مدينة تيانجين، التي تقع شرق بكين وتطل على بحر بوهاي، واحدة من أربع بلديات تابعة للحكومة المركزية مباشرة في الصين. وتعتبر تيانجين مركز منطقة بوهاي الاقتصادية وميناء رئيسيللشحن الدولي في شمالي الصين، فضلا عن أن منطقة تيانجين (الصين) التجريبية للتجارة الحرة هي منطقة التجارة الحرة الوحيدة في شمالي الصين.

يقع ميناء داقو في تيانجين عند مصب نهر هايخه، الذي يعد أكبر منظومة تصريف للأنهار في شمالي الصين، ويقع في المجرى الأعلى لنهر هايخه خمسة مجاري مائية، هي: القناة الجنوبية والقناة الشمالية ونهر تسييا ونهر داتشينغ ونهر يونغدينغ وأكثر من ثلاثمائة رافد. نهر هايخه واحد منأهم الأنظمة المائية لسبعة أنهار في الصين. وتقع منطقة وسط تيانجين في المجرى الأسفل لنهر هايخه.

تيانجين لها خصائص مميزة، وأبرز السمات الشخصية لسكانها البساطة والصراحة والحزم والحماسة. وقد تميزت تيانجين عبر تاريخها بقدرتها على استيعاب الثقافات المختلفة. لقد أجبرت حرب الأفيون الأولى (1840-1842) تيانجين على فتح أبوابها أمام العالم الخارجي، ما جعلها نافذة لتواصل الثقافتين الصينية بالثقافة الغربية. صدام وامتزاج الثقافة الصينية التقليدية مع الثقافة الغربية في هذه المدينة، أعطى تيانجين تنوعها الثقافي الفريد.

جسور رائعة

تلتقي روافد نهر هايخه في وسط مدينة تيانجين وتصب في البحر في نهاية المطاف. وجود نهر هايخه وروافده أدى إلى بناء نحو مائة جسر بأشكال مختلفة، تشكل مشهدا فريدا للمدينة ذات ثقافة الجسور المتميزة.

الجسور التي بنيت أولا في تيانجين كانت جسورا عائمة، مثل جسر يانقوان وجسر تشاوقوان وجسر ياووا. في أواخر القرن التاسع عشر، سارت تيانجين على طريق التنمية السريع بسبب انفتاحها القسري على العالم الخارجي وحركة التغريب في أواخر فترة أسرة تشينغ (1644-1911)، فشهدت بناء مجموعة من الجسور. في عام 1887 تم بناء جسر داهونغتشياو، ليكون أول جسر ذا هيكل فولاذي في تيانجين، وأحد أهم معالم المدينة منذ ذلك الحين حتى الآن. وقد اتخذ حي هونغتشياو المعروف في تيانجين اسمه من هذا الجسر. في عام 1888، تم بناء جسر جينهوا فوق القناة الكبرى الجنوبية، ليصبح أول جسر ناتئ (كابولي) بهيكل فولاذي في الصين. في عام 1906، تم بناء جسر جينتانغ فوق نهر هايخه، وهو جسر يُفتح لمرور السفن. وفي عام 1926، شُيد  جسر كابولي جديد بجوار محطة لاولونغتو للقطارات في تيانجين، حمل أولا اسم "وانقوا"، ثم غُير إلى "جيفانغ" بعد مرات عديدة من الترميم وإعادة البناء.

مع انبلاج نور القرن العشرين، شرعت حكومة تيانجين في تنفيذ سلسلة من المشروعات لتطوير نهر هايخه. بالإضافة إلى تجديد وتطوير الجسور القديمة فوق نهر هايخه، استعانت حكومة تيانجين بالعديد من الشركات البريطانية والأمريكية واليابانية وغيرها، لتصميم وبناء مجموعة من الجسور ذات المناظر المميزة فوق هايخه، فصار في كل 680 مترا على نهر هايخه داخل تيانجين جسر. هذه الجسور الجديدة تجمع بين النكهة المحلية المميزة والعناصر الثقافية التقليدية، ما جعلها رموزا ثقافية هامة لتيانجين، وفي نفس الوقت، حسنت هذه الجسور حركة المرور بشكل كبير، بل وصارت مناطق الجذب السياحي الأكثر شعبية في تيانجين.

المزيد من المعلومات حول الموضوع:

 جسور نهر هايخه

جسر داقو: صممه خبير الجسور الصيني العالمي دنغ ون تشونغ، عضو الأكاديمية الصينية للهندسة. يمتد جسر داقو فوق نهر هايخه ويربط بين حي خبي  وحي خبينغ في تيانجين. يتكون من قوسين غير متماثلين؛ القوس الأكبر يرمز إلى الشمس والقوس الأصغر يرمز إلى القمر. طوله الإجمالي 243 مترا وعرضه 32 مترا. هذا التصميم الحيوي غير المتناظر للأقواس الفولاذية المترابطة التي تغني عن الحاجة إلى الركائز تحت الجسر هو الأول من نوعه في العالم. هذا الهيكل إنجاز كبير في بناء الجسور.

جسر تشيفنغ: يقع جسر تشيفنغ في منطقة الأعمال المركزية بوسط تيانجين. يربط الجسر بين ضفتي نهر هايخه، ويعد أكبر جسر فوق هايخه من حيث حجم الاستثمار. وهو الجسر الوحيد في الصين المشدود بكوابل وبرج مائل على شكل القيثارة. طوله أكثر من  130مترا، وارتفاع برجه الرئيسي 64 مترا وشكله مثل شكل القارب. يبدو الجسر، من بعيد، مثل سفينة تبحر في نهر هايخه. إنه مشهد رائع جدا.

جسر تشيقو: اسمه الأصلي جسر "فنغهوا"، وهو أول جسر قوسي في تيانجين بهيكل فولاذي كامل مدعوم بسقالات من الأسفل، حيث يبلغ طوله 257 مترا. استخدم في إنشاء هيكله 7066 طنا من الفولاذ. هذا الجسر ذو التصميم الأنيق المتميز، يتكون من ثلاثة أقواس تبدو مثل بتلات زهور طافية على نهر هايخه. تصميمه الفريد والمستوى التكنولوجي العالي لبنائه يجعله واحدا من المنشآت الأكثر تعقيدا في العالم.

جسر يونغله: اسمه الأصلي "تسيهاي"، يقع في مصب نهر سانتشا، ويربط بين حي خبي وحي هونغتشياو. طوله الإجمالي 330 مترا وعرضه فوق النهر نحو مائة متر. ميزة التصميم التي يلفت الأنظار إليه هي دولاب الهواء المشيد على الجسر، بقطر 110 أمتار. هذا الدولاب الذي يحمل اسم "عين تيانجين"، ملون باللونين الأكثر تفضيلا في الصين، وهما الأحمر والأخضر. عندما يحل الليل، تضيء مصابيح النيون العجلة الضخمة مع الجسر بأكمله، ما يخلق مشهدا ليليا متألقا لنهر هايخه.

البلدة القديمة

تقع يانغليو تشينغ على مسافة نصف ساعة بالسيارة من وسط تيانجين. يرجع تاريخ هذه البلدة إلى أكثر من ألف سنة، فهي ذات تراث ثقافي ثري وتجارة مزدهرة. فيها ولدت لوحات رسم رأس السنة الجديدة التي تطبع بالكليشيه الخشبي ذي النكهة الفنية الشعبية والمحلية القوية. في أوج ازدهارها، كانت كل عائلات يانغليو تشينغ وأكثر من ثلاثين قرية تابعة لها تعمل في رسم تلك اللوحات، وكانت المحلات التي تبيعها متجاورة، وكان مشتروها كثيرين. لكل ذلك، تعتبر يانغليو تشينغ الموطن الحقيقي لرسوم رأس السنة. تتميز لوحات رأس السنة في يانغليو تشينغ باكتمال التشكيل وترتيب الخطوط، وبهاء الألوان، وتزخرف رؤوس ووجوه الشخصيات فيها بألوان زاهية.

تتميز هذه اللوحات أيضا بالموضوعات الوافرة والألوان الزاهية. تعبر رسوم رأس السنة في يانغليو تشينغ عن مشاعر الناس وآمالهم الجميلة بوسائل عديدة، وتحتوي مضامينها على القصص التاريخية والحكايات الأسطورية وشخصيات الأوبرا المحلية والعادات والتقاليد الشعبية والمناظر الطبيعية، مثل إله البوابة وصور الجميلات والطفل المبارك ورسوم البركة والسعادة وطيور وحيوانات البركة والزهور والطيور والجبال والأنهار وشخصيات المسرحيات، إلخ.

المزيد من المعلومات حول الموضوع:

 البلدات القديمة في تيانجين

بلدة بيتانغ القديمة: تقع بجانب خليج بوهاي، ويرجع تاريخها إلى أكثر من ستمائة سنة. كانت موقعا هاما للدفاع عن الساحل، وشهدت صعود وانحطاط أسرتي مينغ (1368-1644) وتشينغ (1644- 1911). في عام 1900، غزت قوات الدول الثماني المتحالفة بكين، واختارت نقطة الإنزال لها في حي تانغقو بتيانجين. يقع في بيتانغ حصنان شرقيّ وغربيّ، كانا المنشأتين العسكريتين الأخيرتين قبل أن تسقط تيانجين في يد قوات الدول الثماني المتحالفة سنة 1900. الآن، وبعد ترميم وتجديد مناظر البلدة القديمة الأصلية، أصبحت بيتانغ مقصدا للسياحة الثقافية التاريخية وللتجارة الحديثة.

المواصلات: خط مترو تيانجين رقم 9 إلى محطة طريق دونغهاي، ثم بالحافلة العامة مباشرة إلى بلدة بيتانغ.

بلدة قهقو: تبعد عشرين كيلومترا من وسط مدينة تيانجين غربا. كانت قهقو ميناء بحريا وبريا مشهورا، ومركزا لجمع وتوزيع السلع منذ فترة أسرة مينغ. بفضل ازدهار أعمال النقل المائي فيها، يعمل معظم سكانها في مجال شحن السفن. طلبا للسلامة، يقدس أهلها الإلهة ماتسو، التي يعتبرونها إلهة المياه. حسب السجلات التاريخية، كان في قهقو ثمانية عشر معبدا تقام فيها الاحتفالات لتقديس هذه الإلهة، ومن أكثرها شهرة مهرجان باونيان في بلدة قهقو.

المواصلات: خط مترو تيانجين رقم 1 والنزول في محطة تشنتانغ تشوانغ، ثم بالحافلة العامة للخط رقم 165.

شارع ثقافة تيانجين القديمة:يمتد على الضفة الغربية لنهر هايخه في حي نانكاي بطول 687 مترا تقريبا. قصر تيانهو المبني في سنة 1326، يعتبر المركز الجغرافي للشارع، تقام فيه احتفالات ضخمة لإحياء الذكرى في الثالث والعشرين من الشهر القمري الثالث حسب التقويم القمري الصيني أكثر الفترات نشاطا في شارع الثقافة القديمة. خلال هذه الفترة، تقام في هذا الشارع العديد من النشاطات الاحتفالية لجذب الزوار، بما فيها عروض الرقصات الشعبية والأكروبات وعروض "الإمبراطور يرسل البركة والسعادة لك"، حيث يلبس ممثل زيا خاصا للإمبراطور ويتفاعل مع الزوار وأصحاب المحلات، ويمكن للزوار المحظوظين أن يحصلوا على هدايا قيمة، الأمر الذي جعل الزوار يشعرون بفرحة ومتعة المشاركة، ويضفي على الشارع جوا من البهجة والغبطة.

المواصلات: الحافلات العامة للخط رقم 52 أو 856.