تقع كونمينغ في وسط هضبة يوننان- قويتشو بجنوب غربي الصين، وهي عاصمة مقاطعة يوننان، وبوابة الصين إلى جنوب شرقي آسيا وجنوبي آسيا، وإحدى المدن الرئيسية في غربي الصين. منذ "طريق الحرير الجنوبي" قبل ألفي سنة حتى مبادرة "الحزام والطريق" حاليا، حافظت كونمينغ المنفتحة على وضعها كشريان بري للتبادلات الاقتصادية والسياسية بين الصين ودول شرقي وجنوبي آسيا.

كونمينغ، المحاطة بالجبال من ثلاث جهات، تطل في جنوبها على بحيرة ديانتشي؛ أكبر بحيرة بهضبة يوننان- قويتشو. بفضل موقعها على ارتفاع 1890 مترا بهضبة يوننان- قويتشو عند خط عرض منخفض، تتمتع كونمينغ بجو ربيعي على مدار العام، فهواؤها نقي وشمسها مشرقة وزهورها متفتحة، ولذا تحمل لقب "مدينة الربيع" و"عاصمة الزهور".

موطن متعدد القوميات

ثمة آراء متعددة حول أصل اسم "كونمينغ"، ويقول معظم العلماء إنه اسم قومية قديمة في جنوب غربي الصين.

في مايو 1965، اكتشف في محافظة يوانمو، التي تبعد عن كونمينغ مائة وسبعين كيلومترا في اتجاه الشمال الغربي، أسنان أحفورية لإنسان يوانمو الذي يرجع تاريخه إلى ما قبل مليون وسبعمائة ألف سنة ويعد أقدم إنسان معروف في الصين حتى الآن. وحسب الاكتشافات الأثرية الحديثة، قد ظهرت في منطقة بحيرة ديانتشي آثار لأنشطة بشرية مثل الزراعة والصيد البري وتربية الحيوانات والطيور الداجنة قبل حوالي 4000 سنة.

في القرن الأول الميلادي، وسعت أسرة هان (202 ق.م- 220 م) النظام المركزي إلى حدودها الجنوبية الغربية، وأنشأت جهازا حكوميا محليا في منطقة بحيرة ديانتشي. ومنذ ذلك الوقت، أدرجت منطقة يوننان القديمة ضمن النظام الإمبراطوري الإقطاعي مباشرة، وذهب إليها مهاجرون من قومية هان، حملوا معهم التقنيات المتقدمة وثقافات منطقة السهول الوسطى، مما عزز التنمية الاقتصادية لمنطقة بحيرة ديانتشي. في عام 1276، في فترة أسرة يوان (1271-1368) تأسست تشونغشو شنغ (أمانة) يوننان رسميا. ومنذ ذلك الحين، أصبحت كونمينغ المركز السياسي والاقتصادي والثقافي ليوننان.

كونمينغ مدينة متعددة الأعراق منذ قديم الزمان، إذ يعيش فيها أبناء قومية هان وقومية يي وقومية هوي وقومية باي، وغيرهم من أبناء ست وعشرين قومية، أثروا في بعضهم البعض خلال تعايشهم معا لسنوات طويلة. وفي نفس الوقت، احتفظ كل منهم بعاداته وتقاليده، فاحتفظت المدينة بالعديد من أنماط الحياة الفريدة والعادات الشعبية والثقافات والفنون. يشعر زائر كونمينغ  بخصائص قومياتها المميزة، من خلال العادات والتقاليد والطعام والشراب والملابس والحلي ذات الألوان المختلفة والبنايات السكنية المتعددة الأنماط.

لمعلوماتك

ميشيان مكرونة محلية في مقاطعة يوننان تصنع من الأرز العادي غير الغروي، وتباع عادة طازجة وليست مجففة. وشياوقوه هو ميشيان الأكثر شيوعا، تأكل باردة مع الصلصة، أو مع الحساء الساخن، وطريقة صنعها هي غلي الماء في وعاء، قبل أن تضاف إليه اللحوم الطازجة ومكرونة ميشيان وخضراوات أخرى. ويمكن إعدادها بنكهات مختلفة.

 

"القاعدة الخلفية" خلال الحرب العالمية الثانية

كان لكونمينغ دور بالغ الأهمية في الحرب العالمية الثانية. في عام 1931، شنت اليابان حربا عدوانية ضد الصين، وأصبحت كونمينغ "القاعدة الخلفية" لحرب المقاومة الصينية ضد العدوان الياباني بعد أن وقعت المدن الشمالية والمدن الساحلية الصينية في قبضة الجيش الياباني. وبعد اندلاع حرب المحيط الهادئ في عام 1941، غزا الجيش الياباني ميانمار قادما من تايلاند، ثم هاجم غربي يوننان، واحتل ثلاثين كيلومترا مربعا من أرض نهر نوجيانغ، فأصبحت كونمينغ خط الجبهة الأمامية لمقاومة العدوان الياباني.

لمعلوماتك

أكاديمية المشاة العسكرية في يوننان

أكاديمية المشاة العسكرية في يوننان هي أول أكاديمية عسكرية في تاريخ الصين الحديث. تأسست في عام 1909، وتعد واحدة من أكبر ثلاث أكاديميات عسكرية صينية، مع الأكاديمية العسكرية الشمالية في تيانجين وأكاديمية الشمال الشرقي العسكرية في فنغتيان (شنيانغ حاليا). بعد ثورة شينهاي عام 1911، تم تغيير اسم أكاديمية المشاة العسكرية في يوننان إلى مدرسة المشاة العسكرية في يوننان، وتم تشكيل جيش يوننان على أساس معلمي وطلاب هذه الأكاديمية. أثناء حركة حماية الجمهورية (1915-1916) وحركة حماية الدستور (1917-1918)، سجل جيش يوننان نتائج مبهرة. تخرج تشو ده، قائد جيش التحرير الشعبي الصيني، في هذه الأكاديمية. عندما أسس صون يات صن أكاديمية وامبوا العسكرية سنة 1924، قدمت  أكاديمية المشاة العسكرية في يوننان دعما لإنشائها.

المواصلات: حافلة عامة 139 إلى محطة تسانغيوانشيانغ.

متحف السكك الحديدية في يوننان

أنشئ متحف السكك الحديدية في يوننان في قاعة انتظار الركاب لمحطة كونمينغ الشمالية للسكك الحديدية. يعرض المتحف تاريخ تطور السكك الحديدية في كونمينغ، وخاصة آثار  السكة  الحديدية الضيقة التي يبلغ عرضها مترا واحدا فقط. خط السكة الحديدية من كونمينغ إلى هانوي بفيتنام هو أقدم خط سكة حديدية ضيقة وله قيمة تاريخية وثقافية كبيرة. تبلغ مساحة المتحف 3176 مترا مربعا، ويبلغ عدد مقتنياته تسعة آلاف وخمسمائة قطعة، كلها ذات قيمة معرفية تاريخية، مثل الصور والوثائق القديمة لخط كونمينغ- هانوي الحديدي، والوثائق القديمة. هذا المتحف يعد المتحف الوحيد لتطور السكك الحديدية المحلية في الصين.

المواصلات: الخط الثاني للمترو إلى محطة القطارات الشمالية.

 

مدينة الربيع والزهور

فصول السنة كلها ربيع في كونمينغ، والفرق في درجات الحرارة على مدار العام صغير. الجو ليس حارا في الصيف وليس باردا في الشتاء. المتوسط السنوي لدرجة الحرارة في المناطق الحضرية لكونمينغ حوالي خمس عشرة درجة،  ولهذا تحمل لقب "مدينة الربيع". بفضل المناخ المعتدل وساعات أشعة الشمس الطويلة وغزارة الأمطار، كونمينغ مناسبة لنمو جميع الأنواع من الزهور والأشجار، يمكن رؤية الزهور المزدهرة بالألوان المختلفة، سواء في الحدائق العامة أو الحقول والتلال والجبال، وفي شرفات البيوت، على مدار العام.

أبناء كونمينغ مغرمون بالزهور، وجعلوها صناعة لهم. سوق الزهور في قرية دونان بمحافظة تشنغقونغ، التي تبعد عن وسط كونمينغ ثمانية عشر كيلومترا، أكبر قاعدة لتجارة الزهور في الصين حاليا، وهي التي تقرر أسعار الزهور في أنحاء البلاد. تبلغ مساحة بساتين الزهور  في قرية دونان نحو أربعمائة هكتار، ويباع في السوق أكثر من مائتي نوع من الزهور، ويتم تصديرها إلى أكثر من عشر مدن كبيرة، في اليابان وجمهورية كوريا وسنغافورة وتايلاند وغيرها. تتم أعمال تداول وتجارة الزهور في هذه السوق مساء، حيث يحتشد كثير من الناس والزهور المختلفة الألوان في السوق، مما يشكل مشهدا تجاريا فريدا من نوعه.

لمعلوماتك

معرض كونمينغ الدولي للبستنة

تقع قاعدة معرض كونمينغ الدولي للبستنة في ضاحية شمال شرقي كونمينغ، على مسافة ستة كيلومترات من المنطقة الحضرية لكونمينغ. تنقسم القاعدة إلى خمسة قاعات عرض وستة قاعات متخصصة: مثل حديقة الخيزران وحديقة الأعشاب الطبية وحديقة بونساي، وحديقة الأشجار وحديقة الشاي. كما أن هناك ثلاث مناطق عرض في الهواء الطلق: منطقة العرض الوطنية ومنطقة العرض الدولية ومنطقة العرض للمؤسسات. تجمع القاعدة بين فنون العمارة وفنون النحت، إضافة إلى زخارفها من النباتات والزهور النادرة، ما يجعلها حديقة دولية ضخمة رائعة.

المواصلات: الحافلات العامة رقم 68 و71 إلى محطة معرض كونمينغ الدولي للبستنة

بحيرة ديانتشي

بحيرة ديانتشي المعروفة أيضا باسم بحيرة كونمينغ، تقع في جنوب غربي كونمينغ. تبلغ مساحتها ثلاثمائة وثلاثين كيلومترا مربعا، وهي أكبر بحيرة مياه عذبة في مقاطعة يوننان، وتحمل لقب "لؤلؤة الهضبة". هذه البحيرة، التي تشكلت نتيجة هبوط أرضي، منتجع سياحي على المستوى الوطني. في كل شتاء يقضي آلاف من طيور النورس الأسود الرأس الشتاء في هذه المنطقة، فبات مشهد تحليق طيور النورس فوق سطح البحيرة منظرا رائعا في شتاء البحيرة. يحيط بالبحيرة عدد كبير من المناطق السياحية، مثل قرية يوننان للقوميات ومتحف يوننان للقوميات ومعبد هواتينغ بجبل شيشان ومعبد تايهوا ومقصورة سانتشينغ ومعبد تشيونغتشو وبناية داقوان ومعبد بانلونغ وحديقة تشنغ خه، وغيرها من المناطق السياحية.

المواصلات: الحافلات العامة رقم 24 و44 و73 إلى محطة حديقة هايقنغ.