أن تعيش وتعمل وفقا لحركة الشمس!
المواسم الأربعة والعشرون للتقويم القمري الصيني نظام معلومات للزمن وتطبيقاته شكله الصينيون القدماء من خلال مراقبة الحركة السنوية للشمس.
التقويم القمري هو التقويم التقليدي في الصين، وهو تقويم شمسي وقمري في ذات الوقت. تعكس الشهور دورة مراحل القمر، بينما تضاف لها شهور كبيسة لتجعلها متزامنة مع الدورة الكاملة للشمس. وتُقسم السنة الشمسية إلى أربعة وعشرين موسما وفقا لمواقع الشمس، ما يعكس تغير المناخ بين البرودة والحرارة. وفي التقويم القمري، يتم تحديد طول السنة وطول الشهر وفقا لتغير الظواهر الفلكية، مع الاهتمام بتغير القمر من البدر إلى المحاق وتحول المواسم. ووفقا للتقويم القمري، يمكن أن نعرف وقت المد والجزر وتغير الفصول الأربعة، مما يفيد الإنتاج الزراعي ويؤثر على الحياة اليومية للناس.
المواسم الأربعة والعشرون تراث ثقافي أبدعه الصينيون الكادحون وتوارثته الأجيال، ويعتبر جزء هاما من نظام التقويم التقليدي الصيني والنشاطات المرتبطة به. ثقافة الأعياد الوطنية، والتي يمثلها عيد الربيع، دمجت العادات الشعبية في ثقافة المواسم الأربعة والعشرين، وشكلت نمطا فريدا من ثقافة الأعياد التقليدية الشعبية الوطنية التي صارت الأساس وشريان الحياة والرمز والهوية والموطن الروحي للأمة الصينية.
في عام 2006، أُدرجت المواسم الأربعة والعشرون في الدفعة الأولى لقائمة التراث الثقافي غير المادي على المستوى الوطني في الصين.
المواسم الأربعة والعشرون
تشكلت ثقافة المواسم الأربعة والعشرين في حوض النهر الأصفر. في عصر الربيع والخريف (770- 476 ق. م)، حدد القدماء الصينيون الحكماء أربعة مواسم في السنة، هي: أواسط الربيع وأواسط الصيف وأواسط الخريف وأواسط الشتاء. وبعد التحسين والإكمال المستمر، حدد ((تقويم تايتشو)) الذي وُضِع في العام الرابع بعد المائة قبل الميلاد المواسم الأربعة والعشرين رسميا، مبينا المواقع الفلكية للمواسم الأربعة والعشرين.
اعتمد تحديد المواسم الأربعة والعشرين على مراقبة تغيرات الظواهر الفلكية ودرجة الحرارة والتسلسل الفينولوجي مع مرور الزمن. وقد صارت تلك المواسم الدليل الزمني للإنتاج والحياة في المجتمع الزراعي، واُستخدمت تدريجيا في أنحاء البلاد، فكانت التجمعات الزراعية المختلفة تضع وترتب برامج أعمالها الزراعية وطقوس المواسم والنشاطات الشعبية التقليدية، بل وطعام ولباس ومساكن ووسائل انتقال الأفراد والأسر وفقا لتلك المواسم.
تعكس المواسم الأربعة والعشرين حركة دوران الشمس. وحيث أن الفترات الشمسية تستند إلى موقع الشمس في الأبراج، فإنها محددة بشكل رئيسي مناظرة للمواعيد في التقويم الغريغوري. في النصف الأول من السنة، يقع معظمها في اليوم السادس أو الحادي والعشرين من الشهر، وفي النصف الثاني في اليوم الثامن أو الثالث والعشرين، مع انحراف طفيف قد يكون يوما أو يومين.
المواسم الأربعة والعشرون شائعة بين عامة الصينيين، ولها تأثيرها الواضح على حياتهم اليومية. وقد دخلت بعض المواسم في نسيج الثقافة الشعبية فصارت أعيادا للناس. وعلى سبيل المثال، صار يوم تشينغمينغ (الصفاء والنقاء) وبداية الربيع وبداية الصيف والانقلاب الشتوي أعيادا، كما أن الانقلاب الصيفي والحر الصغير والحر الكبير ترتبط ارتباطا وثيقا بالحياة اليومية، فمن عادات الصينيين تناول طعام جياوتسي (كرات من العجين محشوة باللحم) في يوم الانقلاب الشتوي وتناول الشعرية في يوم الانقلاب الصيفي. ومن العادة أن يقيم الناس نشاطات شعبية تقليدية متنوعة في طقوس هذه المواسم.
المواسم الأربعة والعشرون تراث ثقافي غير مادي وافر المضمون، لا يشمل الأمثال والأغاني والحكايات الشعبية فقط، وإنما أيضا أدوات الإنتاج التقليدية واللوازم اليومية والأشغال الفنية والخط والرسم وغيرها من الأعمال الفنية، وثقافة الأعياد وطقوس الإنتاج والعادات الشعبية التي ترتبط بالمواسم ارتباطا وثيقا. المواسم الأربعة والعشرون مرآة تعكس تفاصيل الحضارة الزراعية الصينية في العصر القديم، وتتمتع بقيمة عالية في بحوث تاريخ وثقافة الزراعة.
قرابين الشتاء في سانمن
يقول الصينيون: "أهمية الانقلاب الشتوي تضارع أهمية عيد الربيع"، في إشارة إلى المكانة الهامة للانقلاب الشتوي بين عامة الشعب. والانقلاب الشتوي واحد من المواسم الأربعة والعشرين، كما أنه يوم تقديم القرابين للسماء والأسلاف. كان الأباطرة القدماء يقيمون طقوس تقديم القرابين للسماء في هذا اليوم، أما عامة الشعب، فكانوا يقدمون القرابين للأسلاف وأفراد العائلة الموتى. يحمل هذا اليوم اسم "تقديم القرابين للشتاء".
في قرية يانغجيا بمحافظة سانمن في مدينة تايتشو بمقاطعة تشجيانغ، ما زالت طقوس قرابين الشتاء والأسلاف العريقة تقام كاملة حتى اليوم بشكل يحافظ على صورتها الأصلية حتى اليوم. يقال إن هذه الطقوس عمرها أكثر من سبعمائة سنة.
مع بزوغ فجر يوم الانقلاب الشتوي، تنطلق طقوس تقديم القرابين للسماء أمام معبد الأسلاف لأسرة يانغ. يبدأ الطقوس رجل بملابس تقليدية عليها الرسوم الملونة، فيغسل يديه وينظم الملابس ويضع أعواد البخور ويقدم المشروبات، قبل أن يسجد للسماء مواجها الشرق ثم الغرب ثم الجنوب ثم الشمال، ثم يقرأ قصيدة رثاء بصوت جهوري، في حين يهتف عشرات الأشخاص بالتحية لأسلاف العائلة. بعد ذلك، يدخل الجميع إلى معبد الأسلاف وهم يطلقون أصوات التحية، للبدء في تقديم القرابين للأسلاف. تستغرق الطقوس نحو ساعتين، ويشارك فيه ممثلون عن القرى المجاورة. كثير من قرية يانغجيا الذين يعملون خارجها، قد لا يرجعون إلى قريتهم في عطلة عيد الربيع، ولكنهم يحرصون على العودة إليها للمشاركة في طقوس تقديم القرابين في يوم الانقلاب الشتوي.
تقع محافظة سانمن على شاطئ خليج سانمن في وسط شرقي مقاطعة تشجيانغ، في منطقة تتميز بتعايش البحر مع البر وتشابك الثقافات المختلفة. النشاط الاقتصادي الرئيسي لأبناء المحافظة هو تربية وصيد الأسماك، وهم يحترمون الطبيعة ويهتمون بالعلاقات الأسرية. نشاط قرابين الشتاء في محافظة سانمن صار ممثلا للنشاطات الشعبية في موسم الانقلاب الشتوي، بفضل البيئة الطبيعية الفريدة بالجبل والبحر والخصوصية الإقليمية للمنطقة الريفية في محافظة سانمن.
في كل قرية بمحافظة شانمن اسم عائلة واحد، ولكل قرية معبد أسلاف خاص بها. تُستخدم معابد الأسلاف في إحياء ذكرى الأجداد ومناقشة وبحث شؤون القرية، وتحولت تدريجيا إلى ملتقى لأبناء القرية يقيمون فيه نشاطاتهم الاحتفالية والطقوس المعقدة والمهيبة لتقديم قرابين الشتاء. هذه الطقوس في محافظة سانمن تعكس خوف أبناء المحافظة من الطبيعة واهتمامهم بالعلاقات بين أفراد الأسرة.
في عام 2014، أُدرج نشاط قرابين الشتاء في محافظة سانمن في قائمة التراث الثقافي غير المادي على المستوى الوطني بالصين.
مهرجان اللحاق بالخريف لقومية مياو
عيد اللحاق بالخريف واحد من الأعياد البهيجة الضخمة لأبناء قومية مياو في هوايوان وفنغهوانغ وجيشوه ولوشي وغيرها من محافظات مقاطعة هونان. يقام المهرجان في بداية الخريف كل سنة، حيث يتوقف الناس عن الأعمال الزراعية، ويرتدون ملابس معينة ويذهبون إلى مكان المهرجان، حيث يستمتعون بركوب الأرجوحة والنفخ في مزامير شنغ والغناء والرقص وغيرها من النشاطات الترفيهية.
قبل بداية النشاطات، يأتي إلى هيكل الأرجوحة وسط هتافات الناس رجل وسيدة، يمثلان إله الخريف وإلهة الخريف، ويحمل كل منهما الذرة وسنابل الأرز، ويعلنان أمام الجميع عن الحصاد لهذه السنة، ويقدمان التهنئة للناس بالحصاد الوافر.
يقال إن شن نونغ، جد أبناء قومية مياو في التاريخ القديم، أرسل رجلا وامرأة إلى الشرق لجلب بذور الحبوب، وهو من علّم أبناء قومية مياو الزراعة حتى يمكنهم أن يطعموا أنفسهم. يقام مهرجان اللحاق بالخريف في أول يوم لموسم الخريف سنويا إحياء لذكرى شن نونغ، ذلك أن المزروعات تكون قد نضجت قبل بداية الخريف وصارت جاهزة للحصاد بفضل شن نونغ، فيشترك أبناء قومية مياو من كل حدب وصوب في المهرجان للتمتع بالمحاورات الغنائية ورقصة الطبل وركوب الأراجيح وغيرها من النشطات الترفيهية.
مهرجان اللحاق بالخريف لقومية مياو يشتمل على نشاطات كثيرة، أهمها لعب الأرجوحة ذات الثمانية أشخاص. مع مرور الزمن، أضيفت للمهرجان بعض النشاطات الترفيهية والرياضية التقليدية لقومية مياو مثل ألعاب الووشو ورقصة التنين والأسد والمعرض والنشاطات الاجتماعية لشباب قومية مياو، فأصبح المهرجان غنيا بخصائص قومية مياو.
في عام 2014، اُدرج مهرجان اللحاق بالخريف لقومية مياو في قائمة التراث الثقافي غير المادي على المستوى الوطني بالصين.
مهرجان اللحاق بالاعتدال الربيعي في محافظة آنرن
موسم الاعتدال الربيعي هو وقت تبرعم الأعشاب ويقظة الحيوانات من سباتها الشتوي. في محافظة آنرن بمقاطعة هونان حيث تنتشر ثقافة شن نونغ، يحتفل الناس بهذا المهرجان بتقديم القرابين إلى شن نونغ وفتح سوق الأدوية العشبية والاستعداد للزراعة وغيرها من النشاطات.
يبدأ مهرجان اللحاق بالاعتدال الربيعي في محافظة آنرن قبل يوم الاعتدال الربيعي بثلاثة أيام، ويستغرق ستة أيام، ويرجع تاريخه إلى حوالي ألف سنة. بهذه المناسبة، يتوقف كل أبناء محافظة آنرن عن أعمالهم ويذهبون إلى مركز المحافظة لتقديم القرابين لشن نونغ، الملقب بالإمبراطور يان دي، باعتباره إلاها للأرض، حيث يلتقي الأصدقاء القدامى والجدد، ويجري تداول بذور الحبوب والأدوات الزراعية والأدوية العشبية الصينية، وتبادل التجارب الزراعية وطرق الرعاية الصحية وقد صار موقع المهرجان مقصدا خاصا في محافظة آنرن..
تقول الحكايات الشعبية، إن شن نونغ أقام في محافظة آنرن، وعلم الناس فيها الزراعة، مما جعل هذا المكان من أقدم المناطق الزراعية. بعد الاعتدال الربيعي، يبدأ موسم النشاط الزراعي الكثيف. ومن أجل الاستعداد للزراعة، يكون موسم الاعتدال الربيعي فرصة للالتقاء وتقديم القرابين إلى شن نونغ والقيام بتجارة بذور الحبوب والأبقار والمحاريث والأدوات الزراعية الأخرى والأدوية العشبية للوقاية من الأمراض، الأمر الذي يشكل ملمحا مميزا لهذا المهرجان.
يجذب مهرجان اللحاق بالاعتدال الربيعي في محافظة آنرن تجار الأدوية من نحو مائة محافظة؛ من مقاطعات هونان وهوبي وقوانغدونغ وقوانغشي وجيانغشي وخنان ومنطقة شينجيانغ ومنطقة منغوليا الداخلية وغيرها من أكثر من عشر مقاطعات ومناطق، ويتجاوز حجم تجارة الأدوية العشبية خلال فترة المهرجان عشرة آلاف دان (وزن دان واحد يساوي خمسين كيلوغراما)، يعود الناس إلى بيوتهم بالأدوية العشبية ويتناولونها لتقوية الجسم والرعاية الصحية ومعالجة الأمراض.
في عام 2014، اُدرج مهرجان اللحاق بالاعتدال الربيعي في محافظة آنرن في قائمة التراث الثقافي غير المادي على المستوى الوطني بالصين.
لمعلوماتك: الخصائص المناخية للمواسم الأربعة والعشرين
بداية الربيع: أول موسم في المواسم الأربعة والعشرين، ويعني بدء دخول الربيع وبدء الفصول الأربعة للسنة.
بداية المطر: يذوب الثلج والجليد ويصبح الهواء رطبا ويزداد تساقط الأمطار.
يقظة الحشرات: يبدأ الرعد الربيعي وتستيقظ الحشرات من السبات الشتوي
الاعتدال الربيعي: في يوم الاعتدال الربيعي، تكون الشمس فوق خط الاستواء، فيكون طول الليل والنهار متساويا في نصفي الكرة الأرضية الجنوبي والشمالي.
يوم الصفاء: يصبح الجو صافيا ودافئا ويبدأ انتعاش الأعشاب والأشجار، وينخرط الفلاحون في الحرث الربيعي والزراعة الربيعية.
غيث الحبوب: يرطب المطر الأرض وتنبت المزروعات
بداية الصيف: يعني دخول الصيف ويزدهر نبات كل شيء.
امتلاء السنابل: في هذا الوقت يكون الشعير والقمح وغيرهما من المزروعات التي تم بذرها في الصيف قد أثمرت ولكنها لم تنضج بعد.
نضج الحبوب: تصبح المزروعات، مثل القمح وغيره، ناضجة.
الانقلاب الصيفي: في هذا اليوم، يكون النهار أطول والليل أقصر في نصف الكرة الأرضية الشمالي، ما يعني بدء دخول الفصل الحار.
الحر الصغير: يصبح الجو حارا، ولكنه ليس الأشد حرارة.
الحر الكبير: أكثر موسم حرارة في السنة.
بداية الخريف: يبدأ الخريف منذ يوم بداية الخريف، وبعد هذا اليوم، تبدأ درجة الحرارة في الانخفاض تدريجيا.
اختفاء الحر: ينتهي حر الصيف.
الندى الأبيض: يصبح الجو باردا ويصير بخار الماء ندى على الأرض.
الاعتدال الخريفي: مثل الاعتدال الربيعي، وتكون الشمس على خط الاستواء تماما، ويكون طول النهار والليل متساويا تقريبا. ووفقا للتقويم القمري الصيني، يكون يوم الاعتدال الخريفي منتصف أيام الخريف التسعين.
الندى البارد: يصبح الجو باردا فيزداد الندى.
نزول الصقيع: يبدأ الصقيع يتجلد.
بداية الشتاء: يبدأ الشتاء.
الثلج الصغير: يبدأ نزول الثلج ويصبح الجو باردا.
الثلج الكبير: يبدأ الثلج في التراكم بمنطقة حوض النهر الأصفر.
الانقلاب الشتوي: في يوم الانقلاب الشتوي، ويكون النهار أقصر والليل أطول في نصف الكرة الأرضية الشمالي.
البرد الصغير: يصبح الجو أبرد فأبرد بسرعة.
البرد الكبير: يكون أشد فترة بردا في السنة.
(هذه المعلومات أعدتها الصين اليوم)
المواسم الأربعة والعشرون للتقويم القمري الصيني
يقظة الحشرات 5-7 مارس |
بداية المطر 18-20 فبراير |
بداية الربيع 3-5 فبراير |
الربيع |
غيث الحبوب 19-21 إبريل |
يوم الصفاء 4-6 إبريل |
الاعتدال الربيعي 20-22 مارس | |
نضوج الحبوب 5-7 يونيو |
امتلاء السنابل 20-27 مايو |
بداية الصيف 5-7 مايو |
الصيف |
الحر الكبير 22-24 يوليو |
الحر الصغير 6-8 يوليو |
الانقلاب الصيفي 21-22 يونيو | |
الندى الأبيض 7-9 سبتمبر |
اختفاء الحر 22-24 أغسطس |
بداية الخريف 7-9 أغسطس |
الخريف |
نزول الصقيع 23-24 أكتوبر |
الندى البارد 8-9 أكتوبر |
الاعتدال الخريفي 22-24 سبتمبر | |
الثلج الكبير 6-8 ديسمبر |
الثلج الصغير 22-23 نوفمبر |
بداية الشتاء 7-8 أكتوبر |
الشتاء |
البرد الكبير 20-21 يناير |
البرد الصغير 5-7 يناير |
الانقلاب الشتوي 21-23 ديسمبر |