نانجينغ
تاريخ من الازدهار والدمار

نانجينغ، التي حملت في أوقات سابقة اسم "جينلينغ" و"جيانكانغ"، هي حاضرة مقاطعة جيانغسو في وسط ساحل الصين الشرقي. نانجينغ، باعتبارها واحدة من العواصم الأربع القديمة للصين، وهي مهد الحضارة الصينية، فضلا عن كونها مركزا سياسيا واقتصاديا وثقافيا في جنوب الصين خلال زمان طويلة.

سون تشيوان، إمبراطور أسرة وو (222-280) هو أول حاكم اتخذ نانجينغ عاصمة للبلاد، وكان ذلك في عام 229 قبل الميلاد. وكانت آخر مرة اتخذت فيها نانجيغ عاصمة للصين في فترة جمهورية الصين (1912- 1949). ظلت نانجينغ عاصمة لفترة زمنية أطول من أي مدينة أخرى من العواصم الأربع القديمة للصين. تغيرات الأسرات الحاكمة والتحولات الاجتماعية الهائلة التي حدثت خلال تلك الفترة، أتاحت لسكان نانجينغ الثروة والازدهار في أوقات الرخاء، وأصابتهم بالفقر والعوز في أوقات انحدارها وتراجعها. ومع ذلك، أثبتت نانجينغ مرونة وقوة وعادت مرارا وتكرارا لتشهد تطور وتقدم البلاد وتلعب دورا أساسيا في الحفاظ  على الثقافة الصينية وتوارثها.

هذه المدينة العريقة، كانت  أيضا مسرحا لأحداث كبرى؛ مثل التوقيع على معاهدة نانجينغ، التي تعتبر بداية العصر الحديث في الصين (1840- 1949)، وإنشاء جمهورية الصين.

على مر القرون، راكمت نانجينغ تراثها الثقافي الرائع، الذي يتجسد في المواقع التاريخية التي تمتزج معها البنايات وناطحات السحاب الحديثة. إن زيارة هذه المدينة العريقة، التي تعتبر متحفا مفتوحا للتاريخ الصيني، فرصة لاستذكار ومعايشة ماضي الصين العظيم، والمضطرب أحيانا.

عاصمة لست أسرات

في الحقيقة، كانت نانجينغ عاصمة لأكثر من عشر أسرات في الصين، فلماذا يقال دائما إنها كانت عاصمة لست أسرات؟

الأُسرات الست تشير إلى فترة معينة من تاريخ الصين من عام 222 إلى عام 589، وخلال تلك الفترة كانت هناك أسرة وو (222- 280) الشرقية وأسرة جين الشرقية (317- 420)، وأربع أسرات متعاقبة، هي سونغ، تشي، ليانغ، وتشن، والتي تسمى عادة مجتمعة باسم الأسرات الجنوبية (420- 589).

وقد أبقت جميع الأسرات على نانجينغ كعاصمة، فحملت المدينة اسم "عاصمة الأسرات الست".

في ذلك الوقت كانت نانجينغ حاضرة بكل المقاييس. كان عدد سكانها أكثر من مليون نسمة، وهي أول مدينة تطبق نظام محور الشمال- الجنوب المركزي في تخطيطها العمراني، وقد ظل لروعة وعبقرية تصميم نانجينغ المعماري تأثير بعيد المدى على الأجيال اللاحقة في كل من الصين ودول شرقي آسيا، وأسلوبها المعماري المتميز يحتل مكانة هامة في تاريخ تطور عواصم الصين القديمة.

اختارت أسرة تانغ الجنوبية (937- 975) في بداية تأسيسها، نانجينغ عاصمة لها، وخلال حكمها لتسع وثلاثين سنة، وفرت البيئة الاجتماعية المستقرة للمدينة ولسكانها فرص تنمية اقتصادية وثقافية هائلة، لا سيما في مجالات الأدب والفنون والموسيقى وفن الخط. كان الإمبراطور لي يوي (937-978)، آخر أباطرة أسرة تانغ الجنوبية، متعدد المواهب الثقافية، وكان بارعا في فن الخط والرسم والشعر والموسيقى. أعماله الشعرية، وخاصة بأسلوب تسي (السطور ذات الطول المتباين)، مشهورة وظلت تحظى بمكانة مرموقة لأجيال عديدة.

في عام 1368، أعلن تشو يوان تشانغ (1328-1398) نفسه إمبراطورا في نانجينغ وأنشأ أسرة مينغ (1368-1644)، فصارت المدينة مركزا سياسيا واقتصاديا وثقافيا. أمضى تشو سبعة وعشرين عاما في تصميم وبناء سور للمدينة طوله 33676 مترا،  ليحيط بعاصمته ويحميها. بعد مرور أكثر من ستمائة سنة، لا يزال 21351 مترا من هذا السور قائما، مما يجعله أطول سور مدينة موجودا في الصين حتى الآن. في عام 1421، نقل الإمبراطور الثالث لأسرة مينغ العاصمة إلى بكين، وتحولت  نانجينغ الى عاصمة ثانوية. وقد تم تدمير قصر مينغ  الكبير في نانجينغ خلال الحروب والكوارث في القرون اللاحقة. ولكن، مازال بالإمكان مشاهدة نمط عمارة نانجينغ وإنجازاتها من خلال بنايات المدينة المحرمة في بكين، التي صممت على غرار طراز قصر مينغ.

في عام 1842، في نهاية حرب الأفيون الأولى، وقعت بريطانيا وحكومة أسرة تشينغ (1644-1911)  معاهدة نانجينغ غير المتكافئة، التي تعتبر بداية العصر الحديث في الصين. في عام 1853، خلال انتفاضة تايبينغ التي قام بها الفلاحون في جنوبي الصين، استولت قوات تايبينغ على نانجينغ وسيطرت على المدينة لمدة أحد عشر عاما. في عام 1912، أعلن الدكتور صون يات صن، في نانجينغ، إقامة  الحكومة المؤقتة لجمهورية الصين، وتم اختياره رئيسا مؤقتا للجمهورية.

في يوم 23 أبريل 1949، احتل جيش التحرير الشعبي الصيني على نانجينغ، ما أنهى حكم حزب الكومينتانغ في بر الصين الرئيسي.

بعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية في عام 1949، تم اختيار نانجينغ كحاضرة لمقاطعة جيانغسو.

لمعلوماتك

ضريح صون يات صن

 هو مقبرة د. صون يات صن "رائد الثورة الديمقراطية" في الصين، ويقع في منطقة ذات مناظر طبيعية خلابة في تشونغشان وسط جنوب جبل تسيجين. يقع الضريح على منحدر الجبل، ويشمل بوابة "بوآي" التذكارية التي تحمل مقطعين كبيرين من اللغة الصينية، كتبهما صون يات صون بخط يده، ومعناهما: حب البشرية، وممر الضريح، ومدخله، ودرجات حجرية، وجوسقة الشاهدة، والقاعة الرئيسية، ثم غرفة الضريح. جميع هذا المرافق المتراصة على محور مركزي، تجسد الاحترام  للتخطيط التقليدي للطراز المعماري الصيني.

يبدو الضريح مثل "جرس الحرية"؛ فقرميده الأزرق المائل إلى الخضرة والبلاط المزجج وجدار الجرانيت، يعطي الضريح بيئة وقور ومهابة.

المواصلات: خطوط الحافلات 9، 34 (خط بوآي)، 201، 202، و 203 إلى الضريح.

ضريح شياو لينغ لأسرة مينغ

يقع الضريح في السفح الجنوبي لجبل تسيجين، ويحتوي على قبر الإمبراطور تشو يوان تشانغ، مؤسس أسرة مينغ، والإمبراطورة ما.

باعتباره أول ضريح لإمبراطورية مينغ، يجسد ضريح شياو لينغ ما حقق فن المعمار والنحت الحجري من الإنجازات في أوائل فترة أسرة مينغ. كان لتصميم وهندسة الضريح تأثير مباشر على بناء المقابر خلال فترة أسرتي مينغ وتشينغ التي استمرت أكثر من خمسمائة سنة. على الرغم  من تدمير كل هياكله الخشبية، مازال قصرالضريح تحت الأرض محفوظا كاملا، بأسلوب عظمته الأصلية، وما زالت مباني الضريح الرئيسية تعكس واقعية صورتها وكمال توزيعها في تلك الفترة.

المواصلات: محطة شيامافانغ للخط الثاني للمترو.

 

                          نانجينغ .. بيت المواهب

نانجينغ لديها تقاليد تقديس الثقافة والتعليم، ومشهورة بين الصينيين بأنها "مركز الثقافة على الأرض".

تأسست أول أكاديمية إمبراطورية صينية في نانجينغ في بدايات القرن الثالث. شهدت فترة الأسرات الست إنشاء مدارس متخصصة لتعليم الكونفوشية، ومذهب شيوانشيوه الفلسفي، والأدب، والتاريخ. خلال فترة أسرة مينغ، أنشئت في نانيجنغ الأكاديمية الإمبراطورية في الصين القديمة "قوتسيجيان"، وكانت أعلى مؤسسة للتعليم في ذلك الوقت. كانت الأكاديمية تقبل أبناء النبلاء والمثقفين لتأهيلهم لخدمة الدولة. تقع الأكاديمية في شارع تشنغشيان، والذي يعني حرفيا "كيف تصبح رجلا فاضلا ".

في نانجينغ يوجد ما يسمى "قونغيوان في جيانغنان"، أي قاعة الامتحان الامبراطوري في جنوب الصين، وهي أكبر قاعة امتحان في الصين القديمة، تتسع لعشرين ألف ممتحن. كانت تستخدم لإقامة طلاب مقاطعتي جيانغسو آنهوي المتقدمين للامتحان الامبراطوري على مستوى المقاطعة وعلى المستوى الوطني. خلال فترة أسرتي مينغ وتشينغ، كان نصف عدد الفائزين الأوائل في الامتحان الامبراطوري يأتون من هذه قاعة الامتحان. ومن بين العباقرة الذين امتحنوا في هذه القاعة  تانغ بوه هو، الذي يعتبر واحدا من أعظم أربعة أدباء في جنوب الصين؛ وو تشنغ أن، مؤلف رواية ((رحلة إلى الغرب))؛ وو جينغ تسي، مؤلف رواية "رولين وايشي (المتأدبون)"، تشنغ بان تشياو، وهو واحد من الرسامين غريبي الأطوار في يانغتشو؛ وتشن دو شيوي، رائد حركة "رابع مايو" الديمقراطية في العصر الحديث.

نانجينغ هي مسقط رأس تساو شيويه تشين (1715-1763)، مؤلف رواية ((حلم القصور الحمراء))، التي تعد واحدة من أعظم الأعمال الأدبية في الصين. ظل منصب مفوض شؤون النسيج للبلاط الإمبراطوري في جيانغنينغ (بلدة في دائرة نانجينغ) حكرا على عشيرة تساو على مدى ثلاثة أجيال، لذا، كانت طفولة تساو سعيدة. ومع ذلك، تضاءلت ثروة الأسرة، وانتقل تساو مع عائلته إلى بكين. هذا الهبوط في ثروات الأسرة والمعاناة التي أصابت كل أفرادها انعكست بشكل جلي في رواية تساو الأدبية، ((حلم القصور الحمراء)).

كتاب ((الخلاصة الوافية للعقاقير الشافية)) الذي جمعه لي شين تشين (1518-1593) في عهد أسرة مينغ، نشر لأول مرة في نانجينغ. أمضى لي نحو ثلاثين عاما في كتابة المسودة الأولى لذلك الكتاب الذي جمع كل المعارف الطبية المعروفة والخبرات، وسجل 1095 طريقة للعلاج بالأعشاب، تمثل 58% من جميع الأدوية المعروفة في العالم. كان للكتاب أثر كبير على العلوم الطبية في العصر الحديث، ويعتبر إرثا عظيما في تاريخ الطب الصيني، وقيمته النفيسة لا تقدر بثمن. في عام 1590، وبعد أن أنجز السيد لي كتابه باثني عشر عاما، تمت طباعته ونشره. وهو كتاب مشهور على نطاق واسع، وقد أعيد طبعه عدة مرات.

موسوعة يونغله المعروفة باللغة الصينية باسم ((يونغله داديان))، هي الأكبر من نوعها في الصين القديمة، تم تجميعها وإنجازها في نانجينغ. تضم ((يونغله داديان) مجموعة ضخمة من الأعمال التي تشتمل على العلوم والثقافة الصينية في مجملها، ويتكون هذا العمل من 22937 مخطوطة في 11095 مجلدا، ويبلغ عدد كلماتها نحو 370 مليون رمز صيني. وقد سرقت معظم نسخ الموسوعة أو دمرت في سنوات الحروب والاضطرابات الاجتماعية، واليوم يوجد فقط منها حوالي ثمانمائة مخطوطة أصلية، محفوظة في أماكن منتشرة في العالم.

ولد عالم الرياضيات والفلك الصيني البارز تسو تشونغ تشي (429-500) في نانجينغ أيضا. كان أول من قام بحساب الكسرين العشريين السادس والسابع للنسبة الثابتة في الرياضيات (باي-Pi). وقد ظلت دقة حسابات تشو لا نظير لها حتى مجيء عالم الفلك والرياضيات الفارسي غياث الدين الكاشاني (1380-1429) الذي أخذ حساب (باي-Pi) إلى الكسر العشري السادس عشر بعد نحو ألف سنة.

لمعلوماتك

معبد فوتسي

يقع على الضفة الشمالية لنهر تشينهواي في جنوبي نانجينغ، ويسمى أيضا بمعبد كونفوشيوس، حيث يتوجه إليه الناس للتعبد. كان مركزا تجاريا وثقافيا خلال فترة أسرتي مينغ وتشينغ. تشمل بناياته معبد كونفوشيوس نفسه، قاعة جيانغنان للامتحان، وشيويقونغ (الأكاديمية الإمبراطورية). ويقام فيه مهرجان الفوانيس، وهو احتفال شعبي تقليدي في نهاية عيد الربيع.

المواصلات:  محطة معبد فوتسي بالخط الثالث للمترو.

 

                          تاريخ لن ينسى

 شهدت نانجينغ ازدهارا غير محدود، وحرمانا ومعاناة أيضا. يرجع ذلك بشكل كبير إلى أن المدينة، تاريخيا، كانت مركزا لدويلات هشة. موقعها المتميز والبيئة الثقافية المثالية كان نعمة ونقمة للمدينة في نفس الوقت. تم تدميرها بالكامل ست مرات خلال سنوات من الحروب، وكانت في كل مرة تنهض وتزدهر من جديد. وقع الدمار الأول في عام 327 خلال فترة أسرة جين الشرقية (317-420)، عندما اندلع تمرد واسع النطاق، وسيطر المتمردون على المدينة وأحرقوا القصور الإمبراطورية، وتركوا العاصمة في حالة خراب ودمار. في عام 548، عندما وقع تمرد ضد أسرة ليانغ (502-557)، استولى المتمردون على نانجينغ، وحرقوا منازل سكانها والبنايات البارزة فيها وبوابات المدينة، قبل أن يحولوا مياه بحيرة شيوانوو لإغراق القصر الإمبراطوري والمكاتب المركزية. وهكذا، كلما كانت المدينة تزدهر، كانت تتعرض من جديد للسلب والنهب وتغرق في الدمار، ويتعرض سكانها للقتل أو التضور جوعا. 

الإبادة الثالثة حدثت عندما أطاحت أسرة سوي (581-618)  بأسرة تشن (557-589). وقد أمر الإمبراطور وين دي المؤسس لسوي بتدمير مدينة نانجينغ بالكامل، فهُدمت القصور الرسمية والقصور الإمبراطورية الكبرى.

خلال فترة أسرتي سوي وتانغ (618-907)، كانت السلطات المركزية تستخف بنانجينغ، إذ أنها لم تعد العاصمة. ومع ذلك، ساهم موقعها الجغرافي في دفع التقدم الاقتصادي والثقافي في المنطقة. في فترة أسرة تانغ الجنوبية (937-975)، تم إعلان نانجينغ عاصمة مرة أخرى، وتوسعت المدينة مع إطلاق مشروعات البناء المختلفة. ومنذ ذلك الحين، واصلت نانجينغ لعب دور رئيسي في التنمية الاقتصادية في جنوبي شرق الصين.

في بداية عهد أسرة سونغ الجنوبية (1127-1279)، على الرغم من أن نانجينغ لم تعد العاصمة، تعرضت للكارثة الرابعة نظرا لموقعها، حيث زحف جيش "جين" نحو جنوبي الصين لمهاجمة أسرة سونغ الجنوبية، واستولوا في طريقهم على نانجينغ في عام 1129. وفي العام التالي، وقعت أعمال نهب ومصادرة ثروات كبيرة، واعتقال المدنيين وحرق المدينة بأكملها. كان الدمار الخامس لنانجينغ في عام 1853، عندما سيطرت قوات انتفاضة تايبينغ على المدينة وجعلتها مقرا لهم. وقد دمرت تلك القوات نانجينغ، وهدمت القصر والعديد من المعابد القديمة التي بنيت خلال فترة أسرة مينغ، للحصول على مواد البناء اللازمة لبناء القصور الخاصة بهم.

الأسوأ من ذلك هو ما أثاره جيش تشينغ من الفوضى والدمار في عام 1864، عندما استولى على نانجينغ، حيث أحرق المدينة، وظلت النيران مشتعلة فيها سبعة أيام، وتم تدمير معظم بناياتها المعمارية المميزة.

الكارثة الأخيرة لنانجينغ حدثت في الثالث عشر من ديسمبر 1937، وهو اليوم الذي احتلت فيه القوات اليابانية مدينة نانجينغ. خلال الشهر الذي تلا ذلك، ارتكبت القوات اليابانية جريمتها البشعة المشينة، مذبحة نانجينغ، حيث قامت بقتل المدنيين، وتدنيس الآثار والثقافة، وحرق المنازل القديمة والمواقع الثقافية. فمن الصعب أن نصدق أن نانجينغ، هذه المدينة الجميلة والمزدهرة  اليوم، قد عانت ونجت من الكثير من الكوارث والمآسي. التاريخ دروس تذكرنا بحاجتنا إلى احترام السلام والحفاظ عليه، وضرورة بذل قصارى جهودنا لتجنب الشقاء والموت الذي تخلفه الحروب.

لمعلوماتك

القاعة التذكارية لمذبحة نانجينغ

تقع القاعة التذكارية لمذبحة نانجينغ في رقم 418، شارع شويشيمن بمنطقة جيانيه، هي موقع مذبحة جيانغدونغمن، والموقع الذي لقي فيه الآلاف من الأبرياء حتفهم ودفنوا هناك.

تضم القاعة أربعة أقسام هي: منطقة المعرض والاجتماع، منطقة الحداد، حديقة السلام، معرض الوثائق التاريخية. تم بناء هذا الصرح بأكمله من الرخام الأبيض والرمادي الذي يجسد المهابة والجلال. القاعة تسلط الضوء على كل جانب من جوانب مذبحة نانجينغ مع المواد والوثائق التاريخية والآثار الثقافية، والعمارة، والنحت، والأفلام التسجيلية. هذه القاعة تغطي 120 ألف متر مربع، منها 18 ألف متر مربع للمعارض التي تضم أكثر من مائتي ألف من المواد التاريخية المتعلقة بالمذبحة.