"بريكس" تتقدم بعد عشر سنوات من الإنجازات

تحت شعار "بريكس: شراكة أقوى من أجل مستقبل أكثر إشراقا"، تعقد قمة شيامن لمجوعة "بريكس" في هذا الشهر، سبتمبر 2017، لاستعراض مسيرة التعاون في العقد الماضي، وصياغة رؤية من أجل التنمية المستقبلية لاستقبال عقد جديد لآلية "بريكس".

خلال الدورة الحادية بعد الستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، في عام 2006، عقد وزراء خارجية الصين والبرازيل وروسيا والهند اجتماعا، كان بداية تأسيس آلية تعاون "بريك". ومع انضمام جنوب أفريقيا في عام 2010، تطورت "بريكس" من مجرد مفهوم في تقارير المؤسسات المالية، إلى آلية مكتملة بعد عشر سنوات من العمل الشاق. بدءا من الحوكمة الاقتصادية، شرعت "بريكس" تمارس تأثيرا ملحوظا في الحوكمة العالمية وتطورت إلى ممثل هام للدول النامية.

كانت السنوات العشر المنصرمة عقدا للمنافع المتبادلة. تُمثل "بريكس" 23% من الاقتصاد العالمي، وقد ارتفع نصيبها في التجارة العالمية من 11% إلى 16%، وارتفع حجم استثماراتها في الدول الأجنبية من 7% إلى 12%. ومع تواصل تحسن مستويات معيشة سكانها الثلاثة مليارات نسمة، ترتفع مكانة دول "بريكس" وتأثيرها على الساحة العالمية. وفي ذات الوقت، يزدهر التبادل بين الشعوب والتعاون التعليمي فيما بينها، مما يعزز الدعم الشعبي لتعاون "بريكس".

خلال العقد المنصرم، صارت "بريكس" عاملا كبيرا في النمو المتواصل للاقتصاد العالمي. في الوقت الحاضر، لا تحافظ الدول الأعضاء على زخم كبير للتنمية فحسب، وإنما أيضا تطورت إلى محرك رئيسي للنمو العالمي. ويمكن القول إن "بريكس" تُعد قوة لا غنى عنها لكبح الخلل في نمو الاقتصاد العالمي ولتيسير التقدم الشامل. لقد جاوزت مساهمة دول "بريكس" لنمو الاقتصاد العالمي 50%، خلال السنوات العشر الماضية.

وفوق ذلك، فإن الحكومة العالمية شهدت تحسنا بفضل جهود دول "بريكس". يتجلى ذلك في قوتها التصويتية في البنك الدولي، والتي ارتفعت إلى نحو 10%، وحصتها في صندوق النقد الدولي والتي ارتفعت إلى 48ر14%. وفضلا عن ذلك، أسست دول "بريكس" بنك التنمية الجديد، وهو أول مؤسسة مالية متعددة الأطراف تقيمها دول نامية، لدعم منشآت البنية التحتية والتنمية المستدامة في دول "بريكس" والأسواق الناشئة الأخرى والدول النامية.

ومن خلال آليات، من بينها اجتماعات كبار الممثلين حول القضايا الأمنية، اجتماعات وزراء الخارجية، مجموعات العمل حول مكافحة الإرهاب، ومجموعات العمل حول الأمن السيبراني، يتحدث أعضاء "بريكس" بصوت واحد في القضايا الإقليمية والعالمية الرئيسية. تسعى هذه الدول لتعزيز حق الكلام للدول النامية في المجتمع الدولي، وتحسين النظام الدولي ليكون أكثر عدالة وإنصافا.

لم يكن تحقيق تلك المنجزات مهمة سهلة، في ظل تباطؤ النمو العالمي وتنامي تيار مناهضة العولمة والنزعات الفردية. وبرغم تلك الصعوبات، صارت دول "بريكس" أكثر اتحادا، ويتواصل التحسن في هذه الآلية لتكون مثالا للتعاون المتعدد الأطراف.

في لقائه مع وزراء خارجية دول "بريكس" الأخرى، في التاسع عشر من يونيو 2017، أشار الرئيس شي جين بينغ إلى أن التعاون بين دول "بريكس" ممارسة إبداعية تتجاوز العقلية العتيقة للتحالفات السياسية والعسكرية. بدلا من ذلك، فإن الشراكة تقوم على الثقة المتبادلة والتنمية المشتركة."