التنمية الاقتصادية وحدها لا تكفي، لا تتحقق معها بالضرورة التنمية الاجتماعية الشاملة، فإذا نقتصر عليها دون تحقيق تقدم في الأصعدة الاجتماعية الأخرى فستبقى ظواهر الفقر والبطالة وعدم المساواة بلا حل، وتتفاقم المشاكل البيئية. لذلك، صار قياس التقدم المحلي وإجمالي الناتج المحلي الأخضرومؤشر التنمية البشرية، ومؤشر السعادة الوطنية الإجمالي، مسعى جديدا للعالم، وأصبح المجتمع المتناسق الشامل والتنمية الخضراء توافقا مشتركا بين دول العالم.

الصين، التي لجأت إلى إبطاء وتيرة النمو الاقتصادي وتحسين جودة التنمية بعد النمو السريع للاقتصاد الصيني، طرحت مفاهيم التنمية الخمسة، وهي: الابتكار، التنسيق، الخضرة، الانفتاح، والتمتع المشترك بثمار النجاح.

التنمية الابتكارية تحل مشكلة قوة دفع التنمية الصينية، والتنمية المنسقة تحل مشكلة عدم التوازن في التنمية، والتنمية الخضراء تحل مشكلة التعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة، والتنمية المنفتحة تحل مشكلة التفاعل بين داخل البلاد وخارجها، وتنمية التمتع المشترك بثمار النجاح تحل مشكلة العدالة والإنصاف الاجتماعيين. إنها مجموعة من المفاهيم والأهداف التي يرتبط كل منها بالآخر ويعززه. مفاهيم التنمية الخمسة هي فكرة واتجاه ونقاط التنمية في فترة "الخطة الخمسية الثالثة عشرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية للصين"، وفي المستقبل البعيد، فضلا عن أنها تعكس رحلة التنمية الجديدة للصين، التي أصبحت تنميتها متحضرة وشاملة ومتوازنة ومستدامة.