نسائم محبة صينية في الشرق الأوسط

حمل شهر يناير عام 2016، أنسام محبة صينية إلى منطقة الشرق الأوسط الملتهية بالصراعات والحروب والعنف. ففي أول جولة خارجية للرئيس الصيني شي جين بينغ في عام 2016 قبيل حلول عيد الربيع الصيني، زار ثلاث دول في منطقة الشرق الأوسط؛ السعودية ومصر وإيران.

في السعودية، التي وصلها الرئيس شي في التاسع عشر من يناير، حظي الزعيم الصيني باستقبال ملكي، وصفته وسائل الإعلام العربية بالمهيب، حيث كان الملك سلمان بن عبد العزيز في استقباله بقصر المربع التاريخي، قبل أن يحتسيا القهوة العربية ويتجولا في أرجاء القصر.

وقبل أن يصل الرئيس شي إلى المحطة الثانية في جولته، كانت مصر قد اكتست حلة صينية بهيجة، من عاصمتها القاهرة التي رفرفت أعلام الصين في شوارعها إلى الأقصر التي تزينت أعمدة معابدها بتراث الحضارة الصينية. قبيل وصول الرئيس شي بساعات إلى مصر، كان معرض صور الذكرى السنوية الستين للعلاقات الصينية- المصرية قد افتتح في فندق على ضفة نيل العاصمة المصرية، كما تم الإعلان عن صدور العدد الخاص من ((الصين اليوم)) تخليدا لذات المناسبة. وعندما هبطت طائرة الرئيس الصيني بمطار القاهرة الدولي كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على رأس مستقبليه، قبل أن يتحرك الموكب الرئاسي إلى قصر عابدين، ليقوم الرئيسان في جولة داخل القصر التاريخي، الذي جرت في ساحته، صباح الحادي والعشرين من يناير، مراسم الاستقبال الرسمية للرئيس الصيني بإطلاق المدفعية إحدى وعشرين أطلاقة. وفي مساء نفس اليوم، كان الرئيسان على موعد في معبد القصر لمشاهدة نخبة من العروض الصينية والمصرية تدشينا لعام الثقافة الصيني- المصري.

في مطار طهران، كان شي جين بينغ أول رئيس دولة في العالم يزور إيران بعد رفع العقوبات الغربية عنها، والتقى مع الرئيس الإيراني حسن روحاني والمرشد الأعلى للثورة على خامنئي. وقد صاحبت زيارة شي لطهران العديد من الفعاليات الثقافية والإعلامية التي أكدت على عمق علاقات البلدين.

كانت رسالة الرئيس الصيني في الدول الثلاث واحدة: "مفتاح تسوية الخلافات يكمن في تعزيز الحوار. لا تُحل المشاكل بلغة القوة، ولا يدوم الأمن بعقلية المحصلة الصفرية." وقد أكد الرئيس شي أن الصين ستواصل دعمها الثابت بدون تزعزع لجهود دول الشرق الأوسط والدول العربية في الحفاظ على ثقافتها وتقاليدها الأصيلة، وترفض التمييز والتحيز بأي شكل من الأشكال بحق عرق أو دين بعينه. وفي كلمته بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية، قال الرئيس شي: "الأمل موجود في الشرق الأوسط، فقط يتطلب الجهود من مختلف الأطراف للسعي إليه وتجسيده عن طريق الحوار والتنمية." وأضاف: "المفتاح لفك المعضلة يكمن في تسريع عجلة التنمية. إن جميع الأسباب التي أدت إلى الاضطرابات والتوترات الحالية في الشرق الأوسط ترتبط في الأساس بالتنمية، فلا مفر من احتوائها إلا من باب التنمية في نهاية المطاف. إن التنمية قضية حياة وكرامة الشعوب، وهي سباق مع الزمان وصراع بين الأمل واليأس. وإن تحقيق كرامة الحياة للشباب من خلال تطويرهم وتنميتهم هو الطريق الوحيد لأن ينتصر الأمل على اليأس في عقولهم، وأن يبتعدوا طوعا عن أعمال العنف والتطرف والإرهاب في سلوكهم."

وتتواصل نسائم المحبة والسلام الصينية إلى كل العالم.