدة في ازدهار ونهضة البلاد.

الأوساط الإسلامية الصينية تعمق دراسة ونشر وتطبيق روح المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب

من الثمار الهامة للمؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني، أن أفكار شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد اتخذت مرشدة لتنمية المجتمع الصيني في المستقبل، والتي تشتمل أيضا على موضوعات هامة حول الشؤون الدينية، ولا يمكن إنجاز الشؤون الإسلامية في الصين بدون فهم روح هذه الأفكار، ولذا فإن الجمعية الإسلامية الصينية سوف تقوم بالتخطيط والترتيب بدقة وتبني أساليب مختلفة لإرشاد الجمعيات الإسلامية المحلية وكل الأوساط الإسلامية الصينية في تعميق دراسة ونشر روح المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب.

يتعين على الجمعيات الإسلامية المحلية ورجال الدين الإسلامي أن يدرسوا تقرير المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب، وأن يدركوا المحتوى الروحي للتقرير، وأن يفسروا وينشروا المعنى الهام والجوهر الروحي للمؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب، لجعل الناس يفهمون أن هناك ارتباطا وثيقا بين موضوعات التقرير وجماهير المسلمين وثقافتهم والحياة الدينية لهم، وإرشاد جماهير المسلمين لتأييد قيادة الحزب والحكومة، ليكونوا مسلمين محبين لوطنهم ودينهم، ودخول العصر الجديد الأكثر إشراقا.

التمسك باتجاه تصيين الدين الإسلامي وبناء منهج العلوم الإسلامية في الصين

جاء في تقرير المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب: "علينا التطبيق الشامل لسياسة الحزب الأساسية حول الشؤون الدينية، والتمسك باتجاه تصيين الأديان في بلادنا، والمبادرة إلى إرشاد الأديان للتأقلم مع المجتمع الاشتراكي." هذا هو الاتجاه الأساسي الذي يتعين على الأوساط الإسلامية الصينية أن تتمسك به، فضلا عن كونه الشغل الشاغل لإنجاز الشؤون الدينية على خير وجه في الصين.

في الوقت الحالي، يعتبر بناء منهج العلوم الإسلامية في الصين أحد المهمات الرئيسية للتمسك باتجاه تصيين الدين الإسلامي، كما أنه مهمة نظامية طويلة المدى أمام الأوساط الإسلامية. ينبغي للأوساط الإسلامية الصينية والجمعيات الإسلامية المحلية أن تنطلق في تفكيرها وتخطيطها من زاوية الوضع العام والرؤية البعيدة المدى، وأن تتخذ مفهوم القيمة السائد للدين الإسلامي كجوهر، وذلك لبناء منهج العلوم الإسلامية الذي يتفق مع خصائص وضع البلاد وواقع الدين الإسلامي في بلادنا، ويندمج في الثقافة الصينية تدريجيا بأشكال مختلفة وعبر طرق متنوعة.

يجب على الأوساط الإسلامية أن تشكل الأخلاق الإنسانية المتسمة باحترام النفس والثقة بالنفس والعقل واللين والنشاط والتقدم، لجعل مفهوم القيمة السائد للبلاد يتعمق في المفاهيم الروحية والحياة الاجتماعية لجماهير المسلمين من مختلف القوميات، وتعزيز اعترافهم بالوطن العظيم والأمة الصينية والثقافة الصينية والحزب الشيوعي الصيني والاشتراكية ذات الخصائص الصينية بشكل مطرد، ودفع توافق الدين الإسلامي مع المجتمع على نحو شامل.

وجاء في تقرير المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب: "لا بد لنا من الوقاية المحكمة وتوجيه ضربات قاصمة إلى شتى الأنشطة التسللية والهدامة والتخريبية وأعمال العنف والإرهاب والأنشطة الانفصالية العرقية والأنشطة الدينية المتطرفة." يجب على أعمال الأوساط الإسلامية أن تتمحور حول مقاومة تسلل الأفكار الدينية المتطرفة وبناء جدار مقاوم للجماهير المسلمين لنبذ الأفكار المتطرفة باستخدام ثمار بناء منهج العلوم الإسلامية في الصين. التطرف عدو مشترك للبشرية، فيجب على الأوساط الإسلامية الصينية أن تواصل صياغة ((المجموعة الجديدة لخطب الوعظ)) وغيره من النماذج لتفسير القرآن، وتقوم بنشاطات وطنية ودولية ذات تأثير لتفسير القرآن، وتتعاون مع المنظمات الإسلامية الدولية في مقاومة التطرف، وتعزز بناء وسائل الإعلام للجمعية الإسلامية الصينية، وتنقد مغالطات التطرف، وتقاوم تسلل "القوى الثلاث" من خارج الصين.

التمسك بفكر سيادة حكم القانون وإرشاد جماهير المسلمين لإطاعة القانون

أشار تقرير المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب إلى أن "حكم الدولة طبقا للقانون على نحو شامل يعتبر بمثابة ثورة عميقة لإدارة شؤون الدولة، فلا بد لنا من المثابرة على الممارسة الصارمة لحكم القانون، ودفع عملية التشريع بالسبل العلمية والتنفيذ الصارم للقانون والعدالة القضائية وإطاعة كل الشعب للقانون." يجب على الأوساط الإسلامية الصينية أن تعزز قوتها في دراسة ونشر النظام القانوني والتوعية به، وأن ترشد جماهير المسلمين لتعزيز الوعي الذي يضع القانون في المكانة الأعلى، وتركز على معالجة العلاقة بين قوانين الدولة واللوائح الدينية بطريقة صائبة، وتعزيز مفهوم أن قوانين الدولة أقوى من اللوائح الدينية، لجعلهم يلتزمون بالقوانين في الأعمال ويعملون وفقا للنظام والقانون.

ينبغي للجمعية الإسلامية الصينية دراسة المحتوى الروحي للنسخة المعدلة لـ((لوائح الشؤون الدينية)) بشكل عميق وإدراكها بشكل صحيح. وسوف تتخذ الجمعية إجراءات متنوعة لنشر المحتوى الروحي لـ((اللوائح))، اغتناما لفرص "شهر دراسة السياسات والقوانين واللوائح الدينية" و"بناء المساجد والمعابد والكنائس المنسجمة" وغيرهما من النشاطات، لخلق أجواء جيدة لسيادة القانون لترشد جماهير المسلمين ليكونوا مواطنين صالحين ومؤمنين مخلصين.

مع تطبيق ((لوائح الشؤون الدينية))، ستعمل الجمعية الإسلامية الصينية على إعادة تعديل ((إجراءات الإدارة الديمقراطية للمساجد)) و((إجراءات تصديق مؤهلات أعضاء هيئات التدريس والإدارة للدين الإسلامي)) و((إجراءات تعيين أعضاء هيئات التدريس والإدارة الرئيسية في أماكن نشاطات الدين الإسلامي)) لجعل اللوائح المعنية مرتبطة بـ((اللوائح))، وتعزيز الإدارة المعيارية للشؤون الإسلامية وحماية الحقوق والمصالح الشرعية للأوساط الإسلامية الصينية مع تطبيق ((اللوائح)) على خير وجه.

الاهتمام البالغ ببناء صفوف الأكفاء وإعداد الأكفاء ذوي المستوى الرفيع المحبين للوطن والدين

قال شي جين بينغ: "ينبغي التمسك بالمعايير المتمثلة في التمتع بالثقة في السياسة والتميز بالمستوى الرفيع في الدين وإقناع الناس بالأخلاق ولعب الدور في المناسبات الرئيسية، لتأييد الأوساط الدينية في بناء صفوف الأكفاء." إن التمسك باتجاه تصيين الدين الإسلامي يتوقف على الكفاءة الجماعية وقدرة العمل لأعضاء هيئات التدريس والإدارة للدين الإسلامي في الصين. لذا، فإن توظيف الدور الإيجابي للشخصيات الدينية في إرشاد جماهير المؤمنين ودفع تأقلم الأديان مع المجتمع، هو الأساس الهام للمنظمات الدينية في تعزيز البناء الذاتي، كما أنه الواجب الهام للمنظمات الدينية.

ستواصل الجمعية الإسلامية الصينية إكمال خطة تطوير المعهد الصيني للعلوم الإسلامية، وتحسين التدريس وترتيب المقررات الدراسية، وتعزيز تدريب المعلمين، وإنشاء منظومة تقدير جودة التدريس، والاجتهاد في إنجاز تأليف المواد التدريسية للمعهد الصيني للعلوم الإسلامية، وتربية جيل جديد من أعضاء هيئة التدريس والإدارة تكون عالية المستوى وذات معرفة بالتاريخ ومثقفة وتفهم الكتب الدينية الكلاسيكية وتستطيع تفسيرها. كما ستُفعِّل الجمعية دور لجنة أعمال التعليم التابعة للجمعية، وستكمل بناء منظومة إعداد الأكفاء للمعهد الصيني للعلوم الإسلامية، سعيا لجعل هذا المعهد أعلى مؤسسة لإعداد أكفاء الدين الإسلامي في الصين ومركز بحوث لمناهج العلوم الإسلامية في الصين وقاعدة تدريب لأعضاء هيئات التدريس والإدارة الإسلامية المحبة للوطن والدين.

دور إيجابي في بناء رابطة المصير المشترك للبشرية من خلال بناء "الحزام والطريق"

جاء في تقرير المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب: "التمسك بدفع عجلة بناء رابطة المصير المشترك للبشرية"، و"نظل بناةً للسلم العالمي ومساهمين في التنمية العالمية وحماةً للنظام الدولي". على مر التاريخ، ظل بناء رابطة المصير المشترك للبشرية مفهوم أصيل للحضارة الإسلامية، كما أنه من التقاليد التاريخية المتوارثة بين المسلمين جيلا بعد جيل. لا شك أن الأوساط الإسلامية لبلادنا تظل القوة النشيطة لبناء رابطة المصير المشترك للبشرية. وفي العصر الجديد، يجب على الأوساط الإسلامية الصينية أن تستجيب لدعوة البلاد وتلعب دورا أكبر في بناء رابطة المصير المشترك للبشرية.

جاء في تقرير المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب أيضا: "تعزيز التعاون الدولي بنشاط في إطار مبادرة "الحزام والطريق"، والعمل على تحقيق "التواصل في السياسات وترابط المنشآت وتيسير التجارة وتيسير التمويل والتواصل بين قلوب الشعوب"، لإنشاء منصة جديدة للتعاون الدولي، وإضافة قوة محركة جديدة للتنمية المشتركة". ذلك يقدم فرصة تاريخية أكبر لمساعدة الجمعية الإسلامية الصينية على بناء رابطة المصير المشترك للبشرية وبناء "الحزام والطريق". سوف نطور اتصالاتنا مع المنظمات الإسلامية للدول الواقعة على طول "الحزام والطريق" وبناء منصة للخدمات والقيام بالتبادلات الثقافية والحوار الديني، تتمحور حول بناء "الحزام والطريق". شكل الإسلام في الصين أسلوبه الصيني ذا الخصائص البارزة، خلال مسيرة تطور ممتدة منذ أكثر من 1300 سنة، وقدم خبرات الصين ومثال الصين لسبل توطين الدين الإسلامي في العالم. يعتبر ذلك ثروة هامة لكي نسرد قصة الإسلام في الصين أمام الأوساط الإسلامية العالمية.

سوف نعزز ونواصل تطوير الاتصالات الودية مع الدول الإسلامية، ونوسع الاتصالات الودية مع المنظمات الإسلامية في الدول غير الإسلامية بشكل متزايد، ونبادر أكثر للمشاركة في الحوار الدولي.

--

يانغ فا مينغ: رئيس الجمعية الإسلامية الصينية.