المسيرة الجديدة في العصر الجديد
التقرير المقدم للمؤتمر الوطني الـ19 للحزب في عيون المندوبين

 

عقدت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني في بكين في اليوم الثامن عشر من أكتوبر 2017. قدم الأمين العام للجنة المركزية للحزب شي جين بينغ تقريرا بعنوان: "تحقيق انتصار حاسم في إنجاز بناء مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل وإحراز انتصارات عظيمة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد". في الحقيقة، يعد هذا التقرير وثيقة منهجية لتنمية الصين في المستقبل. هذا التقرير لا يقدم وصفا للوضع التاريخي للصين حاليا والتناقض الاجتماعي الرئيسي، فحسب، وإنما أيضا يؤكد على رسالة الحزب الشيوعي الصيني الجديدة في العصر الجديد وأهداف التنمية الوطنية المتوسطة والطويلة المدى وإستراتيجية التنمية الاقتصادية. قام 2280 مندوبا بمناقشة وتدقيق وإقرار هذه الوثيقة خلال فترة المؤتمر الوطني للحزب.

تقرير جديد في عصر جديد

لخص شي جين بينغ في التقرير الإنجازات التي حققها الحزب الشيوعي الصيني وبلادنا في السنوات الخمس الماضية، وطرح دخول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية إلى عصر جديد، وذلك معلم تاريخي جديد لتنمية الصين. أشار التقرير إلى أن التناقض الاجتماعي الرئيسي في العصر الجديد قد تغير إلى التناقض بين حاجة الشعب المتزايدة إلى حياة جميلة والتنمية غير المتوازنة وغير الكافية.

قال جيانغ جين تشيوان، رئيس مكتب مراقبة الانضباط في لجنة إدارة أملاك الدولة بمجلس الدولة الصيني، والتابع للجنة فحص الانضباط بالحزب الشيوعي: "تقرير شي جين بينغ يؤكد على التناقض الاجتماعي الرئيسي في العصر الجديد، وذلك أمر له مغزى جوهري لتأكيد النقاط الجوهرية لعملنا ووضع البرامج والسياسات في المرحلة التالية، لن نستطيع حل المشكلة المتمثلة في التنمية غير المتوازنة وغير الكافية إلا بتحقيق التنمية العالية الجودة."

قالت تشن شياو لينغ، أمينة لجنة الحزب بمحطة لونغما ليانبيان للوقود في مدينة لوتشو بمقاطعة سيتشوان: "هناك تغير جديد في هذا العصر الجديد، وهو تطلع أبناء الشعب المتزايد إلى حياة جميلة. أبناء الشعب يسعون إلى مزيد من الدخل وإلى حياة ثقافية أكثر تنوعا. أعمل في محطة وقود، وأعتقد أن محطة الوقود تشبه المرآة؛ فمع تزايد عدد مشتري السيارات، أصبحت المواصلات أسهل لجماهير الشعب. السفر بقيادة سياراتهم الخاصة صار تيارا، وتظهر على وجوههم السعادة."

من النهوض إلى الثراء ثم إلى تعزيز القوة

أشار تقرير شي جين بينغ إلى أن دخول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية إلى العصر الجديد يدل على أن الأمة الصينية التي عانت الكثير من المحن الطويلة الأمد منذ العصر الحديث، قد حققت طفرة عظيمة من النهوض ثم الثراء وصولا إلى تعزيز القوة، وتشهد آفاقا مشرقة لتحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية.

في مناقشة مع مندوبي وفد المؤسسات المملوكة للدولة في بكين، قال شو ين بياو، رئيس مجلس إدارة شركة شبكة كهرباء الصين: "صارت شركة شبكة كهرباء الصين في السنوات الأخيرة ثاني أكبر مؤسسة في العالم وأكبر مؤسسة طاقة في العالم. يتعين علينا أن نواصل تقوية قدرتنا لنصبح مؤسسة طاقة ذات قدرة ابتكارية عالية وقدرة تنافسية قوية في العالم." السيد شو يرى أن شركته، باعتبارها مؤسسة كبيرة مملوكة للدولة، تحولت من مؤسسة كبيرة إلى مؤسسة قوية.

تقديم الحكمة الصينية للعالم

يقول التقرير إن دخول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية إلى العصر الجديد يشير إلى أن طريق ونظرية ونظام وثقافة الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، تتطور بلا انقطاع، إذ إنها وسعت سبل توجه الدولة النامية تجاه التحديث، وأتاحت خيارا جديدا تماما للدول والأمم التي تأمل في تسريع تنميتها والحفاظ على استقلاليتها في نفس الوقت، قدمت الحكمة والحلول الصينية في سبيل حل المشكلات التي تواجه البشرية.

قال الأكاديمي يانغ باو فنغ: "نظام الاشتراكية الصينية ونظريتها وطريقها وثقافتها تتمتع بحيوية قوية، ونالت اهتماما كبيرا وتقديرا وتقييما عاليا في العالم."

وقال يانغ باو فنغ، في نقاش مع مندوبي مقاطعة هيلونغجيانغ في يوم 19 أكتوبر 2017: "خلال زيارتي لجامعة ملبورن لإلقاء المحاضرات في عام 2014، قدمت تعريفا لقضية التطور الطبي والصحي في الصين وتقدم فريق الأبحاث لي. بعد أن سمعوا مني، قال الخبراء والمسؤولون المحليون إنهم لم يتوقعوا أن الصين حققت إنجازات بهذا المستوى وبهذه السرعة، وسألوني عن السبب، قلت لهم إن هذه النتائج يرجع فضلها إلى النظام الصيني واللجنة المركزية للحزب ونواتها شي جين بينغ. واعترف الخبراء الأستراليون بأن النظام الصيني ممتاز."

زار يانغ باو فنغ عددا كبيرا من الدول والمناطق، وسمع في السنوات الأخيرة ثناء عاليا متزايدا من الخبراء الأجانب على تفوق النظام الصيني. قال: "فعالية الحكومة الصينية وجهود الحكومة في تنمية القضايا الكبيرة تدفع التطور الوطني."

تطبيق فكر التنمية الجديد وبناء منظومة اقتصادية حديثة

أشار شي جين بينغ في تقريره إلى أن اقتصاد بلادنا قد انتقل من مرحلة النمو السريع إلى مرحلة التنمية العالية الجودة، ويمر حاليا بفترة تذليل المشكلات المستعصية لتحويل نمط التنمية وتحسين الهيكل الاقتصادي وتغيير القوة المحركة للنمو، حيث يعد بناء المنظومة الاقتصادية الحديثة مطلبا ملحا لتجاوز هذه الفترة وهدفا استراتيجيا للتنمية الصينية. وطرح أهمية تعميق الإصلاح الهيكلي لجانب العرض وتسريع بناء الدولة المبتكرة وتنفيذ إستراتيجية النهوض بالمناطق الريفية وتنفيذ إستراتيجية التنمية الإقليمية المتناسقة وتعجيل عملية إكمال نظام اقتصاد السوق الاشتراكي ودفع تشكيل نمط جديد للانفتاح الشامل.

قال مياو وي، وزير الصناعة وتكنولوجيا المعلومات: "حققت الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية إنجازات مشهودة في السنوات الأخيرة. حاليا، تعمل الصين على بناء دولة قوية في التصنيع وشبكة الإنترنت، وقد بدأ تشغيل مشروع بناء مركز الابتكار للصناعة التحويلية ومشروع التصنيع الذكي ومشروع رفع القدرة الأساسية للصناعة ومشروع التصنيع الأخضر ومشروع الابتكار لتصنيع المعدات العالية المستوى، مما أدى إلى رفع القدرة التنافسية للصناعة التحويلية الصينية منذ أواخر عام 2016. وأكد مياو وي على أن التدابير والسياسات المعنية بخطة "صنع في الصين 2025" لا تطبق على جميع المؤسسات داخل الصين فحسب، وإنما أيضا يتم من خلالها معاملة الشركة الصينية والأجنبية على قدم المساواة. وأعرب عن أمله في أن تشارك شركات التصنيع الأجنبية في خطة "صنع في 2025" بنشاط لتحقيق التعاون المربح للجانبين.

بعد تحليل شامل للأوضاع الدولية والمحلية والظروف التنموية لبلادنا، تم تقسيم الفترة من عام 2020 حتى أواسط القرن الجاري إلى مرحلتين وفقا للتقرير: "المرحلة الأولى تستمر من عام 2020 حتى عام 2035، خلالها سنحقق التحديثات الاشتراكية بصورة رئيسية بعد خمس عشرة سنة أخرى من الكفاح على أساس إنجاز بناء مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل. أما المرحلة الثانية، فتستمر من عام 2035 حتى أواسط القرن الجاري. وخلالها سننجز بناء بلادنا لتصبح دولة اشتراكية حديثة قوية ومزدهرة وديمقراطية ومتحضرة ومتناغمة وجميلة، بعد خمس عشرة سنة أخرى من الكفاح، على أساس تحقيق التحديثات بشكل رئيسي." يرى المندوبون أن هذا الهدف قد حدد اتجاه كفاح أبناء الشعب والمجتمع والحكومة.