سيمفونية "الحزام والطريق"

في الثاني عشر من مارس 2017، بدأ الشاب الألماني ماركوس شيونغ، رحلة طموحة على مسار طريق الحرير القديم في القارة الأوراسية، منطلقا من هامبورغ إلى شانغهاي. هذا الطريق الذي يبلغ طوله اثني عشر ألف كيلو متر سيكون واحدا من أكثر مغامرات الهواة طولا في التاريخ. قال ماركوس إنه يريد بهذا العمل التعبير عن محبته للثقافة الصينية ودعمه لمبادرة "الحزام والطريق". في السابع والعشرين من ذات الشهر، أصبحت نيوزيلندا أول دولة غربية متقدمة توقع اتفاق تعاون مع الصين بشأن مبادرة "الحزام والطريق". وقد أشار السيد يانغ جيه تشي، عضو مجلس الدولة الصيني، إلى أن المبادرة اقترحتها الصين ولكنها ليست جوقة شخص واحد، وإنما ستكون سيمفونية تفيد العالم كله.

في السابع عشر من مارس، تبنى مجلس الأمن للأمم المتحدة قرارا يحث على بذل المزيد من الجهود لتنفيذ مبادرة "الحزام والطريق". وقالت السيدة شمشاد أختار، مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة، إن مبادرة "الحزام والطريق" مشروع هام وأساسي. أولا، لأن المبادرة تتعلق بالتعاون المتعدد وينطوي على العديد من الأطراف والمجالات؛ ثانيا، لأن المبادرة تعزز التنمية المستدامة والترابط السلس بين مختلف الدول والمناطق على طول الحزام والطريق من أجل تحقيق التنمية المتنوعة؛ ثالثا، لأن المبادرة ستفضي إلى تخفيض الحواجز التجارية وتقليل التكاليف التجارية؛ رابعا، لأن المبادرة تضع في الاعتبار أيضا العوامل البيئية والاجتماعية.

منذ طرح مبادرة "الحزام والطريق"، تسعى بلدان عديدة إلى تعزيز التضافر بين استراتيجياتها المعنية والمبادرة. في الفترة من 22 إلى 26 مارس 2017، عندما زار رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ أستراليا، وافق الطرفان على تعزيز التضافر بين مبادرة "الحزام والطريق" و"رؤية تنمية شمالي أستراليا". وحتى الآن، تمت صياغة روابط بين مبادرة "الحزام والطريق" واستراتيجيات وطنية وإقليمية، مثل "الاتحاد الاقتصادي الأوراسي" (روسيا)، "مبادرة ممر المروج" (منغوليا) السياسة الاقتصادية الجديدة، "طريق النور" (كازاخستان)، والخطة الاستثمارية للمفوضية الأوروبية المعروفة باسم "خطة جونكر" (أوروبا). وقد عبرت بلدان كثيرة عن اهتمامها بأن تصبح حلقة وصل رئيسية على طول "الحزام والطريق". على سبيل المثال، تريد بولندا أن تصبح مركزا لوجيستيا لـ"الحزام والطريق"، وتعتزم توغو أن تكون مرتكزا للمبادرة في غربي أفريقيا، بينما إيطاليا هي المحطة الأخيرة لطريق الحرير القديم، وأيضا نقطة التقاطع لمنطقة طريق الحرير الاقتصادية وطريق الحرير البحري، عندما قام الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا بزيارة رسمية للصين في نهاية فبراير 2017، قال إن الجهود ستبذل للمواءمة بين مبادرة "الحزام والطريق" واستراتيجية التنمية الوطنية الإيطالية من أجل تعميق علاقات وتعاون الصين وإيطاليا في مجالي الثقافة والاقتصاد. وتعهد ماتاريلا بأن إيطاليا ستساعد في جعل الاتحاد الأوروبي أفضل شريك تعاوني للصين في مجالي الاقتصاد والتجارة.

مبادرة "الحزام والطريق" يمكن أن تعود بالفائدة على كافة الأطراف المعنية. يتوقف الحجم على خفض تكاليف المعاملات عبر الحدود وتعريفات الاستيراد، فانخفاض التعريفات بنسبة 30% من شأنه أن يولد مكاسب اقتصادية بنسبة 8ر1% في الناتج المحلي الإجمالي للصين، ومن 3ر5% إلى 9ر16% في الناتج المحلي الإجمالي للبلدان الأعضاء الأخرى. وتقدم المبادرة فرصا للدول على طول "الحزام والطريق" لخلق الثروة. لقد صارت الصين سوق التصدير الأول  لشركائها التجاريين الرئيسيين على طول "الحزام والطريق"، بينما زادت وارداتها من بعض السلع أضعافا من حيث الحجم.

وفقا لتحليل لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لآسيا والمحيط الهادئ، سوف يستفيد ثلثا البلدان الواقعة على طول "الحزام والطريق" من خلال الترابط. ترابط البنى التحتية، مثل أنابيب النفط وشبكات الكهرباء سيجلب مزايا هائلة لوسط وجنوبي وشرقي آسيا.

في السابع والعشرين من مارس، عقد الرئيس شي جين بينغ محادثات مع رئيس مدغشقر هيري راجاوناريمامبيانين ، الذي قال إنه يأمل في تمتين التعاون في مجالات مثل الطاقة، الطيران المدني، النقل، وإنشاءات الموانئ والمطارات. في ندوة "عبور منغوليا 2017" التي عقدت في السابع من إبريل، قال تسوغتغرل، نائب وزير تطوير الطرق والمواصلات بجمهورية منغوليا: إنه في عام 2016 مر بمنغوليا 167 قطار شحن بين الصين وأوروبا، ومن المتوقع أن يصل العدد إلى 400 في عام 2017، وأن يصل إلى ألف في السنوات المقبلة. وأوضح أحسن إقبال، وزير التخطيط والتنمية والإصلاح في باكتسان، أن إنشاء الممر الاقتصادي الصيني- الباكستاني جلب فرصا لإنعاش التنمية الاقتصادية والاجتماعية في باكستان، من خلال حل مشكلات مثل نقص الطاقة وتخلف البنى التحتية للنقل.

التعاون في الثقافة والتعليم مزدهر أيضا. في 21 مارس، شكلت جامعات الصين وبولندا اتحاد الجامعات الصينية- البولندية تحت مبادرة "الحزام والطريق". ومنذ ذاك، انضم إلى هذه المجموعة ثلاث وعشرون جامعة لتعزيز التبادل والتعاون. ومؤخرا، أقامت إيطاليا رابطة الثقافة الصينية لتعزيز التبادل والتعاون بين الجامعات والمؤسسات البحثية والشركات في البلدين.