إدارة صارمة على نحو شامل للحزب
-- العبارات الرئيسية للدورة الكاملة السادسة للجنة المركزية الثامنة عشرة للحزب الشيوعي الصيني

عقدت الدورة الكاملة السادسة للجنة المركزية الثامنة عشرة للحزب الشيوعي الصيني في بكين خلال الفترة من الرابع والعشرين إلى السابع والعشرين من أكتوبر 2016. هذه الدورة تعتبر اجتماعا هاما في المرحلة الحاسمة لتعميق الإصلاح على نحو شامل، وإنجاز بناء مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل. وقد أثنت هذه الدورة الكاملة عاليا على الإنجازات التي تحققت في الإدارة الصارمة على نحو شامل للحزب، وحللت الوضع الجديد والمهمة الجديدة لبناء الحزب، ووضعت خطة هامة جديدة لتعزيز بناء الحزب على ضوء الوضع الجديد، الأمر الذي سيدفع المسيرة العظيمة الجديدة لبناء الحزب.

تعتبر وثيقتا ((قواعد الحياة السياسية داخل الحزب في ظل الوضع الجديد)) و((لوائح المراقبة الداخلية للحزب الشيوعي الصيني))، اللتان أجازتهما وأصدرتهما الدورة الكاملة من التدبير الاستراتيجية والخطط المؤسسية للإدارة الصارمة على نحو شامل للحزب، وتعزيز ومعايرة الحياة السياسية داخل الحزب في ظل الوضع الجديد، وتعزيز المراقبة داخل الحزب، ولهما مغزى واقعي هام ودلالة تاريخية عميقة بالنسبة للدولة الكبيرة والحزب الكبير في نقطة الترابط التاريخية الجديدة للصين.

نقطة الترابط التاريخية الجديدة

ما هي نقطة الترابط التاريخية الجديدة التي تمر بها الصين حاليا على وجه الدقة؟ يمكن أن تحلل ذلك في مجالي الاقتصاد والسياسة.

أولا، في ناحية بناء الاقتصاد، حققت الصين إنجازات اقتصادية ملحوظة في العالم. تجاوز معدل نمو الاقتصاد الصيني معدلات النمو في الدول الغربية ودول شرقي آسيا بكثير. وقد ارتفع متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في الصين من 448 دولارا أمريكيا في عام 1950 إلى 978 دولارا أمريكيا في عام 1978، أي خلال 28 سنة. وبعد تنفيذ سياسية الإصلاح والانفتاح، ارتفع من 978 دولارا أمريكيا في عام 1978 إلى 9400 دولار أمريكي في عام 2012، أي خلال 34 سنة. هذا الطريق الذي طوته الصين في اثنتين وستين سنة، قطعته بريطانيا في ستمائة سنة ثم ثلاثمائة وثمان وستين سنة، بإجمالي تسعمائة وثمان وستين سنة؛ بينما سارت فيه فرنسا لمدة سبعمائة سنة، ثم مائتين وثمان وستين سنة، بإجمالي تسعمائة وثمان وستين سنة أيضا؛ أما ألمانيا فقد استغرق الأمر منها سبعمائة سنة ثم مائتين وتسعة وستين سنة، بإجمالي تسعمائة وتسع وستين سنة؛ وفي الولايات المتحدة الأمريكية استغرق مائتي سنة ثم مائة واثنتين وثلاثين سنة، بإجمالي ثلاثمائة واثنتين وستين سنة؛ في حين أمضت اليابان ثمانمائة وتسعين سنة، ثم اثنتين وثمانين سنة، بإجمالي تسعمائة اثنتين وسبعين سنة على هذا الطريق.

ثانيا، من ناحية الأساس الاقتصادي، تدلف التنمية الاقتصادية الصينية حاليا إلى الوضع الطبيعي الجديد. أشار الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، شي جين بينغ، في محاضرة ألقاها بالمدرسة الحزبية للجنة المركزية إلى أن الوضع الطبيعي الجديد ليس حدثا، وإنما حالة لا ينبغي الحكم عليها بالجيد أو السيء. وذكر الأمين العام شي أن هناك ثلاث حلقات؛ الأولى هي حلقة تبديل السرعة، أي التحول من النمو الاقتصادي السريع إلى النمو بسرعة متوسطة- عالية؛ الثانية هي حلقة التعديل الهيكلي وتحسين الهيكل والارتقاء به باستمرار؛ الثالثة هي حلقة تحويل القوة المحركة، فالتنمية الاقتصادية تتغير من تنمية تحركها العوامل والاستثمار إلى تنمية يحركها الإبداع.

من ناحية السياسة، يمكن أن نرى من خلال قضايا فساد لمسؤولين الحكوميين منذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني أن الفساد ينتشر بطريقة انشطارية، حيث يتطور من فساد فردي في البداية إلى فساد جمعي، ويؤدي ازدياد كمية الفساد إلى توسع نطاقه، ومضاعفة قوته الهدامة. قضية الفساد الحالية ليست قضية اقتصادية بسيطة، بل أصبحت متشابكة مع القضية السياسية بشكل وثيق وتلحق بالنظام السياسي ضررا كبيرا.

منذ بداية تنفيذ سياسية الإصلاح والانفتاح، ورغم اهتمام الحزب الشيوعي الصيني دائما بمكافحة الفساد وتحقيق بعض النتائج، فإن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وأمينها العام شي جين بينغ ترى أن قضية الفساد ما زالت خطيرة ومعقدة. ومن خلال قضايا الفساد التي تم التحقيق فيها ومعاقبة المتورطين فيها، والمشكلات التي تم الكشف عنها خلال الجولة التفقدية بعد المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، نرى أن مكافحة فساد المسؤولين على المستوى الوطني وصولا إلى كوادر الوحدات القاعديةما زالت قضية خطيرة ومعقدة. وعلى أساس الوعي بتاريخ تغير السلطة السياسية في تاريخ البشرية وتاريخ نهوضها وسقوطها، والإدراك العميق والتقدير الصائب لخطورة وتعقد واتجاه تطور الفساد، أشار الأمين العام شي جين بينغ إلى "أن حزبنا قد رفع الوعي بأهمية بناء أسلوب العمل والحكومة النزيهة وكفاح الفساد، باعتبار ذلك مسألة حياة أو موت للحزب والدولة، وذلك بعد أن لخص بعمق الدروس القديمة والحديثة، الصينية والأجنبية." .فذلك مطلب حتمي لتحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية، لا يجوز لأعضاء الحزب الشيوعي الصيني أن يفشلوا فيه في العصر الحديث.

أشار الأمين العام شي جين بينغ إلى أن تعزيز ووضع معايير للحياة السياسية داخل الحزب موضوع هام لتعزيز بناء الحزب وإدارة الحزب بصرامة في ظل الوضع الجديد، وأكد على مناقشة هذا الموضوع في الدورة الكاملة، لأن ممارسة العمل السياسي داخل الحزب بكل صرامة ودقة هام للغاية في تسوية المشكلات والتناقضات القائمة داخل الحزب الشيوعي الصيني.

الاهتمام ببناء النظام

أشار الأمين العام شي جين بينغ إلى أن المراقبة الداخلية للحزب مكون هام في البناء الذاتي للحزب الشيوعي الصيني، كما أنها ضمانة هامة له. تعزيز المراقبة الداخلية للحزب الشيوعي الصيني، تتطلب تحويل الممارسة والاستكشاف في بناء الحزب والمراقبة الحزبية الداخلية إلى أنظمة فعالة تتحمل مسؤوليات محددة واضحة.

الإدارة الصارمة على نحو شامل للحزب كانت الموضوع الرئيسي الواضح لهذه الدورة الكاملة. منذ انعقاد المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، يتطور البناء النظامي للحزب مع البناء الفكري له. قال دنغ شياو بينغ في كلمته أثناء الجولة التفقدية لجنوبي الصين عام 1992: "ربما نحتاج ثلاثين سنة أخرى لتشكيل مجموعة كاملة من النظم الأكثر نضوجا والأكثر رسوخا في المجالات المختلفة." الموعد الذي أشار إليه دنغ شياو بينغ في كلمته يصادف ذكرى مرور مائة سنة على تأسيس الحزب الشيوعي الصيني، والموعد المحدد لإنجاز بناء مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل أيضا. أكد المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني على ضرورة وضع البناء النظامي في مكان بارز. وقد اتخذت الدورة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الثامنة عشرة للحزب الشيوعي الصيني، تحسين وتطوير نظام الاشتراكية ذات الخصائص الصينية وتعزيز تحديث منظومة الحوكمة وقدرة الحوكمة للدولة كالهدف العام لتعميق الإصلاح على نحو شامل؛ بينما اتخذت الدرة الكاملة الرابعة للجنة المركزية الثامنة عشرة للحزب الشيوعي الصيني كيفية تقديم مشروعات نظامية لتسوية سلسلة من المشكلات الهامة التي تواجه تطوير الحزب والدولة عن طريق سيادة القانون كالموضوع الرئيسي؛ في حين اتخذت الدورة الكاملة الخامسة للجنة المركزية الثامنة عشرة للحزب الشيوعي الصيني التمسك بحوكمة الدولة وفقا للقانون كواحد من الأفكار الإرشادية لتنمية الصين خلال فترة الخطة الخمسية الثالثة عشرة؛ أما الدورة الكاملة السادسة للجنة المركزية الثامنة عشرة للحزب الشيوعي الصيني، فأكدت على ضرورة التمسك بدمج بناء الحزب فكريا مع بناء الحزب نظاميا بشكل وثيق.

وأكد الأمين العام شي جين بينغ أن المهمة التاريخية الهامة أمامنا حاليا هي دفع نظام الاشتراكية ذات الخصائص الصينية ليكون أكثر نضوجا ورسوخا.

دفع الإدارة الصارمة للحزب على نحو شامل

قامت الدورة الكاملة السادسة للجنة المركزية الثامنة عشرة للحزب الشيوعي الصيني بتخطيط شامل لكيفية تعزيز ووضع معايير للحياة السياسية داخل الحزب على ضوء الوضع الجديد، وأجازت وأصدرت ((قواعد الحياة السياسية داخل الحزب في ظل الوضع الجديد)). ومنذ وضع الحزب الشيوعي الصيني ((قواعد الحياة السياسية داخل الحزب)) في عام 1980، أصدر وثيقة لأول مرة لوضع معايير للحياة السياسية داخل الحزب. وطرحت ((القواعد)) تعزيز ومعايرة المبادئ الأساسية والنقاط الهامة للسياسة داخل الحزب، وقدمت مطالب واضحة ولوائح مفصلة لتعزيز ومعايرة الحياة السياسية داخل الحزب في اثني عشر مجالا، منها تثبيت المثل الأعلى والإيمان والصرامة في الانضباط السياسي للحزب، وتطوير الديمقراطية داخل الحزب، وضمان حقوق ومصالح أعضاء الحزب، والتمسك بالاتجاه الصائب لانتقاء وتوظيف الأكفاء، وتعزيز تقييد ومراقبة ممارسة السلطة.

وأكدت الدورة الكاملة السادسة للجنة المركزية الثامنة عشرة للحزب الشيوعي الصيني أن تعزيز ووضع معايير للحياة السياسية داخل الحزب في ظل الوضع الجديد يركزان على الأجهزة القيادية والكوادر القياديين من كافة المستويات، خاصة الكوادر من المستوى الرفيع مثل أعضاء اللجنة المركزية والمكتب السياسي للجنة المركزية واللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية.

كما أجازت الدورة الكاملة السادسة للجنة المركزية الثامنة عشرة للحزب الشيوعي الصيني ((لوائح المراقبة الداخلية للحزب الشيوعي الصيني)) الواضحة الاتجاه؛ فالمراقبة الصارمة داخل الحزب شرط أساسي لتعزيز ومعايرة الحياة السياسية داخل الحزب في ظل الوضع الجديد؛ بينما تحتاج المراقبة داخل الحزب إلى الاعتماد على الحياة السياسية المعيارية داخل الحزب. فيمكن القول إنهما متكاملان. ويعتبر تعزيز ومعايرة الحياة السياسية داخل الحزب وتعزيز المراقبة داخل الحزب مهمة مشتركة لكل أعضاء الحزب، لا بد أن يعملوا عليها معا.

سينعقد المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني في بكين في النصف الثاني لعام 2017، وهو حدث هام في الحياة السياسية للحزب الشيوعي الصيني والدولة. الآن تجري في الصين دراسة عميقة وتنفيذ شامل لروح الدورة الكاملة السادسة للجنة المركزية الثامنة عشرة للحزب الشيوعي الصيني بين كل أعضاء الحزب، وهذا له مغزى هام لتضامن كل أعضاء الحزب مع الشعب من كافة القوميات وقيادتهم في إنجاز أعمال الحزب والدولة على خير وجه.

 

الكاتب: يانغ ينغ جيه، نائب رئيس تحرير صحيفة ((شيويهشي تايمز)) التي تصدرها المدرسة الحزبية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني