الماراثون
رياضة أولمبية يحبها الصينيون

الماراثون من ألعاب القوى، ويعني رسميا الركض لمسافة 195ر42 كيلومترا. وقد أدرج ضمن ألعاب الرجال في دورات الألعاب الأولمبية منذ عام 1896. وفي دورة الألعاب الأولمبية في لوس أنجلوس سنة 1984، تم إدراجه ضمن ألعاب السيدات.

ماراثون الصين

في عام 490 قبل الميلاد، نشبت معركة بين اليونانيين والفرس في منطقة ماراثون باليونان. وبعد نزاع طويل انتصر اليونانيون على الفرس، فخرج شخص من المقاتلين اليونانيين اسمه فيديبيدس وركض لمسافة أربعين كيلومترا من منطقة ماراثون إلى أثينا ليخبر أهلها بانتصارهم على الفرس. ولكن، بعد أن أخبرهم لقي حتفه من شدة التعب والإرهاق. وقد سُمي سباق الماراثون بهذا الاسم تيمنا بهذا الجندي الذي قطع كل هذه المسافة ليزف خبر الانتصار إلى الشعب اليوناني.

أقيم أول سباق ماراثون في الصين عام 1981 في بكين، في وقت لم يكن لهذه الرياضة جماهيرية واسعة بالبلاد. وفي السنوات الأخيرة، ومع تزايد اهتمام الصينيين بالصحة والرياضة، بات كثيرون منهم يقبلون على رياضة الركض.

إضافة إلى بكين، تقام سباقات الماراثون في داليان وشانغهاي وشيامن غيرها من المدن النائية والهضاب. وأصبح الماراثون حاليا متعدد الأشكال، فعلاوة على الماراثون ونصف الماراثون والماراثون لمسافة خمسة كيلومترات والماراثون لمسافة عشرة كيلومترات وغيرها من السباقات التقليدية، تقام في الصين سباقات ماراثون الجبال وماراثون الغابات وماراثون الشواطئ الرملية والماراثون الفائق ونصف الماراثون للنساء وسباق ماراثون التتابع.

تشجيع حكومي

في عام 2014، قررت الجمعية الصينية لألعاب القوى إلغاء إجراءات التدقيق والموافقة لإقامة سباقات الماراثون، لتتحول الجمعية من هيئة مسيطرة إلى هيئة مرشدة تقدم الخدمات وتدفع تطور هذه الرياضة.

إصلاح نظام إقامة السباقات لم يساهم في تطور سوق سباقات الماراثون فحسب، وإنما أيضا دفع تقدم رياضة الماراثون في الصين، فارتفع مستوى المتسابقين وتحسنت جودة السباقات وزاد تأثير الصين في العالم في هذا المجال.

بعد إلغاء إجراءات التدقيق والموافقة لإقامة السباقات، ازداد عدد سباقات الماراثون بشكل ملموس، حيث ارتفع عدد السباقات المسجلة لدى لجنة الصين لألعاب القوى إلى 328 عام 2016، بزيادة ستة أضعاف مقارنة مع عام 2014.

قال وانغ دا وي، نائب رئيس الجمعية الصينية لألعاب القوى: "بعد إلغاء التدقيق والموافقة عام 2014، شهدت سباقات الماراثون في الصين تطورا ملموسا خلال العامين الماضيين. هذا الإصلاح يسمح للمؤسسات والهيئات والأندية أن تشارك في إقامة السباقات، مما يدفع تنوع أشكال السباقات وفقا لحاجات المتسابقين. ومن ناحية أخرى، يدفع هذا الإصلاح رفع مستوى تنظيم السباقات. كانت مكاتب الرياضة المحلية ومراكز إدارة السباقات المحلية تنظم سباقات الماراثون، لكن النتيجة لم تكن مرضية بسبب تواضع مستواها من حيث تقسيم العمل المتخصص وافتقارها للخبرة. حاليا، تقوم شركات متخصصة بإدارة كثير من سباقات الماراثون. تهتم هذه الشركات والأكفاء فيها برفع جودة السباقات لخدمة المشاركين وتلبية متطلباتهم، مما يساعد على تطوير رياضة ماراثون في الصين."

ثقافة الماراثون

كان عدد المشاركين في أول سباق ماراثون في الصين عام 1981 ثمانين فردا فقط. ارتفع هذا العدد في عام 2016 إلى 8ر2 مليون فرد. كان المشاركون في ماراثون بكين عام 1981 لاعبين، ولكن معظم المشاركين في سباق 2016 من عامة الناس.

مع ارتفاع مستوى معيشة الصينيين وزيادة دخولهم، باتوا يهتمون بالصحة أكثر من الحياة المادية، خاصة مع تعميم مفهوم الرياضة البدنية بين الجماهير. الركض، وهو من أسهل الرياضات، يحظى بإقبال جماهير واسع، ما أدى إلى تعاظم الحاجة إلى سباقات الماراثون.

في أغلبية سباقات الماراثون بالصين، يكون عدد المسجلين أكبر من الطاقة الاستيعابية، وتضطر بعض السباقات الكبرى إلى إجراء القرعة لاختيار المشاركين. إن إقبال الصينيين على دفع نفقات التسجيل في سباقات الماراثون، يؤكد أن الحاجة الجماهيرية هي أساس تطور الماراثون في الصين.

من ناحية أخرى، وبرغم الزيادة الهائلة خلال فترة قصيرة في عدد سباقات الماراثون بالصين وعدد المشاركين فيها، ينبغي أن لا ننسى أن ذلك يحدث في أكثر دول العالم سكانا، وبها مدن عديدة تمتلك القدرة على إقامة سباقات الماراثون. في الحقيقة، مازالت هناك مسافة بين الصين والدول المتقدمة، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية واليابان والدول الأوروبية، في مستوى تعميم الماراثون ومستوى إقامة السباقات، وعلينا أن نتعلم من خبراتها في إقامة السباقات وأن نقوم بدراسة احتياجات المشاركين، وأن نهتم بتدريب المتخصصين في تعليم مهارات الركض وتفادي المخاطر في سباقات الماراثون.

تسعى الصين في المستقبل إلى إقامة بطولة غراند سلام للماراثون ومعرض للماراثون وتأسيس لجنة للماراثون ومعهد للماراثون، ووضع وتنفيذ خطة لتطوير صناعة الماراثون، وصولا إلى تشكيل ثقافة ماراثون الصين، ورفع مستوى تنظيم سباقات الماراثون، ورفع القدرة على تطوير سوق الماراثون، مما يدفع تطور ماراثون الصين بشكل سليم.

_________________________________________________

لمعلوماتك:

الماراثون سباق في الجري لمسافات طويلة. الاشتراك في سباق الماراثون كل فترة معينة قد يكون تجربة مفيدة جدا لصحة الجسم والقلب. تعد سباقات الماراثون فرصة لاستكشاف قوة وتحمل جسمك. ثمة نصائح لمن يستعدون للمشاركة في سباقات الماراثون:

1-  الاستعداد النفسي قبل المشاركة. ابتعد عن الضغوط النفسية والعصبية قبل المشاركة في الماراثون.

2-   التأكد من استعدادك البدني للمشاركة في الماراثون. ليس بإمكان كل شخص المشاركة بأمان في سباق لمسافات طويلة، خصوصا إذا كانت لديك سجلات طبية أو تاريخ مرضي يتعلق بالقلب أو ارتفاع ضغط الدم أو ضيق التنفس، أو عدم اعتيادك على الجري لمسافات طويلة. من المهم أن تجري فحصا طبيا شاملا، وأن تستشير الطبيب حول إمكانية مشاركتك في الماراثون.

3-   اختيار حذاء رياضي جيد. الحذاء الجيد يساعدك كثيرا في اجتياز الماراثون، وكذلك في أداء التمرينات التي تسبق الماراثون، كما يسهم في عدم حدوث إصابات أثناء الركض.

4-   الاهتمام ببرنامج التغذية قبل الماراثون. ينبغي أن تضع خطة للتغذية قبل شهر أو أكثر من بدء الماراثون، وأن تركز في هذه الفترة على الأطعمة التي تحتوي على كثير من البروتينات والطاقة لتساعد في بناء عضلاتك أثناء فترة الاستعداد. اللحوم والأسماك والمكسرات ومنتجات الألبان والدهون غير المشبعة جيدة في هذه الفترة، كذلك لا تنسى الخضراوات والفاكهة والحبوب الكاملة. أما قبل الماراثون مباشرة، فعليك أن تتناول أطعمة تمدك بالطاقة وسهلة الامتصاص حتى لا تصاب بالإرهاق أثناء الركض.

5- وضع خطة التمرين قبل المشاركة. هناك الكثير من المواقع على الإنترنت تقدم لك جداول مناسبة لمستوى لياقتك، يمكنك أن تتابعها لتصل إلى مستوى جيد من اللياقة للمشاركة في الركض.

6-  المرونة في التدريبات. ليس من الضروري الالتزام تماما بجدول التدريبات الذي تسير عليه، فلا تستمر في الركض إذا شعرت بإجهاد شديد أو إذا أحسست بالإرهاق أو الدوار، يمكنك الحصول على راحة من التدريب لمدة يوم، ولكن لا تحاول مضاعفة التدريب في اليوم التالي لتعويض يوم الراحة، بل استمر على الجدول الذي تعمل عليه.

لا تبدأ الركض مباشرة، وإنما ابدأ بالإحماء بضع دقائق لتهيئة العضلات للركض. ليس من الصحي البدء مباشرة في الركض قبل أن تهيئ العضلات لبذل المجهود.

7-  الصحبة في التمرينات. احرص على ان تركض مع مجموعة من الأشخاص، فهذا يشجعك ويزيد من حماستك ويجعل أداء التمارين أكثر متعة. لكن، إذا كان رفاقك أكثر لياقة منك بكثير، لا تحاول الضغط على نفسك ومجاراتهم في الركض. ليست كل الأجسام متماثلة في القدرات. توقف عندما تشعر بالتعب دوما.

8-  الراحة لا تقل أهمية عن التمرينات. يجب أن تحظى بيوم في الأسبوع تريح فيه جسمك تماما، وتحظى ببعض الاسترخاء لمساعدة عضلاتك على أن تسترخي وتتخلص من السموم وتبدأ في النمو. يمكنك قضاء يوم في حوض سباحة أو الحصول على تدليك لجسمك من متخصص.

9-  شرب الماء. ينبغي لك الإكثار من شرب الماء قبل المشاركة في الماراثون، حتى لا يصاب جسمك بالجفاف أثناء الركض لمسافات طويلة. لكن توقف فورا عن شرب الماء عندما تجد أن معدتك قاربت على الامتلاء، فكثرة الماء ليست جيدة أيضا.

10-                     اعتدال الركض في بداية السباق. لا تبدأ الركض في الماراثون بسرعة عالية، هذا ليس سباق مائة متر. المحترفون يبدؤون الجري بسرعةمتوسطة، يزيدونها أو يقللونها تبعا لظروف الجري. أيضا من الذكاء أن تترك بعض الأشخاص يسبقونك وتركض ورائهم للاحتماء من الرياح، إذا كانت الرياح عكس الاتجاه الذي تركض فيه.

11-                     عدم التوقف فجأة. بعد انتهاء الماراثون، لا تتوقف عن الركض فجأة حتى لا تصاب عضلاتك بالشد. توقف تدريجيا وقم بالركض في المحل عدة دقائق حتى تتوقف تدريجيا. ولا تسارع بشرب جرعات كبيرة من الماء فور الانتهاء حتى لا تصاب معدتك بالضرر. يمكنك تناول ما تريد بعد نصف ساعة من الاسترخاء حتى تكون معدتك قد بردت تماما.

(بعض المعلومات مأخوذة من شبكة الإنترنت)