الرياضات الجوية الصينية

عقد الاتحاد الآسيوي للرياضات الجوية في إبريل عام 2017، برئاسة الدكتور مبارك السويلم اجتماعا لدراسة وتطوير مستقبل الرياضات الجوية في القارة، وذلك في هونغ كونغ بالتنسيق مع الاتحاد الدولي للرياضات الجوية وباستضافة اتحاد هونغ كونغ للرياضات الجوية وحضور اتحادات الرياضات الجوية في آسيا.

وقد اعتبر الدكتور السويلم أن حضور الدول الآسيوية الاجتماع لمناقشة تطوير ودعم الرياضات الجوية، خطوة رائعة نحو جهود موحدة لآسيا جويا، مما سيؤدي إلى النجاح للجميع وينعكس على تطوير جميع الرياضات الجوية، كما طرحت الاتحادات المشاركة ملاحظاتها وآراءها خلال الاجتماع.

الصين باعتبارها دولة هامة في آسيا، ما أحوال الرياضات الجوية فيها؟

الرياضات الجوية الصينية في الماضي

قال ليو ليان تشنغ، المدير السابق للمكتب الأول بمركز إدارة الطيران التابع للمصلحة الصينية العامة للرياضة: "تختلف الصين عن الدول الغربية من حيث أن القضية الجوية الصينية تطورت من الرياضات الجوية. أما القضية الجوية الغربية فأساسها قوي لأنها مرت بثلاث مراحل: الطيران المدني، الطيران العسكري والنقل الجوي."

بعد تأسيس الصين الجديدة، استفاد كبار المسؤولين الصينيين من التجارب في الحرب العالمية الثانية، واقترحوا تنفيذ الطيران الشراعي والقفز بالمظلة في القوات الجوية. ثم وافق رئيس مجلس الدولة الصيني حينذاك تشو آن لاي على تقديم اعتمادات لتطوير الطيران الشراعي والقفز بالمظلة عام 1952. وبعد ذلك الوقت، أجريت النشاطات الجوية بين الجماهير بغرض توفير احتياطي عسكري للقوات الجوية، الأمر الذي رفع قدرة الطيارين وقدم مساهمات كبيرة لتطور سلاح الطيران للقوتين الجوية والبحرية الصينيتين.

انضمت الصين إلى الاتحاد الدولي للطيران عام 1978، وبدأت الرياضات الجوية الصينية تدخل المسرح العالمي مع تعمق التبادلات بين والصين ودول العالم. وشاركت الصين في مسابقات بطولة العالم للنماذج الجوية والقفز بالمظلات، وفازت بأكثر من ثلاثين ميدالية ذهبية عالمية، محطمة الأرقام العالمية أكثر من خمسين مرة. قال ليو ليان تشنغ، الذي أدخل منطاد الهواء الساخن عام 1985 وقاد قطاع الإعلان على المنطاد إلى الازدهار: "بعد الانضمام إلى اتحاد الطيران الدولي، بدأ العالم يعترف بنتائج الصين في الرياضات الجوية، ومن ثم بدأت الصين تستفيد من الصناعة الرياضية."

صارت الرياضات الجوية نشاطات جوية شائعة ونشاطات جماهيرية بعد عام 1990. بدأت دفعة من رجال الأعمال المشهورين يرغبون في المشاركة في الرياضات الجوية، وتعلموا قيادة الطائرة الشراعية على حسابهم الخاص. قال ليو ليان تشنغ: "بعد الإصلاح والانفتاح، بدأ بعض رجال الأعمال يتعلمون استخدام المظلات والطائرات الشراعية، ثم الطائرات الخفيفة. ممارسة الرياضات الجوية ليست حاجة في المعاملات التجارية بين التجار، بل هواية شخصية. مع الإصلاح في المجالات الجوية المحظورة في الصين، سيستقبل هواة الرياضات الجوية بيئة أفضل لممارسة الرياضة."

منطاد الهواء الساخن والطيران الشراعي (باراموتور) والمظلة الشراعية والهليكوبتر والطائرة الصغيرة، ظهرت كلها في الخارج، قبل أن تلقى رواجا في الصين بعد أن أدخلتها المصلحة الصينية العام للرياضة.

توسع الحجم في وقت قصير

شهدت الرياضات الجوية تطورا مزدهرا في عام 2016. لا شك أن الرياضات الجوية تجذب أنظار الجماهير، وفي ظل تزايد الحاجات الجماهيرية إلى الرياضات الحديثة والمبتكرة والمنتجات السياحية الجديدة الأنماط، يولي الناس اهتماما متزايدا بهذه الرياضات الجذابة.

تعاونت تسع وزارات صينية في إصدار ((برنامج تنمية صناعة الرياضات الجوية)) في الثامن من نوفمبر 2016، يحدد البرنامج اتجاها واضحا لتطور صناعة الرياضات الجوية في الصين: اتخاذ سد الحاجات الاستهلاكية الجماهيرية كجوهر، كيف يمكن أن تلعب الرياضات الجوية دورا أكبر في تنشيط الاستهلاك الجماهيري، وهذا هو جوهر تطور الرياضات الجوية.

أشار البرنامج إلى أنه "بحلول عام 2020، يكون قد تم بناء 2000 مخيم طيران و1000 ناد للرياضات الجوية، وأن يصل عدد مستهلكي الرياضات الجوية إلى 20 مليون فرد، بينما يصل الحجم الاقتصادي للرياضات الجوية إلى 20 مليون يوان (الدولار الأمريكي يساوي 8ر6 يوانات)." وذلك يدل على أن تطور الرياضات الجوية سوف يخلق فرص عمل غزيرة وسوقا واسعا وحاجة استهلاكية كبيرة. بعد إكمال بناء 2000 مخيم، سنحتاج إلى 100 ألف طيار؛ وعندما يصل عدد المستهلكين إلى 20 مليون فرد، سنحتاج إلى 500 ألف موظف لإدارة شؤون المخيمات. وسوف تبلغ تكاليف تدريب الطيارين والموظفين الإداريين 50 مليار يوان. إضافة إلى ذلك، سوف يشهد الطلب على المواد والأجهزة لممارسة الرياضات الجوية زيادة ضخمة، بينما سيتطلب بناء المخيمات بناء المرافق الأساسية.

دفع التطور في مختلف المجالات

في الحقيقة، مازالت الرياضات الجوية الصينية في مرحلتها الأولى، وأمامها مستقبل تطور واسع. بناء المخيمات وإقامة المسابقات والأعمال التجارية حول الرياضات الجوية وتدريب أكفاء الرياضات الجوية وإنتاج التجهيزات، كل هذه المجالات سوف تشهد تطورا لا مثيل له.

مخيمات الرياضات الجوية تعد مواقع للمشاهدة والمشاركة في الرياضات الجوية وحدائق لهواة الرياضات الجوية، تحقيق الاندماج بين الرياضات والسياحة في المناطق السياحية سيساعد على دفع التطور الاقتصادي المحلي. "مشاهدة المناظر من ارتفاع منخفض" في المناطق السياحية ستجذب مزيدا من الزوار.

تسعى الصين إلى تعميم العادات الاستهلاكية للرياضات الجوية من خلال إقامة المسابقات والعروض والمعارض والمنتديات حول الرياضات الجوية. الآن، مع تعميم نشاطات الرياضات الجوية وإدخال المسابقات العالمية العالية المستوى إلى الصين وارتفاع المتعة الرياضية، نالت الرياضات الجوية إقبالا أوسع. كما اهتمت الصين بالإعلان عن الرياضات الجوية وتعميم معلوماتها في ظل افتقار الجماهير لمفهوم الاستهلاك في الرياضات الجوية.

أما تربية أكفاء الرياضات الجوية فهي أكبر مهمة في عملية تطور صناعة الرياضات الجوية. كان لدى الصين عدد من المدربين واللاعبين والموظفين المعنيين بالرياضات الجوية في ظل عدم فتح الارتفاع المنخفض وعدم انتشار الرياضات الجوية من قبل. هؤلاء سوف يكونون قوة جوهرية لدفع تطور هذه الرياضات. التعاون بين الهيئات التعليمية وشركات إدارة الرياضات الجوية في تدريب الأكفاء وزيادة التبادل بين الأكفاء الصينيين والأجانب ضمانتان أساسيتان لتطور الرياضات الجوية.

الراياضة تتحول إلى صناعة

أكد ((برنامج تنمية صناعة الرياضات الجوية)) خمس مهمات لتطور الرياضات الجوية الصينية: تعزيز بناء المنشآت الرياضية الأساسية، تحسين نظام مسابقات الرياضات الجوية، تطوير سوق متعددة للرياضات الجوية، رفع مستوى تطور صناعة الرياضات الجوية، تشجيع الاستهلاك في الرياضات الجوية بنشاط.

يشجع البرنامج على الاندماج بين الرياضات الجوية والسياحة والتعليم والصحة والثقافة لتنشيط سوق الرياضات الجوية. كما طرح البرنامج جذب الاستثمار الاجتماعي، مما يقدم تأييدا حكوميا لتطور الرياضات، الأمر الذي يرمز إلى أن الرياضات الجوية سوف تدخل مرحلة التطور السريع. وذلك يشبه صناعة العقارات وصناعة الإنترنت في تسعينات القرن الماضي وصناعة السياحة وصناعة الإنترنت عبر الهواتف النقالة في بداية القرن الحالي. إن هذه الصناعات المذكورة تتطور بسرعة بعد جذب رأس المال. طرح البرنامج أيضا نمط التعاون بين الحكومة ورأس المال الاجتماعي لتطوير الرياضات الجوية، الأمر الذي يعد أسلوبا استثماريا حديثا، إذ أكدت الحكومة اتجاه التنمية، وقدم رأس المال الاجتماعي دعما لترقية صناعة الرياضات الجوية، مما أعد بيئة نظامية وسليمة لتطور صناعة الرياضات الجوية.

التطور المزدهر لصناعة الرياضات الجوية يجسد التطور الاجتماعي والاقتصادي وارتفاع المستوى الاستهلاكي الجماهيري. إن ((برنامج تنمية صناعة الرياضات الجوية)) قوة دافعة لتطور الرياضات الجوية في الصين. لا شك أن صناعة الرياضات الجوية الصينية ستشهد تقدما ضخما في السنوات المقبلة، ولا شك أن الصين ستصبح دولة كبيرة في استهلاك الرياضات الجوية، وسوف يستفيد العاملون في صناعة الرياضات الجوية كثيرا من هذا التطور.