بكين
عاصمة الموضة في الصين

كمركز سياسي واقتصادي رئيسي للصين، أصبحت العاصمة بكين لا تجمع فقط جنبا إلى جنب الثقافة الصينية والأجنبية، ولكنها باتت أيضا مركزا متطورا في عالم الموضة. في بكين تقف الصروح المعمارية التاريخية القديمة شامخة، وإلى جوارها أيضا المباني التي تتجلى فيها ملامح فن العمارة الحديثة الرائعة كعش الطيور ومكعب الماء والمركز الوطني لفنون العرض.

الفنون تعكس جانبا آخر من بكين. إن العديد من المناسبات مثل أسابيع الموضة، والمهرجانات السينمائية والرياضية الرفيعة المستوى، عناصر للجذب السياحي تزخر بها المدينة على مدار العام. العلامات التجارية العالمية المشهورة أقامت لها فروعا في بكين، وهو ما يجعل هذه المدينة مواكبة لأحدث الموضات في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا.

موضة بكين

يعتبر شارع الحانات بمنطقة سانليتون المجاورة للسفارات الأجنبية ببكين، رمزاً لاقتصاد الحياة الليلية في بكين. في هذا المكان يقوم الموظفون من ذوي الياقات البيضاء والشباب الذين يسعون للتميز والظهور بأشكال مختلفة، بتقليد ومحاكاة اتجاهات الموضة العصرية بطرق مبتكرة.

منطقة سولانا التجارية مكان للتسوق والأطعمة والترفيه، تقع على بعد أربعة كيلومترات من منطقة سانليتون. في هذه المنطقة التي تواجه الشواطئ الشمالية الغربية لبحيرة حديقة تشاويانغ، يعد الجلوس على طاولة في الهواء الطلق على ضفاف البحيرة تجربة ممتعة يستمتع فيها الناس بالنسيم اللطيف بعد ظهر يوم مشمس.

هوهاي "البحيرة الخلفية"، جزء من بحيرة شيتشاهاي التي تتألف من ثلاث بحيرات؛ تشيانهاي (البحيرة الأمامية)، شيهاي (البحيرة الغربية)، وهوهاي. شيتشاهاي حي تجاري صاخب منذ عهد أسرة يوان (1271- 1368م)، حيث كانت المحطة الأخيرة للطرق المائية التي تنقل الحبوب إلى العاصمة، ولذلك اكتسب لنفسه اسم الرصيف القديم في بكين. المطاعم والحانات والمحلات التجارية الواقعة بالقرب من الرصيف كانت لفترة طويلة مزدهرة من الناحية التجارية. الدور الرباعية (سيخهيوان)، والأزقة قديمة (الأزقة الضيقة التقليدية)، فضلا عن نمط الحياة القديمة في بكين، مازالت محفوظة هنا بعناية. بعض الدور الرباعية التي تمتد في عمق الأزقة، كانت في السابق مساكن لشخصيات شهيرة.

معظم حانات هوهاي صغيرة، لأنها مقامة في باحات الدور الرباعية القديمة، وهي ترتبط ببعضها ارتباطاً وثيقا. الكثير من الشباب يحبون التنقل من حانة إلى أخرى لتناول مشروب في كل واحدة من تلك الحانات الهادئة المتدثرة داخل الحارات. منطقة هوهاي للمشاة فقط، ولهذا يدخلها الزوار مشيا على الأقدام أو أخذ قارب للاستمتاع بمشاهدة المنظر، الذي يزداد روعة خصوصا في الأمسيات الصيفية. مع القمر الساطع في السماء والنسيم اللطيف الذي يقبل الوجه، يمكن للمرء أن يسمع نغمات موسيقى الآلات الوترية الصينية التقليدية مثل أرهو (الربابة الصينية) وبيبا (العود الصيني). مقارنة بمنطقة سانليتون الصاخبة، لازالت هوهاي تحافظ على أسلوبها التقليدي الهادئ. قضاء أمسية مع الأصدقاء هنا والجلوس بجوار نافذة والتأمل في البحيرة، يمثل تجربة ممتعة جدا.

كونها مركزا لمختلف التبادلات الدولية، تستضيف بكين عددا كبيرا من الأحداث الدولية في مجالات الثقافة والفنون والرياضة، ويشمل ذلك الأفلام والموسيقى وتصميم الأزياء والفنون التشكيلية والأنشطة الرياضية مثل التنس وسباق السيارات والفروسية. حتى أن مؤسسة لوي فيتون (Louis Vuitton) الفرنسية التي تجتذب عددا كبيرا من عشاق الموضة والفن والهندسة المعمارية، عقدت أول معرض خارجي لها في بكين عام 2015، حيث تم عرض نماذج ومشاهد لمبنى المؤسسة الذي صممه فرانك غيري. المناسبات السنوية مثل بطولة الصين المفتوحة لكرة المضرب، ومنافسات الفروسية ببكين، وأسبوع الموضة في الصين، تجذب المشاهير والنجوم، وكذلك مختلف الماركات، التي جعلت مشاركتها بمثابة وليمة دسمة لعشاق الموضة. إن عروض الموضة العالمية تجعل بكين أكثر نفوذا على الصعيد الدولي، وتحول المدينة إلى نافذة للتبادلات الثقافية العالمية ومنصة للتفاعل بين مصادر الموضة.

الأحداث الدولية الأكثر تأثيرا في بكين

أسبوع الموضة في الصين

انطلق أسبوع الموضة في الصين عام 1997، ويجري تنظيمه في بكين مرتين في السنة (أزياء الربيع والصيف في مارس، وأزياء الخريف والشتاء في أكتوبر). خلال 18 عاماً من التطوير والابتكار، ارتقى هذا الحدث إلى مستوى أعلى منصة صينية لعرض التصاميم الجديدة والمنتجات الجديدة والتكنولوجيا الجديدة ذات العلاقة بالأزياء، والملابس الجاهزة، والإكسسوارات، وحقائب اليد، فضلا عن التصميم، بما في ذلك منصة الخدمات ذات الطابع الدولي للماركات المشهورة محلياً ودولياً والمصممين لتعزيز سمعتهم وتصاميمهم. حتى الآن، نظمت العلامات التجارية من مختلف البلدان بما في ذلك الصين واليابان وكوريا الجنوبية وفرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية ما يزيد على أربعمائة وستين عرضا للأزياء خلال أسبوع الموضة في الصين.

مهرجان بكين الدولي للأفلام

بدأ تنظيم مهرجان بكين الدولي للأفلام (BIFF) في عام 2011، وهو ينظم في أبريل وقد أصبح كرنفالا سنويا لعشاق السينما في بكين. وتشمل جوائزه عشر فئات؛ أفضل روائي، أفضل مخرج، أفضل ممثل، أفضل ممثلة، أفضل ممثل مساعد، أفضل ممثلة مساعدة، أفضل سيناريو، أفضل تصوير سينمائي، أفضل موسيقى، وأفضل مؤثرات بصرية. خلال مهرجان عام 2016، سيتم عرض أكثر من ثلاثمائة فيلم صيني وأجنبي في العشرات من دور السينما في بكين.

 مهرجان الفنون في بكين

بدأ مهرجان الفنون في بكين عام 2000، وهو مهرجان فنون دولي على المستوى الوطني وعلى نطاق واسع، وهو أيضا أكبر مهرجان ربيع للفنون في آسيا. في أبريل من كل عام، توجه الدعوة للفنانين من جميع أنحاء العالم للحضور إلى بكين لهذا المهرجان الفني الضخم. وهو يتألف من عروض مسرحية وفعاليات في الهواء الطلق ومعارض فنية وحلقات عمل فنية، تتناول موضوعا مختلفا كل عام. طوال السنوات القليلة الماضية، قدم العروض في المهرجان أكثر من ألف فرقة فنية وحوالي ثلاثين ألف فنان وعارض من مائة وخمس عشرة دولة ومنطقة في العالم.

الثقافة والفنون في بكين

يقول البعض إن بكين تعد ملاذا لعشاق الثقافة والفنون. قاعات المعارض، المعارض الفنية، المساكن القديمة للشخصيات التاريخية الشهيرة، تنتشر في جميع أنحاء المدينة، وتغطي المعارض مجالات واسعة، بما في ذلك الخط والرسم والنحت، والآثار الثقافية والتراث الثقافي غير المادي والمجوهرات. تقدم المسارح وقاعات الموسيقى مجموعة متنوعة وواسعة من العروض لتلبية الاحتياجات المختلفة للجماهير في مجالات الثقافة والفنون.

وقد ظهر العديد من الفرق الفنية التي اكتسبت شعبية في بكين في السنوات الأخيرة. وبفضل ما تتميز به هذه الفرق من خصائص مختلفة، نجحت في استقطاب الكثير من الفنانين. يجد الفنانون اهتماما كبيرا من المجتمع ويعيشون في حالة استقرار.

أصبح شمال شرقي بكين مهدا للعديد من التجمعات الفنية. فإلى جانب المنطقة الفنية 798 الشهيرة، هناك تجمع هوانتيه الفني، تجمع فنون تساوتشانغدي الثقافي، وقرية فيجياتسون للفنانين، والقاعدة الفنية رقم 1.

مع اكتظاظ المنطقة الفنية 798 الشهيرة وارتفاع تكلفة الحياة فيها، بات تجمع هوانتيه الفني الذي لا يبعد عنها كثيرا وتنخفض فيه الإيجارات، منطقة مترامية الأطراف. يعيش في هذا التجمع الفنانون ويبدعون أعمالهم الفنية ثم يقومون ببيعها في المنطقة الفنية 798. وبفضل الأعداد المتزايدة من الفنانين القادمين إليه، تحول تجمع هوانتيه إلى مركز فني جديد. مقارنة بالمنطقة الفنية 798، التي أصبحت منطقة مكتملة نسبيا من حيث التطور، والتي قامت على أنقاض مصنع قديم مهجور، فإن تجمع فنون تساوتشانغدي يعتبر أكثر هدوءا وأنسب للعيش.

تقع منطقة سونغتشوانغ الفنية، في قرية شياوباو في بلدة سونغتشوانغ بحي تونغتشو بمدينة بكين، وهي أكبر تجمع فني في الصين. وفي عام 1994، استقرت مجموعة من الفنانين الشبان فيها، وصارت تعرف باسم قرية الفنانين. خلال السنوات التالية، تطورت القرية تدريجيا إلى تجمع فني يعج بالفنانين والمعارض، والنقاد والوكلاء. وتجذب الأجواء الفنية في المنطقة الآن الكثير من الفنانين والمصورين والمنتجين المستقلين والموسيقيين والكتاب، وتزدهر فيها أشكال مختلفة من الفنون مثل المنحوتات واللوحات الزيتية وعروض وسائل الإعلام الجديد.

 بكين أيضا تشهد عددا لا يحصى من العروض الفنية. وهناك مائة وخمسة وثلاثون مكانا في بكين لتقديم العروض، وقد تجاوز عدد العروض التي قدمت في بكين حتى عام 2015 أربعة وعشرين ألفا، غطت مجموعة واسعة من الفنون مثل الأوبرا والرقص والتمثيليات الصينية، والحفلات الموسيقية والموسيقى الشعبية، ومسرح الأطفال. إن الأشخاص وبمختلف أمزجتهم وبمختلف أعمارهم، يجدون جميعا الأشياء المفضلة لديهم في بكين.

في السنوات القليلة الماضية، زاد ظهور الفرق الفنية الأجنبية أكثر في بكين. الجماهير في المدينة صارت لديها فرصة الاستمتاع بمجموعة واسعة من الولائم البصرية والسمعية. بعد التعرف على العادات الشعبية المحلية وتذوق الأطباق المحلية المختلفة، هناك خيارات كثيرة بالنسبة لزوار بكين للاستمتاع بالعروض الرائعة حتى تكتمل رحلتهم.

المسارح في بكين

المركز الوطني للفنون المسرحية

يقع المركز الوطني للفنون المسرحية في الجانب الغربي لساحة تيانآنمن، وهو أكبر المسارح في آسيا. وقد صُمم بأفكار متطورة ومميزة، ويعكس مزيجاً من التقليدية والحداثة، بالإضافة إلى الرومانسية جنبا إلى جنب مع الواقعية.

تصميم المبنى يشبه قطرة ماء، محاطة ببحيرة اصطناعية. يعتمد على نظام توزيع المياه للحفاظ على المياه نظيفة باستخدام التكنولوجيا المتخصصة التي تجعل المياه لا تتجمد في فصل الشتاء وتحول كذلك دون نمو الطحالب في فصل الصيف.

يضم المركز الوطني لفنون العرض أربع قاعات للعرض لتقديم عروض فنية مختلفة بما في ذلك الأوبرا والرقص والباليه والاحتفالات الكبرى. القاعات الأربع المستقلة، ترتبط مع بعضها البعض عن طريق ممرات. زوار هذا المسرح يستمتعون بهذه الأعجوبة المعمارية، فضلا عن العروض المختلفة. موسم الأوبرا الذي يستمر من أبريل إلى يوليو من كل عام، يمنح الزائرين فرصة رائعة للاستمتاع في هذا الفضاء.

مسرح بولي

مسرح بولي في بكين أكثر من مجرد مسرح، فهو ملاذ للفنون المتنوعة. يقع على الجزء الشرقي للطريق الدائري الثاني، بالقرب من مخرج محطة مترو دونغسيشيتياو، وهو أحد الأماكن الرئيسية في بكين للعروض الكبرى. لمدة ست سنوات متتالية، كان بمثابة المسرح الرئيسي لمهرجان الموسيقى في بكين. وشهد أيضا عرض العديد من الأعمال الدرامية المحلية والأجنبية الشهيرة والأوبرا. يتسع المسرح لألف وأربعمائة وثمانية وعشرين متفرجا. يتم تشغيله بطريقة ميكانيكية يتم التحكم فيها بالكمبيوتر ولديه القدرة على استضافة العروض الفنية الكبيرة للأوبرا والسيمفونيات والباليه والمسرحيات الغنائية.

مسرح العاصمة

يقع في الطرف الشمالي من شارع وانغفوجينغ المزدحم، يتبع المؤسسة المسرحية – مسرح فنون الشعب ببكين- التي يعود تاريخها إلى أكثر من ستين عاماً، ويتميز بنمط أداء متميز. وهو واحد من أفضل مسارح الدراما في الصين من حيث المستوى والمرافق. المسرح تم بناؤه في عام 1954، وتم تصنيفه كتصميم معماري ممتاز من قبل الجمعية المعمارية الصينية. يقدم هذا المسرح العروض المسرحية الصينية والمسرحيات التجريبية، ويستقبل مائتين وأربعين ألف متفرج سنويا.

مسرح مي لان فانغ الكبير

يقع على الجانب الغربي للطريق الدائري الثاني، ويحمل اسم فنان أوبرا بكين الأشهر مي لان فانغ (1894-1961). يمثل بناؤه الحديث مزيجا مثاليا من العناصر التقليدية والفن الحديث. المبنى من الخارج مغطى بزجاج شفاف، يمكن لأي زائر رؤية الجدار الأحمر من الخارج، والذي يرمز إلى القصر الإمبراطوري الصيني. وفي المساء، يصير مثل بلورة حمراء مشرقة. المسرح يتبع لمؤسسة أوبرا بكين الوطنية الصينية، به تسعمائة وثمانون مقعدا. وإلى جانب أوبرا بكين، فإن هذا المسرح يستضيف أيضا أنواعا أخرى من الأوبرا والدراما والرقص والحفلات الموسيقية.

 في واقع الأمر، كل شخص لديه انطباع مختلف حول بكين اعتمادا على اختلاف مشاهداته وتجاربه في المدينة. حيث يمكن للمرء أن يجد المتعة في التاريخ من خلال الجدران الحمراء ذات الزخارف الصفراء للقصر الامبراطوري وغيرها من الهياكل التاريخية، كما يمكن للمرء الاستمتاع مع الأصدقاء والضحك في باحات الأزقة القديمة، أو أن يلثم النسيم البارد في سور الصين العظيم، أو أن يستمتع بمتابعة الموضة وحياة المدينة الصاخبة.

بكين مدينة شاملة ومن المستحيل أن أصف ذلك تماما في مقالة واحدة. على الرغم من معيشتي في بكين عشر سنوات، لا أزعم أنني قد أدركت تماما كل سحر المدينة. ولكنني على يقين من أن بكين يمكن أن تقدم للزوار مشاهدات مختلفة وذكريات رائعة.

نصائح للسياح الأجانب

تأشيرة الدخول

 حاملو جوازات سفر إحدى وخمسين دولة ومنطقة معينة لا يحتاجون إلى تأشيرة دخول، إذا كان مرورهم عبر مطار العاصمة بكين الدولي لمدة لا تتجاوز 72 ساعة. ويجب عليهم المغادرة من ذات المطار بعد الانتهاء من جولتهم القصيرة في أنحاء المدينة.

سياسة رد الضريبة

 يمكن للزوار الأجانب استعادة الضريبة على مشترياتهم في الصين. الزوار القادمون من الخارج، ومن هونغ كونغ، وماكاو، وتايوان، الذين يعيشون في بر الصين الرئيسي لمدة لا تزيد عن مائة وثلاثة وثمانين يوما، يستحقون خصما بنسبة 11 في المائة على السلع الاستهلاكية التي يشترونها من متاجر محددة. الحد الأدنى للشراء للحصول لاستعادة الضريبة هو خمسمائة يوان من متجر واحد في يوم واحد، خلال فترة زمنية لا تتجاوز تسعين من تاريخ الشراء حتى تاريخ المغادرة.