الصين الجديدة في عيدها السابع والستين

يحتفل الصينيون في الأول من أكتوبر 2016، بالذكرى السنوية السابعة والستين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، وهم يرون بلادهم التي حاول البعض عزلها منذ لحظة ميلادها في عام 1949، قد صارت قبلة للعالم. لم تكن قمة مجموعة العشرين التي استضافتها مدينة هانغتشو بمقاطعة تشجيانغ في الأسبوع الأول من شهر سبتمبر 2016 المشهد الأول، وبالطبع ليس الأخير على استعادة الصين لمكانتها الطبيعية بين الأمم، فقد سبقتها استضافة دورة الألعاب الأولمبية عام 2008 والمئات من المؤتمرات والفعاليات الدولية الهامة.   

خلال السبعة والستين عاماالماضية، أُعيد إلى الصين مقعدها الشرعي في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، واستعادت بكين عضويتها في كافة المنظمات والهيئات الدولية والإقليمية، وتسابقت الدول لإقامة العلاقات الدبلوماسية معها، باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للصين التي أصبحت قوة مؤثرة في صياغة السياسة العالمية. الصين هي الدولة الأكثر مبادرات عالمية خلال السنوات الأخيرة. ونشير هنا إلى مبادرة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين (الحزام والطريق)، ومبادرة إنشاء البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، وحزمة المبادرات الصينية في قمة جوهانسبرغ لمنتدى التعاون الصيني- الأفريقي في ديسمبر عام 2015، وتعهدات الصين خلال الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2015، بتقديم 1ر1 مليار يوان (الدولار الأمريكي يساوي 7ر6 يوانات) لدعم جهود حفظ السلام التي تبذلها الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، وتقديم دعم بملياري دولار أمريكي، قد يصل إلى 13 مليارا بحلول عام 2030، للوفاء بأهداف التنمية العالمية لما بعد عام 2015، فضلا عن التعهد بتقديم عشرة ملايين دولار أمريكي لوكالة أممية لتعزيز حقوق المرأة.

لقد ترجمت الصين مكانتها كثاني أكبر اقتصاد في العالم إلى واقع تستفيد منه كافة شعوب الأرض، وخاصة في الدول النامية التي تعتبر الصين نفسها واحدة منها ومدافعة عن مصالحها. لا تنسى الصين مساندة العديد من الدول النامية، ومنها الدول العربية، للحقوق الصينية المشروعة في المحافل الدولية. تطالب الصين بإصلاح النظام الاقتصادي الدولي بما يتيح صوتا أكبر وتمثيلا عادلا ومنصفا للاقتصادات الناشئة في المؤسسات المالية والاقتصادية الدولية.

لقد قادت الصين بنجاح مشهود اجتماعات قمة مجموعة العشرين، التي عقدت تحت عنوان "نحو اقتصاد عالمي إبداعي ونشيط ومترابط وشامل"، وهي تقف عند نقطة بداية جديدة لتعميق الإصلاح بشكل شامل، وضخ زخم جديد في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والتكيف مع الوضع الطبيعي الجديد للتنمية الاقتصادية، وتحول نمط التنمية الاقتصادية والتفاعل بشكل عميق مع العالم. وكما أكد الرئيس شي جين بينغ في كلمته أمام قمة الأعمال لمجموعة العشرين، فإنه انطلاقا من نقطة البداية الجديدة، ستقوم الصين بثبات بتعميق الإصلاح بطريقة شاملة، وتطبيق استراتيجية التنمية التي يقودها الابتكار والسعي وراء التنمية ، وتحقيق المزيد من المنافع للشعب بالإضافة إلى الانفتاح على العالم.

مثلما كان تأسيس الصين الجديدة تحولا غيّْر مصير الصينيين، تأتي الذكرى السنوية السابعة والستون لهذا الحدث العظيم، والصين تقود البشرية إلى عالم أكثر أمنا وسلاما وتناغما.