عصر تكنولوجيا الأغراض العامة
في السابع من يوليو لعام سبعة عشر وألفين، وصلت "لياونينغ سي إن إس"، أول حاملة طائرات صينية، إلى هونغ كونغ احتفالا بعودة هونغ كونغ إلى الوطن الأم. خلال الخمسة أيام التي مكثتها هناك، زار السفينة العملاقة نحو خمسين ألف فرد من مواطني هونغ كونغ. بعض كبار السن سعدوا سعادة غامرة لرؤية الطائرة المقاتلة جي-15؛ الجيل الأول للمقاتلات الممركزة على حاملة طائرات، والتي تم تطويرها محليا.
يوافق الأول من أغسطس 2017، الذكرى السنوية التسعين لتأسيس جيش التحرير الشعبي الصيني. في وقت لاحق، تزامن بناء هذه القوات العسكرية مع تطور التقنيات العسكرية. في مرحلته المبكرة، كان لدى جيش التحرير الشعبي عدد صغير من الترسانات، وقد أسس أول مدرسة طيران له في عام 1946، وفي النهاية أعد القوات ذات التدريب التقني في أواخر أربعينيات القرن العشرين. في سنة 1955، نجح جيش التحرير الشعبي في تحقيق اختراقات تقنية كبيرة في القنابل الذرية والصواريخ. بحلول نهاية خمسينيات القرن الماضي، كان قد تم بشكل رئيسي تأسيس منظومة صناعة دفاعية وطنية، مدعومة بمجموعة من ترسانات كبيرة ومتوسطة الحجم من الأسلحة والطيران والسفن والإلكترونيات.
منذ إشراقة القرن الجديد، حققت الصين سلسلة من التقدمات الهامة، في مجالات مثل: أنظمة النقل المداري الأرضي، الصواريخ الحاملة الكبيرة الحجم، الحوسبة العالية الأداء، طائرات الإنذار المبكر، وحاملات الطائرات. كما تم إدخال مجموعة من أسلحة التكنولوجيا العالية والجديدة كجزء من قائمة المعدات القياسية.
التماسك الوطني هو أساس النهوض بالتقنيات العسكرية. إن الصين، سواء في فترة ضعف الاقتصاد أو في عصر الإصلاح والانفتاح، تخصص الأموال للتقنيات العسكرية في ميزانيتها، وتحشد الأكفاء لهذا المجال. وتضطلع الصين حاليا بدور قيادي في بعض المجالات الرئيسية. ومع تواصل التقدم في العلوم والتكنولوجيا، أصبح الخط الفاصل بين التقنيات المدنية والعسكرية غير واضح. ثمانون في المائة من بين التقنيات الرئيسية المدرجة من قبل وزارتي التجارة والدفاع بالولايات المتحدة الأمريكية مترابطة، ويصل المعدل إلى 70% فى روسيا. وتشير التقديرات أيضا إلى أن المؤسسات المدنية في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا واليابان، تقوم بتطوير من 80% إلى 90% من التقنيات العالية لمعدات أسلحة المعلومات. كل هذا يشير إلى وصول عصر تكنولوجيا الأغراض العامة، حيث تصبح التقنيات المدنية والعسكرية أكثر ترابطا وتحفز كل منها الأخرى. الصين في هذه الناحية لا تزال متأخرة.
وحيث أن الابتكار يعتبر القوة الدافعة الرئيسية للاقتصاد، فقد دفعت الصين التنمية المتكاملة والمنسقة للتقنيات المدنية والعسكرية، في محاولة لبناء صناعة الدفاع، فضلا عن النهوض بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية. من منظور تاريخي، فإن الصين ليست بأي حال دولة ذات طابع عدواني، فالصين تبني جيشا أقوى من أجل مقاومة الغزو الأجنبي والقوى الانفصالية، والمشاركة في بعثات حفظ السلام والإغاثة في حالات الكوارث، من أجل تعزيز السلام العالمي.
في يناير 2017، أقامت الصين "اللجنة المركزية للتكامل والتطوير المدني والعسكري"، مما يشير إلى دخول التكامل المدني والعسكري إلى مرحلة التنفيذ. ومن المتوقع أن تخلق هذه الخطوة سوقا يتجاوز حجمها تريليون يوان (الدولار الأمريكي يساوي 9ر6 يوانات)، من خلال تطبيق التقنيات العسكرية في المجالات المدنية مثل الطيران التجاري والطيران العام وجمع استثمارات خاصة في مجال البحث والتطوير في صناعة الدفاع. وأفادت أخبار من ندوة رفيعة المستوى عقدت في أواخر يونيو 2017، حول التطبيق المدني لنظام بيدو للملاحة بالأقمار الاصطناعية، أن نظام الملاحة هذا، العسكري الأصل، سيستخدم في مجال النقل الذكي. ومن ناحية أخرى، تشجع الصين المؤسسات الخاصة على الدخول في بعض مجالات التكنولوجيا العسكرية الرئيسية بما في ذلك المعلومات، والمعدات الراقية، والمواد الجديدة. في مدينة ميانيانغ بمقاطعة سيتشوان، يجري العمل في عشر حدائق صناعية تركز على التكامل المدني- العسكري. وسوف يتجاوز عدد الشركات العاملة في هذا المجال 290 شركة بحلول نهاية 2017، وسوف تزيد قيمة إنتاجها 11%.
الصين تسير في طريق إقامة مجتمع مزدهر وبناء دفاع وطني أقوى.