جولة جديدة من الانفتاح والتنمية


على الرغم من من الانتعاش البطيء للاقتصاد العالمي، من المتوقع أن تحافظ الصين على موقعها كثاني أكبر اقتصاد في العالم، بناتج محلي إجمالي يتجاوز 80 تريليون يوان (الدولار الأمريكي يساوي 6ر6 يوانات) في عام 2017. ومع تقدم ملحوظ في البنية التحتية والصناعة والزراعة والابتكار التقني وبناء السوق، تحولت التحديات الرئيسية التي تواجه الصين من قدرة الإنتاج الأقل تطورا إلى القدرة الفائضة والخلل التنموي ومخاطر المسؤولية للشركات. من المتوقع أن يُحسّن إصلاح جانب العرض الأداء الاقتصادي للبلاد ويدفع تحولها الاقتصادي وتنميتها. فضلا عن ذلك، سوف يتعزز وضع الصين في سلسلة القيمة العالمية من خلال قطاعات التصنيع المتطورة، وصناعة الخدمات الحديثة، وبناء البنية التحتية. الأكثر من ذلك، أنه سيتم خلق دوافع جديدة لنمو الاقتصاد في مجالات مثل الابتكار، والاستهلاك المتوسط والرفيع المستوى، والتنمية الخضراء والمنخفضة الكربون، والاقتصاد التشاركي، سلسلة الإمداد الحديثة، والموارد البشرية. كما سيتم تحديث الصناعات التقليدية، من خلال الدمج الكامل للإنترنت والبيانات الكبيرة والذكاء الاصطناعي، في الاقتصاد.

خلال قمة القادة الاقتصاديين لمنتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك)، في دا نانغ بفيتنام في نوفمبر 2017، أوضح الرئيس شي جين بينغ أن الصين في العام المقبل ستنفذ إصلاحات في مجالات أوسع بإجراءات أكثر كثافة وتنوعا. ومع اتخاذ الجودة والكفاءة كأولوية، ستسعى الصين لتطوير اقتصاد حديث وتنطلق في رحلة لتطوير اقتصاد منفتح بمعايير أعلى.

الابتكار التقني هو المحرك الرئيسي لنمو الاقتصاد. خلال قمة القادة الاقتصاديين لأبيك، أثنى الرئيس شي على التنمية الإبداعية التي تُواصل تقديم حوافز جديدة لاقتصاد البلاد. إن الإبتكار، على المستويين التقني والمؤسساتي، ينبغي تعزيزه في ذات الوقت. وسيؤدي التآزر بين السوق والتكنولوجيا إلى تعزيز النماذج الجديدة والأشكال الجديدة للاقتصاد وإطلاق العنان لإمكانات التنمية.

إن الصين، التي احتلت المرتبة الثانية والعشرين في المؤشر العالمي للابتكار 2017، هي الدولة الوحيدة ذات الدخل المتوسط التي تقترب من الدول العالية الدخل، من حيث الابتكار، مما يبين مكانتها المرموقة في العالم. وقياسا بجودة الابتكار، فإن الصين تحتل المرتبة السادسة عشرة، لتحافظ على صدارتها لاقتصادات الدخل المتوسط للعام الخامس على التوالي.

حاليا، الإنفاق على البحوث والتنمية يمثل 2% من الناتج المحلي الإجمالي للصين، أي في نفس مستوى أعضاء منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. في عام 2017، ساهم التقدم العلمي بنسبة 2ر56% من نمو اقتصاد البلاد، وتم تحويل جملة واسعة من منجزات العلوم والتكنولوجيا إلى منتجات.

الصين عازمة على رفع كفاءة التحويل التجاري لمخرجات البحث العلمي. فمن ناحية، سوف تشجع أكثر على البحث في مجالات مثل الفضاء وعلوم البحار والإنترنت والمواد والطاقة والصحة الطبية. ومن ناحية أخرى، سوف تُعد قادة علميين وتقنيين، وعلماء ومهندسين شبان، فضلا عن فرق ابتكار عالية الأداء.

إن البشر والطبيعة يشكلان معا مجتمعا متناغما للحياة. اليوم، صار تطوير التنمية الخضراء لبناء الصين الجميلة توافقا عاما. يتزايد الوعي بحماية الموارد الطبيعية وإدارتها والاقتصاد في استخدام الطاقة. الصين، كونها دولة مُوقِعة على اتفاقية باريس، تعمل بجد للوفاء بالتزاماتها حول تخفيض الانبعاثات، وصارت مشاركة ومساهمة وحاملة المشعل في مسعى العالم لتحقيق التقدم الإيكولوجي.

إن الصين بانتهاجها سياسة خارجية سلمية، تتمسك بسياسة فتح ذراعيها للعالم من أجل بناء شراكة عالمية لبلوغ فلسفة حوكمة عالمية متماسكة تتسم بالتشاور الكثيف والبناء المشترك وتقاسم المنفعة. في اجتماع أبيك، كشف الرئيس شي عن أن الصين سوف تنفتح أكثر على العالم الخارجي، وسوف تحقق منافع أكثر للعالم. وفقا له، فإن أول معرض صيني للواردات والصادرات سيقام في عام 2018، سيقدم منصة جديدة لتوسيع التعاون في السوق الصينية بين كافة الأطراف.

إن اندماج الصين مع العالم وثمار التنمية التي يتم تقاسمها هي هدية العام الجديد لكل العالم.